-->

رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 9 - 2 الأربعاء 24/1/2024

 

  قراءة رواية براثن العشق كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية براثن العشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل التاسع

2


تم النشر الأربعاء

24/1/2024


قف قاسم كمن سُلبت الروح منه؛ عقله أنتفض بكهرباء متذكرًا ذلك اليوم المشؤم حينما ترك غرفتها غاضبًا بصباح زيجتة؛ كانت المره الأولى التي يراها ساقطة أمامه لا روح فيها؛ حينها كاد يجن.. كاد عقله يفلت من زمامه؛ ولكن بعد أن أفاقت سريعًا وعلم أنه مما فعله ومن سوء صحتها قرر تجنبها حتى تصبح بخير. 


لكن الأن كان الأمر مختلف لسبب يجهله؛ رُفعت عينها ناحية جابر الذي أتسعت إبتسامه وشعر بقبضة تعتصر قلبة؛ وكأن سقوطها متعلقًا به دون غيرة.

_ الحجنا يا قاسم


صرخت زينب عليه وأنتفض خارج فضاء عقلة راكضًا لها دافنًا الشكوك أسفل طبقات من الحب والخوف .


❈-❈-❈


كانت روان تسير في الشوارع بغير هواده؛ لم يكن ورائها عمل اليوم وقررت وداد انها ترغب بالراحه اليوم وقد أضني بها المرض والغضب من عدم قدرتها علي اتمام الصفقة البارحة.


وذلك جعل غضبها من سالم يزداد؛ وتشعر بالضيق لما سببه لها من أحراج مع وداد. 


وقفت تتنهد وهي تنظر للشوارع غير المرصوفة ولمحت بالأفق البعيد سالم؛ كانت تراقبه بأعين شغوفه وهي ترى رجولته التي ازدادت وأزهرت؛ خطت نحوه دون تحكم بقدمها التي قادتها نحوة ومجرد أن وقفت أمامه أنار وجهه. 


أبتسم سالم بعبث وغمز عينه لها 

_ ايه يا ست روان بتلفي في بلدنا تشوفيها؟ 


أنعقد حاجبيها بأستغراب 

_ ست روان! اسمها انسه روان يا استاذ سالم 


خطى سالم نحوها واتسعت بسمته أكثر 

_ دا أنتِ ست الانثات كلهم، مقولتيش بتعملي ايه هنا! 


_ زهقانه قولت اتمشي وأشوف البلد عندكم عامله ازاي!


أبتسم سالم وأشار لها بيده

_ تعالى افرجك اني عليها؛ اهنه مش هتشوفي غير البيوت والتراب؛ هاخدك أني للزرع والاراضي؛ هاخدك أرض خاصه بيا؛ مشافتهاش حرمه قبل أكده 


رفعت حاجبها بسخرية وهي تعقب

_ والله هبقا أني أول واحده أدخلها


حرك رأسه مؤكدًا

_ أكيد؛ زمان وأني صغير وعدت واحده أعرفها أسمها روان برضك؛ اني لما أشتغل ويبقا معايا فلوس هشتري حته أرض بمالي الحُر وأدخلها هي أول واحده؛ بس أختفت روان.. مشوفتهاش تاني فانتِ أسمك زيها ميضرش لو دخلتيها بدلها 


ابتسمت روان بشجن وحنين لذكرى ماضية؛ لتلك الأيام التي لم يكن للعقل فيها يد؛ حيث أستمتعت بحب سالم البريئ لها وبادلته المحبة لولا تدخل والدته الذي بنثر حبهم لاشلاء. 


كانت مي سيدة ذات طراز قديم حيث ترفض أن يقترن أسم أبنها بخادمه لديهم؛ رغم أن روان تربت بين أطفالها؛ أحبت براءة كأخت لها وأحتوتها حينما حلت عليها الكارثة؛ أحبت عاصم كشقيق أكبر؛ وعشقت سالم حتى تنازلت عن كل كبريائها من أجله؛ لكن تراكمت وتزايدت تجريحات الجميع لها؛ من الخدم المستهنين بها والمتحدثين عن خُلقها لزياده أهانات مي لها؛ وكل ذلك كان يقابله سالم بهديه حلوه وكلمتين معسولتين لأرضائها؛ وكان عقلها يراكم كل شئ فوق الأخر حتى أهانتها أمة أمامه بطريقة فظة لا تحتمل و وقف هو كحمل وديع دون التدخل.


بتلك اللحظة شعرت أنها يجب أن تنسلخ عن قلبها؛ أن تستأصل ذلك الحب.. لكن فشلت ولم تجد مسلك لها سوى الهرب؛ وحينما ذهبت لخالتها لم تتوقع أن تجد خالتها لها عملًا بمنزل وداد وأن تعطف عليها السيدة وتعلمها وتستمع لها؛ وكانت وداد ذات الفضل عليها في قوة الشخصية وبناء الذات؛ والذين منحاها كرامتها التي القتها هي مسبقًا تحت أقدام الجميع. 


_ سي سالم! 


صوت انثوي متغنج أنتشلها من ذكريات عقلها؛ والتفت كما فعل سالم ناحية الأنثى المتحركة نحوهم في تدلل غريب؛ وبغريزة محب صرخ عقلها وقلبها معًا "هذه مهره"  ولم يخب حدسها  حينما تحدث سالم باستغراب 

_ مهره؛ بتعملي ايه اهنه؟ 



تغمجت الاخرى بدلال وعينها تفترس غريمتها المزعومه أمامها بينما تجيبه بنبره تعمدت أخراجها مغرقة بأنوثه مفرطة

_ اني كنت ماشية من اهنه؛ لكن لما شوفتك من بعيد جولت لازمن يا بت يا مهره تروحي وتسلمي علي سي سالم سيد الرچاله كِلهم؛ بس مأخدتش بالي أن معاك ناس. 


استدار نايحة روان وعينه تتسع بفزع وقد أستوعب ما تحاول إيصاله مهره لها؛ ولكن قبل أن يتحدث كان هاتفه يدق معلنًا رقم قاسم؛ أنعقد حاجبيه بأستغراب؛ فذلك الرقم معه عن طريق صديقه وشقيق قاسم عزمي؛ والذي هاتفه منه في أحدى المرات؛ وبعد موت عزمي لم يرى ذلك الرقم يصدح علي شاشته فلا شئ بينهم وبين قاسم سوى… براءة 


تدارك أمره سريعًا يجيب بقلق 

_ ايوه يا قاسم! 


_ براءة تعبانه؛ اتصلت بعاصم تلفونه مجفول وبجالوا فتره مش اهمه هو ومرته فأتصلت بيك.. تعالى 


كان مصيبًا فها هو ما نضخ في عقله مع أسم شقيقتة؛ كانت نبرة قاسم الجامدة وكرره المسبق له  لا يَستدل منهما عما إذا كان ما بشقيقته أمرًا كبير؛ لذا سألة بنبرة خائفة 

_ مالها براءة حصلها ايه! 


_ لما تاجي تعرف الدكتوره عنديها؛ متعوجش 


أغلق الخط بوجهه وكان هو متصلبًا بمكانه دون أدراك؛ عقله فرغ بثانيه كمن توقف عن فهم ما حولة؛ ولم يعيده للواقع إلا هزار روان القوية له 

_ براءة مالها يا سالم.. حصلها ايه! 


أنطلق وهو يخبرها بسرعه

_ قاسم بيجول تعبانه وهروح اشوفها 


هتفت روان تركض خلفه وتصعد بجواره

_ اني جاية معاك براءة أختي ومش هسيبها 


❈-❈-❈


كان عاصم يجلس  جوار هاتفه بأرهاق وقلق؛ عاد لمنزله للتو؛ وقد أبلغ عن أختفاء شمس التي ظل طيله الليل يبحث عنها. 


أختفت كمن شُقت الأرض وأبتلعتة؛ شعر بقلبها ملتاعًا يخبره أن مكروهًا أصابها؛ ذلك الشعور بأن عزيزًا عليه قد أصابته مصيبة يقبض علي صدره؛ ولا يوجد سوى شمس المختفية من قد يحدث له مصيبه. 


أغمض عينها هامسًا بوجل 

_ يارب سلمها.. ردهالي سالمه يارب وأسترها معاها 


فُتح هاتفه ليتدفق صوت الرسائل منه؛ أسرع يلتقته وهو يظنها قد دقت عليه حينما أنتهى شحن هاتفه؛ كان يمسك بيه منذ اختفائها محاولًا الوصول لها ولكن لا أجابها؛ أستمر بإرسال الرسائل والأتصال بها حتى نفذ شحن هاتفه. 


فض قفلة ينظر للرسائل وأنعقد حاجبيه أستغرابًا حينما وجدها من قاسم؛ والتي تدل علي أنه حاول الأتصال به. 


تحركت الريبه بقلبه لكن طمئن ذاته أنه لم تطل المده لدرجة حدوث شئ بشع؛ وتخطي مكالماته وهو يدق علي شمس مجددًا . 


ثانية.. اثنتين وصدع الصوت حوله؛ أنتفض يبحث حوله ليجد هاتفها ملقى بأهمال فوق أحدى الأرائك. 


تناول الهاتف وهو ينظر له بصدمه وحزن 

_ ليه اكده يا شمس؛ يارب سترك معانا يارب .


كان عقله يعملًا محاولًا التفكير أين يبحث عنها.. لكن دون جدوى.


❈-❈-❈



بالصعيد في منزل قاسم؛ كانت روان وسالم يتسابقان في الركض لحيث دلتهم احدي العاملات بالمنزل؛ توقفت الأنفاس بحلقهم حينما اقتربا وسمعا الطبيبه تحادث قاسم بهدوء 

_ حصلتلها صدمه عصبيه قويه وجالها انهيار عصبي؛ انا اديتها مهدئ دلوقتي وأتمنى متتعرضش لأي ضغط الفترة دي خالص 


_ حاضر يا دكتوره؛ رافجي الدكتوره يا فتحيه لتحت 


تحركت ابنه عمه بأنصياع تتقدم الطبيبه؛ أقترب سالم باندفاع ناحيه قاسم 

_ أختي حصلها أيه يا قاسم عملت فيها أية!! 


قبل أن يرد عليه قاس قولًا أو فعلًا؛ كانت روان أمسكت بذراع سالم تبعده عن تلابيب قاسم وتقف حائلًا بينهم وهي تتحدث بنبرة حاولت عدم بس خوفها وتوترها بها

_ مش أكده يا سالم؛ براءة مالها حصلها ايه؟ 


وجهت خاتمة حديثها لقاسم؛ ولم تعلم هل الجميع كفيفين حتى لا يروا عين قاسم التي ترتعش خوفًا وأنفاسه المتهدجة أسفل قناع القوة الذي يتلبسه، هل هذا ما يفعله العشق برجل كقاسم!

_ مره واحده صرخت وأغمي عليها؛ قبلها كانت كويسه؛ أقسم بالله كانت كويسه چدًا كمان لكن معرفش چري أيه وجعها من طولها كدا 





كانت راضيه وعمتها تقفان تستمعان له؛ الخوف يتأكل بصدر تحيه التي اخرجت جابر وسط عائلتهم للرحيل من هنا؛ كانت تقف مرعوبه أن تفق براءة وتفضي بسبب ما حدث لها؛ وترتعش بهزل من نظرات قاسم التي صوبها كسهام لجابر؛ والأخير لم يهتم بل أبتسم وكأنه يخبره بعباره صريحه" أنا من فعلت ذلك بزوجتك؛ انا سبب صراخها وسقوطها أرضًا" 




بينما راضيه كانت تكبت بسمتها بصعوبه وجهاد؛ فلم تكن تتوقع أن تأثير جابر علي تلك الغريمة بهذه الشدة التي زادت من حماسها؛ وشعرت أن عليها جعلة يلقاها كثيرًا. 




ولج قاسم وسالم مع روان وزينب ورفيده لغرفة براءة؛ بينما بقي الاخرين بالخارج. 


وأثناء جلوسهم جوارها وهي مزالت عائمه ببحور عقلها دق هاتف قاسم؛ حينما نظر به وجده عاصم ليجيب عليه 

_ السلام عليكم يا عاصم 


_ وعليكم السلام؛ ايه يا قاسم چري حاچه في البلد ولا ايه؟ 


تنهد قاسم وهو يفكر بما يجيبه قبل أن يغرد بالحقيقة دون تجميل

_براءة وجعت من طولها مره واحده ولما چت الحكيمة جولت اكلمك تيچي تشوفها فكرتك رچعت البلد؛ لكن لجيت تلفونك مجفول وعرفت أنك مرچعتش فكلمت سالم.. وأهو دلوك معانا عنديها 



هتف عاصم بلوعه دون اهتمام بكل تلك الكلمات 

_ براءة مالها؛ حد عملها حاجه صابه أيه؟ 


_ متجلجش يا عاصم الحكيمة جالت أنها صدمه عصبيه؛ بيجولوا يعني اتحطت في ضغط كبير وده الي عايز اعرفة لما تفوج؛ ايه خلاها توجع من طولها بعد ما كانت بخير! 


ظهرت الحيرة بنبرته والتي لم يحاول عاصم تقديرها وهو يهدده بجدية وضيق

 _ والله يا قاسم لو كنت أنتَ او حد من عيلتك السبب في الي حصل لاختي لهكون هادد الدنيا عليكم 


_ بلاش تهدد يا ولد الشهاوي؛ براءة مرتي وأهم عندي من الدنيا بحالها؛ خليك في حالك وسيب مرتي آني هعرف أحميها 


أغلق قاسم وأحاطت عينها براءة الراقدة دون حركة؛ كفريسة يستعد للأنقضاض عليها.


❈-❈-❈



جلست شمس علي طاولة الغداء؛ حولها كُل من سليمة وأبنتها أفنان. 


كان الطعام بسيطًا ولكن بسمة وجوههم تشعرها أنها وليمة؛ ولم يخلوا الطعام من النظرات الفضوليه حولها والتي جعلتها تتوتر أكثر وتفكر بذلك التهور الذي أنار عقلها مساءً ونفذته صباحً. 


بعد الغداء حملت أفنان الاطباق وساعدتها شمس بجليهم وتنضيف المائدة؛ وحينما عادوا لجلستهم بادرت أفنان بالحديث 

_ فهمينا بقا ايه حكايتك يا شمس؛ انا وأمي بصراحه مستغربين أنتِ ليه مش عايزه ترجعي بلدك.. حد أذاكي هناك!  


تنهدت شمس وهي ترى نفسها أمام بوابه الماضي؛ إما أن تفتح الباب وتجعل كُل ما دفن يخرج لهم وترى النتيجة أو تغلق الباب بأقفال أكثر وتعش هي مسجونه بحاضر دون جذور


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة