-->

رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 33 - 2 - الأربعاء 27/12/2023

   قراءة رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثالث والثلاثون

2

تم النشر يوم الأربعاء

27/12/2023 

- منور يا ابو الصلح،  منور البيت والبلد كلها. 

هتف مرحبا به في منزله الجديد، بعدما ارسل اليه من يقله من محطة قطار المحافظة،  حتى وصل به إلى هنا في البلدة ، وقد هييء له من الأشياء ما يجعله ينبهر بما يرى، والاخر لا يكف عن التعبير عن إعجابه.


- ايوة بقى،  ما شاء الله، اللهم لا حسد، البيت وديكور البيت حاجة الاجة، فاخر من الاَخر يعني، برافو عليك يا عمر.


انبسط وجه الأخير، واتسعت ابتسامة الزهو على فمه برده عليه:

- دا بس من زوقك يا ابوصلاح، انت اللي عنيك حلوة زي ما بيجولوا، او نجول من بعض ما عندكم احسن.


ارتسمت على وجه المذكور ابتسامة ساخرة يردد معقبًا له:

- يااا راجل ، هو انت في حد قدك دلوقتي اصلا، ما شاء الله يعني، لاحسن تقول عليا بحسدك كمان.


- اه بس الفصل يرجع ليك.

قالها بغموض، ظاهرها امتنان، اما في باطنها شيء آخر لم يخفى عن صديقه، والذي عقب بمكر:


- يا عم الفضل لصاحب الفضل، احنا بس مجرد اسباب ، المهم بقى انا فرحنالك اوي دلوقتي، عشان ربنا كرمك اكتر من اي حد فينا، لأنك شاطر وعرفت تلقط الفرصة كويس اوي وتستغلها احسن استغلال،  بجد انا مبهور بيك يا صديقي. 


بادله عمر الابتسام ليرد مندمجًا معه بعد ذلك في احاديث شتى، عن العمل هناك، وما فعله هو هنا كبداية لتأسيس مشروع كبير يمكنه من رفع اسمه واسم عائلته لمكانة الوجهاء في البلدة، بل والمحافظة نفسها  حتى تطرقا، لموضوع زواجه، ولكن عمر أنهى سريعًا، كي لا يغوص في تفاصيل لا يود بالبوح بها امامها  لينهض متحججًا بالقاء نظرة على مأدبة الطعام التي تقام اليوم على شرفه،  وذلك بإعداد من شقيقاته، يلقي عليهن تعليماته الأخيرة،  من أجل التجهيز للضيف المهم، قبل الذهاب الى تلك الصغيرة في غرفتها .


- هدير، جهزتي زي ما جولتلك؟

هتف سائلًا فور ان دفع باب الغرفة يدلف اليها، ليجدها تقف واقفة امامه بزينتها الرقيقة كما شدد عليها، تلف رأسها بحجاب يليق على لون العباءة........


- انتي طالعة بعباية يا هدير؟

تبسمت تجيبه بطبيعية:

- ايوة ما هي عباية استجبال وغالية ، امال هطلع اجابله بجيبة وبلوزة؟


تخصر يتقدم نحوها وهو يردد خلفها باستهجان:

- ومتطلعيش ليه بجيبة وبلوزة؟ انا مش منبه ان عايزك على سنجة عشرة، تلبسي باللي يليج لمستوى جوزك. 


القت بنظرها تشير اليه على العباءة موضحة:

- ايوة انا فاهماك والله، بس دي عباية خليجي، يعني أغلى كمان من اي طجم خروج، انا بشوف ناس تطلع بيها. 


عض على نواجزه بغيظ، يكبح غضبه بصعوبة عنها، ليستدير عنها نحو خزانة الملابس بخطواته السريعة مغمغمًا:

- حتى التجليد والحاجات الهبلة سمتوها خليجي، انا عارف ان كان لازم اشرف على كله من الأول، 


فتح ضرفتي خزانتها ليبحث بنفسه بين الملابس حتى سألته باندهاش:

- انت بتدور على ايه في هدومي

- بدور على هدمة زينة، ما انا لازم انجي بنفسي.


قالها بغضب الجمها عن الرد، لتلتزم الصمت في انتظار اختياره، ولكنه أجفلها بغضبه، يمسك القطع المعلقة امام عينيها، واحدة تلو الأخرى بتأفف، ليلقيها خلفه على الأرض بازدراء متمتمًا:


- ايه ده؟ ايه ده؟ ايه الجرف والهدوم المعفنة دي، دا جميلة اختي المرة الكبيرة متلبسهاش،  ايه اللي ماليا بيه الدلاب دا يا بت؟


ابتعلت بحزن تنظر إلى اشياءها العزيزة، لتجثوا على الأرض تتناولهم من خلفه باعتزاز عفوي منها:

- دي حاجتي اللي امي شايلهالي من وانا في ابتدائي، امال ، كلها هدوم غالية ونظيفة والله .


دنى منها بأعين حمراء أثارت في قلبها الرعب، يخاطبها بغيظ يفتك به:

- حاجة ايه يا غبية اللي انتي بتتكلمي عليها دي؟ بجى انا اديكي فلوس واوصيكي تشتري من المحلات، تجومي انتي تجيبي هدومك المركونة المعفنة. 


اَلمتها الشتيمة منه على اشياء طالما احبتها وبنت عليها احلامها مع فارس الأحلام في مخيلتها الصغيرة ، فردت بنبرة اسفة:


- الله يسامحك ، بس انا والله اشتريت بكل فلوسك من المحلات زي ما جولت، لكن كمان مهانش عليا اسيب الحاجة الغالية دي مرمية،،واخواتي البنتة لساهم صغيرين ومطولين ع الجواز.


غبية، حمقاء، تضغط ببلاهتها على الجزء الكامن بداخله، والذي يكرهه ويكره من يذكره به، ولكنه مضطر ان بهادنها الاَن، زفر دفعة كثيفة من الهواء الساخن بصدره، ليساهم في تهدئته قليلًا،  ليقترب منها يرفعها من ساعديها لتنهض وتقف مقابله، ملطفًا في مخاطبتها:


- اسمعيني زين يا هدير، انا عايزك تتعلمي يا حبيتي،  انتي صغيرة ويجي منك، البني ادم اللي برا ده، ابن ناس زي اللي بتشوفيهم في التلفزيون، يعني محسوك واي هفوة بسيطة ينتقدها ويعيب عليها ، انا عايز افتخر باختياري ليكي جدامه، مش عايز يشوفني الصعيدي اللي اتجوز واحدة جاهلة معرفاش تلبس حتي بعد ربنا كرمه بالفلوس و أصبح غني.....  فهمتي بجى انا ليه عايزك تلبسي وتباني زين جدامه؟


اومأت تهز برأسها تراضيه، رغم عدم فهمها لمعظم ما اردف به، لتجيبه بطاعة:

- فهمت خلاص هروح اغير  بحاجة من اللي اخترتهم عمتي جميلة.

- شطورة ، 

تمتم بها يخطف قبلة ذات صوت عالي من خدها،  قبل ان يسحبها من ذراعها بعد ذلك مردفًا،:

- المرة دي انا اللي هنجيلك، وبعدها هطلع اشوف الراجل المتأخر عليه، ونأجل حكاية السلام دي بعد ما نتغدى احسن، حتى  تكوني لبستي براحتك.


❈-❈-❈


دلفت بابتسامة متهكمة داخل غرفة الفتيات الصغار ، اثناء انشغال والدتها بتصفيف شعورهن، من أجل تجهزيهم للحدث المطلوب ، لتردف لها ضاحكة باستهزاء:


- بتأنتكي البنات وتلبسيهم عشان فرح ابوهم ياما؟ اما عجايب دي والله. 


ردت رئيسة دون ان ترفع رأسها اليها:

- وعجيبة ليه؟ ابوهم باعتلهم يفرحوا معاه بعروسته الجديدة وجوازه، هنمنع احنا بجى، ونعترض عشان بتنا امهم هي اللي مطلجها ؟


- تجهم وجه فتنة تردد باستعلاء :

- لا طبعا متمنعهمش، ليفتكر ان احنا زعلانين، على الأجل خليهم يروحوا ويشوفوا جلة الأصل من الراجل ، اللي مستناش كام شهر على بعضهم وراح للمحروسة اللي كانت بتعلب عليه بحجة ولدها، خليها تشبع بيه .


امتقع وجه رئيسة بغضب متعاظم، لتصرف الفتيات بلطف، حتى يذهبوا  مع الرجل الذي أرسله ابيهم ليصحبهم معه، ثم نهضت توجه تركيزها لها تخاطبها :


- ليكونش غيرانة انه هيتجوز جبلك يا فتنة، والله لو كان كدة لنجوزك في اجرب وجت، شاوري بس انتي على واحد من اللي طلبوا يدك واتجدموا لابوكي.


- داهية تاخدهم كلهم، مين دي اللي غيرانة اصلا؟ هو انا لو هتجوز هستني رأيك ، مين فيهم دول يملى عيني اصلا؟ انا مش هتجوز غير اللي يليج لي، ويكون سيد سيده،  غير كدة ما يملاش عيني حد .


قالتها وتحركت للخروج تظهر شموخًا وكبرياء حتى في خطوتها امام تلك التي تسمرت تراقبها بصمت:.

- عن اذنك بجى يا ست الكل،  اروح اطمن على اخويا اللي رجع يدوب من سهرة امبارح،  اروح اشوف دا كمان ليكون مدايق ولا حاجة 


خرج صوت رئيسة اخيرا تمتم في اثرها بتضرع:

- ربنا يهديكي يا بتي،  ولا يسترها معاكي احسن  


تجاهلت فتنة ما وصل لأسماعها من والدتها،  لتواصل طريقها بعدم اكتراث، حتى دلفت لغرفة شقيقها ، لتجده واضعًا حقيبة السفر على الفراش يكدس بداخلها الملابس التي يتناولها بعجالة من خزانته، لتبادره بسؤالها:


- رايح فين يا ناجي؟ يكونش ناوي تسيب البلد وتهج يا واد ابوي، زعل ع المحروسة اللي طارت منك؟


عض على شفتيه يلقي قطعة الملابس من يده بغيظ شديد قبل أن يرد عليها:

- ربنا ياخدك ويريحني منك يا بعيدة، انتي مالك انتي اهج ولا اطلع على كيفي؟ مالك انت يا بت؟ انا مش محروج زيك يا ختي عشان احط غلبي في الناس، انا راجل مسافر ع الغردقة، همتع وادلع نفسي، ع الأجل استريح من وشك. 


قابلت عاصفته بابتسامة خبيثة تقول:

- ويا ترى بجى هتسافر مع مين فيهم؟ جوليا ولا نادين ولا مريانا الروسية .


برقت عينيه بحنق شديد يلقي بنظره على الهاتف قبل ان يعود اليها متمتما بازدراء:

- برضك فتشتشي ولوشتي في التلفون بجلة أدبك، تصدجي بالله يا فتنة،  انتي الطلاج جليل عليكي، الواد ده لو راجل كان دبحك وريحنا منك أحسن،  جطر يفوت عليكي. 


قالها ثم اغلق حقيبته بعنف ليسحبها مغادرا من أمامها،  فعقبت في اثره بعد فترة من الوقت:

- بعد الشر عليا وعلى حواليا،  جال جطر يفوت عليا جال،.... ماشي يا ناجي، رايح تدلع نفسك مع خواجبة تنسيك بت الفرطوس وجوازها من المحروس، انا كمان من بكرة هطلع واشوف الدنيا،  مدام عدتي خلصت ، يبجى اعمل على كيفي عاد

الصفحة التالية