رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 32 - 1 - السبت 23/12/2023
قراءة رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثاني والثلاثون
1
تم النشر يوم السبت
23/12/2023
بنظرة كاشفة خبيرة طالعته لمدة من الوقت، حتى خرج سؤالها اليه حينما طال الصمت بجلسته على الأرض بجوارها؛
- مالك؟ سرحان وحالك متغير ليه؟ لا يكون اتعركت من بت التنح.
قطب يجيبها باستغراب:
- مش بعادة يعني السؤال يا ام فايز؟ دا انتي لا بطيجها ولا بتطيجي سيرتها حتى،
تبسمت سكينة تعقب ردا له:
- ما هو انا مش بسأل عشانها، انا بسأل عشانك انت، حالك اتغير ومعدتش فاهماك، يكونش كرهتها هي كمان ، وناويت تجيب التالتة.
تتبسم ليتمتم بعدم استيعاب، لما تفوهت به:
- تالتة كمان؟! ايه جاب الفكرة دي في دماغك من الاساس يا سكينة؟ هو انا جادر ع اللي معايا عشان اجيب لنفسي نصيبة تاني؟ اما انت فاضية بالك والله.
ردت نفيسة تبوح بما أوغر به صدرها:
- انا برضوا اللي فاضية بالي؟ ولا انت اللي كل يوم بحال، من وانت عيل صغير محدش فاهمك ولا انت نفسك فاهم نفسك، مرة تعمل عمايلك وتجول جوزوني بت عمي انا الاولي بيها، وبعدها ومن غير سبب. تتجوز عليها و تهجرها بالسنين ودلوك جاي تحن من تاني بعد ما خربت، وبنيت ما بينك وما بينها سد حديد.
- سد حديد كمان!
ردد بها يشيح بوجهه عنها للناحية الأخرى باعتراض واضح، قبل ان يعود اليها مستطردًا :
- دا على اساس ان مطلجها ولا مش على زمتي مثلًا؟ فيه ايه ياما؟ سليمة مرتي على سنة الله ورسوله، يعني لو عوزت اخدها من الليلة، هخدها ومحدش عيلومني، لا الشرع ولا الجانون..... انا بس اللي عامل حساب لحزنها ومراعي نفسيتها
بسخرية واضحة عقبت سكينة:
- يعني انت اللي منعك بس حزنها ، والله وفيك الخير...... اهو ع الأجل ضحكتني يا فايز.
لم يعجبه التهكم ، ليردد بغضب استبد به:
- ضحكتك كيف يعني؟ جرا ايه يا ام فايز؟ هو انتي كمان هتتمهزجي بيا؟ ولا قلديها وجولي متأخر احسن، ما انا خلاص بجيت مهزجتكم.
عبست الملامح المجعدة، لتتمتم ردا عليه بأسى
- لا يا فايز انا مش هتمسخر عليك ولا اجلدها، انا بس هجولك شغل الاحساس عندك شوية يا ولدي، بطل تفكيرك في فايز وبس؟ شوف الحال ايه ودلوك بجي ايه .
اشتدت ملامحها وارتفع كفها تشير به حولهما لتردف بانفعال :
- شوف البيت اللي كان بيشغي بالفرح وهدوان السر دلوك بجى ايه؟ بجي خرابة يا فايز، راح العمار منه، وصفصف بس على مرتين ضعاف، واحدة راح منها السند بجوزها، والتانية ضهرها اتكسر بموت ولدها اللي ضيعت عليه شبابها ، وبعدها اتحرمت حتى من ريحته، حفيدها في البيت معاها، وبعد دا كله جاي تفتكر حجك عليها؟ ليكون نسيت ان ولدك مات غرقان ومحدش عارف سبب موته لحد دلوك؟
ابتلع ريقه بخزي امام لا يقدر على مواجهتها وقد افحمه تلميحها المباشر، لتردف بتأكيد زاد من سوء موقفه:
- نسيت يا فايز، زي ما كنت ناسيه برضوا هو حي، كان عندها حق سليمة.
❈-❈-❈
تعجد عليا، تعجد عليا كيف يعني؟ هتعجد عليا ازاي من غير رضايا؟ هو انا كنت وافجت الاول عليك عشان تدي نفسك الحق في الكلام من أساسه؟
صاحت بها تردد بما يقارب الهياج، وقد اشعل بعبارته الغضب والسخط بها، في وقت ترفض التدخل الاعتراض على ما قررته من الأساس ، ولا تدري ان بفعلها تثير جنون الاَخر:
- لأ يا نادية مش محتاج رأيك، وانا بالفعل ليا الحق عليكي، اكتب كتابي دلوك حتى لو من غير رضاكي، مدام انتي راكبه راسك ومش عاملة جيمة للي بيكلمك، حد جالك اني هفية ولا راجل اي كلام عشان تعصيني وتهبي في وشي كدة؟
- اا
همت بها ان تتابع اعتراضها بمواصلة لتحديه ولكن جليلة منعت زيادة الاصطدام بتوقيفها، والتدخل لتفصل، بأن تقف حاجزًا بينها وبينه.
- معلش يا ولدي اعذرها، وامسح غلطها فيا، انا والله وشك منك في الأرض، بس انت متعرفش باللي حصل وخلاها كدة .
رمقها بناريتيه، قبل ان يستجيب في الرد الى المرأة:
- على راسي من فوج يا خالة جليلة، انتي عارفة زين بمكانتك عندي، بس بتك غلطها اتعدى كل الحدود حتى لو كان اللي وصلها السبب في اللي حاصلها ده، بس ميمنعش انها تعمل جيمة للي واجف جصادها.
امتقع وجهها بغضب مكتوم بعدما زجرتها والدتها بضغطة منها على كف يدها، بتحذير لألى تتمادى، وتتكفل هي بالتوضيح:
- جيمتك فوج راسنا كلنا، ودي محتاجة كلام برضوا، دا انت كبيرنا ، بس برضك اللي اتجال صعب على أي واحدة في مكانها، وهي حرة متحملتش.
- انا عارف ان اللي اتجال صعب في حجها....
عقب بها مخففًا من حدته، يراقب خلجاتها بتمعن لأقل رد فعل منها، واستطرد:
- بس احنا مش غلطانين عشان نخافوا ولا يهزنا كلام حد، احنا صفحتنا بيضة ، وسمعتنا محدش يقدر يمسها.
عقبت على قوله بانفعالها محتجة:
- انت بتجول كدة عشان انت راجل، والكلام ما يلطكش، زي ما يلطني، انا اللي الكلام يخصني.
- وانتي تخصيني....... يعني اللي يمسك يمسني.
هتف بها بصرامة لا تقبل الجدال، ليعتلي الزهول ملامحها، وصدمة احتلت تفكيرها، تصيبه بالشلل، تخشي التصديق بالمقصود خلف المغزى من كلماته، حتى صدح الصوت الانثوي يجفل الجميع ناحية المدخل:
- معناها واضح جوي دي يا غازي يا دهشان، دا على كدة اللي سمعته وشايع في البلد يبجى صح؟
- امي سليمة.
تمتمت بها بزعر تطالع وقفتها المتحفزة بمدخل الاستراحة، تحمل على ذراعها معتز الذي ترك كف والدته منذ بداية الشجار، ومن هيئتها بدا واضحًا انها قد سمعت معظم الحديث على الاقل، مما زاد عليها ، تشعر بقدميها كالهلام، وغصة تشق حلقها في الدفاع عن موقفها.
- كلام كدب، احلفلك بإيه انه كدب وتأليف من ولاد الحرام، انما انا جدامك اها، لا اتخطبت ولا عمري كون زوجة لحد تاني غير حجازي الله يرحمه.
ضغط على نواجزه يحدجها بشرار عينيه، حتى ود ان يمسك بلسانها الأحمق بيده ، يعيد على تهذيبها من جديد حتى تكف عن التفوه بتلك الحماقات، وأذيته، ثم ما لبث ان يعود للمرأة مخاطبًا لها بشجاعة:
- انا عايز اجعد معاكي لوحدينا يا ست سليمة، افهمك اللي حاصل، وارسيكي على كل شيء
❈-❈-❈
داخل الشرفة بعيدًا عن عروسه بسبب الزيارة المفاجئة من الأقارب الذين أتو للزيارة من عائلتها وبعض الفتبات الصديقات.
كان يتلقى هو تهنئته الخاصة عبر الهاتف من جهة أخرى، صديق الغربة الذي جمعته به الايام، رفيق رحلته من الشقاء إلى الصعود، والذي كان هو جزء منها وقد كان لهو الفضل الكبير أيضًا في احداث التغير بشخصيته:
- الله يبارك يا صلاح عجبالك يا سيدي لما ربنا يهديك انت كمان.
- لمااا ربنا يهديني بقى، ع العموم انا فرحتلك اوي يا صاحبي، عشان انت طلعت شاطر بجد، نفذت اللي في مخك واتجوزت في وقت قياسي، حتى وانت مغير العروسة شابوه.
زفر بتنهيدة مثقلة بما يحمله بداخله، رغم ادعائه المرح مع صديقه الذي تابع بمشاكسة:
- رغم ان برضوا زعلان منك عشان طلعت ندل وما قولتليش ولا ادتني خبر. ع الميعاد بس اشطة ملحوقة لازم اردوهالك.
ضحك عمر معقبًا لقوله::
- ماشي يا سيدي ردهاللي لما تعملها انت وانا عند فيك هاجي واجوم بالواجب، ما انا اصلا مش محتاج عزومة، بس انت مجولتليش عرفت منين؟ جابلت حد من اهل البلد وبلغك؟
- لا يا سيدي مقابلتش حد من اهل البلد هناك، لأن انا أصلا في البلد هنا.
- اصلا في البلد ازاي يعني؟
ساله بفضول عاقد الحاحبين، وجاء رد الاخر :
- قي البلد، يعني نزلت مصر يا عم عمر، حضر نفسك بقى بالمحمر والمشمر، عشان خلال كام يوم كدة، هتلاقيتي طابب عليك.
- تزورني فين؟
تمتم يعتدل مستقيمًا بجسده، ليعيد على سؤاله مستفسرًا بانتباه شديد، :
- انت يا بني ادم انت، ياللي واخدني كدة على مشمي ، انا مش فاهم حاجة، امتى جيت من السفر يا صلاح؟
- لا اله الا الله، يا بني بقولك جاي ازورك، معناه اني في البلد بجد مش هزار، بقالي اسبوع اهو، بس انت طبعا مشغول وكمان مبتسألتش، يبقى هتعرف منين؟
- خلاص عرفت يا صلاح، تعالى يا سيدي واحنا نشيلك فوج راسنا .
- ايوة كدة اتعدل وسمعني الكلمتين دول، عشان اجي ازورك بقلب جامد .