-->

رواية جديدة واحترق العشق لسعاد محمد سلامة - الخاتمة جـ2 - 2 - الثلاثاء 2/1/2024

     قراءة رواية واحترق العشق كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية واحترق العشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الخاتمة الجزء الثاني

2

تم النشر يوم الثلاثاء

2/1/2024



بمنزل والد عماد 

دخلت هند تحمل كوب من المياة، الى غرفة والداها اللذان يرقدان سويًا على الفراش...شعرت بحسرة فى قلبها من رد فعل والدتها التى اصابها شلل نصفي  مؤقت،بداخل عقلهشعرت بالآسف على حالها 

كما يقولون "مصيبةُ فى المال ولا فى الاولاد"

لكن على يقين أن والدتها لو أصاب إحداهن مصيبه لم تكُن لتتأثر كما حدث معها حين كادت تثبت عليها تهمة المشاركة فى تسهيل السرقه،لولا عماد 

لا لولا والدة عماد أخيها النصف شقيق.


تذكّرت قبل أيام حين ذهبت الى حسنية بمنزلها 

[بالعودة الى ذلك اليوم]

إستقبلتها حسنيه بود،لم تكُن تتوقعه من حديث والديها عن حسنيه كانت بعقلها أنها الشر الأعظم،لكن إكتشفت حقيقة والديها أنهما طامعان ويكنان الغل لـ عماد ووالدته التى ضحت بحياتها وشبابها وساندت عماد بكل ما كانت تستطيع فعله، سواء بالعمل معه والإنفاق عليه أو حتى بالمساندة المعنويه التى شكلت شخصيته القويه والطموحه لكن بالإعتماد على النفس لا بالطمع فيما يملك الآخرون،كما كان والديها...


جلست للحظات صامته الى أن تحدثت حسنيه قائله:

قولي اللى عندك يا هند أكيد مش جايه عشان تقعدي ساكته.


تنحنحت هند بكسوف قائله:

عارفه إن حضرتك مستغربه إنى  أجي لحضرتك،بصراحه أنا شوفتك  ماشيه من شوية كان معاكي كيس،قولت لازم أجي،اشكرك،متأكده إنك إنتِ اللى ضغطي على عماد أنه يهتم بأمري،عماد مستحيل يعمل ده من نفسه،لانه سبق وطردنى من الشغل عنده فى المصنع...وإتأكدت كمان إنك إنتِ اللى بعتي مصاريف علاج بابا، لآن لما قولت لـ عماد  إتفاجئ،انا كنت واخدة فكرة غلط عن حضرتك،إنك كنتِ بتحاربي بابا وكان نفسك يطلق ماما،عشان ترجعي له،بس كنت ساذجه وانا صغيرة لما كبرت فهمت الحقيقه،او بمعنى اصح حقيقة بابا وماما الإستغلالين زي بعض،أنا كمان كان فيا عِرق منهم وفكرت فى إنى أستغل إسم عماد وأقول إنى أخته فى المصنع عشان الاقي معاملة أفضل،بس عماد وقتها فهم نيتي، إني طماعه كمان كان فى شئ تاني فى دماغي، مش هقدر أقوله، بس لما طردنى كرهته أوي، وكرهت ماما وبابا، كرهت كل حياتي، بس إكتشفت الحقيقة متأخر،أنا اللى كنت عاوزه أصدق المظاهر حتى لو كدابه،أنا لو مش فضلك كان زمانى مرميه فى السجن والله أعلم كنت هطلع من القضيه ولا كنت هشيلها لوحدي ويضيع من عمري كم سنه وأتوصم بإنى خريجة سجون،جايه أشكرك والله ما نيتي أي غرض تاني غير كده.


أنهت هند حديثها وقفت قائله:

بشكرك جدًا كمان إنك إستقبلتيني وسمعتيني.


نظرت لها حسنيه،لو أخري كانت تشفت بـ هند بنت من كانت دائمًا تحاول كيدها امامها،لكن الحياة علمتها الدرس باكرًا  الشمت قد يرتد عليك وتصبح مشمت ذات يوم، الافضل ان تصفح وتحرق صفحات فارغه،تفوهت بعقلانيه:

إقعدي يا هند عاوزه أتكلم معاكِ كلمتين.


بتلقائيه جلست هند تود سماعها،وضعت حسنيه يدها على ساق هند قائله:

بصي انا الحياة علمتني الدرس من بدري،عماد كان هو كل دنيتي،وعافرت معاه الدنيا،عاش على قد إمكانياتنا،كان فى حاجات بيبقى محتاجها وبيستغني عنها بطواعيه منه،سندني وسندته،قويته وقت ما كان ضعيف،حتى لما إتغرب كان سهل يجري ورا مظاهر فارغه،لكن ركز على هدف قدامه،الغُربه مش وجاهه زي بعض الشباب ما بيفكروا ،الغربه يبني من وراها مستقبل،حافظت له على فلوسه اول مصنع إشتراه كان،ومازال بإسمي،هتقوليلى لازمته كلامه ده،هقولك يا هند 

إحنا اللى بنشكل نفسنا ربنا حاطط قدامنا إختيارات كتير، صحيح كل شئ قدر، بس ليه متفكريش إنتِ عاوزه إيه، تبقى ليكي شخصيه محترمه وتفرض عالجميع إحترامها، ولا تسلمي عقلك لمظاهر إنتِ حباها حتى لو إتنازلتي، بس أحب أقولك اللى بيقدم تنازلات بيفضل طول عمره مش راضي عن نفسه، قدامك فرصه يا هند 

أنا ممكن أكلم عماد يرجعك تشتغلي فى المصنع ومش عامله زي ما كنتِ، هتبقي تحت ايد المدير، بس بشرط، طريقة لبسك الضيق والمكياچ الأوفر اللى حطاه على وشك يخفي ملامحك، مش بيزيدك جمال بالعكس بيقل من قيمتك، قدامك فرصة فكري، هستني ردك. 


تبسمت هند على الفور قائله: 

موافقة. 


تبسمت حسنيه قائله: 

فكري قبل ما تقولى قرارك، بلاش تبقى متسرعه. 


تبسمت هند  قائله: 

مش تسرُع، أنا بعد ما خرجت من القضيه قعدت مع نفسي وفكرت، المكياج واللبس الضيق كانوا سبب إن مجرمة إطمعت وورطتني معاها فى تهمه كانت كفيلة تضيع مستقبلي،فكرت وانا فى الحبس،لو كانت المجرمه دى مش حراميه وكانت شدتني لطريق تاني وإستغلت غفلة عقلي اللى مكنش بيفكر غير فى إن الفلوس هى حل كل المشاكل اللى فى حياتي،أنا عاوزه يبقى ليا قيمة محترمة.


تبسمت حسنيه قائله:

تمام يا هند،أنا هطلب من عماد يديكِ فرصه،ويا عالم يمكن مع الوقت تكون إدارة المصنع فى إيدك إنتِ.


تبسمت لها هند بإمتنان.

[عودة]

تحسرت هند وهى تُعطى لوالدها تلك الأدويه وهما يحتاجان لمساعده ماذا أخذا من الطمع هاهم رقداء فراش المرض،وإن كان المرض ليس تغفيرًا للذنوب فهو إمتحان من الله  على قُدرة الصبر. 

❈-❈-❈

ليلًا

بمنزل هاني 

دخل الى غرفة النوم كالعادة فداء ترقد على الفراش بين يديها طبق كبير للمُقبلات الجافه، وآخر جوارها للفاكهه الطازجه، تلتهم هذا وذاك، ألقى عليها المساء. 


لم ترد عليه وزادت بإلتهام تلك المُقبلات، جلس على طرف الفراش مُبتسمً من عدم ردها لابد أن هنالك سبب، أراد مشاغبتها. ومد يده ياخد أحد المقبلات،لكن فداء جذبت الأطباق بعيد عن يده،ضحك هاني قائلًا:

لاء واضح إنك مقموصه،بس ليه بقى.


شمشمت بأنفها قائله بإشمئزاز:

إيه الريحه دي. 


إستغرب سائلًا: 

ريحة إيه.. 


أجابته: 

ريحة كاوتش عربية بيتحرق .


إستغرب ذلك التشببه  قائلًا: 

كاوتش بيتحرق، إنتِ حاسة الشم عندك بقت زايدة أوي، أنا... 


إقتربت منه وقاطعته تشم ملابسه، ثم شعرت بإمتعاض، دى ريحة البرفان بتاعك. 


إستفزه ذلك وشم ملابسه قائلًا: 

ريحة البرفان كاوتش بيتحرق، واضح إن حاسة الشم عندك إتعدمت ده برفان ماركه عالميه. 


-لا عالميه ولا حاجه، ده كاوتش، وياريت تبطله، مش لازم يعني عشان ماركه يبقى ريحته حلوه، كمان ريحته قلبت معدتي،وحاسه إنى عاوزه أرجع بس لو قومت من عالسرير هسقع مصدقت دفيت.


ضحك قائلًا: 

عاوزة ترجعي مش من ريحة البرفان بتاعي، من المكسرات والفواكهه المُجففه  غير الفاكهه التانيه اللى قدامك، أنا رايح أخد شاور، ازيل ريحة الكاوتش المحروق.


أومأت له بان ذلك أفضل،بعض قليل خرج من الحمام يُجفف خصلات شعره،تبسم حين وجدها مُندمجه مع ذلك العرض التلفزيوني،شاغبها ووقف أمام شاشة التلفاز،تذمرت قائله:

هاني وسع من قدام شاشة التلفزيون،إنت ضخم وكمان أنا مش طيقاك أساسًا.


ضحك وهو ينزاح من امام شاشة التلفاز،وإنضم جوارها بالفراش،قائلًا:

فى واحده تقول لجوزها اللى إتجوزته غصب عنه مش طيقاك.


اومأت براسها قائله:

كانت غلطة،انا كنت عاوزه راجل رومانسي زي صاحبك عماد كده. 


ضحك هاني قائلًا: 

عماد رومانسي! 

واضح إن هرمونات الحمل معاكِ هيست. 


نظرت له بغضب قائله: 

لاء مش هرمونات الحمل، دى حقيقه مش تهييس، عماد جه لـ سميرة العيادة وإحنا عند الدكتورة، لو شوفته وهو بيدخل بلهفه كنت صدقتني، كمان شايف بطل الفيلم رومانسي إزاي مع مراته. إنت مش رومانسي خالص. 


ضحك هاني وحاول ضم فداء، لكن إبتعدت عنه قائله: 

إبعد مش طيقاك، أنا عاوزة راجل رومانسي زي عماد وبطل الفيلم ده.


ضحك هاني قائلًا:

طب ما انا بحضنك أهو زي بطل الفيلم إنتِ اللى بتمانعي،براحتك بقى.


عبست ملامحها حين وهمها انه سيبتعد عنها لكنه فاجئها وجذبها عليه وقبلها،شهقت بخضه لكن ضاعت شهقتها وسط قُبلاته التى أرغمتها على الإستسلام لتلك الأشواق المُتحكمه فيهما طوفان حار من المشاعر،

بعد دقائق هدأ،ضمها هاني لصدره،تنهد هاني قائلًا بإعتراف:

أول مره شوفتك فى السوبر ماركت قولت غلسه وإستفزازيه،بس كان جوايا شعور إنى عاوز اشوفك تاني عشان حاجه واحده بس أعملها، لغاية دلوقتي رغم إننا إتجوزنا بس مازال نفسي فيها


الصفحة التالية