-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 29 - 6 - الثلاثاء 5/12/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل التاسع والعشرون

6


تم النشر يوم الثلاثاء

5/12/2023

❈-❈-❈

دق رسلان الباب بخفة قبل أن يلج لداخل مكتب والده بالمنزل حيث طلبه للقدوم للتحدث معه، وتفاجيء بهيئته الغاضبة 

واتجه نحوه بحذر وقبل أن يتحدث تسأل الآخر قائلاً بجدية


= هل هناك شيء بينك وبين مهره؟ وقبل أن تجيب تأكد أنك إذا حاولت الكذب سأعرف.. وفاء لاحظت أنكما تقتربان من بعضكما البعض بشدة، وبصراحة ليست الوحيدة التي لاحظت ذلك، الجميع هنا.


ارتفع حاجباه بدهشة قليلة،ثم تحدث باعتراف مهتمًا وقد تشكل على ثغره ابتسامة عابثة


= نعم، يوجد شئ فعلاً بيننا. لقد اعترفت لها بحبي، وهي الآن تفكر في ذلك.


تطلع فيه مدهوشًا وغير مصدق لما التقطته أذنيه، ثم نهض من فوق المقعد بحده، وصاح فيه بنبرة صارخة تحمل الحقد 


= ألم تشعر بالنقص من نفسك أثناء استغلال طفله مراهقة مثلها والتلاعب بمشاعرها؟ يا إلهي لا اصدق، مهرة تبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً فقط، وانت قد بدأ ينمو لك شارب! وللتو تأتي لتقف أمامي وتتحدث عن حبك لها.


هز سريعًا برأسه و وجهه قد صار أكثر شحوبًا، 

وضغط على شفتيه قائلاً بتعجب


= ما هو العيب في الذي قلته؟ أنا ومهرة لسنا أشقاء كما تقول لي دائماً، وبالتأكيد سأنتظر حتى تكبر قليلاً وأطلب منها الزواج.


دنا منه وبدأ وجه متجهم، وهو يرد عليه بنبرة خشنة


= الزواج مسؤولية كبيرة. هناك العديد من العقبات والصعوبات التي تواجه الأزواج. هذا الزواج إذا لم يبنى على أسس متينة فسوف ينهار لأتفه الأسباب، وهذا سيحدث معكم، لأن علاقتكما لم تكن مبنية على أسس متينة و سوف تنهار مع أول نفس هواء.. انظر إلى الأمور بعقلانية قليلاً. أنت لا تزال تدرس في الجامعة، وهي في المدرسة الثانوية. هل فكرت من اين ستنفق عليها؟ هل ستعتمد على مصاريفك مني طول الوقت؟


احتدت نظراته بارتباك ملحوظ كونه لم يفكر بكل ذلك بالفعل، ورد عليه مبررًا


= أبي بالتأكيد بعد التخرج من الجامعة ساحصل على وظيفة ثم انني اعمل معك بالشركه أساسًا.


إستند بكفيه على سطح الطاولة، وهز رأسه مبتسماً بتهكم، وهو يسأله بجمود جاد


= حقا، هل الساعتان اللتان تأتيهما للشركة و تغادر تسمى هذا عمل؟ هل هذه هي المسؤولية التي كنت أتحدث عنها منذ قليل؟ حسنًا، دعنا لا نتحدث عن عملك الآن. هل أنت متأكد من مشاعرها تجاهك ومن مشاعرك أيضًا؟ هي لا تزال مراهقة؟؟ هل فهمت ماذا اعني؟؟ حتى لو اتفقت معك مع تقدم العمر مشاعرها ستتغير وستتغير أنت أيضاً.. وحينها ستكرهك إلى الأبد


حك طرف ذقنه بإبهامه ، وأضــاف نافياً بهدوء 

منفعل


= ثم إن وفاء أيضا لم تشجع علاقتكما ولم توافق على الزواج. بالاضافه إلى أن هناك أشياء كثيرة لا تعرفها عن مهرة، ومن الممكن لو عرفتها ترفض الزواج منها بعد أن تعلقت بك ومن هنا ستؤذيها، وانا لم أسمح لك للقيام بذلك. مهرة منذ أن دخلت هذا المنزل بدأت أتعامل معها كما لو أنها ابنتي حقًا


حاول استيعاب ما يحدث من والده، و الأمر الذي يشعره بالاحتراق غضبًا في مكانه، فارتجفت نبرته وهو يجيبه معاتب إياه بنبرة لاذعة


= أعرف أنها عانت في صغرها، ولا يهمني ما حدث لها. أما رأي السيدة وفاء، فسنحاول أنا وأنت أن نجعلها توافق.


رد عليه سراج ساخرًا وهو ينظر نحوه بغيظ


= مهما حاولت لم تغير رأيها لأنها جاءت إلي منذ فترة بسيطة وهي التي طلبت مني أن أبعدك عنها، وكانت على يقين أن ما تشعرون به تجاه بعضكم البعض هو الامتنان والإعجاب وسيزول عندما تزول الأسباب. استمع لي يا رسلان أنت أيضًا ابني، ولا أريدك أن تؤذي مشاعرك. تفضل هذا !. 


