رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 6 - 2 الأحد 14/1/2024
قراءة رواية براثن العشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية براثن العشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل السادس
2
تم النشر الأحد
14/1/2024
_ شوفتي كان ماسك يدها ازاي يا عمتي؛ وفين وهو جاي يكتب عليا!
همست راضيه بضيق وهي تضغط علي فستانها تحاول قمع ثورتها ؛ ترغب في تكسير كل ما حولها؛ تنهدت تحيه بملل وهي تهتف بها
_ بت أنتِ اعقلي كدا ومتخربيش علي نفسك من أولها؛ هي حركة تحرق الدم ايوه لكن أنتِ داخلة علي حرب يا راضية ومش عايزين نخسر
ضحكت راضيه بسخرية
_ حرب ايه يا عمتي؛ دا جي يجيبلها ضره من قبل ما تكمل سنه! اكيد قاسم مش عايزها وبعدين احنا عرفين الي فيها؛ قاسم مش هينسى دم اخوه الي في رقبتها ابدًا
كانت تتحدث بجشع وسخرية بينما تحية راقبتها بصمت؛ شئ بنظرات قاسم وبراءة يخبرها أن ما يعلمونه مجرد خطوط بعيدة عن شئ أكبر.
_ مش وقته الكلام ده يلا دلوك عشان نروح للناس
❈-❈-❈
ارتفعت الزغارد بدخول العروس ورحب بها الجميع؛ جلست راضيه متباهية بحسنها بين النساء.. فالليله هي عروس لقاسم الشرشابي.
بعد فتره ولج والدها بأوراق المأذون؛ راقبتها براءة بقلب يكاد يخرج من مكانة.. تعاني.. تعاني من جروح يصعب شفاها.. فقط تريدة هو.
وقعت راضيه بأسمها بسعادة وارتفعت الزغارد والموسيقى وسرعان ما اختلط معهم الاعيرة النارية المرتفعة.
كانت راضيه ترقص برفقة الفتيات وهي تبتسم بسعادة؛ عينها تطلق السرور وهي تنظر لبراءة بسخرية وتذهب ناحيتها
_ ايه يا ابله براءة مش هتيجي ترقصي معانا ولا أنتِ مش فرحانه؟
ابتسمت براءة بألم ينحرها
_ لاه.. بس قاسم قالي متحركش من مكاني
تحولت ملامح راضيه للضيق وهي توليها ظهرها؛ استغفرت براءة بضيق وهي تتمنى أن يرحلوا من هنا.. سريعًا .
❈-❈-❈
نظر قاسم بملل وضيق للرجال المحتفلة؛ استدار لوالد راضيه
_ هات العروسه يا حج عشان نمشي
_ ليه لسه بدري يا ولدي!
نظر له قاسم بأشمأزاز
_ لاه لسه فرح اهلي هناك ومش عايز اتأخر عليهم.. يلا
أمره بأخر جملة وتحرك خارج الغرفة ليقف أمام الباب؛ تنهد والدها وانصاع له؛ ابتسم قاسم بسخريه الجشع يفقد الرجال عزتهم.
دقائق وكانت العروس أمامه؛ تمسك يد والدها وغطاء ابيض يخفي وجهها؛ شعر بنغزات الألم تزداد بصدره وهو يبحث عن براءة بعينة؛ كانت خلفهم تنظر بهدوء لكل شئ.؛ كم يتمنى أن تكون هادئة بتلك الطريقة من الداخل لكنه يعلم بالحقيقة.. يشعر بها.
أمسك يد عروسه مجبرًا وتحرك بها حتى سيارتة؛ بعدما صعدت استدار مجددًا وتحرك ناحية براءة؛ نظرت له باستغراب وتوتر والتصقت بهم كل أعين الحضور.
أمسك يدها يسحبها برقة ثم يركبها بسيارة والدته ويعود لعربتة؛ لم يهتم بنظرات الناس لهم فقط فعل ما يرغبه.
وضعت براءة يدها علي قلبها تضغطة بقوة محاولة إيقاف الألم المنبعثه منه؛ امسكت زينب يدها محاولة تهدئتها ومواستها علي ما يحدث معها.
❈-❈-❈
عاد الجميع لمنزل قاسم؛ واستمرت الاحتفال بعض الوقت؛ نجحت بهم براءة بأدعاء القوة والصلابة.. وساندها وجود شمس وزينب جوارها.
