رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 33 - 5 - الأحد 17/12/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثالث والثلاثون
5
تم النشر يوم الأحد
17/12/2023
في الخارج أمام فيلا سراج، بداخل سياره رسلان كانت مهره تجلس جانبه وعبراتها تبلل وجنتيها، جمد أنظاره المحتقنة على وجهها الباكي، فرأى ذلك الحزن الكبير الذي يسيطر على كل قسماتها، كانت أعينها متورمة، وأنفها منتفخًا وملتهبًا من كثرة البكاء، زاد ألم قلبه من رؤيتها هكذا، مسح على وجهها برفق هامس
= هذه القطرات أثمن من أن تذرف علي أشخاص لا قيمه لهم لذا أوقفي سيلان دموعك جميلي
التفتت ناحيته وهي تمسح دموعها برفق هاتفه باقتضاب ساخراً
= تتحدث وكانك ايضا لم تاذيني مثلهم لما وافقت على حادثهم وسافرت وتركتني كان يجب ان تخبرني بكل ذلك، لماذا لا تخبرني في ذلك اليوم عندما رأيتك في غرفتي بمنتصف الليل قبل مغادرتك، كنت اخبرني بالحقيقة كاملة.
ضغط على شفتيه مرددًا باستسلام
= = لم أنكر أنني عندما كنت محاصر من والدي، شعرت بالقلق من أنكٍ مازالتي مراهقة ولا تعرفين الفرق بين الإعجاب والحب. ثم حاولت أن أسألك آخر مرة تلك الليلة يا مهرة قبل سفري عندما سألتك سؤالاً وأردت أن أعرف إذا كان ما تشعرين به تجاهي هو... حب أم مجرد إعجاب أو حتى امتنان لما افعله معكٍ؟
هزت رأسها بتعجب وأخبرته وماذا اكتشف؟
وخزة عنيفة ضربت صدره بقوة لمشاركته بصورة غير مباشرة في إيلامها، لو كان يعرف بنوايا حبها له من البداية لما فكر في الرحيل، مد يده نحو كفها ليضعها عليه هامسًا لها
= بعد أن حصل بعض المحادثات بيني وبين أبي ادت الى تـدمير مـزاجي وذهبت لكٍ وقد كتمت نفسي بصعوبه من الداخل، تسللت و دخلت غرفتك بسبب هدافين اول هدف حتي اراكي لاخر مره قبل ان ارحل، وعندما استيقظتي انتهزتها فرصه وانا اريد ان اعلم ما مشاعرك ناحيتي، فانا لا اريد ان اخسر امراة مثلك بثباتك وقوتك.. لكنك لم تقولي لي ما يريح قلبي، كما اني لم اثق انكٍ تبادلين نفس مشاعري لانك لم تقوليها ولا مره لي؟ وهنا بدات اشعر بالخوف ثانياً وان ربما حديث والدي صحيح وانتٍ لا تحبيني .
شعرت بلمسات أصابعه الحنونة على كفها، و
ارتفع حاجبي مهرة للأعلى غير مصدقة ما قاله توًا، من تفكيره وأجابت موضحة بضيق
= لقد دخلت علي غرفه نومي وانا بمفردي و كنت غريب جداً معي، كيف تطلب مني ان اتعامل معك باريحيه وكأنه شيء عادي وابوح أيضا عن حبي لك في نفس اللحظه هذه، حسنا وما كان هدفك الاخر في التسلل الى غرفتي بمنتصف الليل .
نكس رأسه خجلاً منها شاعرا بالخزي لكونه قد لجأ لطريقه كذلك لمعرفه ما تخفيه، وهو يجيب بصوت مرتبك
= أرجو ان لا تغضبي مني، لكنني فعلت شيئا سيئ اعرف ذلك لكن كان لدي رغبه شديده ان اعرف ما الذي حدث بماضيكٍ وتخفي حتى يحذرني الجميع منكٍ لهذا الحد، وانني ربما بعد ان اعرف اتركك واذهب .
نظرت له مصدومه من عبارته التي جعلتها ترتاب سريعًا من كلماته الغير مريحة، ضاقت أعينها هاتفه باستنكار
= يا رباه ما الذي فعلته تحدث .
إبتلع ريقه بتوتر وحاول أن يبدو عقلانيًا متأنيًا في حديثه، تنفس بعمق عاقدًا العزم على فصح الأمر وصاح قائلاً بجدية
= سرقت يومياتك وقرأت ما تخفينه كله، وكل أسرارك.. يعني عرفت أنكٍ كنتي متزوجة من رجل كبير في السن، وأنجبتي فتاة وماتت، وأنكٍ لم يكن لديكٍ عائلة جيدة، بل هم من باعواكٍ له.. وعلمت أيضًا أن السيدة وفاء ليست والدتك الحقيقية.
عقد حاجبيه متذكر أمر آخر واضاف ببساطة مرة ثانية
= آه، وشيء آخر، أنتٍ والسيدة وفاء كنتما متزوجين من نفس الرجل؟ وبعد وفاته تبنتك لتعيشي معها.
شهقت مصدومة من فعلته المفاجئ فهي بالفعل لاحظت اختفاء الدفتر لكن لم تشك به مطلقا، قالت مرددة بذهول
= أنت لم تترك أي شيء غير وقراته يا إلهي أنا لم أمانع أن تعرف أي شيء عن ماضيه، وانت كنت تتحدث دائمًا بثقة أنك... مهما عرفت فإن مشاعري تجاهك لم تتغير، ولم تهتم بأي شيء حدث في فترة من حياتي لم تكن فيها موجودا أصلا. لقد تغيرت كثيرًا يا رسلان.
تحدث بسرعه قبل أن يترك لها الفرصة لتسرح في خيالات سيئة لا يحبذها، وجمد نبرته وهو يقول باقتضاب
= لم اتغير مهرة و لا احاسبك ولم يتسلل شئ من الشك لقلبي بشأنك انا فقط أردت أن أتأكد من مكانتي عندك،كل ما في الامر اني اكتشفت مشاعري الحقيقة، عندما عانيت في الغربه مثلك واشتقت لكٍ، كانت صورتك تزورني وانا اشعر بجزء مما عانيتي دون ان تفقدي تماسكك، برغم كل ماحدث معكٍ إلا ان تلك القوة التي تملكينها قد ابهرتني، لذا عدت وانا ابحث عن وجهك ليكون اول وجه اراه، لقد تغيرتي هذا صحيح وانا تغيرتي أيضا لكني متاكد بان مشاعرنا لم تتغير ابدا.. عد وانا مشتاق لاعرف شعورك نحوي هل ما زال نفسه ام تغير حتى لا يكون هناك مانع من أي شخص ويرفض علاقتنا للمرة الثانية .
التفتت لتراه ينظر إليها بحزن وشفقه وكأنه فهم الآن سبب كوابيسها وخوفها وبان في عيونه ندم شديد، كان مدركًا لكونه استخدم سلاح ذو حدين، حين سرقة دفتر مذكراتها وقرا ما تخفية و مشاعرها تجاه الأخرين، و رغم نبل غرضه إلا أنه كان ممتعضًا من ظنها السيئه الآن تجاهه لذلك أضاف مبرر
= اعلم انك مستاءه مني بسبب سرقه الدفتر وانني علمت اسرارك بهذه الطريقه رغم انكٍ لم تمانعي، لكنني اردت ان احزم هذا الموضوع باكمله حتى عندما اعود يكون كل الامور متضحه امامي ولم يظهر لي اي مشاكل او مانع لا يدعم علاقتنا .. آه يا صغيرتي لو اعلم انكٍ عنيتي بهذا القدر من البدايه لم اذهب! كيف استطاعوا ان يحرمكٍ من جميع هذه الأشياء ومن حقوقك
نزلت دمعه منها دون اراده، ارتعشت شفتاها أكثر وهي تبرر له بحزن
= ارجوك رسلان انت تؤذيني بكلامك هذا، لا اريد ان افتح هذا الموضوع .. لا احد أن يكون قربي لم يكن لي اب كسائر البنات لم تعيش امي طويلاً.. لا صديق ولا حبيب ولا اي أحد.. حتى ظهرت انت في حياتي .
ارتسم على محياه ابتسامة متلهفة وهو يرد
= انا احبك يا صغيرتي انتٍ الفرح بحياتي ، انا مازالت اريدك زوجة لي وملكه في بيتي.
داعبت تلك الكلمات المنتقاة بعناية أوتار قلبها الحساسة، ولمست في روحها جزءًا كبيرًا، هي تمنته حتى بات حلمها المستحيل، وبالرغم من رحيله إلا أن قلبها يحمل له الكثير من المشاعر التي تثور من أجله مع أقل تلميح، لوهلة بدأت مرتبكة أمامه من طريقته تلك، فخرج صوتها مضطربًا بصورة خفيفة وهي تتسائل غير مصدقة
= حتي بعد أن علمت كل شيء عني مزال نفس شعورك تجاهي! ومصر على الارتباط بي.
عقد ما بين حاجبيه بشدة قائلاً بنبرة قوية ذات مغزى
= هل تعتقدي إن فعلتٍ أشياء لا تعجبني فلن أحبك حينها؟ بل أحب إسعادك لي حتى وإن أحزتني وكسرتني.. فيجب أن أحبك، أنا أخذتك وقبلت بكٍ كما انتٍ باخطائك و نواقصك وحزنك و معاناتك .
واضاف متسائلاً وهو يتفرس في وجهها بنظرات قوية
= أليس انتٍ ايضا قبلتي بي كما انا ولم تريدي ان تغيري اي شيء به
لمعت عيناها ببريق سعيدة أثر كلماته و حينما رأت عينيه تستديران نحوها، هتفت بنعومة
= نعم قابلت بك كما انت رسلان.
دق قلبه بعنف من إجابتها و تحمس كثيرًا و تهلل أساريره المتشنجة وهو يقول بحب واضح
= وأنا أيضا قبلت بكٍ مهرة .
إبتلعت ريقها بتوتر وهي تقول بتردد
= كنت أتساءل هل أستطيع مع الوقت أن أنسى ما فعلته أمي وكيف فصلتنا عن بعض دون أن تخبرني، حتى لو فعلت ذلك بنية حسنة، لكنها آذتني.
مسح دمعاتها بيده الأخرى عن وجنتها قائلاً بصوت خفيض وهو يبتسم لها
= مهرة، لقد سامحتيها من البدايه انظري إلى نفسك، مازلتي تناديها بأمي! حسنًا، لا تشعري بالذنب إنه القدر.. ورغم غضبي الشديد منها، إلا عندما علمت بقصتها معكٍ، شعرت بالامتنان لاعتنائها بكٍ.. ومن يدري لو لم تكن متواجدة أثناء هذه الفترة من حياتك ماذا كان سيحدث معكٍ وكيف كنت سأقابلك.
حركت مهرة رأسها بالإيجاب مؤكدة بهدوء
= معك حق، مهما حدث فهي أيضًا فعلت خيرًا معي ومازلت أشعر بالحنين إليها.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية