-->

رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 7 - 2 الاربعاء 17/1/2024

   قراءة رواية براثن العشق كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية براثن العشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل السابع

2


تم النشر الأربعاء

17/1/2024



كان أملًا أن الحب الذي خلق بقلبة قد خلق بقلبها أيضًا؛ كان يدعي أن تكون تبادلة الاحساس لكنة يرى عكس ما يرجو؛ مهما تحدثت تبقى عينها تائهة؛ مشككة به.. وبها.. وكم يعزبه بعدها القريب وقلبة أصبح متعلقًا بها كغريق؛ كل أمنيته أن تجد ذاتها.. أن تحبه.. وأن يحمل ثمرة حتى لو واحدة فقط لحبه! 


تنهد بضيق وهو يخطوا ناحيتها 

_ سرحانه في ايه يا شمس؟ عقلك شارد فين من ساعة ما فتحتي عينك وانتِ شاردة بعيد عني! 


استدارت ناحيته وعينها تخبره الحيرة.. تخبرة تيه لا تعلم له مصدر

_ معرفش يا عاصم.. مش لاقية روحي وسط حد ولا عارف اني الي صابني دا من ايه؟ مش لقيالي اهل اترمي في حضنهم واشكي همي؛ ولا ناس انا منهم وهما مني؟ 


وقف عاصم واقترب منها يحيط وجنتها برقة

— واني ايه يا شمس؛ مش انا ناسك واهلك؟ 


ابتسمت برقه وهي تضع وجنتها علي صدره

_ انتَ كل حاجه حلوه في حياتي يا عاصم؛ انتَ فرحتي ونجدتي بس اني محتاجة القى نفسي عشان القاك يا عاصم! 


تنهد عاصم وقبل رأسها 

_ معاكي حق؛ اني جمبك في كل الي تحبيه يا شمس 

❈-❈-❈

في منزل ابراهيم؛ كان وروان ملتصقين منذ الصباح ببعضهم؛ عبر كل منهما عن شوقة للأخر وقصت روان عليه كل ما حدث معها وأفهمها هو ما دار بغيابها 


نظرت روان لوالدها تتحدث بجدية 

_ يلا يا بابا لم هدومك عشان هتيجي معايا ومش هترجع هنا تاني 


نظر والدها لها باستغراب 

_ افوت داري واروح فين! 


_ هنعمل بيت جديد يا بابا انا وانتَ وبس؟ 


التمعت عينه بأستنكار وشك

_ ومنين هصرف وهشتغل ايه؟ 


أجابته بمحبة وعزم

_  انا يا بابا هقوم بينا دا انتَ خيرك مكفيني! 


انعقد حاجبيه و وقف بحده

_ تصرفي عليا! جري ايه يا روان انتِ لسانك وحال البندر نساكي كيف بيكون الراجل اهنه! ابوكي يقبل حرمه تصرف عليه حتى لو بته! وبعدين اسيب البيت الي عيشت عمري كله فيه؟ ولا اسيب الراجل الي محتاجني وعمري كله جمبه؟! 


_ راجل مين يا بابا؟ عنده عياله ومرته كفيلين يقوموا بيه مش محتاج نفضل هنا


ابتسم ابراهيم وجلس الي جوارها مربتًا علي يدها وهو يتحدث بلين 

_ عارف ان الي فات قسى قلبك عليهم يا بتي؛ بس متنسيش اننا منهم وهما منا لو عدى الوقت 


انخفضت عينها وهي تنفى بذنب

_ لا والله يا بابا قلبي مقساش علي حد فيهم؛ انا بتقهر عليهم كأنهم اخوات واكتر وربنا عالم قلبي فيه ايه نحيتهم بس كل واحد بيدور علي مصلحته واحنا مصلحتنا مش هنا؟ 


_ انتِ يا بتي مصلحتك مش هنا؛ لكن انا.. انا عيشت عمري كله هنا من ايام ما كان رسلان عيل صغير.. كبرنا واتربينا سوى واتجوزنا وعيشنا في دار واحد… قلبي ميطاوعنيش اسيب البيت ولا اسيبة يا بتي، لكن انتِ عايزك تبقى كيف الطير الحر يا روان.. أعلي يا بتي في السما لحد ما الكل يشوفك ويشاور مبهور بيكي، يلا يا بتي الوقت هيتأخر ولازم تروحي تشوفي مصالحك 


نهض روان بضيق وضمته بقوة وهي تخبرة بجدية

_ فكر يابا في الي قولته برضك؛ يلا هنمشي اني 

_ يلا هوصلك


_ لا متتعبش نفسك عارفه السكة 

خرجت من المنزل وتحركت حتى السيارة وقلبها بحلقها؛ تشعر بالترقب اسفل جلدها ينتظر أن تلمح طرف سالم؛ لم تلاحظ عدم وجود الغفر وهي تخرج.


فتحت باب السيارة وقبل أن تلج سمعت صوته خلفها 

_ بقيتي بتركبي عربيات يا روان 


توقفت بمحلها متجمدة؛ جسدها رفض طاعتها والتحرك من محلة؛ تتسعر بالماضي يدور حوله وكأنه الهواء؛ رجفات قلبها المعتادة من صوتة؛ رائحتة التي تعبئ صدرها بها كانت هي الحياة.. حياة تريدها بقدر رفضها لها.


قرع قلبها بصدرها معلنًا الحرب حينما استدارت ورأته؛ حُبست الأنفاس بصدرها دهشه واتسعت عينها بالخوف.



كان شخصًا لم تعهده يومًا؛ وجهه يخبر الناظر عن المعاناة.. عيناه وآه من عيناه! لقد عشقتهم حفظت نورهم و لمعتهم المنطفئة الآن. 

أخرستها الصدمه والشوق؛ وبدأت تتفرس في ملامحهه وهيئته وكان هو مثلها يطمأن بعينه عن وضعها.


ورغم تحذير لقلبة؛ رغم الكراهية التي أصبح يدسها لذاته نحوها؛ وجد صدره يخرج تنهيده ارتياح وهو يرى مظهرها الذي يدل علي حُسن الحياة؛ خشى أن تعود منكسرة او ضعيفة والآن أدرك أنه الوحيد المنكسر. 


_ كويس انك بخير يا روان 

همس بها بخفوت؛ دون رغبه عقلة الذي ينهره؛ يعزبه بطرح الأسئلة راغبًا في الجواب

أين كنتي؟ ماذا حدث لكي؟ هل أجبرتي علي الرحيل أم إرادتك! أتعرض لكى شخص أم لم تعاني…. وبالنهاية هل تحملتي! أطاوعك قلبك علي الفراق والعزاب أم كان الألم رفيقك مثلي؟ 


_ عامل ايه يا سالم 

بهدوء ونبرة محايدة لا تعبر عن شوق أغوارها؛ نبرة تخالف عينها المتلهفه لسماع صوتة؛ رغبة أن تحتضنه… تدفنه بين صدرها وتربت علي ظهرها لأخذ ألمه لما حدث… لما عناه بمفردة؛ لكن يلتمع الاصرار بها؛ ترفض التنازل مجددًا من أجل القلب؛ ترفض أهدار ما فعلتة هي و وداد من أجل الحب. 


أقترب منها بخطواته حتى لم يفصل بينهم سوى الهواء الضئيل؛ أبتسم بخفة وهو يجيب

_ واضح ان حالي مش احسن من حالك.. مش كلنا يا بت الناس بنقدر نبقا عجاف قاسيين… بس بعد شوفتك هصير أحسن.. بعد شوفتك بخير لا مأثر فيكي فراق ولا وجعك لقا هبقى حد تاني؛ غير المغفل الي دار زي المجنون يدور في كل حجر عليكي؛ الي سهر الليل يدعي ويناجي ربه يرجعك؛ الي بكى الدم علي فراقك لحد ما فضيت روحة وبقا شريد.. لا ليه بيت ولأ أرض ، اتوهمت بكدبك وكدبت الكل وشكل محدش غلطان غيري؛ اكيد طمعتي في اسيادك ومثلتي الحب لجل تتجوزي لكن لما طال المراد روحتي لغيري الي جابلك عربيه ولبسك لبس البندر وخلاكي رافعه راسك بقوة كمان 




أحرقها أتهامه البشع؛ شعرت بالخزي منه ومن عقلة المريض الذي صور له جودة وضعها برجل؛ محى ألمها علي كلماته الأولى حينما ختم حديثة بتقزز. 

أبتسمت بسخرية 

_ هتفضل طول عمرك زي ما أنتَ متغيرش فيك حاجة؛ فاكر الحب كلام مليح وقلوب متعلقة وبس؛ لكن متعرفش تحارب عشان حبك، الحب يا ابن الشهاوي هو الحرب مش السلام.. هو أنك تصيروا واحد وألي يجرح طرف الطرف التاني ياخد بتاره؛ لكن هنجول أيه! اني الي اتعودت أحارب لجلك.. استحمل وأسكت؛ أشوفك موطي راسك كيف الحريم لما ينغلط فيا واتراضى لما تيجي تحكيني؛ لكن الحرب دي اني تعبت منها وخرجت خسرانة.. وطول ما انتَ متعلمتش تحارب عمري ما هحارب تاني، وبالنسبه لحكيك الماسخ مش هرد عليه؛ كيف ما قولت كلمة ومتلوع بالنار عشان تعرف صدقها من كذبها هسيبك تتحرج فيها؛ متعرفش في راجل غيرك ولا لاه. 


صعدت سيارتها سريعًا بعد حديثها؛ تراه يقف ناظرًا لها بطريقة لم تعهدها ولم تفكر بتفسيرها وهي تنطلق عائدة لمنزلها مع وداد .


راقب السيارة ترحل وهو يشعر بروحه تسحب معها.


حينما لمح طيفها البارحة؛ لم يقبل عيناه النوم وظل يفكر ويفكر بها حتى تقطعت نياطه حزنًا؛ لكن حينما شاهدها صباحًا؛ تضحك رفقة والدها شعر وكان سكينًا تلمًا مر علي حلقه.


ظن أن الفراق سيضعفها مثلة لكنه أخطأ فقد عادت روان أنثى ثائرة محلقة بالسماء؛ تخدش بمخالبها من لا ترغب ولا تحتمل، ظن الفراق سيزيد تعلقة بها وكان غافلًا عن الحقد الذي يتولد يومًا بعد يوم لها.. لمحبوبة القلب.

❈-❈-❈



عادت للمنزل سريعًا؛ أشترت وداد منزل علي أطراف البلده لهم؛ ولجت بخطوات راكضه وانفاسها البطيئة تعزبها. 

اللقاء الذي حلمت به لم يكن كما تنتظر؛ حمقاء ظنته سيلقي بذاته في ذراعيها شوقًا؛ يرفع سيفة ويعلن الحرب ضد كل من اهانها فقط لتبقى بجوارة.. لكنة شهر سيفه في وجهها هي.



تسابقت الدموع علي وجهها دون شعور؛ كانت مغيبه ولم يعيدها للواقع سوى حضن وداد الدافئ؛ غادرت شهقاتها جوف صدرها وارتفعت تملئ المنزل حزنًا؛ وما كان من وداد الا أن تربت عليها وهي تهمس بعبارات تهدئة وذكر حتى استكانت روان. 


ابتعدت بخجل عن وداد وعينها ترفض مقابلتها، مدت وداد يدها ترفع وجهها لها وهي تنطق ببسمة حنونه 

_ متتكسفيش من ضعفك يا بنتي؛ ضعف الست هو قوتها.. والقلب ملوش سلطان يا روان مهما حاولتي تقسية هيضعف، وأوعي تفتكري إني هفتكرك مش قد المسؤلية ولا بنفس القوة أبدًا؛ انتِ بتقومي بعد كل محنه اقوى ودي قوتك وميزتك .



_ بس اني وعدتك اني مش هضعف ولا ابكي؛ وعدتك أني هقف قصاده قوية وكسرت وعدي


ضحكت وداد بخفه تجفف دمع المسكينة أمامها 

_ انتِ عارفه ان غلاوتك عندي غلاوة ضني من دمي؛ عارفة حبك في قلبي وخوفي عليكي، واعرفي برضوا أن الضعف مش بالعياط؛ الضعف انك ترجعي من مواجهتك ليه تقعدي علي جمب؛ تبطلي تكبري وتقوي ساعتها هحس أن بنتي بتضيع؛ لكن القوة إنك تكملي المشوار الي بدأناه سوى وتثبتي للكل حتى هو أنك مش هتقبلي بالقليل تاني ، دلوقتي يلا اطلعي اغسلي وشك واشربي حاجة انا كلمات المدرس وهيجي يكملك شرح من الي محتاجاه في المحاسبة 


أبتسمت روان بعزم وانصاعت تنفذ ما قالتة وداد.

يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة