رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 9 - 5 - الخميس 1/2/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل التاسع
5
تم النشر الخميس
1/2/2024
❈-❈-❈
بعد عدة ساعات
أشرقت عيناه كشمس باتت في الأفق البعيد ..ينظر لتلك الملاك التي تتوسد صدره..رفع كفيه يمسد خصلاتها، تنهد بعمق يملأ صدره بالهواء المختلط بعبيرها، ابتعد قليلا محاولا ضبط انفاعله الذي بعثرته وخطفت قلبه حتى أصبح قديسا لها..حاول استياقظها عندما غلبه الشوق، فقلب العاشق لا يهدأ سوى بادله عاشقه الهوى..كأنه ولد بالأمس ليحيا عاشقا بتلك الطريقة التي لأول مرة يشعر بها بحضرتها .أزاح خصلاتها المتمردة حتى ظهر وجهها الندي أمامه..انحنى ليعزف بترانيم عشقه على كرزيتها عندما فقد السيطرة على نفسه..تململت الجميلة بنومها، عندما داعبها عاشقها الولهان..فتحت عيناها الجميلة التي أصبحت له نور يوميه..ابتسمت خجلا
-صباح الخير..قالتها بقلبا ينتفض بالعشق
انحنى يضع رأسه بحناياها
-صباح الحب على عيون حبيبي
غرد بها ككروان بحديقة منزله..رفعت كفيها على وجنتيه وتحرر من صدرها نفسا ناعما مبتسمة
-صباح الحب على حبيب قلبي
هنا صمتت الألسنة وتعانقت القلوب بالنبض فلم يتبقى من عشقهما سوى نيران الشوق
بعد فترة يجلس بجوارها بحديقة منزله يتناولان فطورهما
-اجهزي علشان هنسافر يومين ..رفعت بصرها متسائلة
-هنسافرفين وليه ؟!
وضع قطعة من الخبز بالفراولة بفمها واستأنف حديثه
-ايه بلاش نقضي شهر العسل ولا إيه!!
اعتصر قلبها بقبضة فهزت رأسها رافضة
-لا ياجاسر مش عايزة سفر، انت معايا كفاية عليا كدا
ضغط على كفيها الذي يحتضنها
-حبيبي كفاية معملتش فرح، كمان مش عايزة شهر عسل
وضعت رأسها على كتفه
-لا ..مش عايزة، شهر العسل دا كدبة ياحبيبي، الشهر العسل عندي اني احس بسعادة روحي وإنت جنبي، غير كدا مش عايزة ممكن تاخدي لأجمل مكان في العالم بس مش سعيدة، وممكن نكون هنا في الحديقة البسيطة دي وأكون أسعد واحدة على وجهه الأرض
اعتدلت تشير إلى حضنه وأجابته
-دا سعادتي والعسل اللي بتقول عليه دا مش مرتبط بشهر مرتبط العمر كله
رفع ذقنها يملس على وجنتيها
-علشان كلمة حبيبي دي أبيع روحي ياروحي واعملك اللي إنتِ عايزاه
ابتسمت بخجل وأجابته
-عندك شك ولا إيه ياحضرة الظابط!!
حرك شفتيه بصوت اعتراضيا
-لا ياحبي معنديش شك، وحياة عيونك الجميلة دي واثق فيكي ثقة عمياء
لمست وجنتيه وتحدثت
-مش مصدقة انك جاسر ابن عمي
أطلق ضحكات مرتفعة يضرب كفيه ببعضهما
-مش أنا قولتلك علشان تريحي نفسك انسي إني ابن عمك، أنا حبيبك
ابتسامة شقت ثغرها تهز رأسها ثم هتفت
-مجنون..جذبها بقوة حتى ارتطدمت بصدره
-مجنون بس ايه ..رفعت أناملها تخلل خصلاته
-مجنون بس بحبك يا..وضع إبهامه على شفتيها
-لو قولتي ابن عمي صدقيني متلوميش غير نفسك..قهقهت بصوتها الناعم تضع كفيها على فمها
-لا مش هقول، صمت ومازالت ابتسامتها تزين ثغرها فهتفت وهي تضع كفيها على وجنتيه
-ومتنساش أن حبيتك وانت ابن عمي..دنى منها يداعب أنفها
-بس عشقتك وانت مراتي وحبيبة قلبي وروحي
هزت رأسها ضاحكة
-مجنون والله وحالتك غريبة
نهض يعانق أناملها واتجه إلى خزانة ملابسها
-اجهزي علشان هنخرج جولة هتعجبك كمان ..استدار متحركا ولكنه تذكر شيئا ..فأخرجه من جيبه امسك كفيها ووضع خاتم بأصبعها ثم رفعه يلثمه
-الخاتم دا متخلعهوش ابدا حبيبي ، نظرت للحجر الذي يزينه
-دا خاتم طنط غزل مش كدا
نزل بجبينه يستند على جبينها
-طنطك غزل قالت لبسه لمراتك وقولها مبروك يا مرات ابني
رفعت عيناها المترقرقة بالدموع
-جاسر عايزة اروح ازورهم علشان خاطري حبيبي..طبع قبلة على شفتيها وهمس لها
-اجهزي النهاردة هنزور راكان البنداري، عازمينا في مزرعته ووعد اجهز نفسي لمقابلة العيلة وبعد كدا اخدك لهناك
حاوطت خصره تتمسح بصدره كقطة أليفة
-مش هتبعد عني مش كدا، رفعت نظرها تنظرله
-اوعى تبعد عني ياجاسر، حتى لو عمو جواد طلب منك كدا
رفعها من خصرها حتى أصبحت بمقابلته
-تفتكري لو القلب فصله عن الجسم، الجسم بيعيش حبيبي
حاوطت عنقه ونزلت بجبينها تهمس له
-دلوقتي هقولك بحبك يابن عمي وإياك تعترض
أطلق ضحكات مرتفعة وهو يدور بها وابتسامتها تنير وجهها ومازالت تحاوط عنقه
بعد عدة ساعات بشقة فيروز
استمعت إلى طرقات على باب منزلها، دلفت والدتها تنظر للخادمة بغضب
-فين ستك يابت..أشارت الخادمة اتجاه الشرفة
-قاعدة برة ياهانم..تحركت ونيران خطواتها تأكل الأرض
-قاعدة في الساقعة كدا ليه، خليكي موتي نفسك عياط عليه لحد ماتموتي والباشا عايش حياته في أحضان مراته
رفعت نظرها إلى والدتها
-عرفتي مكانهم ...ألقت صور لجاسر وجنى وهو يحملها ويدور بها
-شوفي وأملي عينك علشان تعيطي على واحد خاين زي دا
انسابت عبراتها تحرق وجنتيها
-لدرجة دي نستني ياجاسر، نظرت لعيناه السعيدة، وقرب ثغره لثغر جنى، كورت يديها بغضب جحيمي على الصورة حتى اذابتها بين قبضته وهمست من بين أسنانها
-وحياة وجع قلبي لأبكيك عليها ياجاسر واخليك ترجعلي تبكي..آه صرخت بها كلما تذكرت قربهما
جلست والدتها تنظر إليها بتشفي قائلة وهي تنفث تبغها
-اسمعيني كدا وافهمي هقولك ايه علشان لو عملتي كدا هتخليه يرجعك غصب عن أبوه
بمنزل جواد
بعد استقرار حياته تم نقله إلى منزله بمتابعة غزل له
جلست بجواره وانحبست الدموع بعينيها تنظر لنومه
رفعت كفيه تقبلها، ثم وضعت رأسها على صدره وشهقة خرجت من فمها
-مش هقدر أعيش دقيقة واحدة بعدك ياحبيب عمري، لو خايف على غزالتك لازم تقوى وترجعلي بسرعة
رفع كفيه يحاوطها
-غزل بلاش تعيطي..رفعت نظرها وأزالت عبراتها
-حاسس بإيه دلوقتي..رسم ابتسامة يزيل عبراتها بإبهامه
-حاسس اني محظوظ باجمل ست في الدنيا..اقتربت منه وقبلته بعشقها الدفين
-ربنا يخليك ليا..استمعوا لطرقات على باب الغرفة، اعتدلت ..دلف صهيب يستند على نهى
حاول جواد الأعتدال ولكنه أشار إليه
-خليك ياحبيبي مرتاح..نظر إليه بتعب
-اتجننت ياصهيب، ازاي تيجي بحالتك دي..وزع نظراته على نهى وغزل قائلا
-سبونا لوحدنا شوية..اتجهت نهى ببصرها لجواد تهز رأسها رافضة تركة ..هز رأسه لها أي لا تخافي
جلس بجواره على الفراش قائلا بمزاح
-اتاخر كدا مالك واكل السرير كدا..ابتسم له جواد
-فاكر زمان..وضع رأسه على كتف جواد
-هو فيه أحلى من زمان ..ربنا يخلينا لبعض
صمت ران بينهما للحظات بتره جواد قائلا
-عايزين نعمل فرج لجاسر وجنى، مينفعش البت تتجوز كدا
ربت على يديه قائلا
-البنت سعيدة مع جاسر ياجواد، عارف اني انصرفت من غير ماارجعلك وفهمتك أن جاسر اخدها بدون علمي، انا قولت كدا علشان اهدي عز وأعرفه اد ايه جاسر بيحب البنت
اومأ برأسه متفهما
-عرفت ياصهيب، عرفت كل حاجة بس اللي وجعني ازاي تكسرني بالطريقة دي وتوافق أن جاسر يفض شراكته بعز، مهما كانت اختلافاتهم بس اكيد هيجي يوم ويتصافوا
تنهد صهيب قائلا
-أنا قولت كدا وقتها علشان اهدي النار اللي بينهم، مكنتش اعرف الموضوع هيتطور كدا
رفع جواد نظره لصهيب قائلا
-عرفت أن عز جه يساومني بربى مكان جنى..طأطأ رأسه بخزي من أفعال ابنه
-عرفت ياجواد..قالها متألما حزين..رجع جواد بظهره على الفراش
-الولاد بيضيعوا ياصهيب، حازم اللي سافر ومنع ولاده بنزولهم مصر بعد مارفضت جواز جواد بجنى، وجنانه عليا اخر مرة، وادي عز وتهوره اللي وصله أن بنتي معدتش عايزاه، وابني اللي مطرود برة العيلة والكل نافره، حتى أوس قطع علاقته بيه، قولي ارتاح ازاي وولادي كلهم وقعوا
ربت صهيب على كتفه
-عدينا بأكتر من كدا نسيت ولا ايه ..سحب نفسا طويلا، وزفره على مراحل ..وآه خرجت متألمة
-لا ياصهيب المرادي الضربة شديدة في اكبر واحد من ولادي ..استمعوا الى صرخات نهى بالخارج
نظروا لبعضهما البعض، حاول جواد الخروج ..دلفت غنى إلى والدها
-بابا ألحق فيروز برة وعز هجم عليها وبيضربها
بمكتب يعقوب ولج أحدهما ...يعقوب باشا فيه حد جاب الظرف دا لحضرتك ...أشار له على مكتبه ووقف ينظر للمارة الذين يسرعون من شدة الأمطار ، ابتسم على بساطة الناس واستخدامهم لأشياىهم البسيطة لتقيهم من البرد، اتجه إلى المكتب وهو يرتشف قهوته ثم فتح ذاك المظروف وإذ به ينصدم من بعض الصور التي يكتب عليها ..عايزها تعمل اللي مكتوب عندك، والا مش هتشوفها حتى لو جواد الألفي بنفسه ادخل ..
يتبع...