رواية جديدة الحب تحت سقف الإنتقام لهاجر النجار - الفصل 11 - 1 - الأحد 7/1/2024
قراءة رواية الحب تحت سقف الإنتقام كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية الحب تحت سقف الإنتقام
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر النجار
الفصل الحادي عشر
1
تم النشر يوم الأحد
7/1/2024
كم هو مؤلم ترك الأشياء التى أحبها برغم الجهد الذى بذلته كى أحصل عليها، لكن بالنهاية قررت التخلى والانسحاب عندما شعرت أنها لا تناسبني فتخليت وتركت وذهبت إلى العدم دون ندم. إن نفسي أغلى من أن تُرهق وتحترق من أجل أشياء لا تُذكر.
هاجر النجار
امتثل طارق لطلبه وقام بتشغيل التسجيل،فصدح الحوار الذى دار بين سالم وناصر من بدايته حتى انتهى،
فقال فراس بتساؤل واستغراب: مين نور دى؟
زاغت نظرات شهد بتوتر وشعرت بقلبها يرجف بقوة كذلك،استمعوا لصوت تحطيم فالتفتوا سريعًا وجدوا ريحانة تقف أمام الباب ويظهر على وجهها ملامح الصدمة وتحت قدميها الكوب المحطم الذى سقط من يدها،
راقبت ريحانه نظرات الجميع المتوجهة إليها يملائها التعجب والدهشة لا تعلم كيف تخرج من هذا المازق الذى وضعت نفسها به، حاول عقلها أن يسعفها فلم تجد شيء غير الانسحاب فعقلها رفض تقبل الواقع وأن حقيقتها تكاد تكون كُشفت فاختار عقلها الإغماء والذهاب بعيدًا عن الواقع فسقط جسدها أرضا.
اتسعت عيونها بفزع و أول من تحرك كان فراس اتجه إليها سريعًا و جثى أرضا بجوارها يضرب على وجهها بخفه فى محاوله منه لجعلها تستعيد الوعى، لكن لا فائدة فحملها بخفة و وضعها على الأريكة الموجودة بالغرفة.
انتبهت شهد للموقف سريعًا واتجهت إليه،وقالت لطارق بزعر: كلم الوحدة اللى تحت يبعتوا دكتور بسرعة يا طارق،أجاب طارق بسرعة: حاضر حاضر،
واتجه الى هاتفه يحادثهم ويطلب منهم المساعدة سريعًا. جلست شهد بجوارها وهى تدلك يد ريحانة الباردة بخوف حقيقى على صديقتها،وجلب فراس لها كوب من الماء فأخذته منه سريعًا وبللت يدها به، ثم وضعتها على وجه ريحانه لكن لم تستجيب،
فقال فراس بتساؤل: مفيش معاكى برفان ولا حاجة ياشهد المايه مش هتعمل حاجة،نظرت له شهد بعيونها التى يملوئها القلق قائلة بقلة حيلة: معايا بس هى عندها حساسية هتتعب زيادة لو شمت ريحته،نظر لها فراس يتعجب برغم القلق الذى بداخله و قال بستغراب: حساسية أى ؟
أجابته شهد بعدم انتباه لما تتفوه به: ريحانة عندها حساسية على الصدر من أى ريحة نفاذة، لو شمت برفان قوى شوية وهى صاحية ممكن يغمى عليها...
قاطع حديثها دخول الطبيب الذى حياهم سريعًا ،فنظر له فراس قائلا: أهلا يا دكتور
نظر الطبيب لقلقهم ثم قال كى يطمئنهم: متقلقوش يا جماعة خير إن شاء الله،
ثم اتجه الى ريحانة التى تتسطح على الاريكه وبجوارها شهد،استأذن الطبيب شهد أن تفسح له المكان كى يتمكن من فحصها، فامتثلت لطلبه وابتعدت قليلًا و وقفت بجواره وهو يفحصها.
