-->

رواية جديدة كله بالحلال لأمل نصر - الفصل 23 - 2 الجمعة 12/1/2024

  

قراءة رواية كله بالحلال

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية كله بالحلال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


 الفصل الثالث والعشرون

1

تاريخ النشر الجمعة

12/1/2024



- موضوع مهم، يعنى انت عايزاني في موضوع مهم يا عزيز ، طب ايه هو؟ اتكلم على طول انا عايزة اعرف 


قالتها بلهفة أثارت اندهاشًا داخله، ليعقب متسائلًا:

- رانيا هو انتي فرحانة بجد ان اننا اتخطبنا؟ 

خرج الرد منها سريعًا:

- طبعًا يا عزيز، وهي دي محتاجة كلام،؟ ولا انا مش باين عليا يعني؟


اجاب على الفور:

- لا بصراحة هو باين عليكي فعلا، ودا اللي مخليني محتار، ومحتار جدًا كمان!

تعقد حاجبيها وعلامة استفهام كبيرة ارتسمت على ملامحها ، فجاءها الرد المباشر:


- انا قصدي ان محتار في شخصيتك نفسها ومش قادر افهمك، طب لو فسرت اللي حاسة بيه ده  انه اعجاب حقيقي ليا ، هيبقى على أساس ايه؟ شكلي الوسيم مثلًا،  ولا شخصيتي ان كانت كاريزما او دمي خفيف  


- كلك على بعضك يا عزيز ، كلك على بعضك. 

قالتها بلهفة أجفلته، لتتابع :

- انت تمشي في اي حتة، تلاقي البنات هتجنن عليك، ولا شخصيتك نفسها لما تلفت النظر ليك في أي قعدة  وتاكل الجو بكريزمتك، انا مبسوطة اوي  ان بقيت خطيبتك.


، يا سلام..... يعني انتي اللي عاجبك فيا الشخصية والكريزما والشكل الحلو، طب انا كنت عايز اعرف بقى، لما انتي شايفة كل المميزات دي فيا، ليه رفضتيني لما اتقدمتلك اول مرة، بس ياريت الإجابة مختلفة عن موضوع الفيديو بتاع الرقص والكلام الفاضي ده.


عبست ملامحها والتوى ثغرها بامتعاض واضح، لترد بنبرة عاتبة:

- شكلك لسة شايل مني من يومها،  وعشان كدة مش راضي تصفالي، 


- اه بصراحة انا شايل ومش هقدر اصفى ، لأني بصراحة مش قابلها ، ان السبب هو واحدة سلطتك عليا وهي اللي خربت ما بينا عشان الحوازة ميتمش. انا رافض جدا تحميل الخطأ للبنت صاحبتك، لاني حاسس ان الموضوع في حاجة مش فاهمها، رفضتوني وبعدها قبلتوا بكل سهولة، بمجرد ان ماما بلغتكم ان الفيديو قديم وانا ربنا هداني..... زي ما قالت وانتوا اقتنعتوا!


- ما هي فعلا لما ماما اتكلمت مع بابا وماما ، اقنعتهم بوجهة نظرها،


ضاقت عينيه يطالعها بارتياب، وشعور بعدم الارتياح،  بدأ يزحف داخله؛

- طب لو قوتلك ان ماما بتكدب عليكم، وانا لا ربنا هداني ولا اي حاجة من الكلام ده، ما زالت بصاحب بنات، وبرقص مع الرقصات في أي حتة اسهر فيها مع اصحابي، مش بس الأفراح، تقولي ايه؟


ازبهلت في البداية تأثرًا بجرأته، لتشيح انظارها بعد ذلك ،بتشتت امام تركيزه الشديد لردود أفعالها، وحينما طال انتظاره، اردف بدهشة:


- لبه التفكير الكتير في حاجة بسيطة زي دي؟ انا بطلب رأيك في سمات الشخصية اللي ممكن ترتبطي بيها، مش حل لقضية مهمة ، ولا انت مأجلة تشوفي رأي ماما وبابا اولًا.


- طيب وفيها ايه لما امشي على رأي ماما وبابا،  دا مش عيب على فكرة.


قالتها بحدة أثارت انتباهه، ليصمت تاركًا لها المجال حتى تستفيض في الحديث:


-  مش عيب ان البنت تبقى مؤدبة وطيبة، وبتمشي ورا رأي الكبار، يعني احتمال الخطأ عندها يكاد يكون معدوم، انا بابا وماما ربوني كويس اوي، احسن من بنات التانية اللي ماشية على حل شعرها، تاخد راحتها مع الكل وتصاحب ولاد ونمشي معاهم .


- قصدك ايه؟

سألها يشتم رائحة سيئة من خلف كلماتها،  ليتأكد ظنه مع قولها:

- قصدي انت فاهمه كويس اوي، الست بسمة صاحبة اختك، مش هي برضوا اللي لفت عقلك الفترة اللي فاتت ، 


برقت عينيه باستدراك ، ليهدر بها مصعوقًا:

- ايه اللي بتقوليه ده؟ انتي عرفتي منين الكلام ده اصلا؟


اجابته بثقة:

- عرفناه من سامح ، ما هو يبقى صاحب اخويا،  وهو اللي قرب المسافات ما بينا، بعد الحربابة دي ما لحست عقلك عن طريق ليلى الطيبة الهبلة. 


- وايه تاني كمان؟

تمتم يستدرجها، وقد بدأت الصورة تنجلي امامه بوضوح تام، وقد بدأ عقله يعمل جيدا ليربط الخيوط ببعضها:


- بعد ما سامح قالكم عن الحرباية عملتوا ايه؟

ردت تفاجأه بحدتها:

- ودي محتاجة كلام، على طول وافقنا طبعا بزيارة طنت منار، وانا بقى عشان اغيظ البت دي، اتصلت بيها  يوم قراية الفاتحة بتاعتنا وفرستها. 


سهم بنظره لها بصمت ابلغ من الكلام ، يشجعها على المواصلة وهي لم تتوقف:


❈-❈-❈


داخل أروقة مجمع محل البقالة الضخم ، كانت تتفتل بعربتها الصغيرة تتنقي من الأرفف ما تحتاجه للمنزل من اطعمة ومستلزمات المطبخ،  وغيرها من الأشياء التي لا تستغنى عنها، وفي غمرة انهماكها اصطدمت فجأة بعربة أخرى لأحد الأشخاص لترتد غريزيًا للخلف، رفعت رأسها بحدة تهم أن تقرع صاحب العربة بما يليق به، ولكنه سبقها باعتذاره:


- اسف بجد مخدتش بالي و.... 

توقف برهة ليرفع النظارة عن عيناه ويردف بمبالغة في ادعاء الاندهاش :

- ايه ده معقول؟ منار هانم، دا ايه الصدفة الجميلة دي؟ 


رمقته بنظرة متشككة فهم عليها ولكنه واصل بمكره:

- دا انا كدة بقى اتفائل بيومي النهاردة.


ابتسامة جانبية ساخرة لاحت على جانب فمها، لتردف ردًا له:

- حضرتك زوق اوي يا استاذ شاكر، بتوزع كلام حلو وإعجاب ع الفاضي وع المليان لأي حد تقابله في وشك.


ضحك بمرح حتى مالت رأسه للخلف،  ومناكفتها أصبحت تروق له، ليزيد من دهشتها قبل ان يرد:


- لا والله مش مع اي حد، انا قولتلك قبل كدة اني ضعيف قدام الجمال، وضيفي عليها اني احب اقدره، لأنه يستاهل التقدير. 


بشعور الأنثى،  تغلغلت الكلمات داخلها، تحدث ارباكًا حاولت على الفور اخماده لتعبس بوجهها امامه، تظهر غضبًا:


- خلي بالك يا استاذ شاكر، لان كلامك بقى في تجاوز انا مقبلوش حتى لو كانت نيتك بريئة، انا مش عيلة صغيرة وهقبل اني اعدي  


قالتها وتحركت بعربتها لتتابع التبضع والانتقاء من الأرفف، لتغزو ملامحه ابتسامة بتسلية وهو يتابعها تتجاوزه، مبدية خشونة لا تليق بها حتى برغم شراستها تلك.


تحرك ليلتف بعربيته حتى يلحق بها، يُسمعها اعتذاره:

- انا اسف اكيد يا منار هانم لو فهمتيني غلط، بصراحة دي طبيعني، سهل في التعامل مع كل الناس، حتى لو ابان دوغري ، لكن حضرتك تتقدري وتنشالي ع العين والراس طبعا 


التفت له بعلبة الطعام المعلب التي كانت على وشك القاءها في العربة، لتتوقف ناظرة له بشفتين مزموتين،  مضيقة حدقيتها وكأنها تكشفه بفراستها، ولا تعلم انها بذلك تزيد من اصراره، بعدما أشعلت برأسه تحديًا بشغف غير مسبوق،


تبسم يبادلها النظر ببراءة وهدوء يستفزها، حتى زفرت لتقطع الصمت بسؤالها الملح:

- صحيح يا استاذ شاكر، دي اول مرة اشوفك هنا، وحسب اللي اعرفه برضوا، حضرتك ساكن بعيد هنا.


تبسم باتساع لذكائها في تغير دفة الحديث لصالحها، ولكنه ايضا ليس بالهين حتى يغلب في الرد :


- لا طبعا بعيد عن سكني وبعيد عن شغلي كمان، بس انا بقى عندي صداقة قوية مع صاحب الماركت هنا، بيجيب احلى انواع للأكل المعلب والمستورد،  دا غير الشيكولاتة اللي بتيجي مخصوص من يلد المنشأ وانا بحب اجيبها لبنتي بيبو،  اصلها بتحبها اوي. 


بامتعاض لم تخفيه بعد سماع الاسم، ردت بكلمات مقصودة وهي تعود لرف البضائع مرة أخرى:

- ربنا يخليهالك وتفرح بيها، انا كمان ناوية اخدلي كام علبة مخصوص ، هدية لخطيبة ابني، اصلها بتحبها هي كمان ، وعزيز بيجيهالها من هنا مخصوص برضو،  


قالتها والتفت اليه بغرض التقاط رد فعل منه يريحها، وقد رسم ابتسامة صفراء عارضًا عليها:

الصفحة التالية