رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل الأخير جـ2 - 5 - الثلاثاء 20/2/2024
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الأخير
الجزء الثاني
5
تم النشر الثلاثاء
20/2/2024
باليوم التالي عصر اليوم عاد من عمله ..هرولت كيان إليه
-بابي..حملها يطبع قبلة على وجنتيها
-حبيبة بابي، فين اخواتك ياقلبي..أشارت لباب الغرفة وتحدثت
-زين جوا مع نانا وانطي داليا، وأمير في النادي مع مامي
مسد على خصلاتها ثم انزلها
-طيب روحي العبي بالجامز بتاعك هوصل لجدو جلال وراجع
تحركت خطوة ثم تراجعت اليه، بابي !!
استدار متوقفا ينظر إليها
أشارت بكفيها قائلة:
-وطي عايزة أقولك حاجة
انحنى يستمع إليها
-مش حضرتك قولت اللي بيفطر في رمضان بيروح النار، علشان كدا ميرو بيصوم
ضيق عيناه منتظر باقي حديثها، فلوحت بكفيها
-طب ليه مامي كانت بتاكل امبارح بالنهار مانجة، وكمان شوفتها بتاكل فراولة، مش كدا مامي هتروح النار
ابتسامة ساخرة تجلت على ملامحه فحاوط ابنته قائلا :
-كوكي بتسمع كلام بابي مش كدا
اومأت برأسها بالموافقة ..فأكمل قائلا:
-متتكلميش تاني وتقولي حاجات تشوفيها علشان كدا عيب يابابي اوكيه
اومأت برأسها
-اوكيه بابي ..أشار لها
-ياله حبيبتي روحي العبي، تحركت متجهة للخارج فأوقها
-كوكي..استدارت له ، فتحرك متجها إليها طبع قبلة على جبينها قائلا :
-اي حاجة تخص مامي بس تقوليها لبابي وبس، حتى أمير ممنوع تقوليله حاجة ، اوكيه
حاوطت عنقه وهمست له
-بابي هيعاقب مامي، صح يابابي
ذهب ببصره البعيد وابتسم
-أكيد ياروح بابي، ياله روحي
وصل إلى بيت جلال، دلف للداخل متسائلا
-فين فرح؟!
أجابته سارة :
-قافلة على نفسها ..دلف إليها بعدما طرق على باب غرفتها، وجدها تجلس على الفراش تحتضن ثياب طفلها وعبراتها تنساب على خديها بصمت
تنهد ثم تحرك متجهًا إليها وجلس بجوارها على الفراش قائلا
-رغم انك اذيتيني اوي، واذيتي سليم الله يرحمه، بس عمري مافكرت عقابك يكون بالقسوة دي، انا حاولت اقرب من الولد علشان سليم الله يرحمه مش علشانك ابدا
رفعت نظرها إليه وهمست بنبرة متقطعة
-ابني وحشني أوي ياراكان، قلبي وجعني عليه ، لسة صغير اوي
جذبها يضمها لأحضانه يربت على خصلاتها
-ادعيله بالرحمة يافرح، مش يمكن يكون شفيعك يوم القيامة، أخرجها يحتضن وجهها
-مش هقدر اقولك انسيه، بس اقدر اقولك ساعات ربنا بيختبرنا لنقوى، أنتِ جواكي حاجة نضيفة وكويسة، ولو مكنتيش كدا مكنتش وقفت جنبك
اللي شفعلك عندي حبك لسليم الله يرحمه، علشان كدا بقولك انسي الماضي وابني حياة جديدة ونضيفة بعيد عن الخداع والكذب
نهض من مكانه ثم أشار على خصلاتها
-الأول لازم توقفي مع نفسك وتراجعيه وتدخلي من باب التوبة، نلبس حاجبنا اللي ربنا أمرنا بيه، ونتقي ربنا في أعمالنا واقوالنا، وبلاش نبص للناس على أننا الملوك وهم العبيد
ازالت عبراتها قائلة :
-ياااه ياراكان اتغيرت اوي
ابتسامة تجلت بملامحه فلمعت عيناه قائلا :
-ربنا يرزقك بشخص يغيرك للأحسن يافرح..ياله قومي اتوضي وصلي وادعي ربنا بقلبك، وان شاءالله حبيبتي قلبك هيرتاح
استدار متحركا فاستمع إلى همسها
-شكرا يابن عمي، استدار بابتسامة مريحة أرسلت لقلبها الآمان ثم تحرك متجها إلى منزله
بعد عدة ساعات دلف إلى غرفتها وجدها تغفو بهدوء
تحرك حتى وصل إليها
-ليلى ..فتحت عيناها تنظر إليه مستفهمة:
-فيه حاجة ...جلس على المقعد، ثم أردف
-اه..نمتي قبل ماتاكلي الزبادي ليه، نفخت وجنتيها بضجر، ثم رفعت كفيها وارجعت خصلاتها المتمردة
ثم رفعت بصرها إليه:
-اكيد بتهزر ياراكان، جايلي في نص الليل علشان تقولي ماأكلتش ذبادي ليه، هو اصلا وقت السحور جه، نظرت بالساعة ثم جلست على ركبتيها وأشارت بسبباتها
-اطلع روح كل زباديك برة، انا تعبانة وعايزة انام
نصب عوده واتجه إليها ثم انحنى يحاوطها بذراعه
-الغضب دا كله علشان قولتلك كلي ذبادي
دنى برأسه فتراجعت للخلف، عانق عيناها بنظراته فتحدث بهمس :
-شكلك متعرفيش فوايد الزبادي ياروحي، غير أنه مهضم ومغذي ومابعطشش، إلا أنه أنه لذيذ
ضيقت عيناها
-الزبادي!!، غمز بعينيه قائلا:
-أنا قولت غيره يالولة، هو مش إنتِ صايمة برضو، وتعرفي أهميته
فهمت مايشير إليه فتراجعت متكأة على ظهر فراشها وربعت ذراعيها
-خلصت دروسك لأهمية الذبادي، اطلع برة وطبق عمليا بقى، عايزة انام ، مش عايزة دروسك الهابطة ، عندك كوكي وأمير، وبكرة زين ينضم لهم ، طبق دروسك عليهم
ضغطت على شفتيه واتجه يجلس بجوارها
-بتغظيني صح، بتنتقمي مني ياتنتي الغالية
كتمت ابتسامة واشاحت ببصرها عنه قائلة:
-راكان بجد عايزة انام، وشكلك فاضي، تدريبات أمير في النادي هلكتني كل يوم غير الشغل، وحضرتك كمان مفيش كلمة تراضيني، كل اللي عليك، عقاب وبس
رفعت عيناها ونظرت لمقلتيه
-إنت عارف بقالك اد ايه وانت بعيد عني، عارف بقالي اد ايه منمتش في حضنك ولا حسيت بدقات قلبك، عارف دا كله عامل فيا ايه، ورغم كدا بحاول اراضيك وانت كأن عقابك ليا بيسعدك ، بس هقول ايه ماانا متعودة على الألم
تجمعت الدموع تحت أهدابها الكثيفة وشعرت بإرتجافة بجسدها هي تستأنف مرارة بعده
-بقيت افرح من مجرد حضن منك او حتى إبتسامة، انا تعبانة بجد ومستهلش منك كدا، مش معقول دا..وضع إصبعه على شفتيها
-اشش..ممكن تسكتي علشان لو حسيتي بربع الأشتياق اللي جوايا، مكنتيش سبتيني كدا
انسابت عبرة من جفنيها تهز رأسها ..فجذبها يعصرها لأحضانه وآه ملتاعة خرجت من أعماق روحه هامسًا لها:
وحشتيني اوي اوي ياروح راكان، رفعت رأسها تتلمس وجهه قائلة
-لسة زعلان مني، هز رأسه بالنفي واقترب من كرزيتها هامسا فوقها:
-مكنتش زعلان منك، كنت مضايق والفرق كبير، طبع قبلة حارة على جبينها
-انتِ روحي ياليلى، عارفة يعني ايه، يعني مقدرش يعدي يوم من غير ما اشوفك واسمع صوتك، بقيتي إدماني ياحبيبي وفرحان بالادمان دا ومش عايز اتعالج منه مولاتي
تمسحت بصدره قائلة ء:
-وحشتني أوي معذبي ..رفع ذقنها وبحر بشمسه فوق ملامح وجهها الذي يشبه القمر متسائلا
-لولة هتاكل الذبادي وتصوم بكرة، نزلت برأسها للأسفل بخجل وهمست له
-مولاتك اصلا بتعشق الذبادي ومش هتعرف تصوم من غيره
قهقه بصوت مرتفع حتى لمعت عيناه بطبقه كرستالية من العبرات قائلا
-طيب ماتيجي اقولك على فوائد أخرى بس زبادي بالفراولة مش سادة ..