رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 33 - 3 - الأربعاء 27/12/2023
قراءة رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثالث والثلاثون
3
تم النشر يوم الأربعاء
27/12/2023
❈-❈-❈
وقف يستقبله قي نفس المكان الذي استقبله فيه اول مرة، يرحب به بحفاوة في البداية ثم ما لبث ان يعبر عن استغرابه بالسؤال دون تكلف، فالصداقة التي توطدت بينهما على مر السنوات تسمح للتباسط والحديث العفوي دون حسابات:
- ايه اللي جابك يا عم؟ هو انت موظف عشان تتنططلي كل حبتين وتاخد أجازة من الشغل المتكوم.
- يا نهارك اسود، دا بدل ما تقدر ان جاي اوجب واعمل بأصلي، رغم انك مقولتليش تعالى ولا عبرتيني بكرت دعوة،
هتف بها يوسف مستهجنًا جلافة الاخر، ليضيف عليه عارف والذي تدخل في الحديث معهم:
- جلة زوج يا عم يوسف وعدم تجدير، اذا كنت انا واد عمه وهاين عليه يطردني من ساعة ما وصلت من السفر وجطعت شهر عسلي عشان خاطره ، باينه شايف نفسه علينا اكمنه عريس.
همس بالاخيرة غامزًا، ليرد على قوله غازي بغيظ:
- اهو انا مش غايظني من الصبح غير نبرك، ما تهمد ياد انت كمان وخلي الليلة تعدي على خير.
قالها وانطلقت ضحكات الاثنان ليعلق يوسف بمرح :
- دا باينه متوتر بجد والله مش تخمين زي ما انا شكيت ، ايه يا كبير؟ هي دي اول جوازة ليك ولا ايه يا عم ؟
- انت بتجول فيها؟ انا عن نفسي بعتبرها اول جوازة ليه والله .
قالها عارف ليزيد من تأفف الاخر ، ليدفعهم بخشونة من أمامهم؛
- شكلكم جاين بغرض تحفلوا عليا، مش تباركوا، امشي ياد انت وهو انجروا جدامي .
تلقا الاثنان الدفعة لينصاعا للأمر معبرين بالتفكه عن استسلامهم، لينساقا امامه بخنوع:
- يا ساتر يارب، شكلنا زعلاناه.
- ما انت برضوا يا عم عارف كان لازم تقدر برضوا، ان ابن عمك فعلا متوتر، بس يا ترى متوتر ليه؟... اااه
تأوه بالاخيرة تأثرا بقبضة قوية حطت على كتفه ذراعه من الخلف ليفمغم على اثرها ساخطًا وهو يدلك عليها:
- ايه يا عم انا جاي ابارك مش جاي انضرب والله
تابع غازي يزجره بابتسامة مستترة:
- يبجى تلتزم الأدب، وبلاش منها التلميحات اللي فاهمها دي، لتطير فيها رجبتك المرة الجاية
- لا يا عم العمر مش بعزفة .
تمتم بها يوسف يتحسس عنقه بتخوف اثار الضحك للاثنين، حتى مر على مجموعة من رجال الحراسة، لوح لهم بكفه، قبل يلقي التحية على كبيرهم:
- أزيك يا بسيوني عامل ايه؟ سلملي على زينهم وغلاوتي عندك يا شيخ
❈-❈-❈
- بارك الله لكما وجمع بينكم في خير.
ختم بها رجل الدين لتصدح اصوات الزغاريد من شقيقاته وبناتهن ، لتعج بالمكان وتملأه بالمرح والابتهاج، ترافقها المباركات والتهنئة للعريس من الحاضرين القلائل من وجهاء العائلة، وابناء عمومته والشباب الأصدقاء،
والذي كان يتلاقاها بابتسامات يجاهد الا تفضحها اللهفة، في التطلع نحو قمره الذي توسط الجلسة بالقرب منه في الناحية الأخرى بين النساء من أقاربها، وسليمة المرأة القوية التي تزيده يوميًا اعجابًا بها، يقسم ان يرد اليها أفضالها يوما ما ، وقد اتخذ هذا الأمر عهد عليه .
عانقه يوسف يقبله على وجنته يهمس بجوار اذنه بمشاكسة:
- الف مبروك لحبيبي اللي وشه نور بعد ما كتب الكتاب، يارب يكون التوتر خف
قالها وتلقي بقبضة قوية على خصره يناظره غازي بخطر:
- بطل جلة الحيا، واتعدل بدل ما اعدلك.
- خلاص يا عم، انت محدش يهزر معاك ابدًا.
قالها متوجعًا يخفي تأوهًا، لينزاح من أمامه باستسلام مغمغمًا:
- ربنا ع المفتري .
ضحك عارف المتابع لهما، قبل ان يأخذ دوره في معانقة صديق طفولته بفرحة تنبع من قلب ذاق لوعة العشق، ويعلم بحجم ما يكتنفه الاخر في هذه اللحظة
- حبيبي يا صاحبي، الف مليون مبروك، ان جلبك خلاص ارتاح .
- لا والله يا عارف لسة، ادعيلي انا يدوب في بداية الطريج ، حتى حطة جدمي مش على أرض ثابتة.
قالها بصدق شعر به الأخر، فرد على قوله مطنئمًا:
- بكرة تثبت وتوصل، انا واثق منها دي،
- يا سيدي ربنا يطمن جلبك.
غمغم بها بتمني من القلب، قبل ان يندمج في المباركات والتهنئة من الباقين
❈-❈-❈
والى جمع النساء الاَتي التفت حولها ليباركن ويهنئنها، واولهم كانت روح التي تعلقت بضمتها لها، يغمر قلبها شعور تعدى الفرح ، تعدى الابتهاج، تعدى كل المفاهيم التي قد توصف حتى حالتها الاَن:
- اقسم بالله ما جادرة اعبر ع اللي حاسة بيه دلوك ، جلبي بيرفرف جوا صدري، وحاسة نفسي عايزة اتنطنط كيف العيل الصغير، حبيبة جلبي اتجوزت اعز حاجة ليا في دنيتي ، اخويا وابويا وسندي، اخيرًا سره هيرتاح مع اللي اختراها جلبه
لم تفهم على مغزى عبارتها الأخيرة، لتفسرها في الأخير، ان التعبير المجازي من فرط فرحها، بزواج شقيقها، فخرج الرد منها بدبلوماسية:.
- الله يبارك فيكي يا روح، دا بس من جلبك الأببض ونفسك الصافية ، انتي ربك خصك بالجمال من جوا ومن برا
- وانت خصك بكل حاجة حلوة.
قالتها لتعود لضمها مرة أخرى، حتى اعترضت من الخلف شقيقتها الكبرى وجدان:
- ما كفاية بجى أحضان يا بت انتي واديها نفسها.
- او تدي فرصة لغيرك، انا بجالي ساعة كمان عايز ابارك لعروسة اخويا العسل
تمتمت بها نادرة الشقيقة الوسطى، أثارت بها الضحكات من البقية لتعقب فاطمة الجدة الكبرى، تدلي بدلوها هي الأخرى:
- وهي برطمان عسل عايزين تلحسوه؟ ما تسيبوا العسل لصاحبه، خبر ايه؟
قالتها بإشارة واضحة من كفها نحو المقصود ، لتعلوا اصوات الصخب من الجميع، وتتكفل وجدان بالرد هامسة بتحذير، امام العروس التي كتمت بكفها على فمها ، وقد اكتسحها خجل شديد، وسط الغمزات واللمزات الضاحكة من النساء وحياء الفتبات الصغيرات:
- ما تهدي شوية يا فاطنة، كسفتي العروسة والبنتة، يا مرة دا انا مردتيش اجيب ام ايمن مخصوص، عشان متفضحناش، تجومي انتي تاخدي دورها النهاردة.
اعترضت فاطمة بسجيتها :
- وه، وانا جولت ايه يا به؟ مش هو دا اللي هيحصل و لا هما هيخشوا و....
- بووو.
تمتمت نادرة تقاطعها مقهقهة، كي لا تستفيض بعفويتها،
فحسمت وجدان بندائها:
- طب احنا نفضها احسن بجى وننده على صاحب الشأن ، تعالي يا عريسنا ، تعالي لبس عروستك شبكتها يا كبير ناسك
❈-❈-❈
تقدمت بخطوات مترددة نحو الجلسة التي تجمع زوجها مع الضيف الغريب الهام، تحمل عدد من اصناف الحلوى على صنية فضية باهظة الثمن اخرجتها من نيشها الغالي من أجل عيون زوجها العزيز ، كي تشرفه امام ضيفه العزيز ، والذي بدا لها من الوهلة الاولى صدق الوصف، وذلك من ملابسه الغالية كزوجها، وحذائه الامع بشدة، كفيه الناعم بشدة لرجل لم يعرف معنى الشقاء في حياته، رغم تباسطه في الحديث مع زوجها، والذي انتبه لها الاَن ليقف يستقبلها بابتسامة ادهشتها