رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 35 - 1 - الإثنين 25/12/2023
قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية كما لو تمنيت
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الخامس والثلاثون
1
تم النشر يوم الإثنين
25/12/202
(انفـ جار)
في المشفى تجلس برفقته وهي تتأمل جسـ ده المغطى بالجبس فهتفت بسخرية: يا نهار أسود ده ما سابش في جسـ مك حتة سليمة المرة دي مراد عواد علم عليك جامد اوي يا برنس.
تطلع إليها بغضب عاصف ثم أجابها وهو يضغط على كل حرف يتفوه به: طريقتك بقت سوقيه اوي يا ناريمان هانم عموما يعني الحرب لسة ما انتهتش والشاطر هو اللي يضحك في الآخر ولسة معانا الصور اللي هتخليه يلف بيها حوالين نفسه.
ابتسمت بشيطانية مردفه بغل: مين قال لك إني ما اتصرفتش فيها؟
الصور وصلت لمراد عواد من حوالي ساعة وزمانه دلوقتي قاعد يفكر أزاي يخرج من الفضـ يحة دي مرة تانية عشان كده استعد لأني المرة دي مش ناوية أفوت الفرصة من أيدي وهرجعه ليا مزلول
أما البت العيلة اللي عجباك فهتبقى فاضية ممكن تتسلى لك شوية أنت كمان.
نظرت إلى ساعة يدها الذهبية ثم هبت واقفة مستطردة حديثها: يلا ألف سلامة عليك هروح ارتاح شوية وبعدين هرجع لك تاني.
تركته واندفعت للخارج تاركة إياه يفكر في كيفية أخذه بالثأر من غريمه التقليدي مراد عواد.
❈-❈-❈
خلف مكتبها تجلس وهي تضع رأسها بين راحتي يدها تفكر في كل شيء حدث معها خاصة في الفترة التي تعلقت فيها به وكيف أنها كانت أسعد أيام حياتها ليأتي هو بكل جبروت ويلفظها خارج حياته والأدهى من ذلك أنه قرر الارتباط بأعز صديقة لها دون أن يفكر في شعورها يا له من أناني قاسي القلب.
تنهدت بحرارة ثم رفعت رأسها وأراحت ظهرها فوق المقعد مغمضة عينيها تفكر في حديثه الأخير معها وكيف اعترف لها بأنه ما زال يحبها ويريد العودة لها.
لوهلة فكرت في الموافقة والأخذ بثأرها منه لكنها سرعان ما نهرت ذاتها على تلك الأفكار السيئة فهي لم تكن يوما بمثل هذه الأخلاق ولن تكون أبدا وإن كان اختارها هي فهنيئا لها به.
وهي ستنسحب وستجبر قلبها على الخضوع لرغبتها وإخراجه منه للأبد لذا هبت واقفة ساحبة الهاتف من فوق المكتب وطلبت رقمه ثم وضعت السماعة فوق أذنها تنتظر الرد.
وما هي إلا ثواني معدودة حتى أتاها صوته على الطرف الآخر يقول بمرح: لارا هانم بتكلمي بنفسها والله أنا أسعد شخص في الدنيا.
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفـ تيها هاتفة بجدية: يلا يا بكاش عموما يعني أنا كلمتك عشان عايزاك تعزمني على الغدا النهاردة أصل مراد جه وحصل حاجات غريبة كده فحبيت أتكلم معاك شوية.
صمتت تستمع حديثه على الطرف الآخر ثم هتفت بهدوء: طيب هجهز حاجتي وهستناك يلا باي باي.
أغلقت الهاتف ثم شرعت في لملمة أغراضها عازمة على التخطيه ولو بالقوة فهو لا يستحقها ولا يستحق مشاعرها تجاهه.
❈-❈-❈
عودة إلى منزل الحاج الرشيدي
الذي بات كالقنـ بلة الموقوتة بعد زيارة ذلك المتطفل دب الذعر في جـ سد حازم بعد أن رآه فهو لم يتوقع بأنه سيكون هنا في هذا الوقت خاصة بعدما أخبرته والدته بأنه ذهب إلى عمله وهو لا يحب المفاجآت في خططه لطالما حسب كل خطوة يخطوها
لذا إدعى الثبات هاتفا بابتسامة وهو يدنو منه ويمد يده للمصافحة: أدهم باشا ما اعرفش أنك هنا.
قبض أدهم على يده بقوة مما جعل الآخر يتأوه بصوت مسموع هاتفا بابتسامة غاضبة: جاي هنا ليه يا حازم؟
سحب يده بصعوبة من قبضة أدهم مجيبا إياه بهدوء عكس الغضب الذي بداخله: جاي أتكلم مع الحاج رشيدي شوية إيه عندك مانع؟
هز أدهم رأسه نفيا ثم هتف بسرامة: لا وهيكون عندي مانع ليه بس عموما يعني خمس دقايق وهنمشي أنا وفريدة وتقدر تقعد مع الحاج رشيدي براحتك.
غضب عارم اجتاحه بعد تلك الكلمة التي تفوه بها أدهم لذا خرج من هدوءه الذي ادعاه طويلا: هتاخد فريدة ليه هو أنت مش هتطلقها أنت يعني ما عندكش كرامة؟
ما أنت عارف أنها كانت بتقابلني من وراك وكمان.
ابتلع باقي حديثه عندما أبصر نظرات أدهم القاتلة وقبل أن يتراجع للخلف عاجله أدهم بلكمة قوية في وجهه جعلته يترنح قليلا ولم يكتفي بذلك فراح يسدد له العديد من اللكمات في وجهه وسائر أنحاء جـ سده والجميع يتابع ما يحدث بخوف شديد.
وعلى الرغم من غضب الحاج رشيدي من تهوره إلا أنه لم يتدخل فلقد تطاول ذلك الحازم كثيرا ويحتاج إلى التربية لذا ترك أدهم يفرغ شحنة الغضب فيه عله يتراجع ويترك ابنته وشأنها.
تركه أدهم بعد أن أوقعه أرضا وهو يلهث موجها حديثه إلى الحاج رشيدي: أنا آسف يا حاج رشيدي بس كان لازم أربيه عشان اسم مراتي ما يجيش على لسانه الزفر ده مرة تانية
ودلوقتي أنا هاخد فريدة وامشي وحضرتك فوقه وارميه في أي داهية غير هنا بيت حضرتك الطاهر النضيف ما ينفعش الأوسـ اخ تقعد فيه.
استطرد حديثه وهو يوجه حديثه إلى فريدة: وأنتي ادخلي هاتي تالين علشان نمشي.
أومأت له بالموافقة وأسرعت. تنفذ ما طلبه منها وهي تشعر بسعادة لا مثيل لها. فأخيرا ستعود إلى حضـ نه مرة ثانية وأقسمت بداخلها أنها لن تبتعد عنه مهما حدث
فبعده عنها كالجحـ يم بالنسبة لها لم تتوقع بأنها ستتعلق به لهذه الدرجة.
وها هو للمرة التي لا تعرف عددها يثبت لها بأنها كنزه الثمين
وهي بدورها لن تفرط فيه حتى ولو كان الثمن حياتها.
❈-❈-❈
وقفت في مطبخ منزلها تعد له أشهى أصناف الطعام فلقد أخبرها بالأمس عبر الهاتف بأنه سيأتي لتناول الغداء معها ومع عائلاتها لذا أصرت على أن تطهو له بنفسها.
وأثناء انشغالها بالطعام تذكرت حبيبها السابق عندما كان يتحدث معها وهما يجلسان سويا
"فلقد كان شاردا مما جعلها تسأله باهتمام: مالك يا حسام سرحان في إيه؟
أنا جية اقعد معاك شوية عشان ما تبقاش معايا!
تنهد بحرارة ثم أجابها بعشق لم يستطع إخفاؤه: فرحت بيكي والله يا فرحة تصدقي أن أمنية حياتي أن أحنا نرتبط واجي أزوركم في البيت وتعملي الأكل بايدك الحلوين دول.
قال تلك الكلمات وهو يمسك يدها مما جعلها تشعر بقشعريرة في سائر أنحاء جسـ دها فمنحته ابتسامة واسعة مغمغمة: يا ريت والله يا حسام ده هيبقى يوم المنى بالنسبة لي بس أنت شد حيلك كده وأنا هاعمل لك كل حاجة بأيدي.
رفع يدها إلى فمه وطبع قبـ لة طويلة عليها ثم نظرا إلى عينيها مباشرة: ادعى لي يا فرحة قلبي إن ربنا يرزقني عشان نبقى مع بعض على طول"
استفاقت من شرودها عندما شعرت بدموعها تهطل فوق وجنتيها فرفعت أناملها وأزالتها بقوة هاتفة بلوعة: الظاهر أني مش هقدر أنساك أبدا يا حسام يا رب قويني وأخرجه من قلبي عشان ابدأ حياتي الجديدة من غير وجع أو خيانة.
❈-❈-❈
في أحد الأماكن العامة تجلس قبالته وهي تأكل بشراهة غير عابئة به ولا بغضبه مما جعله يهتف بحدة: أروى ممكن تسيبي الأكل دوت وتبصي لي عشان اعرف أتكلم معاكي.
وضعت قطعة من اللحم في فمها ثم مضغتها على مهل ووضعت الشوكة في طبقها ثم استندت بوجنتها على مرفقها هاتفة بدجر: أتفضل يا يوسف بيه كلي آذان صاغية حتى اللقمة مستخسرها فيا عموما...
قاطعها بحدة: ما تحاوليش تتهربي من اللي عملتيه النهاردة عشان أنا مش ناوي أعديها بصراحة.
اعتدلت في جلستها ثم رمقته باستفزاز هاتفة ببرود: ليه هو أنا عملت إيه يعني كل ده عشان جيت لك الشركة طب وإيه الجديد ما أنا على طول باجي لك الشركة.
صك على أسنانه من شدة الغضب ثم هتف من بين أسنانه: أنتي عارفة كويس اوي أنا بتكلم عن إيه عموما يعني أذا كنتي بتحاولي تستعبطي فأنا هريحك وأقول لك صوتك اللي على عليا في الشركة وحسستيني اني ولا حاجة بالنسبة لك وقدام لارا.
قاطعته بغضب: آه قول كده بقى أنت زعلان أني زعقت لك قدام ست الحسن والجمال عموما يعني ده كان رد فعل طبيعي لما أشوف خطيبي قاعد مع حبيبته السابقة في مكتبها خصوصا يعني أن السكرتيرة بلغتني أنك قاعد من فترة.
صمتت قليلا تنطقي ألفاظها ثم استطردت بعد أن ثبتت عينيها في خاصته: اعقل يا يوسف وما تبصش وراك لارا أنا عارفاها كويس عمرها ما هترجع لك مرة تانية يعني من الآخر ما تحاولش وأرضى بنصيبك اللي هو أنا عشان صدقني لو فكرت أنك تضيعني من أيدك هتبقى خسرت كل حاجة.
ألقت كلماتها دفعة واحدة ولوحت له هاتفة بصوت وصل إلى مسامعه: فكر كويس في اللي قلته لك وهستنى تليفونك بالليل.