رواية جديدة 

حرب نواعم (قواعد عشق النساء)

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى

الفصل الثالث

2

تم النشر السبت

3/3/2024

❈-❈-❈

صباح اليوم التالي  منذر وقاسم بعد تناول الإفطار 

داليا وهي تمسك بيد كل منهم: 

_على فين؟

منذر وهو يضحك:

_لا انت تاخدى خط سير جوزك ماشي بس تاخدي خط سير اخوك جديدة دي على عوايدنا 

داليا وهي تلكز  منذر في يده ممازحة:

_انت وهو عزوتي وسندي ولما كنتش امركم يهمني ما كنت قلقت ولا اهتميت امبارح جيتم على النوم و الصبح يدوبكى لقمة وخارجين طيب وانا؟ ما تقعدوا معايا شوية دا انا حاسة اني متوحشاكم  انتم الاتنين وقعدتي وياكم زي زمان 

قاسم وهو يضع يد على شعرها:

_هنشوف احوال البلد ونعاود يا بنت الناس ها نقعد جارك ويقولوا العمدة خاب؟ 

داليا في نبرة تذمر:

_لا تشوفوا اخبار البلد، ولو أن المضيفة مفتوحة للكل لو حد له شكوي 

منذر وهو يضع يد على خدها:

_انا عايزة امشي وسط الغيطاني زي زمان مع قاسم عايز اقعد وسط الفلاحين اشرب شاي عايز اقعد مع بلدياتنا يطمنوا عليا أنا اللي عايز يا داليا وعايز قاسم معايا

داليا في استسلام:

_طيب ما تتغدوش برا أنا هعمل لك الكشك اللي بتحبه 

أشار منذر بيده في لهجة اعتراض:

_عاوز حمام بالفريك ومكدرة 

هزت  داليا راسها في ثقة:

_غالي والطلب رخيص 

أشار قاسم لها :

_ برام بامية كمان بسبوسة بقا نحلي 

هتفت داليا في ثقة:

_وحياتك ساعة زمن بس وكله يكون جاهز 

قاسم وهو يتجه إلى الخارج:

_هنيجي بعد صلاة الضهر 

منذر وهو يسير خلفه:

_يا سلام

 سار منذر وقاسم بين الأراضي الزراعية قرابة ساعة كاملة إلى أن أختار منذر وقاسم أن يجلسون إلى جوار  المزارع جابر الذي أصر على صنع كوبين من الشاي لهم تحت الخشب أشار منذر إلى الأراضي الزراعية:

_اسافر يمين وشمال وعمري ما أحس براحة غير هنا 

قاسم:

_معلوم  المكان اللي اتولدنا فيه واللي اتربينا فيه 

جابر وهو يضع الشاي في يد قاسم :

_معلوم أراضينا هي الأرض الطيبة اللي الراحة كلها فيها

نظر جابر اللي قاسم:

_نص الليل الإسعاف خدت زهران بيه المستشفى 

منذر وهو ينظر إلى جابر:

_زهران ابو المجد؟! 

جابر في لهجة ثقة:

_ايوا يا بيه هو بيقولوا بنته جابت له الإسعاف لما رجعت البيت ولقيته تعبان اوي ومرضتش تجيب حكيم قالت المستشفى اسرع وهيكون كام دكتور وياه 

منذر وهو ينظر إلى جابر:

_اتصرفت تصرف سليم هي لوحدها الإسعاف مجهز 

جابر وهو يضع كوب الشاي الآخر في يد منذر:

_بيقولوا حالته خطرة, الدكتور كارلوس حنا كان راجع من المستشفى الصبح وعدى عليا من الأرض ما هو أنا بودي الخضار بتاعه لحد باب بيته مبياكلش غير من زرعتي أنا, قلت له سمعت صوت إسعاف ف نص الليل اي الحكاية  ولا اتهيألي رد قال لا صح 

زهران ابو مجد تعب وبنته طلبت  الاسعاف 

له وحالته لازم ليها تقارير وتحاليل واشعات بس يعني الكشف الاولاني بيقول الوضع مش تمام مش يتسكت عليه

صمت جابر ثانية ثم قال:

_والله البني ءادم مافيش غير لسان الدنيا دوارة ع 

الكل  لازم تديله درس في الضعف مين كان يصدق أن الراجل ابو شنه ورنه وبيمشي ع الأرض تتهز من تحت رجله  يرقد ف سرير المرض 

قاسم وهو يضع كوب الشاي جانباً يعد أن افرغ منه:

_المرض بأمر الله يا راجل يا طيب والبني ءادم ضعيف دا شرقة بس تموته و لطشة برد ترقده 

منذر وهو ينظر إلى السماء:

_فعلا البني ءادم ضعيف 

نهض منذر وهو يلوح إلى العم جابر:

_متشكرين ع الشاي 

حاول جابر أن يجعل كل من منذر وقاسم يتراجعون عن قرار الرحيل ولكن منذر وقاسم كانوا يصرون على إكمال السير على الأقدام ومتابعة الجولة 

منذر وهو ينظر عن بعد:

_المستشفى قريبة من هنا مش كدا 

قاسم وهو ينظر له نظرة ذات مغزى:

_ ايوا انت  ب تفكر نفس تفكيري

منذر وهو يصفر في نغم معروف:

_هنطلع على الطريق ونمشي عشر دقائق   ساعة بس كدا

نظر قاسم إلى منذر وهو يتذكر شيء:

_انت ليه فكرت نفس التفكير يا منذر 

تنهد منذر في عمق صمت دقيقة ثم قال:

_علشان احنا طبع واحد يا قاسم, الراجل ولاده مش وياه وهو مع بنته بس, حتى الغفر اللي كانوا وياه منهم اللي مات ومنهم اللي مشي واللي فاضل وياه الغفير عوادة والرجل صحته على أده 

ولما يجي ولاده يمكن بكرة أو بعده بنته متعرفش تتصرف وأنت العمدة  وكبير البلد ولازم تكون موجود في اللحظة دي علشان انت بنفسك قلت لي انك عارف ومتأكد أنه محاولش ياذيك  مع أنه كارهك 

 لم يعقب قاسم ولكنه تبادل مع منذر نظرة موافقة على كل ما تحدث عنه 

(داخل المستشفى )

زهران يبدو شاحب الوجه على فراش المرض تحيط به الأسلاك الطبية 

والى جواره جلست ميرال التي نهضت فور أن شاهدت منذر وقاسم 

_أنت؟! 

زهران نظر إلى قاسم وقال  في صوت منخفض:

_كنت متأكد  انك هتيجي تشوفني 

ثم نظر إلى منذر وقال:

_كنت عارف انك كمان جاي  

نظرت ميرال إلى والدها ثم قالت:

_ دا اللي ساعدني لما عربيتي اتعطلت يا بابا  اهلا وسهلاً 

زهران وهو يشير إلى قاسم ومنذر بالجلوس:

_عرفت من اول يوم أنه انت لما وصفتك ميرال ووصفت كمان عربيتك 

ميرال وهي تنظر في دهشة إلى والدها:

_واضح كدا انتم تعرفوا بعض كويس اوي 

زهران وهو يبتسم في ضعف:

_دا قاسم الجارحي العمدة ودا منذر ابن عمه يا ميرال قاسم اللي كان في بينا منافسة شريفة والناس فهمته أن حاولت أغدر بيه 

قاسم وهو ينظر له في هدوء:

_أنا فاهم كويس اوي زهران ابو المجد وعارف أن الرصاص والبندقة  مش طريقتك في التعامل حتى مع 

 اعداءك  أنا عملت حدود بينا علشان  كنت واعي 

أن كل وقت وله أدان يمكن قبل سابق تفهم 

مجيتي ليك غلط بس الوقت دا انت كمان فهمتني مش أكدا ولا اي؟ 

زهران وهو ينظر إلى قاسم وقد ظهرت عليه علامات التعب :

_كل يوم في الحياة دي فيه درس لازم نوعى له زين، حتى اليوم اللي بيعدي هادي دا درس لينا أن النعمة ماشية على روسنا من غير نقصان 

ثم نظر إلى منذر وقال:

_طول عمر ولاد الجارحي 

ايد واحدة كبيرهم وصغارها زي حلقة وصل صعب تفكها أو أبعدها عن بعض,  ما بيبعدوا عن بعض ابداً حتى  لو فردين  برا البلد خدتهم  احوال الدنيا باقي العيلة جذرها  في الصعيد كله

منذر وهو ينظر إلى وجه زهران وقد لمس مرارة الحرمان التي يعيشها الرجل في بعاد أولاده عنه وانشغالهم بالتجارة:

_الصعيد كله عيلة واحدة يا عمي زهران ولا اي عاد؟ دا انت اللي مربى نص رجالة البلد

دخل الطبيب  عادل في تلك اللحظة ثم قال وهو ينظر إلى زهران وعلى وجه إبتسامة :

_انا شايف في تحسن عن الساعات اللي فاتت

ثم نظر إلى قاسم ومنذر:

_لازم يكون في تحسن، دا التحسن شمل المستشفى كله  العمدة هنا  و الباشمهندس

منذر مع  زهران بيه 

دا حدث تاريخي مهم زي التقاء الكواكب مع بعض 

ميرال وهي تنظر إلى الطبيب:

_التحاليل نتيجتها ظهرت يا دكتور عادل ؟ 

عادل وقد ظهر بعض علامات  التفكير في وجهه:

_نصها ضهر والنص التاني مش هيضهر  غير بليل 

وفي تحاليل تانية هنستني  يومين و نعملها

ميرال في قلق:

_والتحاليل اللي ضهرت ؟ 

عادل وهو يبتسم:

_مطمنه بس بلاش إجهاد الأيام اللي جاية وبلاش توتر وقلق

يتبع