-->

رواية جديدة كله بالحلال لأمل نصر - الفصل 23 - 2 الجمعة 12/1/2024

 

قراءة رواية كله بالحلال

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية كله بالحلال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


 الفصل الثالث والعشرون

2

تاريخ النشر الجمعة

12/1/2024


وماله يا هانم، ما هي زي بنتك طبعا،  تحبي انقي معاكي الاصناف اللي انتي عايزاها


برقت بإجفال، شاعرة برأسها على وشك الانفجار من هذا الرجل الذي يتعامل معها ببرود يكاد ان يجلطها، همت للرد بفظاظة كالعادة،  ولكن دوي الهاتف جعلها تأجل حتى تنتهي من الرد على المكالمة، وقد تفاجأت بهوية المتصلة، لتشعر انها قد جاءت في الوقت المناسب:


- الوو يا رانيا يا حبيبة قلبي، عاملة ايه يا بنتي؟

ردت بنعومة،  وابتسامة مفتعلة، اختفت بعدها لتتحول بعد ذلك الى العكس ، مع متابعة الانصات للجهة الأخرى،  حتى  أصبحت تردد في الرد لها بفزع وعدم تصديق:


-  دا اكيد بيهزر معاكي يا بنتي ومش قاصد اللي انتي فاهماه......... يا بنتي اسمعي

....... يا نهار اسود...... لا طبعا متاخديش على كلامه...... رانيا.... رانيا .


حينما انهت المكاملة، سألها شاكر بقلق حقيقي:

- ايه اللي حصل، يارب يكون خير ان شاء الله.


قالها ليلفت انتباهاها اليه، فتحدجه بنظرة حارقة تردف بغيظ، وكأنه المتسبب في كل ما حدث:

- خير برضوا؟ هو انتوا اللي يشوفوكم يلاقي الخير؟ البنت بتبلغني ان عزيز فسخ خطوبته معاها، عملتها بنتك يا شاكر باشا، فضلت تحرب لحد ما قعدت على تلها .


- لو سمحتي يا هانم انا مسمحلكيش

صدرت منه بحمائية، غير متقبلا لفعلها امام البشر التي التفت نحوهم نتيجة الصوت، ليتابع بحدة:

- زي انتي ما بتدافعي عن ولادك، انا كمان لا يمكن هسمح ان حد يمس بنتي ولو بكلمة واحدة، ولو عن مشكلة ابنك مع خطيبته، فدي حاجة تحلوها مع بعضكم، اما انا ولادي فدول خط احمر عندي ، ومن غير عن اذنك.


قالها وتحرك ذاهبا بعربته من أمامها،  يتركها بغليلها، بعدما كشف لها عن وجهه الاخر، في الدفاع عن أبناءه ، وعدم السماح لأي كان  في المساس بأحد منهم ولو بكلمة، 


فتحركت هي ابضا، متخذة طريقها نحو الخروج على الفور، والمغادرة نحو هؤلاء الملاعين ابناءها، حتى تنقذ ما يمكن انقاذه.


❈-❈-❈


اما عن شاكر،  فكان اول رد فعل منه، بأن اتصل بابنته فور استقلاله لسيارته :


- بسمة انتي فين دلوقتي؟

بادرها بالسؤال فور ان وصله صوتها، لتجيبه على الفور :

- انا برا البيت يا بابا، هو انت عايزاني ف حاجة،

- برا فين يعني بالظبط؟ عزيز معاكي،


أجفلها بعصبيته حتى خرج ردها باستهجان لا تخلو من قلق

- اللي جاب سيرة عزيز يا بابا؟ انا في جامعتي اصلا.

بانفاس متلاحقة لفرط غضبه، عاد مشددًا عليها:

- متأكدة يا بسمة من كلامك ده؟ يعني ما شفتيهوش النهاردة خالص؟.


- يا بابا والله ما شوفته، هو ايه اللي حصل؟

انا مش فاهمة حاجة. 


رد يجيبها مباشرة وبدون مواربة:

- اللي حصل ان قابلت الست والدته وعرفت منها ان الباشا فركش خطوبته......


قاطعته بلهفة وعدم تصديق:

- ايه؟ فركش خطوبته؟ انت  بتتكلم جد يا بابا 


رفض شاكر تلك الفرحة التي تخللت نبرتها،  ليهدر حازما بها:

- بسمة...... انا بكلمك، يعني تسعمي الكلام وتردي عليا بالحرف الواحد، ليكي اي صلة بالخطوبة اللي اتفركشت دي .


نفت على الفور تقسم:

 - اقسم بالله لا يا بابا، ما انت عارف الموضوع من اوله زي حكيالك عنه، لا اعرف بالخطوبة اللي اتفركشت ولا بأي شيء يخص الاتنين، إنت عارفني وعارف صراحتي معاك  حتى لو غلطانه، 


- عارفك يا بيبة، عارفك يا قلب بابا، انا بس كنت بطمن مش اكتر .


خرجت منه ببعض الارتياح،  لمعرفته الأكيدة بصدق ابتته، التي لا تخجل من فعلها ولو أخطأت ، وحتى يتحدث بعد ذلك عن ثقة لو قابل هذه المرة الأخرى باتهاماتها .


❈-❈-❈

وفي المنزل 


كانت ليلى جالسة بنصف نومة على تختها وهي تتحدث مع ممدوح على الهاتف،  جاهلة عمن دلفت الى  المنزل بغضبها ، تريد شحنة افراغ غليلها فيمن تقابله الاَن:


- يا حبيبي متشغلش نفسك انت،  هي شوية خنقة وهيروحوا لحالهم .

- ما انتي بتقولي خنقه، يبقى ازاي مشغلش نفسي بس،  دا انا مش قادر انام من امبارح يا ليلى، نفسي بقى الايام دي تعدي ونتجوز.


ضحكت في الرد عليه"

- يا سيدي اتحمل بقى واصبر، او الأحسن تدعي ماما ربنا يهديها وترضى عن الجوازة، 


- مامتك ترضى عن الجوازو، تصدقي بقى انا عندي احساس ان الدعوة بتحرير فلسطين هي الاقرب من موافقة والدتك،  


ضحكت ليلى على الدعابة، توقن بصحة العبارة ، مفضله الضحك عن الحزن، حتى انها همت لتبادله المزاح ، ولكن قطع اندفاع والدتها التي دخلت كالإعصار، تدفع الباب  بخشونة على الجدار،  حتى اصدرت صوتا عاليا مزعج، ،وتجفله بهذه الهيئة الغاضبة:.


-'مالك يا ماما؟ داخلة كدة ليه؟ حصل حاجة؟


تجاهلت  منار الرد ، لتندفع مباشرة نحوها، وبدون استئذان خطفت الهاتف منها، لتوجه الكلام للاخر امام دهشة ابنتها :

- اسمع ياللي اسمك ممدوح ، احنا معندناش بنات للجوز  ولا رجالة كمان سامعني؟ فهم اختك بقى لو وصلك القصد. 


شهقت امام صدمة الاخر، تهتف معبرة عن اعتراضها:

- ايه اللي انتي بتقوليه دا يا ماما؟ سيبي هاتي التليفون  


- مفيش تليفون 

رفضت منار لتعود مشددة بالصياح:

- سمعتني بقول ايه؟ ليلى مخطوبة لابن خالتها،  يعني انت تخلي عندك دم ومتكلمهاش تاني، حلو عننا بقى انت وعيلتك، مش عايزة اشوف حد فيكم ، لا انت ولا اختك ولا ابوك، سيبونا في حالنا بقى.


- يا ماما حرام عليكي،  سيبي التليفون بقى؟

صرخت ليلى بها تحاول منعها باستمامتة، حتى انهت منار المكالمة، لترمي الهاتف بطول ذراعها نحو الحائط حتى نزل على الأرض متهشمًا لقطع، مما زاد على ليلى لتصرخ :


- يا نهار اسود، انتي بتعملي كدة ليه؟ اللي انت عمليته ده؟


ضاعفت منار من حدتها، لتقبض على رسغ ابنتها تهدر بتهديد ووعيد:

- اللي عملته هو الصح، من هنا ورايح مفيش تليفونات، ولا في االصحاب، انا مش هسمح لبنت هبلة زيك، تبوظ كل اللي عملته وبنيته في حياتي، الولد هتقطعي علاقتك نهائي بيه، لا هو ولا اخته هيبقى ليهم صلة بيكي.، هتتجوزي ابن خالتك ، واخوكي المتخلف غصب عنه هيرجع للبنت لخطيبته رانيا ، فاهماني .


- وايه اللي يغصبني بقى يا ماما؟

هدر بالصوت من خلفها ، لتترك ابنتها،  معطيه كل انتباهاها له، وتجيبه بتحدي:


- انا اللي هغصبك يا روح قلبي ، ما دمت انت سفيه ومبتقدرش كلمتك مع الناس،  بتفسخ البنت من غير سبب يا عزيز بتتحدى والدتك وتكسر قلب بنت بريئة ملهاش اي ذنب؟


- بلاش منه الكلام ده يا ماما. 

صرخ بها يوقفها متابعًا:

- انا عايز افهمك بس ان انا عرفت كل حاجة، وعرفت الكلام الوسخ اللي اتقال في ضهر بسمة من ابن اختك الواطي عشان ينفذ امرك، ترضي الكلام ده يتقال على بنتك يا ماما .


صرخت بدورها به:

- اخرص يا ولد، متقارنش اختك بالبنت دي؟ جاي تتشملل وتدافع عن البنت دي بأي حق، صفتها ايه دي عندك؟ عشان تخرب حياتك وتدافع عنها كدا؟ مين دي عشان تديلها قيمة متستحقهاش؟


رد بلهجة لا تقبل النقاش:

صفتها حبيبتي وخطيبتى يا ماما!، انا مش هتجوز غير بسمة ، ولو مفيش في الدنيا غيرها، يبقى مفيش جواز اصلا 


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة