-->

رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 9 - 2 - الإثنين 4/12/2023

 

رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي



رواية جديدة 

زوج مؤقت

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


 الفصل التاسع

2

تم النشر يوم الإثنين

 4/12/2023



أنتهت  نهال من وضع  المفارش أعلى  اللوحات، ثم نظرت إلى أعلى في إتجاه العصافير، ذهبت مباشرة إلى المطبخ ثم عادت إلى الغرفة وهي تحمل طبق  كبير به طعام لهم في إتجاههم مباشرة، في حين قال سليم: 


_هو أنت فاكرة أنهم هينزلوا على الطبق بسهولة كدا 

كانت كلماته تحمل لهجة سخرية لاذعة، قالت وهي توليه ظهرها و ترفض أن تنظر في وجهه: 

_لا ليه؟ أكلهم وعارفينه 

نظر إلى أعلى ثم أطلق بضع كلمات استطاعت نهال أن تستمع إلى كلمة عطلة وتأخير ولكنها لم ترد، أما هو فلقد اكتفى بسحب المقعد الخشبي والجلوس عليه، مضت خمسة عشرة دقيقة قبل أن يقول في صوت غاضب: 

_وبعدين !؟ 

لم تجب نهال ولكنه أعقب في صوت به الحاح كبير: 

_العصافير دا كلت قبل ما تخرج من القفص؟ 

تمتمت بصوت منخفض: 

_ايوا 

هتف في صوت مرتفع بعض الشيء: 

_يبقى اكيد مش هينزلوا حتى لو شايفين الأكل

مضت لحظات صمت بينهم قبل أن يقول في نفاذ صبر:

_خرجوا ازاي؟؟

نكست نهال رأسها وهي تشعر بالخجل مما فعلته 

فقالت وهي لا تدير وجهها له: 

_القفص كان مفتوح

سليم: 

_يعني اي مفتوح؟! 

نهال: 

_نسيت كنت بجيب الميه ونسبته

سليم وهو يرفع ذقنه إلى أعلى: 

_ما هو مش ها فضل كدا منتظر العصافير ينزلوا،  علشان أكمل، وبعدين أنا مبحبش الصوت أو الحركة جنبي هنا بالذات، أنا عدو الدوشة والرحمة وعدو المتطفلين لازم حل

عضت على شفتيها في غيظ شديد، فكرت أن تصرخ في وجهه 

وانا كمان بكرهه المكان، وبكرهك، ولكنها كتمت كل ثورتها داخلها وفضلت الصمت، وتوسلت إلى الله أن تهبط العصافير إلى الأرض، انتزعها من أفكارها صوته وهو 

 

يقول في لهجة آمرة: 

 


_أها، طيب روحي هاتي القفص 


أسرعت نهال الى غرفتها في سرعة وحملت القفص ثم وضعته أمامه دون أن تتكلم في حين قال وهو يغلق انوار الغرفة: 

_طبعا القفص كان متعلق في الاوضة 

هزت راسها دون أن تجيب مما جعله يهتف: 

_اطلعي برا الأوضة 


نفذت أوامره في سرعة وهي تشعر بالسخط عليه طريقته وأسلوبه فظ ووقح جداً لا يكاد يحتمل، شاهدته من الصالة  وهو يعلق القفص 

ثم وضع إناء الماء داخل القفص وانتظر في الغرفة 

مضت عشر دقائق قبل أن ترى وتشعر بحركة العصافير واجنحتها وهي ترفرف في إتجاه القفص ثم يدخل العصفور  أولا وخلفه ماشا، سليم فرد يده في خفة شديدة دون إحداث صوت وقام على غلق القفص ثم أنزله إلى أسفل وخرج إلى الصالة وقال وهو يمد يده إلى نهال: 

_مش عايز فوضى تاني، ومش عايز عصافير تطير تاني 

التقطت نهال القفص منه مما دفعه أن يكمل: 

_وبلاش::::

نظر إلى البنطال التي ترتديه كان البنطال يظهر من أسفل البنطال الثاني مما جعله يفهم أنها ترتدي زوجين من البناطيل أعلى بعضهم البعض، فصمت عن إكمال عبارته 

ولم تكن نهال في حاجة أن تفهم أنه يذكرها بموقف خروجها من الحمام في الصباح

اتجهت الى غرفتها دون أن تتحدث معه أو تخبره بكلمة نعم او اي اعتراض 

أغلقت الباب عدة مرات وتعمدت أن يكون صوت صرير الترباس من الداخل مرتفع وهي تحدث ذاتها بخفوت: 

_فاكر نفسه:::: 

كانت تشعر بالغيظ الشديد استقرت في فراشها وأغلقت الأنوار

وهي تحاول أن تطرد تلك العصبية الشديدة التي تمكنت منها، هل يظن أنها افتعلت هذا الأمر؟ هل يظن أنها من أطلقت سراح العصافير حتى تشاهد غرفته؟ هل هي غرفه سرية؟ أنها غرفة رسم، لا يوجد بها سوى اللوحات، ثم قالت في سخط وهي تتذكر كلماته عن حاجته إلى الهدوء:

_ طبعاً لازم اتحاسب على وقت ڤان جوخ اللي ضيعته 

تذكرت شيء فقالت وهي تنظر إلى العصافير: 

_بابا أكد لي أن الشاب دا مهندس مش رسام، غريبة!؟ اللوحات دي بتقول أنه فنان وربشته مميزة جداً، أيوا بس بابا بيقول ديما بشمهندس سليم، غريبة 



تذكرت إحدى اللوحات التي قامت على تغطيتها 

أنها صورة شمس تظهر داخلها ملامح أمراة قالت وهي تهمس لنفسها: 

_اللوحات دي اكيد خاصة بمعرض،

ثم تذكرت إحدى اللوحات كانت تحمل تاريخ سنتين مضوا وقالت: 

_هو بيحتفظ باللوحات ب السنين ليه؟ ممكن يكون بييعها 

وضعت يد على رأسها ثم تذكرت أحد الحروف الموضوع في بعض اللوحات هو حرفz 

لماذا يقوم سليم بوضع حرف لا ينتمي لاسمه؟ لماذا؟ هل ينقل ملكية اللوحات ل شخص آخر؟ 

هل هذا مصدر رزقه؟

هل يقوم على رسم اللوحات ثم يتنازل عنها ل شخص مشهور؟ 

هذا الشخص كئيب وغريب وتمتليء حياته بالكثير من الأمور الغربية والمبهمة، وضعت رأسها على الوسادة ثم قالت وهي تفرد جسدها: 

_الشيء اللي ممكن الواحد يرتاح منه شوية أن عدى تلات ايام وهانت على مهلة الجواز دي، الأيام بتعدي الحلو والوحش والصعب والسهل بس في أيام بتعدي واحنا مجروحين علشان كدا بنحس بالتعب وأن الأيام صعبة وقاسية، وأيام تانية بتمر بسرعة ونكون فرحانين علشان كدا بنحس بطعمها وحلاوتها في روحنا، الوقت هو هو مش بيتغير نفس الساعات نفس الليل نفس النهار، بس الاحساس هو اللي بيختلف هو اللي بيحدد لينا إذا كان اليوم حلو ولا وحش 

تنهدت في عمق وهي تفكر في والدها، غريب أن يثق في هذا الشاب 

بتلك الطريقة وهذا المقدار رغم غموضه


كثرت التفكير والأسئلة جعل رأسها يلف في سرعة وتغوص في النوم، 

وما جعلها تستيقظ في الثانية بعد منتصف الليل 

هو صوت صرير البوابة المعدنية وهو يفتح مما جعلها تفتح النافذة وتشاهد سليم وهو يخرج من المنزل في سرعة غريبة، قالت وهي تنظر إلى الخارج: 

_كل يوم في نفس الميعاد يخرج، اي حكاية الخروج دي كمان؟ المكان مقطوع مافيش حد قريب من هنا، بيروح فين في الوقت دا؟ 

حتى السجن اللي أنا فيه السجان سابه ومشي، 

جلست على حافة الفراش وقالت في عزم وتصميم: 

_لازم بابا يعرف بموضوع الخروج دا، ممكن يكون الشخص دا خطر أو شخص وراه حاجة مش قانونية ما هو مش معقول جرأته دي في الخروج بليل كدا القلب الميت دا لازم يكون وراه سر كبير


حين وصلت عقارب الساعة إلى الرابعة، كان صوت صرير البوابة وهو يفتح للمرة الثانية في هذا الليل ما جعل نهال تقف على حافة النافذة،

لقد عاد سليم، عاد  إلى المنزل واحكم أغلاق النافذة ثم نظر في إتجاه نافذتها مما دفعها أن تغلق النافذة في احكام وتعود إلى فراشها وهي تفكر، هل شاهدها هناك؟ هل هذا يمثل فارق عنده؟ هو حقاً لا  لا يعبأ برؤيتها له؟ لا يقيم وزن إلى علمها بهذا الأمر؟ يتعمد تجاهلها حتى لا يتذكر أن ثمة فتاة كتبت في خانة الزوجة لديه،  فكرت نهال قليلاً: 

_زي ما يكون بيقول قوانين المكان  دا وأوامري  أنا اللي هحددها و  همشيها على اللي وافق ودخل هنا

 

زفرت في ضيق وقالت وهي تضع رأسها على الوسادة: 

_مافيش بديل  عن أن  بابا يعرف كل حاجة


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية لعنة كنز شعلان لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة