رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 8 - 2 الإثنين 22/1/2024
قراءة رواية براثن العشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية براثن العشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل الثامن
2
تم النشر الإثنين
22/1/2024
أمسك كفها بكفه يضع بين اصابعها فرشاة؛ يتناول الألوان بخفه ويبداء رسم ورود متنوعه الالوان.
نظرت براءة للوحة بذهول بعدما انتهى؛ ورود متقنه قد أغرقت لوحتها؛ السواد القاتم حل محلة الوان مزهرة كتفتح الورود بها.
كانت انعكاس لحياتها بدونه وبه؛ مزالت تحمل السواد نفسه لكن مع أزهار متفتحه.
إن أحبت الورود في السابق مره فالان تحبهم ألف؛ وأن اعجبتها رائحتهم.. الان تستهوي رؤيتهم.
همس قاسم في أذنها بشجن وهو يراها شاردة في فعل يديهما
_ دا أنتِ يا براءة؛ الورود دي انتِ جمالها والوانها وتأثيرها؛ أنتِ ورده يا براءة… وردة مليانه سواد..
ابتسمت براءة تكرر بهمس
_ وردة مليانه سواد.. حلو جوي يا قاسم
ابتسم قاسم علي جنونها؛ وبداء الشك أنه يؤثر علي صحتها العقليه ورجاحتها.
❈-❈-❈
وقفت روان بوجه متهجم بينما تنظر للارض المنشودة؛ والتي للأسف بقعة من أراضي الشهاوي.
رفعت الهاتف لأذنها وهي تتحدث بجديه
— حاضر يا وداد هانم؛ انا مستنياه يجي واتفاهم معاة
اجابتها وداد بجديه
_ متنسيش يا روان انتِ دلوقتي مش البنت الي بتحبه! انتِ واحده رايح تشوف شغلها؛ عيزاكي ترجعيلي بخبر حلو!
_ متقلقيش يا مدام انا مستنيه ومش هدخل اي حاجه شخصية
أغلقت الهاتف وهي ترى سيارة سالم تظهر في الآفاق ناحيتها؛ وأزداد الحنق بداخلها؛ أوقفها منذ نصف ساعه لتنتظر ليعيدوا التباحث بأمر الأرض .
هبط سالم من العربه وعينه تنظر لها؛ كانت ترى بهم الحنين والشوق الذي تنفيه شفتيه الساخرة.
_ يا ريت نكون موقنكيش كتير يا ست روان!
ابتسمت روان بجمود
_ لا ابدًا يا استاذ سالم.. دا شغل وعشانه مضطره استحمل، المهم حضرتك رفضت التسليم ليه؟
رفع سالم كتفيه بدون إهتمام
_ أبدًا الارض دي كان شراها من عاصم اخوي! تقريبًا تعرفيه ولا لاه؟
أرتفع حاجب روان بحده وسخرية؛ أقتربت منه خطوتين
_ لاء محصليش الشرف أني اقابله ودا مش مهم دلوقتي؛ كمل!
_ ايوه أكيد هيجي فرصة وتقابليه؛ أخوي مسافر هو ومرته؛ وأنتِ مضطرة تستني لما يرجع ونحل البيعة دي تاني
شعرت بالغضب يحرك أطرافها؛ كان يتعمد أن يعطلها و يعذبها ؛ تذكرت كلمات وداد.. تعاليمها لها عن كيفية التصرف بمثل تلك المواقف.
رسمت الابتسامه الوقورة علي وجهها وعدلت حجابها علها تطرد القلق منها
_ أستاذ سالم أكيد حضرتك عارف أحنا هناخد الأرض ليه؛ صدقني حاجه بالمكانة والنوع دا هتفيد البلد هنا أول حاجه؛ شركه أدوية بالضخامة إلي أحنا بنتكلم فيها أكيد أهل البلد هيكونوا أول المستفيدين منها، ومشروع بالشكل دا هيكون تأخيرة ملهوش أي فايدة؛ حضرتكم واثقين فينا أو نحدد أن أستاذ عاصم أخو حضرتك وأثق فينا وأكيد دي مش ثقة من فراغ؟ ممكن تكلمة تستشيره تاني وتراجع الأوراق أنتَ والمحامي وصدقني مش هتلاقي اي ضرر
كاد سالم يفرغ فمه صدمتًا تحشرجت الكلمات بحلقة فوق بعضها فلم يستطع النطق؛ كانت من أمامه أنثى لا يعلمها؛ تملك من الوقور والقوة ما يؤهلها لقول ما قالت؛ إنما حبيبته الصغيرة كانت لتتعثر في أول كلمتين وتخر باكيه .
ودون وعيٍ من عقله نطق بنبرة حملت فخرًا غريب إستشعرة بصدره؛ وملئ أحرفه
_ كبرتي يا روان! بقيتي واحده تانية؛ قوية وشاطرة وعارفة بتقول أيه؛ عقلي مصدوم من التغير الي حصلك.. بس أبجا كداب لو جولت انه تغير عفش!
ابتسمت بصدق؛ بطريقه أعادتها روان خاصته؛ أحمرت وجنتيها بهدوء وهي تخبره برقة
_ وأنتَ كمان كبرت يا سالم؛ وأسمك وشغلك بقا يتقال علي لسنه أهل البلد
ألتقت أعينهم مع قولها لحروفها الأخيرة؛ ولمع بعقلها كلمات أحدى السيدات منذ يومين
" سالم بيه الله يحرصه حل مشكله جوزي؛ حصلتله أصابه وهو شغال ومبقاش يقدر يشيل زي الأول راح لسالم بيه وقالة وهو قلله عدد الساعات من غير ما يقلل القبض؛ هو بس لو يبعد عن طريق الغازيه الي أسمها مهره دي هيبقا زينة شباب البلد"
_ مهره
همست روان بالأسم الذي شغل عقلها منذ سمعته؛ أسم كررت بدماغها حتى أستساغة عقلها كواقع، التقت سالم الأسم وسألها بأستغراب
_ مهره؛ تعرفيها منين مهره!
أبتسمت روان؛ بطريقة جعلت الألم يصيب صدره كسهم مسموم
_ سمعت أهل البلد بيقولوا أن الي قوت سالم الشهاوي وخلته أسم تكرر الصبايا بشجن هي غازيه أسمها مهره؛ ومن يوم معرفته بيها وهو بيكبر اكتر.
أبتلع سالم لعابه مصدومًا؛ الم تشعر بالألم.. الغيرة!
ألم تعد روان تحبة.. مستحيل؛ كان العشق وليدهم منذ الصغر؛ شب كلاهما علي الأخر ودقات القلوب لم تخفها الصدور يومًا؛ لكن ما يراه أمامه بعينها يشعره أنه مخطئ وان روان قد نسيت سالم .
كان شاردًا بها كما شردت به؛ لم تسطتيع روان أن تكتم غضبها وخوفها أكثر وهي تتحرك ناحيته ناطقة بأندفاع
_ اوعاك تكون غلط يا سالم؛ أوعي الحرام يكون ذار طريقك واتعود عليه؛ الغازية طريقها للحرام سهل وتجر في رجلها رجال بشنبات؛ اوعي تكون عصيت ربك وغضبته عليك!
تنهد سالم؛ بحمل وثق السنين؛ تنهد بخوف مُحيت مخالبه عن الصدر؛ وأبتسم كالمجذوب وعينها التمعت.
_ قلبي اتجسم لما فكرتك نسيتي سالم؛ لما شوفت عينك باردة وأسم حرمه بيتربط بيا غيرك! لساكي روان.. روان العيلة الصغيرة الي عشجتها؛ والي بتخاف عليا أغلط مش بتخاف من آني أوجعها، متخافيش يا روان.. الغازيه بتلعب علي الي قلبة فاضي وتحايله لحد ما تجره لسكة الحرام؛ لكن أني قلبي مش خالي.
شعرت بكلماته تشبة الضمة؛ ذلك الشعور أن للكلمات أيدي وألاحرف أصابعها؛ تأخذك لصدرها بتربيته خفيفة؛ كان هذا شعورها بكلماته.
أبتسم سالم لتأثيره عليها وتراجع عنها بغمزة ملاعبة
_ هدورك كلامك في دماغي يا ست هانم؛ وهشوف هينفع نبيعلك ولا لاه؛ يلا أركبِ عربيتك وأطلعي جدامي؛ الدنيا ليل والطريق واعر منسيبش حرمة تمشي فيه لوحدها.
شعرت روان بالفشل؛ ليس بالصفقة بل بتنفيذ وعدها لذاتها ولوداد؛ فقد أنحرف الكلمات عن العمليه وأصطبغت كليًا بمسائل القلوب.
وبغريزة قديمة لسماع كلماته أستدارت منصاعة له تصعد لسيارتها.
❈-❈-❈
وقف عاصم جوار شمس بمدينه الألعاب؛ كانت تطلب أماكن غريبه لزيارتها منذ أتو؛ وكأنها تعوض طفولة مفقودة.
وظن أن العطلة ستخفف عنها وتقرب بينهم؛ لكن ما حدث العكس.
فأصبحت شمس تجافيه وتعزف عنه؛ ترفض النوم لجواره وتحادثه القليل من الكلام.
سارع خطواته ليلحق بها؛ ولكنها أختفت.
توقف مصعوقًا بمحلة وهو يدور حول ذاته ولا أثر لها؛ أسرع خطواته هاتفًا بصوت مرتفع
_ شمس… وينك يا شمس
وبعيدًا عنه؛ كانت شمس كالتائهة؛ تسير بخطوات لا نهاية لها؛ عقلها مغيب تمامًا دون معرفه عن سبب وجودها هنا من الاساس.
كانت تتمني أن تجد ذاتها؛ تجهل سبب ذلك الشعور لكنها تشعر أن لا وجود لها.
أصطدامه حاده بكتفها من أحدى المارة جعلتها تنظر حولها؛ وهمست بضيق
_ عاصم
التفت تنظر بوجوه الماره تبحث عنه والخوف يزحف بأطرافها؛ جذبت حقيبتها سريعًا تحاول البحث عن هاتفها دون فائدة؛ هي متأكدة أنها تركته بالغرفة وأكتفت بوجود عاصم معاها؛ بدأت في الركض بين الماره؛ تبحث بيأس عنه ولم تجده.
انفجر الدمع بعينها وهي تسير دون وجهه؛ وكمحاولة بائسة بدأت البحث علي مكان تجري منه مكالمة.
بعد فتره من البحث وقعت عينها علي بقالة صغيرة تقف بها أمرأة كبيرة العمر؛ تحركت للداخل هامسه بصوت مبحوح
_ السلام عليكم؛ في تلفون هنا؟
نظرت لها السيدة بأستغراب و ولجت شابة صغيرة بأبتسامه
_ ايه يا ماما هنفضل فاتحين لبكرا
_ لا يا حبيبتي هنقفل اهو؛ معلش يا انسه مفيش تيلفون
أعطتها شمس ظهرها وخرجت بحزن؛ وبعد خطوتين كانت تقف منهاره بالبكاء.
أغلقت السيدة البقالة وأقتربت أبنتها بتهمس بأستغراب
_ هي الي بتعيط دي البنت الي كانت جوه!
التفت تنظر حيث تشير أبنتها وارتفع حاجبيها باستغراب
_ اه يابنتي؛ استني أما أشوف مآلها
تحركت ناحيه شمس التي نظرت لها بفزع قبل أن تلين نظراتها قليلًا
_ مالك يا بنتي بتعيطي ليه! لو محتاجة المكالمة ضروري أعمليها من عندي
إزدادت شهقات شمس كطفل صغير وهي تخبرها بخوف
_ اني تايهة.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية