رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 8 - 2 - الأحد 3/12/2023
رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
زوج مؤقت
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الثامن
2
تم النشر الأحد
3/12/2023
حين جاءت إيڤا ومراد في اليوم التالي كان مراد
يتعجل بايڤا حتى يرحلون ولقد كان هذا الأمر مصدر إحباط ل نهال فقالت لوالدها وهي تلمس بيدها يده:
_أيوا بس أنا بقعد ساعات كتيرة لوحدي ومحتاجة إيڤا معايا
مراد في لهجة اعتراض:
_حبيبتي أفهمي الظرف اللي أنت فيه، أنت ضيفة عند صاحب البيت ومينفعش نقول ل صاحب البيت خد ضيف زيادة يونسك
نهال:
_مش هيحس بوجودنا لو هي فضلت هنا
مراد:
_الكل مش هيكون مرتاح، إيڤا نفسها مش هترتاح قالت لي امبارح أن سليم عصبي زيادة عن اللزوم ومش بيحب التعامل مع الناس، وأنت وهي هتكونوا مسجونين في الاوضة،وانا محتاجة إيڤا في البيت علشان عندي حالة فوضى في المكتب بتاعي، وهي كمان محتاجة تروح بيتها قبل الساعة عشرة
نهال وهي تختلس النظر إلى سليم الذي يقف في الفناء ويضع يده في جيب بنطاله:
_طيب بكرة تيجي لي إيڤا من أول النهار، وتمشي بليل تيجي انت توصلها صبح وليل
مراد وهو يربت على ضهرها:
_بكرة مش هنيجي غير الساعة خمسة تمام لاني هاروح المينا من بدري استلم بضايع هناك إذن الاستلام باسمي ومينفعش حد غيري يستلمه
خبطت نهال قدمها على الأرض مثل طفل صغير غاضب ثم قالت:
_بابا لو ينفع آجي أنا وأبات معاكم يومين
مراد في لهجة قاطعة:
_مستحيل، أنت ناسية أن ولاء الميهي الصحفية المشهورة جارة لينا، وجودك في البيت
هيكون سبب تساؤل ليها
والفضول هيدفعها تسأل
اي اللي جاب العروسة من باريس بعد يومين بس من شهر العسل؟
لا طبعاً مافيش ظهور غير بعد شهر على الأقل
نظر نهال له في يأس في حين قال هو:
_حاولي تبصي للموضوع من ناحية إيجابية، كل حدث بيحصل لينا في الدنيا دي له مغزي لازم نبص عليه نفهمه ونتعلم منه، حتى الوحدة والعزلة حاولي تستمتعي حتى بساعات التفكير فيها، رتبي أفكارك شوفي نظرتك ل بكرة هتكون فيها اي؟ لازم خريطة لنفسك وأنت اللي تحددي أهدافك وأسبابك وطموحك اللي لازم يكون أقوي من الأول
أتفقنا
اخفضت نهال عيناها في خجل ثم قالت:
_حاضر
ظهرت إيفا وهي تحمل حقيبة متوسطة وضعت فيها ملابس نهال وقالت:
_الهدوم دي لقيتها على السرير أكيد محتاجة غسيل، أنا حطيت لك قفص عصافيرك في الأوضة، العلب بتاعتهم فيها الأكل، بس أنت حطي المية في السقايات
قالت نهال وهي تنظر إلى إيڤا:
_ أنا ههتم ب تاتو و ماشا متقلقيش
إيڤا وهي تنظر في إتجاه المطبخ:
_الأكل لسه ف التلاجة طبعاً
نهال:
_مافيش شهية للأكل يا إيفا
إيڤا في غضب:
_ حاولي تاكلي فاكهة او زبادي، الشاب مش عايز اجيب أكل ليك ا تاني
ثم نظرت إلى مراد في عتاب وقالت:
_كنت أنت جبت زبادي أو لبن رايب ليها كان هيتكسف يقول لك لا
مراد:
_مينفعش أحر جه يا إيڤا مينفعش دا راجل وصاحب البيت وعنده كرامة وهو شايف أن الضيوف هو اللي يصرف عليهم
ثم نظر إلى نهال وأعقب:
_طيب أنا هشوف طريقة اعرفه بيها أن فطارك زبادي بس
نهال في لهجة اعتراض:
_بابا من فضلك أنا هاكل اي حاجة ف البيت في فواكه هنا وجبنة ودا كفاية اوي واللحم المشوي في التلاجة من آخر مرة فايض منه كتير
اختفت إيفا لحظات كانت قد تذكرت شيء ما، فتحت الباب الخلفي للمطبخ ونظرت إلى الأرض المخصصة للزراعة
نزعت الأشجار التالفة
صاح مراد في حدة:
_ايفا بتعملي اي عندك؟
ثم نظر إلى نهال وقال:
_هاستناها برا
اتجهت نهال الى حيث وقفت إيفا تسقي بعض الشجيرات الصغيرة وقالت:
_دي الفرصة الأخيرة للزرعة دي لو سبناها يوم كمان هتموت خلاص، عارفة أن ماخدتش اذن صاحب البيت بس حاجة زي دي مقدرتش اقاوم عملها
لم تجب نهال هي تعرف جيداً أن إيڤا مغرمة بالزرع والنباتات
صاح مراد في قوى وغضب:
_ايڤا اليوم كله هيخلص، وأنت لسه عندك
أنتفضت إيفا في عنف وأسرعت إلى الخارج وهي تهتف:
_ثواني بس وأقل من ثواني وهنمشي
راقبت نهال خروج سليم مع ايڤا ووالدها من البوابة وغلقه أياها
دخلت الى غرفتها أولا
قامت على وضع الماء من أجل عصافيرها
ثم تذكرت كلمات ايڤا أن إيڤا على حق ذبول النبات والشجر الصغير يشبه موت وأي موت هو أمر محزن، من يستطع أن يمد الحياة إلى شخص أو نبات لا يحتاج إلى تصريح أو أذن لذلك
من يستطع أن يفعل فليفعل الحياة تحتاج إلى من يعمرونها والشجر يحتاج إلى يد قوية
تضع له سبيل العيش
تضع له الماء
أنتهت نهال من سقي الشجر كانت قد استعانت بخرطوم أبيض صغير وجدته أسفل حوض المطبخ يلائم الوضع تماماً، فهو طويل بما يكفي حتى يوضع في منتصف الشجر وتبدأ في فتح الصنبور لا ريب أنه مخصص لهذا الشأن
وتساءلت هي
لماذا توقف سليم عن سقى الزرع النادر؟ بعد أن أهتم به لهذا القدر لم تجد للسؤال إجابة وحتماً
هي لن تجد، الشخص غريب في كل شيء
حين أرادت نزع الخرطوم من الصنوبر ارتفع الخرطوم ببعض المياة المتبقية ونال منها
مما جعل قدمها تغوص في حفرة مكان شجرة صغيرة هزيلة كانت إيفا قد انتز عتها بيدها، تكومت المياة داخل الحفرة وغاصت بها قدم نهال في حين ظلت القدم الأخرى ثابته من مكانها، أخرجت قدمها العالقة في صعوبة وهي
تشعر بأنها حمقاء وغبية أيضاً كيف لم تنتبه لهذا الأمر؟ تبدو مثل قطة صغيرة مبتلة، وملطخة أيضاً بتراب، اتجهت مباشرة إلى الحمام وهي تحدث ذاتها:
_شوية وكانت رجلي هتنكسر
أغلقت باب الحمام وفتحت الماء الساخن الذي نزل سريعاً على جسدها يزيل آثار التراب
نظرت إلى قدمها هناك كدمة حمراء في القدم
أوقفت الماء ثم نظرت إلى الملابس المتسخة، وانتبهت فجأة أنها لم تحضر ملابس أخرى جافة قبل الدخول ثم حدثت نفسها:
_الحمد لله أن البيت فاضي
التقطت المنشفة وقامت على وضعها على منتصف جسدها بالضبط وقامت على لفها وفتحت الباب وما كادت تستقر في أولى خطواتها في الصالة حتى شاهدت سليم يقف في الصالة وينظر لها في هدوء تام وكان وجهه مثل صخرة قاسيىة
شهقت في عنف وقد اهتز جسدها من الصدمة وقالت وهي تشير إلى الباب:
_كان بيتهيألي أنك مشيت مع بابا وإيڤا
قال في لهجة سخرية وهو يسند ذراعه على المقعد الخشبي:
_ما هو المفروض بردوا أن هرجع بيتي
كان الماء ينزل من شعرها على الأرض في صوت مزعج لها كتفها عاري وقدمها أيضاً كانت تشعر بالخزي والعار كيف تقف هكذا؟ أمام شخص غريب عنها؟ شخص تزوجته أول أمس فقط
هي لم تسمع صوت البوابة وهي تفتح، كذلك لم تسمع خطواته، لا ريب أن صوت الماء طغى على صوت خطاه داخل المنزل، حاولت أن تشرح له أنها كانت تقوم بأعمال في منزله ولكنها فضلت أن تصمت ومع نظرته لها
التي زادت قتامة، شعرت بالخجل الشديد وجرت رجلها جراً الى غرفتها أغلقتها جيداً خلفها وهي تحمد الله أنها استطاعت الهروب من عينيه وقالت في صوت هامس:
_يا ربي امتا بقا ينتهي كل دا
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية لعنة كنز شعلان لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية