-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 43 -4 - الإثنين 11/12/2023

  

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


 

الفصل الثالث والأربعون

4


تم النشر الإثنين

11/12/2023



خرجت سيلين من شرودها ونظرت لتلك المنامة ، ثم جذبتها واتجهت  لتنهي زينتها قبل وصوله 

بعد قليل أنهت زينتها ونظرت إلى نفسها بالمرآة..ابتسمت برضا لذاك الثوب الذي أبرز مفاتنها الانثوية، مما جعلها أيقونة تجذب القلب قبل العين 

اتجهت بنظرها إلى تحضريها إلى حفلتهم الرومانسية ، تحركت إلى طاولة الطعام واشعلت الشموع، بعدما أغلقت الأضاءة، حينما استمعت لصوت سيارته بالأسفل

أضاءت الشموع ، واتجهت تقوم بتحضير الطعام ووضعه بطريقة منسقة 

بالأسفل دلف يونس يبحث عنها ينتظر جنونها الطفولي كعادتها حتى جعله روتينه اليومي، يعشق حركاتها الجنونية، دلف إلى المطبخ ظنا أنها تجذب فواكها، ضيق عيناه مستغربا عدم وجودها، ابتسامة تلقائية خرجت من بين شفتيه، عندما تذكر تعبها منذ ايام 

صعد بخطوات مهرولة إليها، فتح باب الغرفة بهدوء، ودلف إلى الداخل ولكنه تسمر بوقفته ينظر لتلك الجنية الساحرة كانت إضاءة الشموع تعكس على بشرتها البيضاء الساحرة وعينيها الزرقاء اللامعة بلون البحر

لم تلاحظ دخوله بانشغالها مما تفعله، ظنت أنه سيتوحه إلى والدتها مثلما قال لها قبل خروجه

وقف ينظر إليها نظراته الهائمة تتحرك فوق مفاتنها بجوع ولهفة تؤكد لمن يراه أنه لم يرا نساء من ذي قبل، دنى بخطواته السلحفية ودقات تدق بصخب مما شعر بخروجها من قفصه الصدري من تلك الساحرة 

شعرت به من رائحته التي اخترقت رئتيها 

استدارت بابتسامة خجلة 

-حمد الله على السلامة حبيبي

ضيق عيناه ورفع كفيه على جبينها 

-لا مش سخنة ولا انا بحلم، يمكن عودة لزمن الماضي، أو يمكن عجلة المستقبل ولا يمكن اضغاث احلام 

عانقته ثم طبعت قبلة على وجنتيه 

-لا دي ولا دي..انا سيلين حبيتك وروحك دا لو قلبك لسة بيدقلي..قالتها وهي تشير إلى صدره 

جذبها بقوة وانحنى يضع رأسه بعنقها يستنشقه بصوت مرتفع، هائما بلحظته ثم رفع عيناها لتلك التي إصابتها رجفة بما فعله واشتعلت وجنتيها خجلا

-بتسألي قلبي لسة بيدقلك ياسيلين..رفع أنامله يزيل خصلاتها عن عنقها ليصك ملكيته عليها هامسا لها 

-ياترى قمري ووجه رضيو على حبيبه 

ضيقت عيناها متسائلة:

-قمرك ووجه، ايه دا اسم جديد 

فوجئت به يرفعها من خصرها ويدور بها 

-اسمك ياروحي معناه وجه القمر..وضعت يديها على وجنتيه 

-بحبك يايونس..انزلها بهدوء ودقات قلبه بالأرتفاع ..لأول مرة يعجز عن صياغة الحروف ليخبرها بما يشعر به 

وضع جبينه فوق خاصتها وهمس لها

-انا مش بحبك بس، انا بتنفس عشقك ياضي القمر 

لامست كلماته حواف قلبها الذي تعثرت نبضاته من فرط التأثر بحروفه، رغم بساطتها إلا أنها اخترقته دون أذن 

-يونس انا آسفة، اتأكد مفيش حد هز قلبي غيرك

لامس كرزيتها بخاصته قائلا

-اتأكيدي أن سيلين هي السبب في حياة يونس 

لمست وجنتيه بحب وعيناها تعانق عيناه العاشقة، وتناست العالم برمته، تحركت بأحضانه تتمايل معه على اللحن الموسيقي لحن الحب ،لم يكن للحديث وجود وهناك فقط نظرات صامتة لم يفهمها سواهما، بريق عيناهما اللامع بعشقها ودقات قلوبهما الصاخبة هما الحاكي الوحيد 

حركات كفيه وضمها من خصرها ناهيك عن همسه الذي أصابها جعلها تشعر بفراشات تطير بمعدتها من فرط السعادة التي جعلها تقترب منه وتضع رأسها باحضانه لتعزف لحنه الموسيقي بصدره، لم يعد للمسافات قانون، ولم يعد للصبر حدود عندما حملها واتجه بها الى جنة خلدهما الذي سيسطرها بعشقه ليظلها باقية حية للخلود 

بعد سنتين من زواج يونس وحمزة

بمزرعة  نوح واسما 

استيقظت من نومها على الما بمعدتها، حتى استشعرت بتقلبها، فاتجهت سريعا الى مرحاضها لتتقيأ ما بجوفها..جلست على أرضية الحمام بارهاق وجسد مرهق، شعر بها نوح فقفز من مكانه متجها إليها ..ذهل من حالتها 

-اسما فيه ايه..همست من بين انينها 

-نوح ..كررتها بارهاق ، حملها سريعا متجها للداخل، وضعها برفق على الفراش 

-اسما حبيبتي حاسة بايه 

وضعت كفيها على احشائها 

-بطني بتوجعني، يمكن اخدت برد من المكيف، ولا يمكن العلاج ال باخده للرحم تعبني، معرفش 

جذب وشاحا خفيف ودثرها به، بعد إغلاقه للمكيف، ثم اتجه للأسفل لعمل مشروب دافئ..وقام الأتصال بالطبيب

❈-❈-❈


بقصر البنداري 

دلفت بعد يوما طويلا من العمل،، اتجهت إلى غرفة ابنها، ودثرته بالغطاء ثم طبعت قبلة على جبينه، ظلت لدقائق تنظر إليه وكأنها ترى سليم أمامها ..مسدت على خصلاته وشق ثغرها ابتسامة

-ياترى هتاخد حنان باباك، ولا هتاخد غضب وكبرياء عمك ياأمير، دققت النظر إلى ملامحه البريئة ..وتذكرت غضب راكان عليها اليوم بالشركة 

دلف الى مكتبها، وجدها تجلس مع أحد المهندسين وتتحدث معه بابتسامة خلابة 

-حلو المشروع دا، تيجي بكرة المهندسة سيلين وتشوفه وتعمل التمام عليه 

نهض بعد وصول راكان واجابها بابتسامة

-شكرا لحضرتك مدام ليلى، تعبت حضرتك في المراجعة 

اومأت بهدوء بعدما وجدت نظرات زوجها النارية ..تحرك للخارج..اتجه إليها راكان

-شوية وكان هياخدك في ايه

نهضت تعانقه وتبتسم 

-بلاش كلام يزعل حبيبي الغيور 

أبعدها برفق وتحدث بغضب

-ليلى مفيش حاجة في الشغل اسمها مدام، المفروض يقول باشمهندسة وبس، وبلاش الشفايف ال عايزة اقطعها حالا دي تفضل تضحك كدا 

وضعت رأسها بأحضانه بصمت، حاوط خصرها 

-ليلى متزعليش مني، مش موضوع ثقة على فكرة، الموضوع انا بغير عليكي، وبقولها ومش مكسوف ولا هتكبر عليكي 

تغيرت حالتها ورفعت نظرها إليه 

-وأنا كمان ياراكان، بغير عليك حبيبي

رفع ذقنها ونظر لعيناها

-مش عايزة تقولي حاجة لمعذبك..استدارت متجهة إلى حقيبتها 

-ياله حبيبي زمان كوكي عذبت ماما وداليا

خرجت من شرودها على صوت هاتفها

-ايوة ياسيلي ..عاملة ايه 

-ليلى بكرة هعدي عليكي الصبح ..تمام ياسيلي ،قالتها واتجهت لأبنها تمسد على خصلاته 


-قلبت لبابا جدا ياأمير، فعلا ال خلف ممتش..قالتها بابتسامة، وتحركت متجهة إلى ابنتها 

دلفت بهدوء حتى لا تيقظها، وجدت مربيتها تدثرها، فهمست لها 

-صحيت ومبطلتش عياط، وكانت بتدور عليكي 

ابتسمت لشقاوة ابنتها وتحدثت 

-عارفة أنها متعبة ياداليا، آسفة تعبتك معايا، بحثت داليا بعينيها عن راكان فتسألت هو حضرة المستشار مرجعش

تحركت إلى ابنتها بهدوء ودنت تطبع قبلة على جبينها

-شقية مامي هتجنن العيلة كلها، ثم اتجهت إلى داليا

-راكان تحت بيخلص شوية شغل، محتاجة حاجة 

هزت رأسها رافضة فتحدثت مرتبكة

-لا ابدا أصله لما بيكون برة بيدخل على طول للولاد فاستغربت بس 

تحركت متجهة إلى غرفتها وابتسمت 

-لسة تحت ياستي اكيد هيعدي على المجنونة يشوفها، مبيعرفش ينام من غير مايشوفها 


دلفت وتناولت منامة متجهة الى المرحاض..دلف بعد قليل يبحث عنها وجد ثيابها على الفراش، اتجه لغرفة الملابس وتناول ثياب نومه، ثم اتجه إلى الفراش ينتظرها وهو يتفحص أعماله على جهازه المحمول، تفاجأت بوجوده

-راكان، مش قولت هتخلص شغل تحت ..قالتها وهي متجهه للمرآة ، نهض متجها إليها ثم انحنى يحمل كريمها الذي تتلاعب به 

جلس أمامها يطالعها بهدوء

-ليلى مالك؟!

ارتسمت ابتسامة هادئة على ملامحها ونظرت إليه-

-مش فاهمة ياراكان قصدك 

فتح الكريم وأمسك كفيها يضعه عليه وينظر إلى مقلتيها وهو يمط شفتيه

-مش فاهمة قصدي، يبقى بلاه السؤال دا ياليلى..أنهى ماكان يفعله وتحرك متجها إلى الفراش

ظلت نظراتها عليه من خلال المرآة وقلبها ينبض بعنف على حزنه، جففت خصلاتها وانتهت من تجهيزها متجها إلى الفراش، جلست بجواره ووضعت رأسها على كتفه تحتضن كفيه

-انا كويسة ياراكان، بس مشغولة شوية بالشغل، وكمان الولاد، غير سفر كريم وقلقي عليه، وكمان 

وضع حاسوبه على الكومود بجواره واعتدل للنوم 

-اطفي النور عايز انام عندي محكمة الصبح، وهسافر يومين إلى اسكندرية، لو مشاغلاك الكتيرة خلصت يبقى عرفيني 

ارتجف قلبها من حركته تلك وابتلعت ريقها بصعوبة، فلأول مرة منذ تصالحهما ينام بعيدا بتلك الطريقة 

أغلقت الأضاءة وتسطحت بجواره تنظر لظهره بدموع محتجزة أبت الهبوط، ظلت لفترة بمكانها بشق الأنفس تحبس أنفاسها حتى شعرت بجمرات حارقة تكوي صدرها 

لم تفكر بعدها ودنت تجذب ذراعيه بعنف قائلة بصوت مكتوما ببكائها

-مش عارفة أنام من امتى وانا بنام بعيد عن حضنك، قالتها وبعدها تركت العنان لعبراتها التى انسابت كزخات المطر 

استدار إليها عندما شعر بتأنيب الضمير وهو يلمح نظرة الألم بعيناها الصافية التي ظهرليلها بسخاء على ضوء القمر المتسلل من النافذة 

رفع أنامله يزيل دموعها، ود لو احتضنها بقوة ليحطم اثار وجع روحها الذي ظهر بوضوح على عيناها ولكن كيف بعدما حاولت أن تخفي المها بعيدا عنه 

دنت تضع رأسها بعنقه وتحاوط خصره عندما وجدت نظراته وصمته، دلفت لحصنها الأمن، كيف لها أن تخرج مكنون المها الذي عشعشه شيطانها بصدرها 

همست بأنفاسها الحارة بعنقه

-بموت من فكرة انك ممكن تبعد عني ياراكان، خايفة اخسرك، معرفش مالي، بقالي فترة والفكرة دي مش عارفة أخرجها من عقلي 

كانت كلماتها كالطلقات النارية التي استقرت بقلبه، كيف لها أن تفكر أنه سوف يبتعد ويتركها، ألم تعلم بأنها نبض الحياة 

ابتلع ريقه بصعوبة قائلا بتنهيدة عميقة

-تفتكري بعد الحب دا كله ممكن ابعد عنك ياليلى، أخرجها من أحضانه يعانق ليلها

-ليه بتوجعي قلبي بكلامك دا، ازاي خليتي شيطانك يأثر عليكي، ازاي مفكرتيش وقت ماكنا بعيد عن بعض مكنش في حاجة في بالي غير أننا نقرب ونعيش مع بعض، ازاي بعض الوجع دا كله وبعد ماربنا طبطب على قلوبنا نرجع نبعد تاني، مفكرتيش أن دا قضاء ربنا هو ال بيجمع القلوب وهو ال بيفرقها، بلاش تفكري بالطريقة دي 

ران صمتا هادئا عليهما لم يخل من نظراتهما الحزينة وحبس الأنفاس 

رفعت أناملها على وجهه تلمس وجنتيه ودنت من خاصته تطبع قبلة عليها وتهمس له من بين قبلاتها 

-آسفة حبيبي عشان كدا مكنتش عايزة اقولك وازعلك 

ظل صامتا نظراته فقط على وجهها، رفع ذراعه اخيرا وجذبها يضمها بشدة واطبق على جفنيه دون حديث

وضعت رأسها بأحضانه وهمست قبل أن تغلق عيناها

-بحبك وبموت فيك ياراكان..فتح عيناه على همسها ينظر لسكونها بين يديه..ظل فترة جسده متصلب شل عقله عن التفكير كما شل قلبه عن النبض، هل سوف تنقلب حياتهم مرة أخرى..سكنت تماما بأحضانه وانتظمت أنفاسها علم أنها ذهبت بنومها 

وضعها برفق تتوسد زراعيه، ينظر إلى وجهها الذي مازال اثار دموعها عليه، دنى يطبع قبلة مطولة على جبينها ثم تنهد قائلا

-ياترى احساسك صح ياليلى ولا لا..مسد على خصلاتها ثم أخرج زفرة حارة وتحدث 

-ان شاء الله كلها احلام، استمع الى اهتزاز هاتفه ، استغرب 

-نوح فيه حاجة..؟!

-باركلي ياحضرة المستشار هكون اب لتالت مرة 

ابتسم راكان وتناسى حزنه 

-الف مبروك يا حبيبي ربنا يباركلك فيهم 

-شكرا ياعم العيال


الصفحة التالية