ضمتها شمس بقوة تخبرها باعتذار صادق
_ متزعليش من ماما يا براءة أنتِ عارفة انها اكيد مش هتقدر تشوفك بيجي عليكي ضرة
والدتها كانت قادمه.. لكنها لم تستطيع؛ كانت تدرك من البدايه انها لن تقدر علي رؤيتها تدمر للمره الثانية.. لا تعلم ان وجودها قد كان ليهون الأمر
_ متقلقيش يا شمس مش هزعل منها؛ المهم انتو خلي بالكم من نفسكم الفترة دي ماشي وابقي اتصلي بيا
قبلت شمس وجنتها وغادرت؛ ثم بداء الحضور واحدًا تلو الاخر يرحل حتى لم يبقي سوى أهل المنزل وعمه راضية.
تحدثت تحيه وهي تنهض
_ مش هنودي العروسه اوضتها ولا ايه يا حجه زينب!
اجابتها زينب وهي تستند علي براءة للنهوض
_ ايوه يا تحيه.
اقتربت من براءة تهمس لها بجدية
_ روحي اوضتك؛ ومتخرجيش منها الليلة يا براءة
كانت تكاد تسقط؛ تريد الصراخ.. الرفض؛ ترغب برؤيته.. هل سيلمس آخرى حقًا.. أسيعطي أمرأة غيرها حقها هي !!
دفعت جسدها بالغصب للحركة.. قدمها ترفع بثقل وهي تتركهم؛ يجب أن تختبئ؛ تختفي قبل أن ترى ما سيحدث.
التفت زينب بعد رحيل براءة واشارت بهدوء لتحية
_ خلينا نوصل العروسه
أطلقت تحيه الزغارد وهي تقود راضية لغرفتها؛ وضعوها برقة علي الفراش؛ اقتربت منها تحيه تهمس بخبث
_ اكسبيه يا بت اخوي
ابتعدت تبتسم لها وتغادر مع زنيب.
❈-❈-❈
وقفت شمس مع عاصم مودعين الجميع؛ كان قصر الشهاوي فاقدًا لبريقة كقانطيه.
صعدت شمس جوار عاصم وهي تسأله بجدية
_ شايف نأجل سفرنا لبكرا ولا ايه؟
_ لاه مش هتفرج حاجه انهاردة من بكرا؛ استني هكلم مع سالم حبه
هبط من السيارة متحركًا ناحية سالم الذي يغادر المنزل
_ رايح فين يا اخوي!
_ هشم شويه هوا
اجابه ببرودته التي أصبحت ثابتة؛ مرر عاصم نظرة علي وجهه واخبره بجدية بينما يحيط كتفيه
_ انتَ وبراءة حتة من روحي يا سالم.. عايزك تعرف اني مش ناسيك يا اخوي واني قالب الدنيا عشان اجيب روان.. وهدور بنفسي اول ما اوصل، انتَ الكبير من بعدي اهنه يا سالم.. تاخد بالك من ابوك وامك؛ وبراءة اختك لو جاتلك في حاجه خليك ضهرها وسندها صُح يا ولد أبوي
ضمه لصدرة وبادله سالم بقوة
_ متخفش عليهم يا عاصم.. في عنيا
ابتعدا وصعد عاصم لسيارتة؛ ظل سالم بمكانة مراقبًا السيارة حتى رحلت؛ حادت عينه لمنزلها.. كان يعشق سكنها هنا بقربة وما يفصلهم هو خطوات.. لكن الان المنزل فارغ لا يحوي سوى والدها فقط.
أغمض عينه وتحرك في طريقة مبتعدًا .
❈-❈-❈
وقف قاسم امام الباب مترددًا؛ يعيد التفكير بكل الحلول... أن يلمس أمرأة غيرها! مستحيل الامر مستحيل.
فتح الباب بتردد وتحرك للداخل وهو يدعي أن تكون نائمة؛ زفر بضيق وهو يراها منتصبه في منتصف الفراش كما تركوها.
_ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ استغفرك يا رب واتوب اليك
همس بينما يتحرك ناحيه الفراش؛ جلس علي طرفه جوارها ويده ثبتت بين احضانه.
صمت طويل أثار ريب راضية؛ تململت في جلستها للفت نظرة وبالفعل استدار ناحيتها؛ مد يده يزيل حجاب وجهها؛ ابتسمت راضيه بتوسع وهي تنظر له برقة؛ ربت قاسم علي كتفها
_ تصبحي علي خير يا راضيه؛ نامي
تهجمت ملامحه وهي تسأله بتقطع
_ ا..اني معجبتكش!
_ لاه ما شاء الله عليكي جميلة؛ بس نامي يومي كان طويل
اخبرها وهو ينهض وأسرعت راضيه للنهوض خلفه؛ مدت يدها تساعده في خلع عبائته؛ وهي تهمس بتوتر
_ بس كيف.. و..واهلي لما يجوا الصبح! اقولهم ايه؟
نظر قاسم حوله بتفكير؛ أهلها سيأتون صباحًا للحصول علي دليل شرفها وعليه التصرف.
تحرك بعيدًا عنها يجذب القطعه القماشيه الصغيرة المتروكة أسفل الوسادة؛ جذب سكين الفاكهة يجرح كفه جرح صغير.
لطمت راضيه صدرها بصدمه
_ بتجرح يدك عشان متلمسنيش؛ طب ليه؟ عملت ايه ضايقك!!
أنهى تطبيع القماشه بنقاط دماء صغيره، استدار ناحيتها وهو يخبرها بهدوء
_ قولتلك يومي كان طويل.. نامي يا بت الناس اكيد انتِ كمان تعبتي
أولاها ظهره وغادر الغرفة سريعًا؛ وقفت راضيه تنظر حولها بصدمه وجنون.
_ اهدي يا راضيه... قالك تعبان.. انهاردة بس أسكتي ونامي؛ وبكرا لينا يوم طويل سوى
❈-❈-❈
كانت براءة تجلس بأرضية الشرفة؛ البكاء جمله بسيطة لوصف ما يحدث لها؛ عينها حمراء داميه تناجي السماء.. وجسدها يرتعش بداخل فستانها الخفيف.
لم تشعر براءة بالباب الذي فتح؛ ولا قاسم الذي تحرك داخل الغرفة يبحث عنها؛ توقفت قدمه بذعر وهو يرى حالتها بالشرفة
_ براءة
همس بذهول وأنطلق ناحيتها ركضًا؛ اتسعت عينها بصدمه وضيق وبصعوبه دعمت جسدها للوقوف .
_ بعد عني.. بتعمل ايه اهنه!
هتفت بصدمه وهي تلج للغرفة؛ اقترب قاسم منها.. محيطًا كتفها بقلق
_ براءة انتِ كويسه.. انتِ بتترعشي
دفعته براءة بحده بعيدًا عنها؛ وهي تصرخ بتقزز
_ لاء ابعد ايدك عني.. متلمسنيش وانتَ لامسها.. فاهم يا قاسم؛ متلمسنيش
صرخت بقوة ودموعها تتابع علي وجنتها؛ اتسعت عينه بقلق وتحدث بهدوء محاولًا الاقتراب منها
_ انا ملمستهاش.. مقربتش منها يا براءة.. ملمستهاش
حركت رأسها بعدم تصديق
_ لاء انتَ.. انتَ كنت معاها اني عارفة يا قاسم
_ لاء لاء يا براءة وحياة امي ما قربت منها؛ وحياتك عندي ملمستهاش يا براءة.. مقدرتش اقرب منها
كان يتحرك بينما يترجاها؛ بدأت عينها تلين وهي تقتنع بكلامه حتى أقترب وضمها لصدرة
_ ششششش اهدي يا حبيبتي ... اهدي اني معاكي.. مش هسيبك
تشبثت بثيابه وهي تبكي وتدفع رأسها داخل صدره
__ متسبنيش يا قاسم.. متسبنيشش.
❈-❈-❈
وقفت السيارة علي مسافة من المنزل؛ هبطت روان بهدوء بينما عينها كانت تركض علي المكان؛ البوابه.. الحوائط الخارجية كل شبر من ذلك المكان يحمل ذكرى... ذكرى تجمعها هي بالقانطين.
ابتسمت بألم ويدها تتشبث بالباب بقوة كي لا تسقط؛ أصرت علي وداد أن تترك لها السيارة لتقوم بزيارة سريعة؛ كانت فاشلة في مقاومه قلبها.. مقاومة رغبتها برؤية سالم .
أغمضت عينها بتعب وعادت للسيارة بهدوء.
كان سالم يقف متصلبًا أمام ما يراه.. علي الضفة الأخرى من الطريق.. أمام منزله؛ هي!! بالتأكيد هي.
أنطلق ركضًا حينما تحركت السيارة؛ لدقائق كان يركض خلفها حتى أختفت من أمامه... كيف..هي.. هو.
كانت هي.. لم يرى ملامحها بوضوح؛ لكن قلبه يمكن التعرف عليها عن بعد أميال؛ عادت... لكن كيف وأين كانت!
تراجع بوقفته حتى أستند علي الحائط محاولًا صلب ذاته؛ خوف مرير أنفجر بداخله.. عن مكان أختفائها وأسبابها العقيمة في تركة يتعزب.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية