رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 7 - 3 - الخميس 7/12/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل السابع
3
تم النشر بتاريخ الخميس
7/12/2023
ايدت جليلة رأيه
_ صح كلامك ياولدي
ثم نظرت إلى مصطفى وتابعت
_ مهران اللي كان مقوي قلبه سالم، ودلوقت بقى وحيد ولحاله
أراد حازم أن يغير مجرى الحديث وقال بمرحه المعتاد
_ خد بحديت جليلة حكم اني عارفها زين، كلامها كله ثقة.
كان يرمي إلى ما عرفه عن عشق سالم لها، وكيف أنها حاربته وتمسكت بعمران
وهذا ما لاحظه جمال في حديث ابنه لينهره بحزم
_ وبعدين معاك في حديتك اللي ملوش عازة ده؟
نظر جمال إلى مصطفى وتابع
_ اطلع انت اوضتك ارتاح من الطريق وبعدين نكمل كلامنا
ثم نظر إلى سارة وتابع
_ اطلعي مع اخوكي ياسارة
نهض مصطفى مع سارة وذهب إلى غرفته وما إن اغلق الباب حتى ألقت نفسها داخل احضانه
وهي تقول بحب
_ وحشتني اوي اوي يامصطفى
ضحك مصطفى وهو يحيطها بذراعيها وقال مازحًا
_ هو المجنون ده لسه بيغير؟
ابتعدت عنه قليلًا كي تتظر إليه وتؤكد له بغيظ
_ تصدق كلمة مجنون دي قليلة عليه، ده لولا إني بحبه كان زمان قتـ.ـلته من وقتها، انا بحس ان جوازي منه انتقام من ربنا أو عذاب بيخلص في الدنيا
بس وديني لو فضل على كدة هخلعه.
ضحك مصطفى على حديثها الذي يعلم جيدًا بأنها تتفوه بها من غيظها فقط لكنها تعشقه حد الجنون
_ عايزة تفهميني إنك تقدري تبعدي عنه يوم واحد؟
جعدت وجهها بضيق
_ هو ده اللي مصبرني عليه، حقيقي زينة دي ربنا بيحبها، لو كانت اتجوزته كان زمانها انتحرت.
أخذت بيده وجلست معه على الأريكة لتسأله
_ المهم تعالى احكيلي هتعمل ايه بعد مارجعت.
تنهد مصطفى وتحدث بحيرة
_ مش عارف اقولك أيه، بس عمك طلب مني حاجة صعب اوي أقبلها
اعتدلت في جلستها وعقدت حاجبيها بدهشة لتسأله بتوجس
_ خير قلقتني.
ربت على كتفها وتمتم بهدوء
_ مفيش قلق ولا حاجة هو بس عايز يشغلني مع بابا في الشركة ومنصب كويس.
_ عمك ده انسان غريب أوي، تحس انه عايش للي حواليه بس.
_ تعرفي أنا بشوف عمك واهتمامه بكل صغيرة وكبيرة تخص كل اللي حواليه مش بس ولاده
واشوف أبوكي اللي عايش لنفسه وبس، صحيح هو عمره ما أصر معانا في حاجة بس للأسف حرمنا من اهتمامه والجو الأسري اللي بنشوفه هنا.
حتى جوازي من حلم عمك كان رافض خوف عليا
إنما ابوكي مـ اهتمش وافتكر بمساعدته ليا أنه كدة واقف جانبي، ملقتش في عينيه لمحة قلق أو خوف عليا اللي كنت بشوفهم في عيون عمك
حتى لو قسي عليا وحسيته هيضربني كان شدته نابعة من خوفه عليا
ابتسم بمرارة واردف
_ بس تعرفي كل الحنان اللي بحسه منهم مش هيعوض أبدًا جفاء بابا معايا، وعشان كدة مش هسامحه مهما عمل.
كانت تستمع إليه بأصغاء وكأنها هي من تشكوا له وليس العكس
فأيدت حديثه
_ كأنك بتتكلم بلساني، بس برجع اقول الحمد لله إننا لقينا اللي يعوضنا عن الحرمان ده مع اللي بنحبهم
ابتسمت بحب وتمتمت
_ طيب هسيبك ترتاح شوية وبعدين نكمل كلامنا
اومأ لها ثم خرجت من الغرفة لتتركه يرتاح من الطريق..
❈-❈-❈
استيقظت لتجد نفسها على الفراش لكن في غرفة أخرى
تذكرت ما حدث لها لتنتفض برعب لكن يد منعتها من النهوض وصوته الآمر يقول بحزم
_ اهدي متتحركيش
نظرت إليه بخوف شديد وغمغمت بتوجس
_ أنا فين؟
نهض من جوارها وهو يتمتم باستهزاء
_ انتي في الچنة ونعيمها، هتكوني فين يعني.
شعرت بالضيق من تهكمه وقالت بحدة
_ انت عايز مني أيه؟ سيبني امشي بقى
نظر إليها بغضب من حدتها معه وقال باحتدام
_ صوتك مـ يعلاش ومتنسيش انتي هنا تحت إيديا
نزعت المغذي الذي وضع في ذراعها ونهضت من الفراش لتمنعه من الخروج وقالت بغضب وهي تدنو منه
_ مش من حقك تحبسني اهنه اني لازمن امشي
التفت إليها مهران بغضب وعينيه تقدح شررًا ورفع سبابته محذرًا
_ قلتلك مفيش خروج من أهنه واصل حتى لو فيها موتك، وأقلمي حياتك على إكدة
ازداد الخوف بداخلها لكنها لن تستسلم ولن تتركه يعاقبها على ذنب لم تقترفه فصاحت به بقوة زائفة
_ وانا مش هسمح إني اتعاقب على حاجة تانية اني مليش ذنب فيها
ضغط على أسنانه حتى كاد أن يدميها وشعور بداخله يدفعه لسحقها والانتقام من والدها فيها لكن ليس بتلك الطريقة فتقدم منها خطوة ليقول من بين أسنانه
_ لا ليكي ذنب وهو إنك بنت كامل النعماني
صرخت به
_ هتنتقم من حرمة؟
اهتزت أوصاله من شدة السخط الذي اعتراه وغمغم يغضب لو خرج ليدمر العالم بأكمله
_ زي هو مـ انتقم من حرمه، بس انا اقسمت لانتقم منه أسد انتقام وكلها يومين وهخليه يطاطي تحت رچليا ياإما يمشي مطاطيها في البلد كيف الحريم.
تقدم خطوة أخرى وتابع بوعيد
_ طاطي انتي كمان ليطولك غضبي
لا تنكر مدى الفزع الذي شعرت به من تهديده وأخذت تنظر إلى الباب الذي صفقه بغضب شديد جعلها تنتفض في وقفتها
انزوت في نفسها وشعرت ببرودة تسري في جسدها فلفت جسدها بذراعيها وظلت تبكي
كانت تبكي كما لم تبكي من قبل، تبكي على كل شئ
على والدتها التي ماتت ظملًا، وعلى حالها عندما عاشت منبوذة من الجميع
وعلى حالها عندما عادت وكأنها وصمت عار في تاريخهم ليخفوها عن الجميع
بكت عندما ارادوا تقديمها قربنًا لفض ثأر ليس لها ذنبٌ فيه
والان تبكي على حالها والقدر يواصل تعذيبه فيها بالوقوع بين براثين ذلك الذئب
إلى متى؟
❈-❈-❈
كان الجميع يستعد للزفاف الذي سيقام بعد يومين من الآن وهي قابعة داخل غرفتها توصدها جيدًا
كانت كل ليلى ترى محاولته باقتحام غرفتها لتظل تتلوا ايات الله حتى يمل وينصرف
ستخرج من جحيم لتلقى في آخر لكن حينها سيكون باستطاعتها الفرار كما خطتت
ستستطيع تأمين مكانًا مناسبًا بالأموال التي وضعت في حسابها ولو أضطرت ستبيع تلك الأراضي بصفتها الواصية على أخيها
لن تجعله يلمسها حتى إن اضطرت لقتـ.ـله
فقط يكون القدر منصفًا لها تلك المرة ولن تعبأ لأحد بعدها
حتى ذلك الحبيب الذي تخلى عنها سيكون العذاب الأشد من نصيبه
فقط يومين تفصلها عن انتقامها وسيرى ما تستطيع تلك الضعيفة فعله
أما هو فقد كان يقف مع العمال كما طلب منه عمه وهو يرى حلم حياته يتحول إلى سراب
كان قلبه يتمزق ألمًا وحزنًا لكن ليس بوسعه شئ سوى الرضوخ
سيتحمل كلًا منهما نصيبه من الألم
انتهى العمال من توضيب الغرفة ونظر سليم إلى الفراش بوجوم
كيف ستمر عليه تلك الليلة بل وكل ليلة؟
كيف سيتقبل من حلم بها ليالى في أحضانه أن تكون في أحضان غيره
والأدهى من كل ذلك بأنها ستكون أعلى غرفته
يستلقي على فراشه وينظر لسقف الغرفة التي تحتوي حبيبته
غدًا موعد زفافها بل غداً يوم نحـ.ـره
أراد أن لا يأتي ذلك اليوم، ان يطول الليل أكثر من ذلك، لا يجيب أن تشرق الشمس، على الظلام أن يظل حالكًا متمسكًا بظلامه
يجب ألا يأتي ذلك النور الذي سيدمس ظلام روحه
لكن إلى متى فقد انتهى كل شئ وهو ينظر إلى ذلك الاشراق الذي اعتم دنيته وانتهى الأمر
❈-❈-❈
وقف مهران أمام زجاج النافذة ينظر إلى الإشراق بابتسامة خبيثة متوعدًا بأشد العقاب لمن يستحق
فالليل سيرفع الغطاء عن الحقيقة وينتقم تلك الأنات المكتومة التي يسمع صداها حتى الآن في لياليه
الليلة فقط ستخمد تلك الارواح التي تتعذب بذلك الغدر التي تلقته
ساعات قليلة تفصله عن ذلك المشهد المهيب وسيكون النصر حليفه لأول مرة منذ وفات والدته
طرق الباب ودلف أحد رجاله الذي وقف خلفه ليقول بثقة
_ كل حاچة چاهزة زي ما أمرت يابيه
أومأ مهران وتحدث بقوة دون النظر إليه
_ بعد العروسة ما توصل بالسلامة بيت چوزها ويرچع مع رچالته يبقى عرفني عشان نقوموا بالواچب وخلي الرچالة عينهم في وسط راسهم فاهم ولا لا؟
أجاب الرجل بثقة
_ فاهم يابيه
أنصرف الرجل وظهرت ابتسامته شامته على فمه وهو يقول بفحيح يشبه فحيح الأفعى
_ چاه وقت رد المظالم ياكامل
❈-❈-❈
جلست جليلة بجوار عمران في حديقة المنزل كما اعتادوا في الصباح
فقالت جليلة بقلق
_ ليلى شكلها مش مطمني، حاسة إن في حاچة مخبيها
نفى عمران شكها
_ مفيش حاجة من اللي في دماغك دي، ليلى زينة متقلقيش
لم تقتنع بحديثه لكنها لم تشاء ايضًا ان تقلقه معها
_ يمكن من الحمل ربنا يعدي شهورها على خير وتقوم بالسلامة
إكدة مفضلش غير حازم ومعتز
نظرت إليه بوله واردفت
_ والله وكبرنا ياعمران وشوفنا ولاد أحفادنا
تنهد عمران وتحدث برزانة
_ العمر جري بينا محناش دريانين
ابتسم هو ينظر إليها قائلًا بعشق لم يهزه المشيب
_ وكأني شايفك بنت امبارح اللي كنت بلعب وياها في الدار وفچاة بعدت عني
وقالوا كبرت ومينفعش تلعب وياك
كأنهم أخدوا روحي مني وعدت السنين وكنت بلف حوالين الدار عشان المحك
وادخل اتحجج بأي حاچة عشان أشوفك وانتي كنتي تداري وشك عني وتبيني عيونك اللي مكنتش رايد اشوف غيرها
بعدها جالوا چايلها عريس وقفت وقتها وقلت بنت عمى ومحدش هياخدها غيري، والآخر بقيتي من نصيبي
عادت جليلة بذكرياتها معه واردفت هي
_ حاولوا يمنعوا الچوازة دي بس اني اتمسكت بيك وقلتلها لأبوي إن مـوافقتش هموت حالي
وقتها أبوي اضطر أنه يرفض سالم الهوري رغم تهديدهم وقالهم إن عيب بنتي تتچوز غريب وابن عمها موچود
وطبعًا الناس وقتها أيدت رأيه ومعرفش يعمل حاچة
حتى بعد ما اتچوزنا حاول كتير بس مقدرش يفرق بينا
_ لإن ميفرقش الروح عن الجسد إلا اللي خلقهم، وعشان إكدة كنت مطمن انه مش هيوصل لحاچة لحد مـ استسلم في النهاية وتركنا
وچاه حفيدك خطف حفيدته من قلب داره ومقدرش يعمل حاچة
ضحكت جليلة وتحدثت بحبور
_ مش سهل ابدًا مصطفى ده، أخد البنت من دارها وسفرها وهو ولا كأنه عمل حاچة لدرچة إني صدقته وان البنت هربت بصحيح
هز عمران رأسه بغيظ
_ اني نفسي صدقته وأتاريه مخطط لكل حاچة من ورانا
حتى جاسر وسارة كانوا خابرين وبيداروا علينا
_ على اد جرح منصور لينا، على اد ما اتعوضنا بأولاده اللي عوضونا غيابه وقسوته
ابتسم بحب وهو يتذكر سارة
_ سارة دي اللي خطفت قلبي من وقت ما شوفتها، بتفكرني بيكي وانتي في سنها بهدوءك وطيبتك ملامحك كأني شايف جليلة في شبابها قدامي
قطبت جبينها بدهشة وسألته
_ هو اني خلاص عجزت في نظرك
ضحك عمران وقال برصانة
_ لا ياست الناس انتي هتفضلي في عينيه الطفلة اللي خطفوها مني وقالوا بقيت صبية
_ لاا بعد الكلام الزين ده لازمن اقوم بنفسي اعملك القهوة زي ما كنت بتحبها من يدي
اومأ لها ونهضت لتقوم بإعداد القهوة له بكل الحب الذي ما زال يشعل نار الحب بداخلهم
تركته وذهبت كي تعد قهوته في سعادة
أما هو فقد ظل مكانه حتى جاء أحد رجاله يقول بقلق
_ حاچ عمران، في واحد برة بيقول انه محضر من المحكمة ورايدك انت بالذات
اندهش عمران وسأله
_ محضر؟
أومأ الرجل فقال عمران
_ خليه يدخل
غاب ثواني معدودة وعاد بذلك المحضر الذي القى سلامه أولًا وهو ينظر إليه بتعاطف
_ السلام عليكم ياحاج عمران
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، خير ياولدي
قدم إليه تلك الوثيقة وقبل ان يقرأ ما تحتوية طلب منه أن يمضي بالاستلام وبالفعل مضى على الاستلام وذهب الرجل وكأنه يهرب من الموقف
نظر عمران إلى الوثيقة بين يديه لينقبض قلبه بألم
وكأن الصدمات التي تلقاها منه لم تكف لتدميره ليتلقى الأقسى و الأشد فكانت القاضية
تلك المرة هزت حقًا ذلك الجبل الشامخ الذي ظل صامدًا أمام تلك العقبات التي واجهته واستطاع مجابهتها بقوة وبسالة مع سنده الذي وقف يستند عليه؛ حين تركه الآخر والذي لم يكتف بفعلته السابقة ليضيف إليها ما هو أكثر جحودًا وإنكار
وقد كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير
و كيف لا وهو يمسك بين يديه وثيقة الخيانة و الغدر بل شهادة وفاته
كل القهر والألم تجمع بداخله
حجر عليه بكل قسوة وجحود حتى جعله يرفع الراية تلك المرة ولا يجابه كـ سابقتها
كانت قواه خائرة من الصدمة وقد خذلته قدماه ليسقط منهارًا على مقعده
ولم ينتبه لصوت جليلة التي تسأله بقلق
ولا لجاسر الذي دنى منه بخوف يطمئن عليه
ولم يدري أيًا منهما ما يضطرم بداخله
ولا بتلك الغصة التي اجتاحت قلبه
سقطت دمعة حارة على وجنته وهو ينظر إلى جاسر قبل أن يغلقها مرحبًا بذلك الظلام
يتبع..