رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 7 - 4 - الخميس 25/1/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل السابع
4
تم النشر الخميس
25/1/2024
❈-❈-❈
احتضنه صهيب يربت على ظهره قائلا:
-متحملش نفسك فوق طاقتها ياحبيبي ..دا كله قدر ومكتوب
آه حارقة خرجت من جوف جاسر وهو يبكي بحرقة ونبض قلبه ينتفض بأنين
-قولي آدوي الجرح ازاي ياعمو، والجرح عميق مالوش دوا ياعمو
أخرجه صهيب من أحضانه محتضنا وجهه يزيل دموعه بأنامله
تواصل بصريا بينهما مع بكاء جاسر وضعفه أمام صهيب، أطبق صهيب جفنيه بقوة يعتصره، ثم فتح عيناه قائلا:
-جاسر..انسى كل اللي حصل، نهى حكتلي على اللي حصل معاك، عايزك متزعلش من عز وأبوك
أشار للمقعد بعينيه
-اقعد عشان كلامنا هيطول
جذب المقعد وجلس بجوار عمه ..ران صمتا بالمكان لبعض الوقت حتى قطع الصمت صهيب
-بتحب جنى ياجاسر؟!
انحبس النفس بصدره، حتى شعر بإنسحاب الأكسجين من المكان ونبضاته تتسارع، طال النظر لعمه بالصمت وعقله يأبى البوح بما يشعر به، وقلبه يشير بالبوح بكل مايشعر به، فالقلب يعشق بكل جوارحه حتى أصبحت حياته مرتبطة بعشقه لها، وهذا ما علمه بعد حادثتها الذي تمنى موته حينها لا محالة
حمحم صهيب حتى يقطع صمته ثم تسائل:
-لدرجة دي السؤال صعب يابن اخويا
اشاح بوجهه بعيدا عن عمه عندما انسابت دموعه فهتف بهدوء رغم نيران عشقه
-حياتي بجنى زي القلب للجسم ياعمو، عايز تموتني أبعدها عني ..مش هقولك غير كدا..قالها بنبرة شجية حزينة خرجت متمزقة بلهيب العشق
تنهيدة مؤلمة اخرجها صهيب على ماوصل الحال إليه ..
-اسمعني ياجاسر كويس، وافهم معنى كلامي ياحبيبي ، انا بقالي يومين بفكر لحد ما وصلت للحل اللي هقولك عليه، بس اوعدني الأول الكلام دا يفضل بينا سر، وحاجة كمان لازم تفهمها
وعدك هتتحاسب عليه لو منفذوتش
أومأ برأسه منتظر حديثه
سحب نفسا ببطء عندما شعر بإختناق تنفسه ثم تحدث بصوت ضعيف
-انا هدخل عمليات بعد يومين، ومش عارف هطلع منها ولا لا
-الف سلامة عليك ياعمو، وسامحني انا السبب في وجع قلبك
ابتسم صهيب بخفوت واستأنف حديثه:
-سبني اكمل، عارف إنك السبب في دا كله، عشان لو سمعت كلامي من الأول مكناش وصلنا لكدا، بس برجع وأقول كله قدر ومكتوب ياحبيبي ..انا اتكلمت مع باباك امبارح وهو رافض اللي هقولك عليه، ومسبليش خيار تاني، لازم اطمن على جنى
لأحظ جاسر ارتجافة طفيفة بجسد عمه، فجذب كفيه يربت عليه
-هعملك كل اللي تؤمر بيه ووعد، لو عايزاني ابعد عن جنى، اوعدك مش هقرب منها، المهم متزعلش مني، ومتفكرش كلامي لعز تهديد، انا كنت مضايق وبسكته وخلاص
رفع صهيب كفيه المرتجف، وصفعه بخفة على وجنتيه
-اسكت ياحمار، بطل هبل، انت بتفكرني بأبوك زمان، اللي عايز افهموهولك ياحبيبي متدفنش اي مشاعر جواك، سواء حب او غضب
صمت لأخذ أنفاسه، شعر بتقطع نفسه، فأمسك الماسك التنفسي ووضعه على وجهه لبعض الدقائق، وجاسر يتابعه بأنظاره الحزينة..
بالإسكندرية وخاصة بمنزل بيجاد وغنى
ولج إلى منزله بعد يوما شاقا من العمل..هرولت إليه على الدرج
-بيجاد اتأخرت ليه
رفعها من خصرها ثم طبع قبلة على وجنتيها
-معلش حبيبي كان عندي كام اجتماع كدا
سحبته من كفيه بعدما نادت العاملة
-خدي شنطة البيه دخليها اوضة المكتب، وجهزي الغدا
-تحت أمرك يامدام..قالتها العاملة وغادرت
جلس على الأريكة يتمدد بجسده يضع رأسه على ساقيها ..مسدت على خصلاته
-قوم خد شاور عشان تتغدى، وبعد كدا ارتاح
اغمض عيناه ثم تحدث
-غنى اعمليلي مساج، حاسس دماغي هتتفجر..انحنت بجسدها تطبع قبلة على خاصته ثم غمزت بعينيها
-يعيني على الحلو لما تبهدله الأيام..اعتدل يقهقه عليه، ثم جذبها حتى جلست بأحضانه
-لا حبيبي شمتان فيا
رفعت حاجبها بسخرية
-أيوة شمتانة، وفرحان كمان، ثم انكمشت ملامحها بألم وتبدل حالها
-مش قولت هنسافر القاهرة النهاردة، قلبي وجعني على جاسر اوي
حملها متجها للأعلى
-اديني يومين بس حبيبي اخلص الاجتماعات المركونة عندي، وهننزل، أنا أقدر ارفض لغنايا طلب
حاوطت عنقه ثم وضعت رأسها على صدره
-بيجو حبيب قلبي بعشقه اوي أوي
-أيوة يابنت جواد طول ماانا بنفذ أوامرك بيجو وحبيب قلبك ووقت لما أقولك لا
يامفتري يامنحرف يادكتاتور
ارتفعت ضحكاتها الناعمة وهي تهز ساقيها
-ابدا ابدا انت ظالمني، انزلها بهدوء يغمز بعينيه
-هشوف دلوقتي ياغنون الدكتاتوري هتعملي معاه ايه
نظرت حولها ثم جحظت عيناها متراجعة للخلف
-جايبني هنا ليه يابن المنشاوي ..ارتفعت صوت ضحكاته وهو يضرب كفيه بالأخرى
-مش بقول بتقلب بسرعة
جذبها بقوة ثم حاوطها بذراعيه
-الست اللي بتدخل الحمام مع جوزها بتعمل ايه،، قالها غامزا بعينيه
رفعت ذراعها تحاوط عنقه ثم هتفت مازحة
-بيغسلوا سيراميك الحمام ياحبيبي
انحنى يضع رأسه بتجويفها
-وأنا عايز اغسل السيراميك ياغنايا..تسمرت بوقفتها محاولة الفكاك من قبضته
-بيجاد وسع كدا..حملها مرة أخرى وولج لداخل كابينة الحمام
-والله مايحصل ابدا
عند ربى وعز
بعد عدة ساعات ولج الى غرفته كانت تجلس بالشرفة تنظر للخارج بشرود، ويظهر على ملامح وجهها الحزن
شعرت بوجوده، استدارت تنظر إليه بصمت .. سحب نفسا وزفره بهدوء ثم اتجه إليها
-قاعدة كدا ليه..نهضت متوقفة أمامه
-هجهزلك الغدا..قالتها وتحركت ولكنه عرقل مشيها بالوقوف أمامها، سحب كفيها واتجه بها إلى الفراش
-اقعدي لازم نتكلم..شعرت بقبضة تعتصر قلبها ولا تعلم لماذا، ناهيك عن شعورها السيئ الذي يقتنص روحها
رفعت عيناها الرمادية التي يغطيها طبقة كرستالية من الدموع
-لو هتقول كلام يزعلني ياعز، بلاش تتكلم لو سمحت ، استنى لحد ماتهدى، بلاش تنساق ورا غضبك وبعدين نخسر حاجات منعرفش نرجعها تاني
ابتعد ببصره عن عيناها الحزينة وهتف
-روحي اقعدي اليومين دول عند باباكي، انا الأيام دي مجروح وممكن اجرحك معايا..قالها ونهض متحركا
نظرت بذهول لظهره الذي ولاها إياه فهمست بتقطع
-بس أنا مش عايزة ابعد عنك ياعز..كور قبضته واستدار إليها بلهيب غضبه
-هتقدري تقاطعي اخوكي، هتسمعي الكلام لو قولتلك انسي أن ليكي اخ اسمه جاسر
بعينين متسعتين هتفت بذهول
-أكيد انت مجنون مش كدا، ايه اللي بتقوله دا، عايز تحرمني من اخويا
أشار عليها ساخرا
-شوفتي يادكتورة، اهو قولتي عليا مجنون، ياكدا ياتروحي بيت ابوكي قالها وتحرك مغادرا
هوت جالسة على الأريكة عندما شعرت بدوران الأرض تحت أقدامها، انسابت عبراتها تهمس
-لدرجة دي ياعز ..تبعني انا
مرت عدة أيام
ذات مساءٍ وصل للمشفى، صعد لغرفتها وجد يعقوب يجلس بالخارج بجوار عز
ولج للداخل دون حديث، نهض عز خلفه، وجده يحمل جنى متحركا بها للخارج
-انت بتعمل إيه يلا..ركله بقوة حتى تراجع للخلف قائلا:
-ابعد عني عشان مزعلكش،وهوديها لدكتور تاني، ثم تحرك متجها بها للأسفل، قابله جواد الذي يخرج من غرفة العناية
-واخد بنت عمك على فين..احتضنها يوزع نظراته بينهم، ثم تحدث إلى والده بهدوء، رغم نيران قلبه
-بابا لو سمحت خليني امشي جنى لازم دكتور نفسي يشوفها غير دا ، من فضلك متمنعنيش عشان معملش حاجة تزعلكم ...صفعة قوية على وجهه، ثم تلقى جنى بين ذراعيه، هاتفا بغضب
-وريني كدا هتعمل ايه يزعلني..توقف متسمرا بمكانه ينظر لوالده الذي دلف بها للغرفة، استمع الى عز
-احمد ربنا أن ابوك انقذك مني..اتجهت نهى إليه
-جاسر امشي دلوقتي وخليك اد وعدك ياحبيبي..ياريت تشغل دماغك شوية ياحضرة الظابط
فتحت الجميلة عيناها تنظر حولها بذهول تكتشف أين هي، اعتدلت تنظر لثيابها التي بدلت حاولت التذكر ولكن لم تستطع كأنها أخذت حبوب فقدان الذاكرة..استدارت تنظر لذاك الكومودو، وجدت به تلك البطاقة، وبجانبها هاتف
فتحت البطاقة وقرأت مابداخلها
عشقي لكِ
يشبه الادمان اعلم أنه مؤذي ولكن راحتي فيه••
متل المطر يصيبني بالبرد ولكني مغرمة به
#جنى_الألفي
قطبت جبينها ثم اتجهت للهاتف و
جذبته ثم فتحته، لم يوجد به سوى رقمٍ واحد
قطبت جبينها متسائلة
-رقم مين دا؟! وأنا فين..المذهل أن صورتها على الهاتف
امسكته بيد مرتعشة وهاتفت الرقم الذي يسجل
كان هناك في تلك الغرفة يستند بساقية الموضوعة على المقعد وهو يشاهد ذاك المكبل من ذراعيه وأقدامه ويوضع بأسفله تلك النيران التي تشتعل أسفله وهو يصرخ، ووجهه الذي تشوه بالكامل بتلك المادة الحارقة
جلس ينفث تبغه بإستمتاع من صرخاته وهو يراقبه بصمت لبعض الوقت..ألقى سيجاره واتجه إليه يجذبه من خصلاته بقوة قائلا
-لسة لسانك عايز اقطعه عشان كلماتك القذرة تحرم تطلعها على أي بنت..قالها وهو يلكمه بقوة بوجهه حتى شعر بكسر أنفه
استمع الى صوت هاتفه، أخرجه ينظر لتلك الصورة التي أنارت هاتفه فهتف
-صباح الورد..قطبت جبينها متسائلة
-انت مين ..قهقه عليها واردف مازحا
-انا اللي متصل ولا إنتِ، أكيد واحدة حلوة بتعاكس واحد حلو زيي
-جاسر..همست بها وهي تنظر حولها بذهول ..توقف وهو يستمع الى لحن اسمه بنبرتها الشجية التي أرسلت إلى روحه ملاذا ككأس خمر ليتخدر ويجعله بحالة سكر بعشقها فقط
أجابها بنبرته الهادئة التي تخصها وحدها
-عيون جاسر..وكأنها لم تستمع إلى حديثه فتسائلت
-انا فين ياجاسر، وايه المكان دا
ارجع خصلاته المتمردة على وجهه وآهة ابلغ من أي رد وروحه تعانق قلبه وهو يجاوبها
-انتِ في قلبي ياجنجون، نص ساعة وأكون عندك حبيبي متخافيش، مفيش غير قلبي اللي عندك ودا عمره مايأذيكي
يتبع...