بعد دقائق قال الطبيب بابتسامة: لا بسيطه إن شاء الله هى بس ضغطها وطى من قله الاكل والغذاء،هعملها محلول مغذى وكام حقنة كدا هيظبطوا الضغط وهتفوق على طول متقلقوش .
تنفس فراس براحة قائلا بهدوء: شكرًا يا دكتور تعبناك معانا،
مازحه الطبيب قائلًا: ولا يهمك يا باشا دا أنتو حماة الوطن عنينا ليكم
تبسم فراس بمجاملة،ثم قال لطارق: أنزل مع الدكتور يا طارق هات العلاج والحاجة اللى هيطلبها،
نفى الطبيب قائلًا: لا يا باشا متتغبش نفسك أنا هبعت الحاجة مع ممرضة تحت من الوحدة و هتعلقلها المحلول وتفضل جنبها لحد ما تفوق كمان عن إذنكم،ثم خرج الطبيب من الغرفة .
فقال طارق بهدوء بعد أن لاحظ توترهم: خلاص يا جماعة اهدوا بلاش القلق دا الدكتور أهو قال حاجة بسيطة هى بس عشان الأيام اللى فاتت كانت متوترة بضغط الشغل،ثم قال بمرح: شكلها هتطلع فرفورة ومش هتسد معانا من أول قضية وقعت من طولها
تبسم فراس بصمت ولم يعقب على حديثه، بينما قالت شهد بمرح: حظك إنها مش فايقة لو كانت صاحية و سمعتك كانت كلتك حى
ضحك طارق قائلًا: أنا عارف إنها مفترية آه بس مش للدرجة دى،
شهد بابتسامة: لا للدرجه دى وأكتر .
كان فراس يراقب نظرات شهد الحانية باتجاه ريحانة ويسجلها بعقله يضيفها لقائمة شكوكه المسبقه والتى أصبح يتأكد منها شيء ف شيء.
❈-❈-❈
قاطع مرحهم معًا طرق الممرضة التى أتت وبيدها الأدوية الخاصة بريحانة ابتسمت لهم واتجهت إلى ريحانة و بدأت بممارسة عملها،وبعد أن انتهت نهضت
قائلة: كدا تمام كلها عشر دقايق وتفوق والأحسن إنها متتحركش غير لما الحلول يخلص وأنا هفضل جنبها لحد ما تفوق أى أوامر تانيه يافراس باشا؟
نفى فراس قائلًا: لا مفيش داعى تفضلى إحنا هنا جنبها لو احتاجنالك هبعتلك حد،
أومأت الممرضة بهدوء وخرجت من الغرفة
قال فراس بهدوء: يلا يا شباب كل واحد على مكتبه كملوا شغلكم لحد ما تفوق .
نهضوا بصمت واتجه كلا منهم يجلس أمام مكتبه يتابع عمله وبين كل فتره وأخرى يلقون نظرة على ريحانة الغافية بسلام وبيدها المحلول المغذى .
بعد فترة حركت ريحانة رأسها بألم حاولت النهوض، فانتبهت لها شهد واتجهت إليها بسرعة تمنعها من الحركة قائلة برفض: استنى يا ريحانه خليكى مرتاحه شوية
انتبه فراس وطارق لها، لكن لم يتحركوا بل ظلوا يتابعونها بنظراتهم.
قالت ريحانة بألم وهى تضع يدها الحرة أعلى رأسها: راسى هتنفجر من الوجع.
حاولت شهد تهدئتها قائلة: اهدى بس و حاولى تسترخى الدكتور قال إن ضغطك وطى من قلة التغذية والمحلول دا هيظبط الدنيا متتحركيش كتير بس.
هدأت ريحانة وأغمضت عينيها مرة أخرى تحاول نسيان الألم وعدم إظهاره لهم كعادتها تخفى آلامها عن الجميع.
كان فراس يتابعها بعينه وبداخله شعور من الحنين يمتزج بالقلق والريبة،يشعر بتخبط كبير بمشاعره لا يقدر على تحديد مشاعره اتجاه تلك الريحانة لكنها إلى الآن ما زالت لغز كبير لم يقدر على حلها
قاطع شروده صوت طارق الذى يقول بهدوء: معلش يا فراس أنا مضطر أمشى المدام بعتتلى رسالة بتقول إن محمد ابنى سخن ولازم يروح للدكتور.
انتبه له فراس وقال باهتمام: لا مفيش حاجه روح أنت وأبقى طمنى عليه،
تدخلت شهد قائلة: ألف سلامة عليه يا طارق،رد عليها طارق قائلًا: الله يسلمك يا شهد أبقوا طمنونى على ريحانة،
أومأت له شهد فأخذ متعلقاته وخرج من الغرفه،فعم الصمت مرة أخرى حتى قطعه صوت طرقات على الباب فانتبهوا له.
ولجت الممرضة بهدوء قائلة: الدكتور بعتنى عشان أطمن على سيادة الرائد أكيد المحلول خلص.
نظرت شهد لتلك الزجاجة المعلقة،ثم قالت بتأكيد: أيوا فعلًا قربت تخلص لسه باقي حاجة بسيطة.
نظرت الممرضة لريحانة التى تغلق عينيها وتتسطح كما تركتها: هى حضرة الظابط مفاقتش خالص؟
نفت شهد قائلة: لا صحيت من شوية ورجعت نامت تانى تقريبا.
نفت ريحانة حديثها وقالت بصوت خافت وعيونها مازالت مغلقة تحاول عدم إظهار ألمها: أنا صاحية ياشهد.
ابتسمت الممرضه قائله: حمد الله على السلامة يا حضرة الظابط،
أجابتها ريحانة وهى على نفس حالتها قائلة: الله يسلمك.
قامت الممرضة بإزالة المحلول من يد ريحانة وأعطت لشهد بعض الأدوية تصف لها طريقة تناولها ثم خرجت من الغرفة.
حاولت ريحانة النهوض
فاتجهت لها شهد تسندها قائلة: ما تخليكى شويه كمان ،
نفت ريحانة برأسها قائلة: لا أنا عاوزة أرجع البيت،
وافقت شهد حديثها: تمام يبقا أحسن بردو عشان ترتاحى أكتر هوصلك يلا
.
حاولت ريحانة الرفض لكن شهد لم تتيح لها الفرصة و أجبرتها على السير معها بعد أن جذبت حقيبتها و حقيبة ريحانة،أشارت لفراس برأسها فأومأ لها فراس برأسه فقط ولم يتحدث وعيونه تتبع ريحانه التى تتجنب النظر له وتتجاهل وجوده تمام.
❈-❈-❈
خرجوا من الغرفة تاركين فراس يقع اكثر فأكثر فى حيرته التى تزداد كل يوم أكثر ،لا يعلم سر العلاقة القوية التى نشأت بين شهد و ريحانة فجأة،و سلمى وما أوصلها استهتارها له هو كان يعزها كصديقة و زميلة عمل لكن هى أخطأت فيجب أن تتحمل نتيجة خطأها،وحيرته الكبرى هى ريحانة ومشاعره التى تتحرك رويدا رويدا باتجاهها، هو يشعر بوجود خطب ما خلفها حالتها ليست طبيعية طريقه تعاملها حديثها الجاف والبارد أحيانًا والودود التلقائى أحيانًا ،يجعلها كاللغز أمامه وفضوله يزداد أكثر كى يعثر على حل لها.
تنهد بضيق ثم نظر للمكتب وجد نفسه بمفرده ،فنهض يأخذ أشيائه ويخرج من المكتب بضجر
اصرت شهد ان تصطحب ريحانه حتى منزلها عارضت ريحانه لكن رضخت تحت اصرار شهد عليها
بسياره شهد كانت شهد تتولى القياده وريحانه تجلس بجانبها بهدؤء حتى قالت شهد: العلاج قدامك اهو خديه فى مواعيده يا ريحانه وبلاش اهمال
تنهدت ريحانه بضيق: انا مش عارفه اصلا اى اللى حصل ولا اى اللى وقعنى كدا انا كنت كويسه
قالت شهد تطمئنها: الدكتور قال ان ضغطك وطى فجاه وكمان قله تغذيه لازم تهتمى باكلك شويه
امات ريحانه بملل ولكن اعتدلت بجلستها قليلا تتساؤل بتذكر: اه صح انا اول ما دخلت سمعت فراس بيقول مين نور دى وبعدها حصل اللى حصل المهم يعنى كان فى اى و فراس عرف اسم نور منين... انا اول ما سمعته بيقول نور حسيت ان الدنيا كلها اسودت فى وشى وانه خلاص عرف كل حاجه وعقلى وقف فجأه
❈-❈-❈
اجابتها شهد تسرد عليها حديث سالم وناصر: وبس كدا دا اللى حصل هو عرف من كلام ناصر وسالم وفراس شك ان نور ليها دخل كبير بالعداوه اللى بينهم بس نور بالنسبالهم ميته ياريحانه
اغمضت ريحانه عينيها بألم تكرر حديث شهد بنبره منكسره: هى فعلا ميته
لاحظت شهد نبرتها فقالت باعتزار: انا اسفه والله مقصدش حاجه انا بس بشرحلك الموقف عشان متقلقيش
لم تكترث لها ريحانه بل قالت بعدم اهتمام: مش هتفرق
حاولت شهد تغيير مجرى الحديث فقالت بتساؤل: هو بيتك من الشارع دا ولا اللى الجاى اصل نسيت
نظرت ريحانه للطريق ثم قالت: الشارع الجاى
توقفت شهد امام البنايه التى تقطن بها ريحانه واعتدلت ريحانه تأخذ اشيائها حتى تترجل من السياره لكن اوقفها صوت شهد التى تقول بدهشه واستغراب: اى دا معقول انتى و فراس جيران؟
جحزت عينيى ريحانه بصدمه والتفتت لها تتساؤل بعدم استيعاب: فراس مين وجيران اى
استغربت شهد صدمتها لكن قالت بتوضيح: فراس يابنتى ساكن فى العماره دى فى الدور الرابع انتو ازاى متقابلتوش انا كنت فاكره اقولك لما جيتلك المره اللى فاتت بس نسيت خالص
اجابتها ريحانه بتساؤل: الرابع ازاى اللى فى الرابع دى واحده ست كبيره ومعاها ولادها وجوزها
ابتسمت شهد لها قاىلا: اه ماهى دى سعاد اخته هو ساكن بقا فى الشقه اللى قدامها انتى بجد متعرفيش
نفت ريحانه قائله باستياء: لا مكنتش اعرف... مكنتش اعرف المصيبه اللى انا فيها هى ناقصه ياربى لا حول ولا قوه الا بالله
حاولت شهد تهدئتها: يابنتى اهدى بس اى المشكله يعنى مش فاهمه
شرحت لها ريحانه وجميع ملامح الضيق مرتسمه على وجهها: يابنتى فرس النهر اصلا شاكك فيا لوحده وطول النهار فى الشغل مراقبنى وعينه عليا ما بالك بقا لو عرف اننا ساكنين فى عماره واحده تبقا فرصه وجات لحد عنده هيراقبنى فى الطالعه و النازله ومين طالع عندى ومين نازل وهيعمل فيها المحقق كونان بقا
ضحكت شهد علي ضيقها الواضح من فراس فقالت بمرح: مش عارفه انتى مضايقه من فراس كدا لى و الله دا عسل خالص بس برخم شويه مش هنكر