-->

رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 14 - 1 الأربعاء 31/1/2024

 

رواية أرهقته حربًا الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل الرابع عشر

1

تم النشر بتاريخ الأربعاء

31/1/2024

❈-❈-❈

ماذا إذا عاد الماضي يحمل أطيان الجحيم الذي كان منذ زمن ، فهل سوف يؤثر على مستقبل حبهم أما لا ؟؟


استيقظت على صوت زقزقة العصافير والتي تدل على أن الشمس قد أشرقت من مغربها تحمل يوم جديد ، فتحت  عينيها براحة وهي تشعر بالدفئ والأمان يحيطها في كل أنشأ في جـ ـسدها ، رفعت عينيها نحوه وجدته ينظر لها ويبتسم لها بقوة هتف بنبرة محبة لقلبها ولكنها متعبة دلاله علي أنه لم ينام خوفاً أن تستيقظ وتخاف بتلك الطريقة وهو لا يشعر بها لذلك لم يغمض له جفن أبداً : 


ـ صباح الخير .


ابتعدت عنه بعد ما شعرت أنه يعانقها بقوة كبيره كأنه يريد أن يدخلها بداخله : 


ـ صباح النور .


حاولت أن تخرج من داخل احـ ـضانه ولكنه لم يسمح لها أبداً بالابتعاد بلا قربها أكثر لاحـ ـضانه مما صرخت بغيظ وهي تعقد حاجبية مردفة : 


ـ نوح ابعد خليني اقوم .


ضيق حاجبيه بخبث وهو يهتف بنبرة مشاكسة : 


ـ لا مش هتقومى ، خليكي قاعدة .


عقدت حاجبيها بغضب وهي تهتف بنبرة نفاذ صبر حتى لا تفتك به الآن : 


ـ أنا بقي عايزه اقوم ، ابعد .


ابتسم علي غضبها الطفولي وهو يهتف بنبرة حُب وهو يقربها أكثر لدرجة أنها شعرت بأنـ ـفاسه الساخـ ـنة تلفح بشرتها مما شعرت قلبها يطرق كالطبول والمسافة التي بينهم أنشأ بسيط أقل سنتمتر : 


ـ مطلبتش رائيك انا كده مرتاح .


عقدت حاجبيه بغضب وهي تصك أسنانها وتحاول أن تخرج من احضـ ـانه : 


ـ وأنا مش مرتاحه ابعد بقي .


ختمت جملتها وضعت يـ ـدها على موضع قلبه وجدته يدق كالطبول ، نظرت لمقلتيه التي تغير لونها إلى الظلام الدامس بسبب رغبـ ـته المكبوتة ، أيعقل أن قلبه يدق لها هي ؟؟ ، لما يدق قلبه لها ، لا لا فهذه اوهام لا محالٍ ولا وجود لها ، فهي تتخيل لا أكثر من ذلك ، عليها أن تفيق من دوامة تخيلاتها التي لم تنتهي أبداً ، حاولت أن تبعد يـ ـدها عن قلبه ولكن هو سبقها حين اقترب منها أكثر وأخذ تلك الشـ ـفاه التي يحلم بها  دائما ، فـ اليوم فقد صبره علي التحمل أكثر ظل يقبـ ـلها بنهم وحُب ولا يبتعد عنها كأنه شخص عاطش منذ زمن وقد ارتوى الأن .. ، فـ الصبر له حدود والأن صبره قد أكتفي بتلك الشفـ ـاه التي تثيره أكثر ، أما هي شعور الصدمة استولي عليها ولا تعرف أبداً ما عليها أن تتصرف معه ، حاولت أن تبعده عنها ولكن لم يسمح لها ولِم يفك حصارها بلا قربها أكثر وضع يـ ـده خلف عنـ ـقها حتى يقربها أكثر والـ ـيد الأخرى يقرب خـ ـصرها بقوة ، أغمضت عينيها وهي تشعر بمشاعر لاول مرة تختبرها علي يـ ـده لا تعرف ما هي وما تفسيرها ، اول قبـ ـله من شفتيه أخذه هو حاولت أن تبتعد عنه مرة ثانية وهي بحاجة إلى الهواء الشديد ولكنه لم يسمح بلا قـ ـبلها بشغف أكثر من ذى قبل وهو يتلذذ بطعم شفتـ ـيها الذي من الصعب أن يبتعد عنها .


ابتعد عنها وأسند جبينه بجبينها وظل هما الأثنين يلهثون بقوة رفع مقلتيه نحوها وجدها مازالت تغمض عينيها وهي تلهث بقوة اقترب منها وهو يبتسم بقوة وهو يهتف بُحب : 


ـ نور ، بصيلي .


أغمضت عينيها أكثر ، في تلك المشاعر التي تختبرها خطر ، خطر عليها ويستحيل أن تخبرها للمرة الثانية فهي تعرف أن نوح تزوجها من أجل الوريث ، فهي سمعت حديث الجدة ، ولن تسمح بأن الظلم يطرق بابها للمرة الثانية فهي قد أكتفت ولم تستلم لدوامة العشق هذه أبداً فـ عليها أن تبتعد من هنا سريعاً فهي الأن لا تستطيع المحاربة ، لا تستطيع المحاربة أبداً وهي بهذه الحاله ، فهي تشعر أنها ضعيفة أمامها و جـ ـسدها وقلبها يريدون هو ، فهي تعرف أنه لا يحبها بلا يفعل كل هذا حتي يأخذ مصالحه ويرميها كأنه حشرة لا تبالي ..


أفاقت من دوامة أفكارها على قـ ـبلة فوق جبينها وبعد ذلك قبل خديها الممتلئ الأيسر والأيمن ، نظر إلي شفتـ ـيها نظرات عشق وشغف ، أما هي تحارب وتحارب مع أفكارها ، فقد يكفي حد الأن يا نور ، وعند هذه الجملة فتحت عينيها ونظرت الى اقترابه وفي أقل من الثانية ابتعدت عنه بقوة ونجحت في ذلك ، ركضت الي المرحاض كأنه تركض من شيطانها ، ولكنه هو الجحيم بحد تفكيرها ، نعم الجحيم الذي لا تقع به مرة ثانيه .


نظرت الي المرآة ، فهي لِم ولن تعيد تجربتها تلك فقد يكفي ما اقترفته في الماضي فهي اخطئت أنها أحبت ولكن يستحيل أن تكرر نفس الخطأ مع الشخص الخطأ ، وضعت يدها موضع قلبها الذي يدق بجنون وينفي حديثها ، هزت رأسها بلا نعم لا ، فهي تحاول أن تحمي تلك القلب حتى لا ينكسر مرة أخرى ولكن قلبها كان له رأي آخر ، لا تعرف أن العشق ليس له قيود و أن القلب يفعل ما يريد .


أغمضت عينيها وهي تنظر بقوة إلي نفسها في المرآة وهي تهتف بنبرة حازمة ولكن من داخلها خائفة  : 


ـ اياكي تحبي و اوعي تخافي ، أنتِ قوية وعدتي بمواقف تانيه كتير لوحدك و تقدري تعدي دي كمان متنسيش أنتِ نور عدلي السيوفي ، نور اللي محدش عارف يهزمها ، نور اللي بقوتها عرفت تقف على رجلها من تاني ، اهدي متخافيش ، انتي تحاربهم ، و تحاربي اي حد يجي عليكي اهدي ومتقلقيش .


أغمضت عينيها وهي تحبس دموعها من تلك المشاعر التي تضرب قلبها فهي لا تريد هذه المشاعر لا تريدها ابداً ، لا تريد أن تضعف للمرة الثانية لا تريد أن تعيد تلك التجربة ، لا تريد أن نور القديمة أن تعود لا تريد كل ذلك .



فتحت صنبور الماء وغسلت وجهه مرات لا تعرف عددها فهي يجب عليها أن تفيق من تلك المشاعر ، قفلت الصنبور ولكن توقفت مرة أخرى وهي تنظر نفسها إلى المرآة وهي تتذكر ماذا حدث بالأمس ! ، فهي تذكرت كل شئ ، من الذي يقول لها أن تسامحيني ؟ ، وكيف يعرفها وكيف دخل الى القصر النويري ؟ ، عادت الي الخلف بخوف وهي تحاول أن تتذكر أي شئ عن هذا الرجـ ـل الذي جاء لها ، فهي شعرت بدموعه وندمه الذي كان مزيجه بنبرته ، حاولت أن تفكر من هو ولما لِم يظهر لها في الضوء ؟ ، لما اختفي هكذا كأنه ، كأنه من خيالها ، رفعت مقلتيها إلى المرآة بحيرة ، خيال ؟ ، هذا الذي حدث معها خيال ؟ ، لا لا فهي متأكده تماماً أنها لم يكن خيال بلا كان حقيقي ، نعم حقيقي فهي شعرت بـ ـيده تحاوط أكتافه بخوف كأنه يخاف عليها حقاً ، ولكن من هو ؟ ، في ليس يوجد راجـ ـل في القصر غير نوح ، وحينما دخلت الغرفة وجدت نوح مثل ما تركته تماماً ، فهي لم تجن بالتأكيد فـ بالطبع شعرت به ، تقسم أنها شعرت حقا بشخص الذي كان متخفي تماماً .



ولكن مهلاً لما غادر حينما الضوء جاء ؟ ، فـ بالتأكيد لا يريد أن يظهر نفسه لذلك غادر ، اسئله عديدة تدور بعقلها وأشياء غريبة تحدث معها لا تعرف التفسير أبداً عليها ولكن يجب أن تتحقق بهذا الأمر .



خارج الغرفة .


كان هو يذهب إياها وإيابا أمام المرحاض وهو قلقاً عليها فهي قد تأخرت ، تأخرت كثيراً ، يظن أن أصابها شئ ما ، جاءت هذه الفكرة بداخل عقله وسرعان ما شعر بقلبه يتوقف عن النبض ، لذلك بدون سابق انذار ، دق علي الباب بعنف كبير مما سبب ارتعاش جـ ـسد نور في الداخل من قوة ضربة الباب صرخ بها قلقاً عليها : 


ـ نور أنتِ كويسة ؟


انتظر منها رد ولكن لم ترد لم يشعر بنفسه إلا وهو يضرب يـ ـده بقوة علي الباب ولكن ' نور ' كانت اسرع منه حينما فتحت الباب ولكن تلقت ضربه علي وجهها مما صرخت بألم من قوة الضربة كادت سوف تقع ولكن هو كان اسرع منها وأمسك خصرها بقوة وتملك وهو ينظر إلي وجهها بقلق وخوف صارخ  : 


ـ نور أنتِ كويسه جرلك حاجه .


فتحت عينيها مردفه حاجبيها بغضب وهي مازالت تمسك خدها الذي اضربه بقوة : 


ـ كنت كويسة من شوية لكن دلوقتي أنت إيه اللي عملته ده ؟ .


رفع يـ ـده وهو يخفض يـ ـدها من على خديها حتي يرى أثر الضربة وحينما رآها زفر بارتياح في الضربة جاءت على الباب ولكن جاءت خفيف علي وجنتيها ، في أثر الضربة لم يظهر ولكن تشعر بألم نحوها هتف بحنان وهو يربت يـ ـده نحو خديها بحُب ومازال يمسك خـ ـصرها بتملك : 


ـ حقك عليا اسف يا حبيبي ، مكنش قصدي انا بس قلقت عليكي لما مردتيش عليا .


بلعت بما جوفها بتوتر فهي الأن أدركت مدى قربها من نوح فهي كانت غاضبة حينما تغضب لم ترى شئ أمامها لذلك لم تدرك أنها قريبة من نوح لذلك الحد ابتعدت عنه وابتعدت عن مرمر يـ ـده نحو خديها ، تركته وهي تحاول أن تهرب ولكن هو امسك يـ ـدها بقوة مما عادت إلى مكانها الذي كانت تقف به ، قريبة منه حتي شعرت بأنفـ ـاسه الساخنـ ـة تلفح بشرتها الحليبة رفعت عينيها نحو مقلتيه التي تشع منها بريق ، نعم بريق من الحب ، فهي متأكدة انها ترى بريق نحو مقلتية ليس غضب أو عصبية أو ضيق منها لا ، انما بريق يحمل مشاعر تريد أن تعرفها .



ـ أنتِ ليه بتهربي مني يا نور ؟ .


تهربت الكلمات داخل فمها وهي لا تعرف ابداً ، لما ؟ ، لكنها لا تستطيع الحديث أمام مقلتيه وبهذا البريق ! ، فهي تخشي أن يختفي هذا البريق من مقلتيه ، لا تعرف لما تخشى ؟؟ ، ولكن لا تعرف الحديث كأنه طفل صغير يتعلم الحديث من جديد ، لا تعرف كيف تجيبه ، تجيبه بقلبها أما عقلها ؟؟ ، فهي مشتته أمامه تُخاف من أن يختفي هذا البريق الي الابد فهي لأول مرة تخاف أن تجيب أحد . 


حاولت الحديث أكثر من مرة مثل طفل اول مره يحدث أمام والدته ، ولكن فشلت ، أغمضت عينيها وهي تحاول أن تتحدث بشكل لطيف حتى لا يختفي ذلك البريق الذي في عينيه ، عـ ـانق وجهها بيـ ـده وهو يبتسم لها بهدوء ، مما فتحت عينيها وهي ترى ذلك البريق يلمع من ذو قبل : 


ـ مالك ؟ ، أنتِ كويسه .


ياليتها تقول له انها ليست على ما يرام وهو ينظر له كذلك ، يا ليتها ، فهي تشعر بمشاعر غريبة لم تعرف ما هي ولا تعرف تفسيرها ، يوجد بداخلها طيف صغير يقول له يريده ، ولكن عقلها يصرخ به بأن لا يريده ، و يجب أن تبتعد عنه حتى لا تجرب تلك التجربة الحمقاء مرة ثانية ، ولكن عينيه تهدد كل شئ وتصمت كل الأصوات التي في عقلها ، كل الأصوات تصمت بقربه هو  .


اقترب منها وضع خصلة خلف أذنيها ، التي تمردت فوق عينيها ، أغمضت عينيها وهي مستمتعه بهذا القرب الذي يخفق قلبها .


شعرت بأنـ ـفاسه الساخـ ـنة تلفح وجهها البارد ، فتحت عينيها ونظرت له وهو قريب منها ، ابتسمت له .


لم تعرف لما ابتسمت ، ولكن وجدت نفسها مبتسمة ومستمتعه بهذا القرب ، وقلبها يخفق بجنون يطالب بالمزيد منه .


كاد سوف يقـ ـبلها ولكن وجدت " ياسين " ينادي عليها مما أسرعت إليه وهي تهتف بصوت حنون : 


ـ قلب ماما ، صباح الخير .


استيقظ " ياسين " وهو يبتسم لها بقوة ويقترب منها و يعـ ـانقها بحُب : 


ـ صباح النور يا ماما  .


جلست على ركبتها حتى تكون بنفس طوله وهي تهتف بمشاكسه  : 


ـ نمت كويس .


هز رأسه بنعم وهو يبتسم ولكن عينيه الصغيرة ظلت تبحث عن شئ وهو يهتف بحيرة  : 


ـ امال فين بابا نوح يا ماما .


كادت سوف تجاوبه ولكن قطعها " نوح " وهو يحمله وهو يبتسم له بمرح : 


ـ أنا اهو يا قلب بابا .


ختم جملته وهو يقـ ـبله نحو وجنتيه ، ابتسمت لهم وهي تهتف بمشاكسه  : 


ـ أنا اسفه اني هقاطعكم ، بس يلا يا ياسين ، غير هدومك واغسل وشك واغسل اسنانك يلا ، وانزل مع بابا وانا هغير هدومي وجاية وراكم  .


ختمت جملتها وغادرت و " ياسين " دخل إلى المرحاض حتى ينفذ ما طلبته منه " نور "  .


دخلت " نور " الي غرفة الملابس ، وارتدت فستان بنفسج بحمالات ، بعد الركبة بقليل ، يبرز جمال ذراعيها وجمال قدميها ، ذو البشره الحليبيه ، وبعد ما انتهت مشطت شعرها وتركته بحرية خلف ظهرها ، ولم تضع أي أدوات من التجميل فهي لم تحتاج لذلك أبداً ، فهي جميلة بدون اي شئ  ، والجميع يعرف ذلك  .


وبعد ما انتهت لم تجد أحد ، اقترب من المرحاض ، سمعت مياه تدفق ، يبدو أن " نوح " يأخذ حماماً ساخناً ، مما تركت الغرفة وهي تتجه إلى غرفة " ياسين " الذي كان بجانب غرفتهم ، دخلت الغرفة عليه وجدته في غرفة الملابس يغير ثيابه ، مما هتفت بصوت عالي ممتلئة بالحماس : 


ـ ياسين ، أنا هروح عند اوضه وعد هطمن عليها وهاجي بسرعة عشان ننزل أنا وأنت سوا .

الصفحة التالية