ســأله رسلان بإستغراب وهو يقرأ محتوي الورقه التي أعطاها له 


= ما هذا؟ هل هذه تذكرة سفر، صحيح؟


هز رأسه بالإيجاب، وأجاب هاتفاً بصرامة


= إسمعني جيداً يا بني، لقد قررت يجب أن ترحل إلى العمة سيرين ومتابعة دراستك هناك. يجب ان تبتعدوا عن بعض حتي تعرف تحديدا مشاعرك نحوها وهي كذلك.


إتسعت مقلتيه وأدار رأسه نحوه، ورمقه بنظرات مشتعلة ، وعلق قائلاً بسخرية 


= العمة سيرين كانت تطلب مني دائمًا أن أسافر لها، وأنت كنت ترفض أن ابتعد عنك فلما وافقت الآن فقط، لإبعادي عن مهرة صحيح ؟؟ إلى هذه الدرجة، لا تثق بابنك.


تنهد سراج بعمق قبل أن يتحدث بقله حيلة


= لأن الوضع مختلف الآن يا رسلان، لم أعد قادرًا على حماية أي أحد منكم! لم أعد أستطيع السيطرة على الوضع، أخشى أن تفلت الأمور من يدي! إذا حدث شيء سيء وأخطأت، فثق أن أخطائك ستخسرك الكثير وستحمل معها المصائب.


مط فمـــه للأمــام وحدق أمامه في الفراغ ، وأكمل قائلاً بقلق بالغ من القادم


= أنت لا تدرك الخطر الذي يحيط بك صدقني، أنا أفعل هذا لصالحكما... يجب عليك الابتعاد عن مهرة لتعرف ما هي مشاعرك تجاهها! أنت صغير ومشاعرك الآن ليست دليلاً كافياً. أطلق سراحها. أعرف مدى صعوبة الأمر بالنسبة لك، لكن يجب أن تحاول المخاطرة وإبعادها عنك لأجل مصلحتها .


شعر أنه على وشك فقدان وعيه بسبب صعوبة الموقف، فوالده يطلب منه الرحيل والابتعاد عن مهرة، كيف يعقل ذلك؟ حاول تدارك الموقف فارتفع صراخه المهتاج


= لكن انا أحبها ؟


لوي ثغره للجانب مرددًا بسخط


= لأ، أنت مازالت لا تعرف شعورك تجاهها هل هو إعجاب وسيزول مع مرور الوقت أم حب حقيقة. 


بدت طريقته غير منطقية بالمرة له، و تعبيراته صارت منكسرة، فأصر على رأيه قائلا بجدية


= ما أدراك بأنّي لن أنهار ها أنا تائه لأبحر جنون عشقها منذُ النّظرة الأولى منذُ تصافحنا باليدين، لا تحرميني من حبها.


هز رأسه بإصرار منفعل، قائلا بصوت منهك


= توقف عن تضخيم الأمر يا رسلان.. قد تكون مهرة تحدي لك وقد أحببتها، أو هكذا كنت تعتقد. فغرورك جعلك تشعر بذلك لأنها الفتاة الوحيدة التي لم تنبهر بك منذ الوهلة الاولى.


اختنق صوته وصار أكثر حدة وهو يقول بصعوبة و يتوسل له بنبرة متضرعة


= لا، أنا بالتأكيد احبها! غيابها يبدو كالثقب الأسود الذي يبتلع ألوان الكون عندما ينظر إلي، ثم يعيد الفرحة التي سرقها عندما تعود!


زفر سراج بنفاذ صبر، وضاق نظراته وهو يقول باهتمام أكبر


= دعنا لا نتسرع في الحكم من فضلك. وطالما أنكما هنا أمام بعضكما البعض فلن تتمكنا من تحديد مشاعركما الحقيقية.. و أنا لن أستطيع أن أجبرك على الابتعاد عنها طالما تعيشان تحت سقف واحد. ولذلك يجب عليك الابتعاد.. وعندما تعود وتفهم الأمر ستعرف أن ما فعلته كان لصالحها، وستشكرك لاحقا .


تعبيراته أصبحت أكثر تشنجًا، ونظراته صارت حادة بدرجة ملحوظة وارتجفت أطرافه بقوة لإحساسه بالخطر، ناظرا له بيأس وهو يحاول التحدث بنبرته المرتعشة


= لكن غيابها غربتي! يا أبي كيف سأتركها وأرحل!!


فغر الآخر شفتيه متمتم باستنكار


= لكنك تستطيع فعلها بني الأمر ليس صعب


ارتسم على تعابيره علامات الانزعاج سريعًا، ربما هو محق في هذا الأمر، هو غفل دون قصد عن كونه كيف ستكون الحياة الزوجية بينهما، وبدأ يتسرب إلى عقله أمر مزعج انها ربما تشعر بالاعجاب تجاه وليست تحبه لأنها حتى الآن لم تعترف بمشاعرها ناحيه! وهذا ما هو غامض ومجهول بالنسبة إليه! وتناسى أعمارهم الصغيرة وفي تلك الفترة المشاعر احتمال تتغير، ابتلع ريقه بتوجس هاتفًا بنبرة مرتعدة


= نعم أستطيع، ولكن لا أريد ذلك. أخاف أن أفقدها إلى الأبد.. أخاف أن ينتهي حبنا بسبب بعدي عنها.


رد عليه والده بتحدي و بنبرة خشنة


= إذا انتهى حبك فهذا يعني أن شعورك كان إعجاباً من البداية وليس حباً! وهذا ما أريد تحقيقه حتى لا يتعرض أحد منكم للأذى


صمت مجبر ولم يستطع أن يحيد بعينيه الدامعه عنه، ربما الآخر صحيح نيته حسنة معه فلا يريده أن يخطأ بالتلاعب بمشاعرها، ورغم ذلك الأمر صعب، تنهد سراج واقترب منه يربت فوق كتفه مرددًا بهدوء جاد 


= أعدك لو عدت وتأكدت من مشاعرك! سأفعل كل شيء بوسعي لتكون لك! حتى لو كان الجميع ضدك، حتى لو الحظ عاكسك.. تأكد بأن القدر سيجمعك بها طالما قدركم واحد.


شعر رسلان برجفة قوية تضرب جسده بعد سماعه لتلك الأمور المثيرة، وأصبح تحت وطأة ضغوط مهلكة للأعصاب ويجاهد للبقاء قوي صلب وصلد أمامه لكن رغماً عنه بدأ تفكيره يندرج إلي كلماته والده، وأن الحب الذي بينهما ليس حقيقة وإذا استمرت العلاقة بينهما كذلك سيجرحها ويخسرها للابد! وهو لا يريد ذلك بالتأكيد، وكذلك كانت الظروف والأوضاع مختلفة تمامًا وهو أصبح محاصر من كل النواحي، فربما عليه التضحية لأجلها بالفعل!. 


ظل يقف مكانه متوتر من مجرد التفكير في حديث والده من كل الاتجاهات، وبدأ صوت داخله مصحوب بواقع حقيقة لكلماته فزاد ارتباكه بالإضافة إلى المترقب الآخر له، حك مؤخرة رأسه مستصعبًا كيفية البدء في التعامل مع الموقف على خير، لكن لا مفر من وضع الأمور في نصابه الصحيح، فعاجلاً أو أجلاً سيخوض ذلك الأمر. 


واصل فرك أصابعه بخصلات شعره بتوتر كبير ثم نظر نظرة أخيرة إلي أبيه بخيبة أمل كبيرة وتحرك بعدها إلى الخارج وعندما فتح الباب قابل بوجه وفاء.. تجمد مكانه مسلطًا أنظاره نحوها بصمت .


تحركت أنظار رسلان نحوها وتوهج بشدة حينما رأها أمامه، التقت عيناه المتورمتين بنظراتها المحتدة، فارتفعت نسبة الأدرينالين المحفز لخلاياه وتوهم بابتسامتها تتسع بتحدي لتستفزه أكثر، لذلك اندفع للرحيل بسرعه قبل أن يفعل شيئاً ويندم عليه مؤخرا. 


تضايقت من نظراته إليها ثم تحركت تجاه سراج لتجده مزعوج مما فعله، ابتلعت ريقها وهي تقول بخفوت


= احنا عملنا الصح صدقني هم ما ينفعوش لبعض الاثنين صغيرين جدا على مشاعر زي دي احنا ما ظلمناش حد وبنعمل ده عشان مصلحتهم.


أدار رأسه ناحية زوجته فهذا كان إتفاق بينهما أبعاد الاثنان عن بعضها البعض حتي لا تتطور الأمور بينهما إلي أفعال غير صالحة، وهو قد شعر أنها محقة لأنهم في أعمار خطير لكن بالطبع لم تخبره عن أمر الجواب وأن مهرة أيضا تبادل إبنه نفس المشاعر، ثم هتف سراج بصرامة تفهمها جيدًا


= انا وعدت رسلان لو رجع واتاكد من مشاعره ناحيتها، انا هعمل المستحيل عشان اصلح اللي انا عملته ده يا وفاء وهجوزهم لبعض وانتٍ لازم توافقي على حاجه زي كده وقتها عشان  هنكون فعلا ظلمناهم .


اصطبغت عيناها بحمرة شديدة، وهتفت قائلة بشراسة وهي تقترب منه


= اتكلم عن نفسك انا محدش هيبعد بنتي عني.. انا اما صدقت بعد السنين دي كلها بقى ليا بنت ومسؤوله عنها عاوزني بسهوله كده اديها لابنك .


رمقها بنظرات محتقنة إلى حد ما مستنكرة طريقتها الأنانية تجاه تلك المسكينة وفهمت نظراته لكنها لم تهتم بالأمر، و تحركت للخارج بخطوات بطيئة مضيفة بحنق مغلول


= ولا هو ولا غيره! مهره بنتي لوحدي وبس وعمرها ما هتبعد عني .




يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة