-->

رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 25 - 5 الأخير الأحد 28/1/2024

  قراءة لهيب الروح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية لهيب الروح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل الخامس والعشرون

الأخير

5

تم النشر يوم الأحد


28/1/2024

تطلع الجميع نحوه باهتمام فتابع حديثه المجهول يوضح ما يعنيه مغمغمًا بثقة 


:- كان ظاهر في الكاميرا اللي فيها فيديو قتل عصام نفس الإيد دي ظاهرة فالفيديو.. 


تم مراجعة الفيديو للتأكيد مما قاله جواد وبعد الضغط عليهم أخبروه بالحقيقة كاملة تحت ضغط كبير فتحدثوا خوفًا على انفسهم مما سيحدث لهم خاصة بعد تأكدهم من انكشاف الأمر 


:- مديحة هانم هي اللي اتفقت يا باشا وهي اللي مظبطة كل حاجة بردو وعندنا اللس يخليكم تتأكدوا من ده احنا معملناش كدة لوحدنا


سأله الضابط المسؤول باهتمام كبير


:- وايه هو الدليل ده، قولوه وده لمصلحتكم. 


أجابوه بقلق وقد بدا الخوف عليهم 


:- مـ... معانا التسجيلات وهي بتتفق معانا وكل حاجة متصورة هي اللي قالتلنا نروح نربيهولها واتفقت على كل حاجة وهي اللي قالتلنا نعمل الحوار بتاع مراته وكل دة متسجل. 


بعد عرض كل ذلك وتأكدهم ان مديحة هي الفاعلة، هي مَن تسببت في قتل ابنها! كيف لأم ان تفعلها كيف فكرت بتلك الفكرة السامة، وكيف نفذتها؟! والأهم ما الذي دفعها لفعلها؟ دارت تساؤولات عديدة داخل عقل الجميع وأكثرهم جواد الذي يجهل السبب الحقيقي لقتل ابن عمه... 


بعد أن صدر القرار بالقبض على مديحة تقدم جواد بطلب أن يدلف هو المنزل ويحضرها إليهم. 


بالفعل توجه جواد نحو المنزل ليلًا حتى ينفذ الأمر الذي صدر وبداخله اسئلة عديدة يود معرفة إجابتها لكنه لن يحصل على إجابة سوى منها، المخططة والفاعلة لكل ذلك، هي التي كانت تسعى لتدمير تلك العائلة، لكنه لن يسمح بفعل ذلك وقف له بالمرصاد بعدما كشف جميع مخططاتها ونواياها السامة السيئة..


تفاجأ كل مَن في المنزل بوجود سيارة الشرطة التي تقف خارج المنزل وتوجه جواد فقط إلى الداخل لإحضارها، اجتمع جميع مَن في المنزل أسفل، اقتربت رنيم منه متمتمة بقلق 


:- جـ... جواد في حاجة ولا إيه؟ 


لم يرد عليها بل عينيه مثبتة فوق مديحة بنظرات مجهولة عن الجميع، غمغم فاروق يقطع ذلك الصمت الغير مفسر بجدية حادة 


:- في ايه يا جواد ما ترد علينا العربية بتاعت شغلك برة بتعمل ايه من امتى بتيجي بيها؟ 


أجابه بعملية مقتربًا بخطواته الواسعة نحو مديحة ودار حولها عدة مرات بطريقة جعلتها تشعر بالخوف وانقبض قلبها بداخلها شاعرة بعدم الاطمئنان


:- أنا جاي في شغل، جاي اقبض على مديحة عارف ليه يا بابا. 


طالعه والده بعدم فهم معقدًا حاجبيه بدهشة وسألها بجدية هو الاخر ولازال لم يفهم سبب ما يقوله 


:- تقبض عليها ليه في ايه يا جواد؟ 


قبض فوق يدها بقوة ضارية ضاغطًا فوقها بحدة وأخرج الأصفاد الحديدية ووضعها بداخل يدها  وغمغم بتهكم قاسٍ


:- هي اللي دبرت الحادثة بتاعتك بس الأهم من كدة انها هي اللي قتلت ابنها وهي كمان اللي خلتهم يبينوا أن رنيم هي المتهمة هي اللي عملت كل ده. 


شهقة قوية صدرت من جليلة التي وقفت تحت تأثير الصدمة من حديث ابنها الغير متوقع، فهي الآن تستمع إلى حديث يفوق توقعاتها ولا يمكن لعقل بشري أن بصدقه، هي قتلت ابنه...لماذا؟!!.. 


بينما رنيم فقد رمقتها بدهشة متعجبة بذهول ولم تصدق هي الأخرى ما استمعت إليه كانت تطالعها برهبة وخوف كبير، لكن لا تعلم لماذا فعلت بها ذلك؟ هي كانت تريد أن تجعلها قاتلة وتُعاقب على جريمة لم تفعلها.. 


اقترب فاروق منها بعدما تجاوز صدمته فيما استمعه وصفعها  بقوة مما جعلت الدماء تسيل من فمها اثر صفعه القوي بضراوة لها، وصاح بها بغضب عارم وهو يهزها بعنف 


:- ليه عملتي كدة!! قتلتي ابنك وخونتي جوزك مخلفة وهو مبيخلفش وكمان عاوزة تقتليني مكفكيش كل اللي عملتيه، فاكرة أنك هتهربي باللي عملتيه ده كله. 


لم تستطع السيطرة على ذاتها بعدما علمت وتأكدت ان الحقيقة وجميع خباياها ظهرت الآن فلا داعي لإنكار الأمر بعد علمها أن نهايتها قد آتت، تمتمت بنبرة ساخرة قاسية على مَن يستمع إليها وهي لازالت تحت تأثير الصدمة لكن حديثها صعق الجميع 


:- اه عملت كده وأكتر كمان، عملت اللي محدش يتخيله خونت جوزي مع حبيبي وأوهمتك إن عصام ابنك وهو مش ابنك لا كمان دة أنا خليتك تفهم أنك خونت مراتك وأنت حتى معملتهاش عيشتك عمرك كله في كدبة وبنتي كتبتها باسم اخوك اللي مبيخلفش.... قتلت ابني لما عرف الحقيقة وقولت تشيلها البت دي محدش هيهتم بيها، وأنت جاي كنت عاوز تبوظلي ده كله قولت اديك قرصة ودن عشان تعرف تلعب معايا كويس مش أنا اللي هسكت بسهولة.. 


حديثها كان كالصاعقة بالنسبة للجميع وقد زاد من دهشتهم بدلًا من القضاء عليها، هي ظهرت بجبروت لم يتخيل أحد ظهورها، هي ليست امرأه هي شيطانة متنكرة في صورة امرأه مخادعة، مَن تفعل ذلك ليس لديها قلب هي فعلت كل ما لا يتخيله عقل لتنفيذ احلامها عنوة عن الجميع والقدر. 


أبعد جواد والده عنه الذي كان مُصر على الثأر منها بعد خداعها له طوال حياتها، جعلته يعيش تحت تأثير كذبها وأوهامها الكاذبة بينما هي كانت تطالعه بنظرات غير مفسرة له لكنها هي عملت في النهاية أنه مَن انتصر هو وزوجته بحبه الكبير لها، هي في النهاية فشلت عن تحقيق ما سعت إليه هي الآن تشعر بالهزيمة وخيبة الأمل بعدما انتهى بها الأمر وهي مقيدة تُعاقب على أفعالها.. 

سار جواد بها وهو مصدوم هو الآخر بعد علمه بما فعلته بوالده لكنه ولم يدعه يفعل لها شئ خوفًا عليه بعدما أعماه الغضب.. 


وقفت أروى مصدومة هي الأخرى لا تصدق ما فعلته والدتها فهي الآن ليست ابنة لتلك العائلة شعرت بالحزن على حالها فهي عاشت حياتها بأكملها في كذب بسبب والدتها التي جردت من معاني الرحمة ولم تفكر بها، علمت لماذا كانت والدتها تسعى دومًا لزواجها من جواد وتخبرها بأن يجب حدوث ذلك حتى تضمن حقها من تلك العائلة، الآن قد فهمت لماذا تفعل ذلك؟!.. لكنها لأول مرة تشعر بشعور مختلف تفكر بطريقة بعيدة عن تفكير والدتها السام لذلك اتخذت قرار الرحيل عن تلك العائلة والبلد بأكملها يكفي ما فعلته، عاشت طوال حياتها تستمع إلى حديث والدتها وتنفذه دون تفكير لكنها الآن تفكر بعقلها قليلًا بعدما القت نظرة سريعة نحو رنيم زوجة جواد والتي تحمل ابنه ايضًا علمت أن هذا ليس مكانها بالطبع، كانت تجري خلف أوهام ليس سوى ذلك.. 


بالرغم من كل ذلك كانت جليلة تشعر بالفرحة لتأكدها من عدم خيانته لها، لكنها قررت أن تستمر في ابتعادها عنه حتى تجعله يعترف بخطأه ستحاول معه لتساعده على التغير للأفضل كما تتمنى، خاصة بعد رؤيتها لاستجابته الواضحة في الفترة الأخيرة. 


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوع... 


كانت جليلة تجلس في غرفتها تفاجأت بفاروق الذي ولج الغرفة ووقف يشعر بالتوتر من مواجهتها لكنه حاول أن يحث ذاته على فعلها بمساعدة سما ابنته. 


رمقته بطرف عينيها متعجبة صمته فقطبت جبينها متعجبة وتمتمت بدهشة 


:- في حاجة يا فاروق أنت واقف ساكت بقالك شوية. 


اقترب يجلس بجانبها ممسكًا يدها بحنان وطبع قبلة رقيقة حانية فوق يدها وأردف بندم صادق وشغف حقيقي يشعر به معها 


:- أنا اسف انا غلطت في حقك كتير بس انتي عارفة أنا بحبك قد ايه وانتي ايه عندي، وبعدين مديحة طلعت بتكدب أنا مقربتش لواحدة غيرك فعلا أنا شربت وقتها عصير ومحستش بحاجة، حقك عليا يا جليلة. 


حاولت أن تخفي ابتسامتها عنه وشعرت بالسعادة لحديثه معها واعترافه بحبه لها الذي لم يتكرر كثير من قبل، هو دومًا يقلل حديثه عن حبه لها يتعامل على أنها تعلم ذلك فليست بحاجة إلى استماعه، لكن بعد علمها لما حدث هي تحتاج لكل شئ بالفعل، تحتاج لحنانه قبل غضبه، هدوءه قبل عصبيته، تحتاج إليه بالفعل، أردفت بعتاب يتخلله بعض الحزن 


:- بس أنت كفاية انك روحت وكان ممكن تغلط وكفاية قدرت أنك قدرت تخبي عليا ده كله، كنت بتيجي عليا وعلى عيالك عشانها. 


تحشرج صوتها في النهاية بحزن دلالة على أنها تريد البكاء، فاسرع يضمها نحوه بلهفة ولوعة مغمغمًا بعشق ونبرة هادئة يملأها الحنان


:- انا عمري ما أقدر اجي عليكي عشان أرضي حد اتخلق في الدنيا دي كلها، أنت غلطت لما خبيت عليكي فعلا بس عملت كدة عشان خايف احسن تبعدي عني أنا مقولتش أن مش غلطان لا أنا غلطان، بس أنا بحبك. 


ابتسمت بسعادة بعدما استمعت إلى حديثه الذي جعلها تشعر بالرضا والإرتياح، جعلها تعلم أهميتها الكبيرة عنده، فألقت ذاتها داخل حضنه بسعادة متمتمة بهدوء 


:- ربنا يخليك ليا وللعيلة دي كلها، أنا كمان بحبك يا فاروق ومقدرش استغنى عنك أنا بس كنت زعلانة منك ولازم تراضي الكل كمان عشان أنت غلطت في حقنا كتير. 


ابتسم هو الآخر يشاركها سعادتها بعد حصوله على أكثر شي كان يريده، هي سامحته وذلك كان أكثر ما يريده ويزعجه، طبع قبلة هادئة فوق جبهتها وشدد من احتضانه لها بعشق صادق ازداد بمرور السنوات بينهم، بالرغم من كل ما مروا به لم ينقص يومًا، هي أحبت فاروق كما هو متغاضية عن عيوبه ترى فقط مميزاته وذلك كافي لجعلها تحبه وتنسى كل ما يفعله، وهو أحبها بصدق يفكر في أفعاله لاجلها لا يريد أن يزعجها يومًا بشئ يفعله، مَن يحي يبحث عن راحة وسعادة محبوبه دون النظر لشئ آخر في تلك الدنيا وهذا ما يفعلونه هما... 

كل منهما أحب الآخر بطريقته الخاصة الصادقة لذلك استمرت تلك العلاقة ناجحة مثمرة ولم تتأثر بشئ من الحيل والخداع التي كانت تملأ حياة الجميع كل منهم عليه جزء متسبب في نجاح حياتهم لم يهتما بمَن كان عليه الجزء الأكبر ومَن اخطأ أكثر هما فقط يهتمان بسعادتهما واستمرار حبهما لبعض وسعادة عائلتهم وهذا الذي سيفعلونه سويًا من الآن بعدما أعطت له اكبر فرصة في حياته.. 


في نفس الوقت... 


كانت رنيم تجلس في غرفتها تفاجأت برنين هاتفها الذي صدح في الغرفة يقطع الهدوء التام التي كانت تجلس به، لكنها شعرت بالصدمة عندما رأت اسم والدها هو الذي ينير الشاشة، خشيت ان يكون هناك شئ ما يدبره لها، لكنها سرعان ما نهت أفكارها مقنعة ذاتها أنه لا يريد أذيتها هو بالطبع يريد منها شئ آخر، من المتوقع مال أجابت عليه عندما كرر اتصاله عدة مرات، تمتمت بنبرة متوترة متلعثمة بقلق 


:- ا... الو خـير في حاجة أنت اتصلت عليا كتير وأنا مش متعودة أنك تتصل. 


تنهد بارتياح عندما استمع إلى صوتها الذي اشتاق لاستماعه وأجابها بندم وحزن شديد


:- وحشتيني اوي يا حبيبتي... أنا آسف يا رنيم...آسف  على كل اللي عملته فيكي أنا وأمك، احنا غلطنا والفلوس طمعتنا بس والله ما كنا نعرف احنا قولنا جوازة حلوة لبنتنا هتطلعها وتطلعنا من الفقر اللي كنا فيه... ليه نرفض!؟ 


صدر منها ضحكة ساخرة مقهورة تعكس مدى حزنها الكبير منه ومن الجميع، فمَن كانو سندها وقوتها أصبحوا أول المتنازلين عنها وعن حقها، القوها في الجحيم بإرادتهم دون التطلع إليها وفي النهاية يحاول أن يبرر أفعاله، تمتمت بنبرة خافتة 


:- ليه ترفض صح أنت توافق وتبيع بنتك مش مهم، بيعتني ليه بشوية فلوس كنت باجي هربانة استنجد بيك وأنت بترجعني ليه يموتني، ليه ده كله عشان الفلوس!!.. 


التقطت أنفاسها من بصعداء من بين دموعها الحزينة واستكملت حديثها بضعف بعدما تذكرت كيف كانوا يجعلوه يأتي وياخذها أمامهم عنوة عنها تحت توسلاتها لهم لكن كل ذلك في النهاية دون جدوى فكانت تعود معه ليتفنن في تعذيبها دون رحمة بجميع الوسائل  المتاحة إليه دون شفقة ورحمة، كيف يرحم بها وهو لا يوجد بداخله رحمة من الأساس، هو فقط يعلم القسوة والعذاب، كان يستمتع بصرخاتها المتألمة وفي النهاية يخبرها والدها أن الأمر كان زيجة عادية، كيف استطاع أن يخبرها ذلك ويتحدث بلا مبالاه! يريد في النهاية أن تسامحه 


:- دة أنت كنت باجي اتذللك وابوس ايدك ورجلك عشان مرجعش ليه تاني، فاكر كنت بتعمل ايه؟! كنت بتزقني وتتصل بيه ياخدني، انا استسلمت بسببك عشان مليش حد ولا مكان اروحه غير الشوارع وحتى مسابنيش فيها، انا فكرت اقتله بسببكم بس اتراجعت عشان أنا مش زيه ولا زيكم انتو اللي قتلتوني وجاي بعد ما فوقت ورجعت لحياتي تاني تقولي مجرد جواز وعاوزني اسامحكم، انتو مخلتوش حاجة ومعملتوهاش فيا كنت بتقووه عليا كان بيذلني بيكم لـيـه!! لــــيـــه عملتو كدة؟! 


لم تعطيه فرصة للرد واستكملت حديثها بسخرية قاسية وقلبها كاد يتوقف من فرط الحزن والقهر المتواجد به 


:- عشان شوية فلوس انا عمري ما هسامحكم  ابدا عشان انتو اكتر حد أذاني، انا اتأذيت منكم اكتر منه عـ.... 


قاطعها والدها بصوت باكٍ حزين بعدما لأول مرة يستمع إليها وإلى ما تشعر به بسببهم، شعر بما فعله وكيف آذاها بدلًا من أن يقف معها ويسندها 


:- لـ... لأ يا رنيم مكملناش عشان الفلوس احنا فالأول وافقنا عشان كدة بس لما عرفنا حقيقته وانه مجنون ملحقناش نرفض مديحة مضتني أنا واخوكي على شيكات كانت هتحبسني بيهم مقابل سكوتنا مكنش لينا حق نرفض ولا نكلمك، بس لما عرفت أنها اتحبست وهتتعدم كمان قولت اكلمك عشان تسامحينا كل دة غصب كان عنننا. 


لم تهتم بحديثه ولم تقتنع به أردفت بقسوة 


:- لأ انتوا محدش غصبكم هي ممضتكمش على شيكات غير بعد موافقتكم لو كنتوا اختارتوني مكان الفلوس مكنش كل دة حصل أنا مش هسامحكم أنا عمري ما هسامحكم عشان انتو السبب في كل اللي حصل. 


لم يستطع أن يتحدث معها بعدما صدمته بحديثها لأول مرة يشعر بها ويستمع إليها يعلم ما مرت به وكيف عانت بسببه؟! لأول مرة يعترف أنه أخطأ في حقها هو جميع العائلة لكنها كانت قاسية عليه مقررة أن تبتعد عنهم فبعدما تركوها لن تعود إليهم مجددًا.. 


جلست تبكي بحزن بعدما أغلقت الهاتف هي لأول مرة تعلم سبب صمتهم وتجاهلهم لحزنها ووجعها كل ذلك حدث بسبب مديحة لكنها ترى أنه حدث بسببهم فهم مَن وافقوا من البداية وأعطوا تلك الفرصة لمديحة، تفاجأت بمَن يضمها من الخلف بحنان مغمغمًا باهتمام 


:- مالك يا حبيبتي مين اللي مزعلك كدة وبتعيطي ليه؟ 


طبع قبلة رقيقة حانية فوق جبهتها ليحثها على التحدث فتمتمت بصوت متحشرج حزين


:- مـ... مفيش يا جواد متشغلش بالك أنتَ يا حبيبي. 


لم يقتنع بالطبع بحديثها فجلس بجانبها ممسكًا يدها بحنان وأوما لها أمامًا ليحثها وعاد سؤاله مرة أخرى


:- ايه اللي يخلي حبيبة قلبي زعلانة كدة والعيون دي تعيط. 


أخبرته ما أزعجها وجعلها حزينة كانت تتحدث بصوا خافت خجل من أفعال عائلتها الذين لم يهتموا بها يومًا وتذكروها الآن فقط بعد القضاء على مديحة 


:- بـ... بابا كلمني كان عاوزني اسامحه على اللي حصل بس أنا مقدرتش يا جواد، أنا كدة وحشة طيب أنا مش عارفة أسامحه عشان اتأذيت منه بجد مش قادرة، هو كمان مش معترف بغلطه لأ ده هو بيبررلي هو عمل كدة ليه بيقولي هو باعني ليه هما بس رجعولي عشان مديحة خلاص اتقبض عليها.. 


ازداد بكاءها بحزن وقد خارت قوتها ومحاولاتها في التمسك بالقوة مرددة حديثها مرة أخرى بضعف 


:- مـ... مش هقدر اسامحه مش هقدر اسامحه بس انا مش وحشة.. 


احتضنها بضراوة مشددًا عليها داخل حضنه وأردف بحنان هادئ محاولًا أن يجعلها تهدأ، يريد إخبارها انه حقها وهي مَن تقرر تسامحه أم لا، هي لم تخطئ برفضها لمسامحته في النهاية هذا حقها 


:- يا حبيبتي محدش قال أنك وحشة واللي يقول كدة اجبلك رقبته بس ده حقك وانتي مش قادرة تسامحي أنتي اللي اتأذيتي منهم وانتي اللي تقرري تسامحيهم ولا لا، انسي كل ده انسي كل حاجة ممكن تزعلك فكري فيا وفي ابننا اللي جاي. 


ابتسمت بسعادة من بين دموعها فقام بالتقاط شفتيها بين خاصته بعشق وسعادة ممررًا يده فوق بطنها بفرحة لوجود طفلهما بداخلها، طفلهما الذي يكبر كل يوم وتشعر به، تعيش معه كل ما حُرمت منه سعادة، فرح، عشق واهتمام كل شئ تمنته حصلت عليه معه. 



الصفحة التالية