-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 35 - 2 - الإثنين 25/12/2023

 

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الخامس والثلاثون

2

تم النشر يوم الإثنين

25/12/202



بعد أن ضمدت جرحه هتفت بسعادة وكأنها أنجزت إحدى المهام الكبرى: الحمد لله عرفت اعملها الظاهر ان الإسعافات الأولية اللي كنت باخدها في المدرسة نفعت.


رمقها مطول ثم جذبها لتسقط فوق سـ اقيه احتواها بين ذراعيه هاتفا بهدوء: تسلم أيدك يا شمس.


ابتسمت له بخجل فاستطرد حديثه لكن أكثر جدية: طمنيني عليكي بقيتي أحسن دلوقتي؟


أومأت له بالموافقة

فدنا منها طابعا قبـ لة خفيفة فوق وجنتها ومن ثم هاتفها بمرح: مال وشك أحمر كده ليه أنتي لسة بتتكسفي مني يا شمس؟

طب واللي حصل بينا يعني وكده ولا اللي كناا.


وضعت يدها على فمه لتقطع باقي حديثه: وحياة أبوك ما أنت مكمل يا شيخ ما كنتش أتوقع أنك قليل الأدب كده يا مراد.


ارتعد جسـ دها عندما طبع قبـ لة هادئة على يدها فأذالتها سريعا مما جعلته يضمها أكثر إلى قلبه ومن ثم حملها بين ذراعيه دالفا فسألته بحرج: مراد رايح فين كده وأنت شايلني الشغالين يشوفونا أو عشق يعني.


همس في أذنها بحرارة: حابب أجرب السـ رير بتاع اوضتك بصراحة هو جديد وممكن يستحملنا.


ابتسمت بخجل على حديثه الموحي ذاك ودفنت رأسها في صـ دره تستمتع بصوت خفقات قلبه الذي يدق بسرعة من أجلها هي فقط.


❈-❈-❈


حل المساء واختبأت الشمس خلف السحب ليأتي مكانها الليل الدامس.

وقف متردد أمام المرحاض يخشى الدخول فبعدما علق أكثر من صورة لها بالداخل شعر بانقباضة في قلبه لا يعرف مصدرها لكنه يشعر بالألم ويريد قضاء حاجته لذا حزم أمره وبخطوات مرتعشة

وقبل أن يفعل أي شيء شعر بالفزع عندما أبصر صورة لها تتحرك لتخرج هي منها أمام عينه.

أغمض عينيه بخوف كي لا يرى ما يحدث لكنه سرع ما فتحهما على مصرعيهما عندما استمع إلى صوتها الغاضب يقول: افتح عينك يا محمود إياك تغمض عينك وأنا موجودة مفهوم.


أومأ لها بالموافقة وكل خلية في جسـ ده ترتعش مما جعلها تبتسم بانتصار هاتفة برضا: برافو عليك يا محمود طول ما أنت شاطر وبتسمع الكلام مش هأذيك بس لو فكرت تقل عقلك وتعمل حاجة أنا مش عايزاها ما تلومش إلا نفسك.


فتح فاهه بصعوبة ليصرخ بكل ما يعتمر في قلبه من خوف: أنت مين وعايزة مني إيه أنت شيطان ولا روح ولا إيه بالظبط فهميني؟


احمرت عينيها من شدة الغضب ودنت منه ببطء آثار أعصابه كثيرا حتى باتت قبالته مباشرة ترمقه بتلك النظرات النارية.

فتلقائيا أغمض عينيه مرة أخرى وعندما فتحهما وجدا الظلام يغطي المكان بالكامل وصوت مرعب ينتشر حوله

حاول فتح فاهه ليصرخ إلا أن شفـ تيه لم تستجيب له فرغما عنه بلل سرواله من شدة الخوف وسقط مغشيا عليه.


❈-❈-❈


استيقظت من غفوتها فأبصرته مستندا على مرفقه يتأملها بصمت

منحته ابتسامة رقيقة ثم داعبت خصلاته بأناملها هاتفة وهي تتساءل: شكلك كده ما نمتش وهتقضيها فرجة عليا وأنا نايمة عموما أنا عارفة إن أنا حلوة مش محتاجة كلام يعني.


اتسعت ابتسامته حتى بانت غمازتيه ثم داعب انفها بسبابته مجيبا إياها بمشاكسة: عادية يعني مش حلوة ولا حاجة بس قلت أجبر بخاطرك كده واعمل شبه أبطال الروايات اللي أنتي بتقريرها.


رمقته بنظرات غير مفهومة ثم قفزت فوقه تدغدغه والآخر يطلق ضحكات عالية.


فهتفت وهي ما زالت تدغدغه: أنتي بتغيري يا بيضة طيب أنا مش ناوية أسيبك عشان تعرف أن الله حق يا مراد يا ابن أم مراد.


ظل يضحك حتى دمعت عيناه ثم هتف بصوت متقطع من أثر الضحك: كفاية بقى يا شمس ما عدتش قادر.


ابتعدت عنه قليلا وهي تهتف: يلا خلاص كفاية عليك كده النهاردة أما أقوم آخد شاور.


وقبل أن تنهي حديثها سحبها مراد ونظراته تلتهمها بشـ غف هاتفا بصوت ممتلئ بالعاطفة: رايحة فين أنا لسة في كلام ما قلتهوش.


فهمت ما يرمي إليه فراحت تداعب عنقه بأصابعها مغمغمة بإغـ واء أطاح بعقله: وأنا جاهزة أسمعك وكلي أذان صاغية يا سي مراد.


أظلمت عينيه برغـ. بة عاصفة وانقض عليها يقـ بلها بجنون ولهفة

وهي بدورها راحت تبادله قبـ له بجنون وشغـ ف أكثر منه

ليغوصا سويا مرة أخرى في عالمهما الخاص.


❈-❈-❈



في أحد الملاهي الليلية تجلس برفقة أصدقائها يشربون الخمر بشراهة.

رفعت إحدى الزجاجات الفارغة وسكبت في الكأس زفرت بقوة هاتفة بصوت ثقيل: ودي كمان خلصت.


ألقت الزجاجة بعنف حتى ارتطمت بالأرض وتهشمت إلى اشـ لاء صغيرة ومن ثم هبت واقفة وهي تتمايل بعهر وتضحك بصوت مرتفع وهي تشير إلى النادل: يا اسمك إيه هات لنا ازازة غير اللي خلصت دي.


أومأ لها النادل ثم ذهب ينفذ ما طلبته منه بينما جذبتها إحدى صديقاتها لتجلس هاتفة بجدية: أنت شربتي كتير اوي النهاردة يا مرام كفاية عليكي كده ويالا تعالي اروحك لأنك مش هتقدري تسوقي وما تنسيش أنك حامل واللي بتعمليه ده غلط على الجنين.


ضحكت بمياعة هاتفة بلا مبالاة: جنين يا ريت ينزل وأخلص منه بقى عبء تقيل عليا اوي يا تالا وأنا مش هروح دلوقتي لسه محتاجة اشرب كاسين كمان.


فتحت ريتال فمها لتعترض إلا أن نظرات مرام المحذرة جعلتها تبتلع باقي حديثها

وما هي إلا ثواني حتى سضح صوت موسيقى شعبية جعلت مرام تصفق بسعادة ومن ثم هبت واقفة تتمايل بثقل حتى وصلت إلى منتصف المكان وراحت تهتز باحترافية والجميع يصفقون لها غافلة عن الكاميرات التي ارتفعت لتصويرها.


❈-❈-❈


بهدوء شديد طبعت قبـ لة طويلة فوق جبينه ثم استقامت واقفة عازمة على الاطمئنان على ابنتها فمنذ قدومها معه إلى هنا وهو يحتجزها في الغرفة يبثها عشقه وجنونه بها ويخبرها كم هو اشتاق إليها.

وهي بدورها بادلته الجنون والشغف. بلهفة وكأنها تحتاجه أكثر مما يحتاجها هو.


دلفت للخارج ثم سحبت الباب بهدوء كي لا توقظه وأثناء ذهابها إلى الغرفة استوقفها صوت فيروز الغاضب: إيه اللي رجعك تاني هنا يا بنت الفران ما صدقنا خلصنا منك ومن قرفك.


ضغطت على شفـ تها السفلى بأسنانها حتى أدمتها ثم استدارت إليها ترمقها بغضب مماثل: والله ده بيت جوزي وبيت بنتي يا فيروز هانم يعني باختصار أنا ليا في البيت ده أكتر ما ليكي.


اغتاظت من حديثها معها فدنت منها تصرخ بضراوة: بتقولي إيه يا زبالة أنتي بقى أنتي يا حثالة عايزة تساوي راسك براسي ده أنتي لو جيتي لي في ظروف غير الظروف ما كنتش أوافق أشغلك عندي خدامه بس نقول إيه ما هي تربيتك تربية حارات الظاهر أن أبوكي الفران وأمك الشحاتة الجاهلة ما عرفوش يربوكي.


شعرت بالقهر من إهانتها لوالديها فصاحت بكل ما يعتمر في صـ درها من غضب: أمي وأبويا أشرف منك مية مرة يا فيروز هانم أمي وأبويا ناس محترمة وعندهم أخلاق مش زيك راحت اتفقت مع واحد عشان تخرب بيت ابنها.


ارتجفت كل خلية في جـ سد فيروز وأيقنت أن فريدة تعرف الكثير عنها وقبل أن تتفوه ببنت شفا دلف أدهم يهتف بعدم تصديق: صحيح اللي فريدة بتقوله ده يا ماما؟


..يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة