-->

رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 1 - 4 الأربعاء 6/12/2023

  قراءة رواية براثن العشق كاملة


تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية براثن العشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل الأول

4


تم النشر الأربعاء

6/12/2023

 أنعقد حاجبيها بينما تنطق بضعف:

_ سالم مقتلهوش 


اجابها بضحكة ساخرة:

_ وسامي دا يبقا مين يا برائة! أبن عمك وكان عايز يقتل سالم أخوكي في الأساس يبقا بلاش تمثيل أكتر من كده عشان شكلك بقا عفش اوي، انا رايح لأمي وطول فترة قعادك ملمحش وشك ده ابدًا 


غادر من أمامها بخطوات صلبة وقويه، جلست علي الفراش تدفع رأسها بين ركبتيها متذكره كل شئ 

ماضيها وزواجها الأول.. تلك الكارثه التي جعلت الخوف يلازمها حتى حكمت علي ذاتها عدم مغادره غرفتها لسنوات وسنوات 

لقائها" بقاسم" بعد أن تعافت من ذلك الخوف؛ كان رجلًا يبرق كقطعه الماس ودون رغبتها جذبها بريقه ذلك الحب الذي انتهى بها هنا! 


_ انا اعمل أيه يا ربي! انا مين وانهي حكاية الي صح؟ ليه قلبي واجعني كأن سكينه أدبت فيه؛ كنت عارفة أن أخر حكايتنا مش هيكون حلو!


بكت بحرقة وما للقلب سوي مناجاة خالقها..


❈-❈-❈


برياح الأيام حُملنا وبين طيات الشهور القتنا الرياح..


جلس "قاسم "في خيلاء بين جدران مكتبه الذي يشارك الحجرة حيث قضت برائة قرابه الثلاثه أشهر؛ يتذكر بذلك اليوم حينما تحامل علي ذاته لينهض من الفراش ويذهب لوالدته كي تعتني به وبطلقة الناري بدلًا من برائة


بذلك اليوم رأى تيه وانكسار غريب بعينها؛ تُرى اليوم ما رد فعلها؟ 


ابتلع لعابه وهو ينهض علي عجلة من أمره لأخبارها  و رؤية رد فعلها المميز له؛ لأول مره كان يركض بين أروقة المنزل بحثًا عنها كالمراهقين؛ رأته زينب لتهتف به بقلق:

_ في ايه يا قاسم بتجري كدا ليه؟ 


أبتلع لعابه وهو يبتسم لها :

_ هاه لا يامه مفيش حاجه متقلقيش، انتِ مقولتيش لبرائة حاجة صح؟ 


قابلتة بنظرات منزعجة تخبرة ببعض الضيق:

_ لا يا بني مقولتش، الي انتَ عايز تعمله دا غلط انتِ مش بتأذي إلا روحك كدا؟ 


_ أنا أخدت قراري خلاص يامه وممنهوش فايدة الكلام ده دلوك اني هروح اقولها


نطق بحزم واستدار ناويًا البحث عنها بباقي المنزل لكن والدته هتفت من خلفه بصوت مرتفع:

_ هتلاقيها في المطبخ بتعملي شويه حاجات بدل ما أنتَ زي الجحش كده ورايح جي تجري كيف العيال


ضيق حاجبيه بأنزعاج والتقطت عينه الخادمه التي تكتم ضحكتها عليه، تحرك بخطوات أبطئ وأكثر ثقة متجهًا للمطبخ حيث توجد هي..


❈-❈-❈


كانت "برائة "تقف أمام الموقد وهي تعد حلوي شعبية يطلق عليها" سد الحنك" بينما تمزح رفقة الخادمات بالمنزل، رحلت عائلة" قاسم "بالتدريج بعد أسبوع أو أثنتين من زواجها مع وعد بالقدوم مجددًا لذا كانت تقضي أغلب وقتها مع الخدم وزينب.


بينما هُن شاردات بالمزاح دلف قاسم للداخل مسببًا صمت الخادمات من حولها؛ أسترعى الأمر أنتباهها لتلتف حيث ينظرون وتصدم من وجودة؛ لم تنسي كيف تهرب منها بوقت ألمه وأخذتها أشارة رفض تامة منه


لم تتحدث وأعادت تركيزها لما تُعده بينما نطق هو بجدية:

_ تعالي عايزك 


أصطنعت عدم الاستماع ليكرر حديثة مجددًا:

_ برائة عايزك! 


نظرت له بأعين باردة تحاول أخفاء ثورانها المعتاد من وجودة:

_ مش هينفع أخرج عشان الأكل 


تنفس بضيق محاولًا قمع غيظة منها؛ هل يخبرها الأن بالأمر ويحرجها أمام الخادمات؟ أهذا ما تريده 

تمتم استغفار قبل أن يتحدث بصوت صلب:

_ اخرجوا سيبوني مع ست برائة 


تحرك الجميع تاركين ما بين أيديهم وهي تحاول تركيز عينها عل يما تفعلة؛ تحاول أخفاء أرتعاشة يدها وأندفاع نبضها داخل صدرها، أقترب يقف بجوارها وهو يعيد كلماته بثبات :

_ عايزك في موضوع 


_ ما.. أنتَ خرجت كله خلاص قول 

أستدارت تحمل ما بيها لتفرغة بالطبق حينها تيبس كامل جسدها قبل أن ينتفض وهي تستمع لكلماته البطيئة:

_ هتروحي مع أمي تطلبولي عروسه 


أصاب الثقل عقلها وترددت الكلمات في فراغ المكان؛ عروس...زواج سيتزوج عليها أمرأة أخرى؛ يرغبها ويحبها تشاركة فراشة وحياتة بينما هي!! من هي 


كانت ستغرق بعقلها وقلبها بأنتفاضتها لكن يده التي حطت علي كتفها كلدغة الثعبان أفاقتها، أبتعدت عنه للخلف وهي تعيد تشديد قبضها علي ما بها وقد أوشكت علي تركها لتصدم الأرضيه كما صدمها هو.


يطالعها بعين مترقبة وبين طياتها تعمل الفضول؛ لم تكن تراه الأن سوى ثعبان أسود ينتظر ليقبض علي روح فريستة ولم تكن الفريسه أحد سواها..:

_ حاضر 


لم تعلم كيف غادر صوتها محجره بثبات وهي بداخله تشعر أثر الزلازل، ضيق حاجبيه سويًا وأندفع لها يعيد توجيه نظرها بوجهه بعدما التفتت بغضب سحب ما تمسكه يضعة بقوة علي الطاولة قابضًا علي كتفيها سويًا :

_ بقولك هتجوز! هتروحي تختاريلي العروسة 


ثلاثة أشهر من التجاهل العزاب والحزن؛ ربما ذلك الجمود كان أثرهم! :

_ وانا قولتلك ماشي يا قاسم 


_ انتِ مين! 

تركها من بين أصابعه تفر متراجعًا بسرعة عينه تمر عليها متهمه وباحثة عن برائة.. برائتة هو !


أنطلق مغادرًا سريعًا من الحجرة وظل التساؤل يحوم حول برائة؛ من هي؟؟ 


❈-❈-❈


صعد لسيارتة وأنطلق بها حتى وصل لأحد المناطق النائية تمامًا والشبه مقطوعة ليخرج هاتفه متصلًا  بأحد أصدقائه المقربين علة يفرغ حمل عن صدره  :

_ ياااه قاسم بنفسه متصل بيا؟ حصل أيه في البلد خلاك تتصل ! 


أبتسم" قاسم "علي العتب بنبره الأخر لينطق مبررًا :

_ حقك عليا يا عدي مكنتش أقصد مردش عليك ولا أغيب كل ده بس أديك عارف الي بيحصل فيا


_ ايه الحب ملوعك يا صحبي؟ 


أبتسم" قاسم "مهمومًا وغادرته الكلمات مجروحة:

 _ ياريته ملوعني بس؛ دا كيف النار عمال يحرق فيا لا عارف الراحة فين ولا قادر أستحمل وجعه


_ والله وبقيت بتقول شعر يابن الشرشابي! كل ده من حرمة 


ضحك بقوة يتذكر حينما أخبره بحده أن لا أنثى تعزب قاسم :

_ مش أي حرمة ياخوي مش أي حرمة؛ كل حاجة فيها تتعبك ! تقرب منها تفرح والدمع نازل من عينك! وتبعد تستريح ونار الشوق مولعه في قلبك، مش عارف أصفالها بعد موت عزمي وبعد كدبها وفي نفس الوقت لما بقسى عليها بتوجع أنا، أعمل أيه يا عدي؟ 


_ أمرك صعب يا صحبي ومش هقدر اديلك حل تعمله، بس حاول تعيش أنسى الي فات 


تنهد "قاسم "دافنًا الضيق بأعماق صدره فلا يوجد أحد يفهمه أبدًا؛ أغلق مع عدي ناظرًا بالأفاق وقلبه ينبض بعباراته الخفيه

"ومازلتي نبضي وجنوني؛ نظرتك وعيونك كانوا الحلم وكيف لحلم أن يتحول لكابوس"


❈-❈-❈


وضعت "برائة" الطعام "لزينب "التي كانت تطالعها بفضول منذ دلفت؛ ابتسمت" برائة "وهي تخبرها بهدوء:

_ يارب تعجبك يا حجه


_ هتعجبني يا برائة، تعالي اقعدي جمبي كدا

تحدثت "زينب "ببعض القلق وهي ترى حال" برائة"؛ عينها المنطفية وابتسامتها السعيده؟ تناقد جلي جعلها تضطرب لتسألها بقلق:

_ أنتِ كويسة! 


نظرت لها الاخرى بتيه لم تكن هي ولم تكن أي أحد سوى شتات نفس دمروها جميعًا:

_ معرفش يا حجه؛ قلبي واجعني اوي ومش قادره اقوله لاء 


تنهدت" زينب" تمسك يدها برقة ودعم بينما تشجعها :

_ ولو قولتي لاء دا حقك يا بنتي 


قاطعته" برائة" بعبارات قوية ونظرة متألمة:

_ حقي اندفن مع عزمي؛ انا مش هكابر واعاند فحق مش حقي! أحنا كانا عارفين اني اجوزت قاسم ازاي ومحدش هامة الي فقلبنا؛ قاسم اول واحد مهموش قلوبنا دلوقتي لازم اسكت علي الوجع عشان مفتحش جروح لسه محدش عارف يداويها 


ادمعت عين "زينب" حزنًا علي ما أصاب أولادها :

_ ربنا يصبر قلبك يا بنتي؛ أنا مش عارفة أيه جبركم توجعوا قلوب بعض ؟ لو كان هو صبر ولا أنتِ متسرعتيش كان زمانكم عارفين ان الي قتل سامي ومكنش حد فيكم هيوجع التاني


أبتسمت "برائة" برضا وهي تخبرها بنبرة لينه رغم الحزن المستتر بين أحرفها :

_ نصيبنا يا حجة ومش هنقدر نهرب منه؛ انا هطلع أريح حبه عن أذنك 


_ أذنك معاكي يا بنتي

كانت "برائة "تنهض لكي تصعد حينما ولج قاسم بنظراتة الصلبه؛ طالعها بجمود وهو يأمرها :

_ حطيلي الغداء ومن انهاردة محدش يعملي حاجه في البيت دا غيرك مفهوم؟ 


طالعته بذبول وعين دامعة؛ لا تصدق أنة يحط من قدرها بتلك الطريقة اللهي وهي التي كانت تحلم بأعداد الطعام له؟

لم تعترض وهي تخفض عينها للارض مجيبه بإنكسار:

_ حاضر الي تحبه؛ دقايق والغداء يبقا جاهز 


تحركت مغادرة لتتدخل "زينب "بعتاب :

_ ليه كدا بس يا قاسم؟ 


_ انا مقولتش حاجه غلط يامه كل واحده بتبقا المسؤلة عن جوزها واني بعرف بت الشهاوي الاصول 


أجابها بحدة ورحل سريعًا لتدعو "زينب "بخفوت وقلب وجل:

_ ربنا يريح بالك يابني ويهديك للصواب بدل ما تخرب كل حاجه علي نفسك 




❈-❈-❈


وقفت "روان "بشموخ تعدل هنادمها أمام المرآة قبل أن تغادر الغرفة حتى حجرة" وداد"، طرقت الباب وسمحت لها" وداد "بالولوج لتبتسم الاخرى وهي تتحدث بنبرة ودودة:

_جهزتي يا مدام؟ 


ابتسمت "وداد "لها وهي تخبرها بلين:

_ خلاص أهو يا روان؛ طلعلي بس الشنطه 


_ أوامرك 


تحركت بأعتياديه تخرج الحقيبه وتتأكد من حملها لكل ما قد تحتاجة "وداد "خصوصًا علاجها؛ التفت علي صوت" وداد ":

_ يلا بينا 


_ يلا؛ اتفضلي 


قدمت لها الحقيبه وقبل أن تتحرك كانت "وداد" تثني عليها برقة:

_ شكلك جميلة وشيك يا روان مش هبطل أنبهر بنظامك وشطارتك 


ضحكت بخفه وإحراج قبل أن تجيبها بيقين :

_ دا كله من تعليم وخير حضرتك عليا 


_ شكلك بكاشة كمان! يلا بينا عشان منتأخرش ومنار تعملنا مناحه 

اجابتها وداد بمشاكسة وتحركت هي وروان للخارج متجهين للشركة


❈-❈-❈ 

بعد ربع ساعة ترجلت رفقة "وداد" أمام المبني التابع لها؛ مزالت "روان "تنبهر كلما رأت قدره وسيطرة تلك المرأة التي تعمل معها والتي تعكس معني النجاح 


كان" محسن ومنار"واقفين علي الباب لأستقبالهم ونظرات البغض تطق من عينهم لروان التي لم تعطي ملامحها أي رد


اقترب "محسن" مرحبًا "بوداد ":

_ نورتي مكانك يا مدام وداد 


_ منور بيكم يا محسن! ها أخبار الميتنج بتاع انهاردة أيه ؟ 


تدخلت "منار "وقد أقتحم الأثنين جانبي "وداد" مسببان تراجع "روان" :

_ الميتنج  كل حاجه في مظبوطه علي الشعرة وكله من خبرتك 


كانت "وداد "تفهم تودد "منار "لها لتعطيها إبتسامه عمليه وهي تتحرك وتخبرها بجديه:

_ مرسي يا منار؛ المهم عايزه المكتب الي جمبي يتجهز لروان عشان هي هتكون الوكيله عني هنا تمام؟ 


توقفت" منار"وقد غيمت الكراهيه والحقد علي وجهها علي عكس محسن الذي تماشي مع الامر وهو يجيب "وداد "بجدية:

_ اكيد يا مدام وداد هيكون جاهز انهارده 


_ تمام مرسي يا محسن انا وروان في مكتبي لحد ما الميتنج يبداء 


رحلت "روان "برفقة   " وداد "ولم تهتم برد فعل "منار "المكشوف أمامها، توقف "محسن" أمام"  منار "مؤنبًا بحزم:

_ المره الجاية لو مقدرتيش تحافظي علي رد فعلك قصادهم متزعليش لما تتكرشي من الشركة



أجابته "منار" بغضب :

_ عايزني أعمل أيه وهي جايبه واحده فلاحة جاهلة مجرد خدامه تركبها علينا وتاخد مكنا! اقف اسقف! 


ضحك  "محسن " بسخرية وطالعها بتقيم قبل أن يعقب علي حديثها:

_ مكنتش فاكر اني كل الفتره الي فاتت دي كنت بشارك واحده ساذجة! أنتِ عايشة في العنصرية والجهل وعامي عينك؛ الفلاحة الجهله الي بتقولي عليها دي والي كانت خدامه قدرت توصل للي أنتِ مش عارفة توصليله يا منار، خلي بالك من تصرفاتك عشان صدقيني لو وقعتي مش هساعدك ابدًا


تركها متحركًا لأتمام ما ورائه؛ طالعته " منار"  بغضب متمتمة بسخرية:

_ عامل فيها فاهم كل حاجه وانتَ فاشل وفي نفس مكاني! بكرا تشوف يا محسن انتَ والفلاحة دي انا هبقى اية وانتو الأتنين هتروحوا فين؛ انا هوري كل واحد مقامه ايه

يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة