رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 5 - 3 - السبت 2/12/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الخامس
3
تم النشر بتاريخ السبت
2/12/2023
جلس على شاطئ النيل يستمع لصوت الناي الذي لُحن على اوتار حزنه
الصدمة شديدة والقلب رافضًا الاستسلام لمصيره
وماذا بوسعه؟هل يرفض يعترض يصيح؟ ومن يستمع إليه؟
عمه الذي طلبها له بعد أن اتفق الجميع على زواجها منه هو؟!
لن يستطيع فعل شئ
قضي الأمر بموافقة عمها والجميع
لم يعترض أحد وكأنهم يريدون التخلص من الثأر وكفى
لا يهم الطريقة، ولم ينتبهوا لتلك القلوب العاشقة والتي سطر على جبينها الفراق
أغمض عينيه واللحن يزداد حزنًا وكأنه يتناغم مع دقات قلبه
تذكر عينيها ضحكتها رقتها كل ذلك أصبح ملكًا لعمه
صرخ وصرخ لكن دون صوت، وكأنه فقد صوته مع انطفاء شلعة قلبه
توقف العزف ليلتفت إليه سليم يسأل ذلك الراعي
ابتسم له ثم قال بهدوء
_ لكل شئ نهاية، مع أن النهاية بتكون بداية
زي الشر ياولد عمي بيكون جواه الخير ومحدش منينا داري
سخر سليم من حديثه وقال بسئم
_ للاسف الشر المرة دي واعر اوي ملقتش فيه أي خير، مفيش غير الد.بح بسكينة تلمة بتحز في قلبي لحد ما هيضيع روحي.
نهض الرجل وهو يضع الناي في حقيبته المتهالكة وغمغم بقوة
_ الخير جوى الشر، والنهاية هي البداية
اشار بسبابته للسماء وتابع
_ ورب العباد بيدينا البلاء على اد صبرنا، أصبر تلون واتقي الله في كل خطوة
تلاقي الفرچ بيچري عليك وانت قاعد مطرحك.
شرد سليم في حديثه وتساءل أين الخير بعد أن أصبحت حبيبته زوجة عمه؟
هل يقصد بأن يكتفي بوجودها بجواره؟
بالطبع لا، هو ليس بخائن
إذا تم الأمر؛ عليه أن ينساها، بل عليه أن يترك المنزل بأكمله
لن يتحمل رؤيتها معه تحت سقفٍ واحد.
نظر إلى الراعي ليسأله ولكنه كعادته يرحل دون ان يشعر به.
عاد بنظره إلى النيل الهادي والمسالم الذي إن لم يتعامل المرأ معه بحذر ابتلعه دون رأفةً به
حاله كحال عمه، هادئًا معه ويقدره كإبنه، لكن إن شعر بغدر لن يرحمه ولن يرأف به.
رن هاتفه وهو يعلم هوية المتصل جيدًا
تردد كثيرًا في الرد عليها لكن عليه ان يعرف ما تنتوي فعله
وما إن فتحه حتى سمع صوتها العاتب يقول
_ وصلت للي رايده يا ابن النچايمة؟
نظر إلى ما بين قدمية بحزن وقال بخفوت
_ لا موصلتش لأ حاچة يابنت النعمانية
كانت تحاول كتم عبراتها التي تهدد بالهطول وهي تستمع لصوته الحزين لكنها منعت نفسها من ذلك وغمغمت بحدة
_ كيف ده؟! اومال اللي حصل ده كان ايه؟
تنهد بألم
_ كان غصب عني، لو انتي هتقدري تعملي حاچة كنت انا كمان هعمل
لم يجبه سوى صوت بكاءها مما جعله يغمض عينيه بألم
ظل صامتًا يستمع لصوت نحيبها الذي يمزق قلبه بدون رحمة لكن ليس بوسعه فعل شئ
_ هتفضلي تبكي إكدة كتير
صاحت به بألم
_ وانت هتسكت إكدة وتسيبهم يچوزوني عمك؟
ولا انت كنت خابر
اخذ نفس عميق يهدئ قليلًا من نيرانه وتحدث بهدوء رغم النيران التي تشتعل بداخل قلبه
_ لا مكنتش خابر واتفاجئت زيك بالظبط، بس للأسف مقدرتش أعمل حاچة
عقدت حاجبيها بدهشة وسألته بعدم استيعاب
_ يعني هتسيبني لعمك؟
قصمته نصفين دون أن تدري، وهو ليس بوسعه شئ
انتهى الأمر بين مجلس الرجال ولم يكن يستطيع الاعتراض
_ في حل واحد ادامنا؟
ردت بلهفة
_ قول
_ إننا نهرب ونهمل البلد باللي فيها
قالها وهو يعلم مدى اضرارها، لكنه أراد لمرة واحدة فقط أن يكون أناني
انتظر ردها الذي يعلمه جيدًا ويعلم طبيعة تربيتها التي ستحتم عليها الرفض، وقد كان له ما أراد
_ مستحيل أجيب لنفسي ولأهلي العار اللي هيلازمهم العمر كله
تنهد مستسلمًا
_ يبقى نرضى بالمكتوب وكل واحد منينا يتحمل نصيبه من الألم
ازدادت مرارة حلقها إزاء استسلامه الفاتر وتخليه عنها، ألم يوعدها بمجابهة العالم لأجل الفوز بها؟
أين إذا وهو يحدثها بكل ذلك الهدوء
إذا فليكن نصيبه من الألم هو الأشد والأصعب
أغلقت الهاتف دون أن تتفوه بحرف آخر
وما إن أخفته في خزانتها حتى سمعت طرق الباب
فقامت بأغلاق الخزانة بسرعة ثم دلفت المرحاض لتغسل وجهها سريعًا واسرعت بفتح الباب لتجد عمها أمام الغرفة
حاولت أن يبدو صوتها طبيعيًا وقالت بترحيب
_ أهلاً ياعمي اتفضل
دلف كامل الغرفة وقد شعر بصعوبة بالغة في الحديث معها
يحاول صياغة الكلمات قبل التفوه بها
فأشار لها بالجلوس بجواره وقال بلين
_ اني رايد اتحدت معاكي في كلمتين مهمين اوي، بس ياريت تسمعيني زين
جلست بجواره لتومأ له باستسلام فيبدو أن سليم محق في كل كلمة
هم اضعف من الوقوف أمامهم
_ دلوقت المجلس حكم بالنسب بين العيلتين وخليل النچايمي طالب يدك وإن رفضت انتي خابره اللي هيحصل زين، وخصوصاً أن الحق معاهم وممكن التار يوصل لأخوكي لما يكبر
وعشان أكدة لازمن نطاطي عشان الريح دي تعدي من غير خساير، صحيح أني صعب عليا أچوزك لواحد زييه بس قدر ربنا هنقولوا ايه.
مرارة وازدراء شعرت بهم وهي تستمع لحديثه
لو كان الأمر بعيدًا عن أخيها لأصرت على الرفض وليلتهم الثأر في طريقه من يريد لن تهتم بأحد
أخيها وحده هو الذي سيجعلها ترضخ لهم لأجل وحيدهم الذي يعيش فقط من أجل ملذاته
_ ها يابنتي قولتي ايه؟
لو كانت النظرات تقتل لوجدت عمها صريعًا بدمائه أمامها الآن
وهذا ما لاحظه كامل، لكن ليس بوسعه شئ
لولا هروب ابنته الذي تحمس لأجل الزواج كي يرحمها من بطش زوجته ولم يتخيل هروبها كما لم يتخيل أيضًا طلب خليل
انتهى الأمر وعليهم الرضوخ
_ والله يابت أخوي على عيني اللي بيحصل ده بس مفيش في ايدينا حاچة نعملها
ليت باستطاعتها الهرب لكن إلى أين
وإن وافقت الفرار مع سليم ماذا سيكون مصير أخيها
مهرة لم يكن لديها ما تخشى عليه، ولا احد يعلم بوجودها، وهذا ما جعلهم يكتمون الخبر بداخلهم ولم يستطيعوا البحث عنها أكثر من ذلك كي لا يعلم أحد بأمرها لكن هي عندها أصعب بكثير
_ ومهرة هتسيبوها أكدة مش عارفين إن كانت حية ولا ميته؟
بوغت بسؤالها لكنه حقًا لم يترك شبرًا إلا وبحث عنها فيه كما انه يعلم جيدًا بأنها لن تستطيع الاستمرار في الهرب وحتمًا ستعود
_ هترچع برضاها غصب عنها هترچع ملهاش مكان تروح فيه، وهي قليلة التصرف وعشان إكدة واثق انها هترچع.
رغم هدوءه في الحديث إلا أنه يحمل توعد خفي ينذر بغضب جحيمي لن تستطيع مهرة تحمله.
عليها هي أيضًا ان تخرج من ذلك الجحيم
مهما كان جحيم النچايمة قاسي لا يرحم لكن سيكون افضل بكثير من ذلك الجحيم الذي ستجده لو ظلت وتزوجت حسين.
_ اللي تشوفه ياعمي انا موافقة
تهللت اساريره لأنتهاء ذاك العداء والاطمئنان على سلامة ولده
_ على خيرة الله اني هتصل عليه نحددوا ميعاد الفرح وربنا يسهل
خرج من الغرفة وقلبها يأن من تلك الحياة التي فرضت عليها، لكن ليس بيدها فعل شئ سترضى بنصيبها مهما كان حدته
لم تمهلها الحياة لتلتقف أنفاسها لتتفاجئ بمن يدلف الغرفة دون استأذان
اجفلت مرح عندما رآته أمامها وعينيها لا تبشر بخير
نهرته بحدة
_ انت بتعمل ايه هنا؟ امشي اطلع برة.
اغلق الباب خلفه مما جعلها تشعر بالخوف منه وتقدم منها وهو يقول بثبوت
_ متخافيش اني چاي عشان أخلصك من الچوازة دي.
رغم الخوف الذي اعتراها إلا إنها تحدثت بقوة
_ واني مش رايدة الخلاص اللي هياچي منيك.
اغضبته كلماتها وتحدث بغضب
_ واني مش هقعد اتفرچ عليكي وانتي بتضيعي من إيدي
تقدم منها أكثر وترتد هي للخلف بوجل ليقول من بين اسنانه
_ ياتاچي معاي دلوقت نهمل البلد وننفد من التار والچوازة دي، يا إما مش هرحمك ومش هتسلمي مني
وإن كانت مهرة بتنجدك مني قبل سابق فدلوقت لا خلاص غارت وريحتنا منيها
الشر الذي ظهر واضحًا في عينيه ارعبها وجعلها ترتعد بوجل فأكمل تهديده وهو يتقدم منها اكثر
_ ها هتوافقي ولا أنفذ تهديدي
هزت راسها برعب
_ حاضر بس مش دلوقت يومين إكدة لإن البيت مقلوب زي ما انت خابر
وانت كمان تچهز المكان اللي هنعيش فيه مش هنهرب إكدة وخلاص
فكر قليلًا ثم نظر إليها بشك وقال بوعيد
_ انتي خابرة لو حسيتك بتلعبي بيا هعمل فيكي ايه؟
ازدردت ريقها بصعوبة وقد سيطر عليها شبح الخوف لكنها جاهدت ليبدو صوتها طبيعيًا
_ لا طبعًا ما انت خابر إني رافضة الچوازة دي، وعايزة أى حاچة تخلصني منيها
أومأ برأسه ثم تحدث بجدية
_ أني هظبط كل حاچة في خلال يومين ونهمل البلد وهناك نكتب الكتاب ونعيش بعيد عنيهم.
هزت راسها بخوف شديد ونظرت إليه وهو يخرج من الغرفة لتسرع خلفه وتغلق الباب جيدًا بالمفتاح
حقًا نار النجايمة ولا جنته هو، لو كان على الهرب لهربت مع حبيبها وليس مع هذا المختل
لكن عليها اولًا ان تخبر عمها كي يمنعه عنها
❈-❈-❈
وطئت الطائرة الأراضي المصرية لتتسع ابتسامة العاشقين باكتمال فرحتهم بعودتهم لأهليهم
نظر لطفله بسعادة غامرة وحدثه بحب
_ حمد لله على السلامة يابطل وصلتك بلدك بالسلامة.
حمله مصطفى بيد وامسك يد زوجته بالأخرى وخرجوا من الطائرة ونظراتهم تحمل اشتياق وحنين لبلدهم
انتهوا أخيرًا من الإجراءات وخرجوا من المطار ليجدوا سمر ومنصور باستقبالهم
كانت فرحة سمر لا توصف بعودتهم
وخاصةً بمالك الصغير
أما منصور كعادته جاف التعامل رحب بعودتهم باقتضاب ثم صعدا معهم السيارة وعاد بهم إلى المنزل
❈-❈-❈
انتفض مهران من مقعده وهو يتلقى ذلك الخبر الذي جعله يصيح في هاتفه
_ انت بتقول ايه؟ انت واعي لحديتك؟
يتبع..