-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 7 - 3 - الجمعة 1/3/2024

   قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل السابع

3

تم النشر يوم الجمعة

1/3/2024




بمنزل مجدي السعداوي

وضعت حنان الطبق الذي كان بيدها فوق طاولة الطعام، ثم جلست هي ووالدتها بعد أن إنتهين من وضع جميع الاطباق، وجلوس مجدي يترأس الطاولة يمد يديه يتناول الطعام 

ثم تنحنح سائلًا ولده: 

إنت مش بتروح المحلج ليه تساعد حفظي واد عمك. 


رد عليه: 

إنت عارف يا أبوي إنى السنه دي فى الثانوية العامة والدروس خلاص بدأت. 


تنهد بشبه نرفزة قائلًا: 

والدروس اليوم كلياته. 


ردت زوجته: 

ده بيطلع من صباحية ربنا يرجع عشيه هلكان 


تهكم مجدي قائلًا: 

خليكِ إكده طبطبي عليه لحد ما يفسد، انا عاوزه يتعلم من حفظي الشغل ويبجي إيده اليمين. 


تفوهت وليتها ما تحدثت حنان:

يا أبوي اخوي نفسه يدخل كلية التجارة عشان إكدة يبقى يمسك الحسابات بتاع المحلج، إنما مالوش فى شغل التنفيه والشيل والحط. 


تهكم مجدي بغضب قائلًا: 

كان عينكم محامين عنِه، وإنت كمان ما عارف إيه الحظ ده كل ما أتفق أنا أخوي على ميعاد للخطوبة تحصل حاجه تأجل الموضوع، آخرها العميل اللى بنشتغل إمعاه فى مصر بيجول إن البضاعة اللى وصلت له ناجصه، أهو حفظي راح يتوكد بنفسه، ولما يرجع مش هننتظر بس إياك النحس يتفك. 


خفق قلب حنان بهلع وهي تدعي بقلبها أن يستطيع آدم إقناع والدها بإتمام زواجهم، والتخلي عن تلك الفكره المُترسخة برأس والدها، فالموت أفضل لها من الزواج بذاك الوقح حفظي الذي لا يمتلك أي أخلاق. 

❈-❈-❈

بمنزل زوج ولاء

كهلًا يحضن صورة بإطار أسود 

تبكي عيناه بغزارة ونحيب يُشبة ندب النساء فى المآتم... 

يتمعن النظر الى الصورة لذاك الشاب اليافع ذو التاسع عشر عام، كان يرتدي مِعطفًا طبيًا، أمنية حياته تحققت أن يدرُس الطب، كان متفوقًا عن حق، كان على خُلق، لا يعلم كيف إنجرف بتيار السموم البيضاء" المخدرات"

وأدمنها، لتؤدي الى وفاته بجُرعة زائدة من تلك السموم، أنهت الامل باكرًا 

ولده الوحيد أهلكته السموم، كيف وصلت إليه هو كان مُستقيمًا عكس ذلك... 

نحيب وندب  ، أشعل الغضب والضجر بقلب تلك الجاحدة التى دخلت الى تلك الغرفة الخاصه بإبن زوجها الذى رحل قبل سنوات، إحتقنت ملامحها بجمود وتفوهت بجحود: 

هنفضل إكده لحد ميتي، إنت إكده بتعذبه فى قبره... حافظ على منظرك جدام الخدامين لما يسمعوك بتنوح إكده كيف الحريم بالعزا. 


رفع عيناه عن تلك الصورة ورمقها بعذاب قائلًا: 

ولدي الوحيد مستكترة إنى أحزن عليه. 


تفوهت بضجر: 

حاسه إن عقلك هيخف عن قريب، ولدك بجاله أكتر من ست سنين ميت، كفاية إكده انا زهجت من النكد اللى عصحى عليه كل يوم وكفاية نواح النهاردة يلا جوم فى مشكله فى محلج الكتان اللى إهنه،وعمران جالى إنت اللى هتحل المشكلة دي . 


علق تلك الصورة على الحائط  وهو مازال يشعر بعذاب قلبه، مُمتثلًا لأمرها وجفف دموع عيناه بمحرمة من القُماش ثم خرج من الغرفة... بينما هي زفرت نفسها بضجر وتفوهت بجحود قائله: 

كآن الحظ العفش مهيخلاش عني واصل..

جاب معاه النكد كُمان. 

❈-❈-❈

بـ مركز الشباب

 بصالة التدريب،  كان جسار يحمل حقيبة ملابس على كتفيه يُناشد الاشبال قائلًا: 

يومين أجازة عاوز أرجع الاقكم وحوش وتسمعوا لإرشادات  الكابتن إيمان ممنوع المشاغبات والمناوشات. 


تبسموا له بإحترام... سار بضع خطوات 

بنفس الوقت

تصادف دخول إيمان الى الصالة

توقفت قبل ان تصتطدم به 

تبسم لها بمودة قائلًا: 

أهلًا يا كابتن إيمان، كويس إنى إتقابلت معاكِ قبل ما أمشي. 


لوهله إنفرجت ملامحها وقالت: 

إنت خلاص هتمشي من النادي، إتنقلت منه. 


ضحك قائلًا: 

للآسف لاء، أنا واخد أجازة يومين هروح أزور أهلي وراجع تاني بسرعة... مكنتش أعرف إن وجودي هنا مضايفك أوي كده، إنك تتمني أتنقل من هنا، وانا مكملتش حتى شهر. 


شعور بداخلها لا تعلمه، تود ان يرحل وتنفرد هى بتدريب كما كانت قبل أن يآتى، وشعور آخر لا يتمني ذلك، مشاعر مُذبذبه لاول مرة بحياتها تشعر بذلك، رغم انها كانت دائمًا لا تشعر بالحيرة فى مشاعرها ولا قراراتها... 


بينما جسار يشعر بسعادة لا يعلم سببها حين يُشاغب إيمان، سُرعان ما تنبه على وقفتهم قائلًا بغطرسة: 

عالعموم قدامك يومين تدريب مع أشبال النادي أتمنى لما أرجع ملقاش الفورمة بتاعتهم نزلت،لآن خلاص تصفيات القطاعات وبعدها الجمهوريه هتبدأ قريب ومدير المركز بيقولى إن نفسه اشبال النادي يشرفوه فى التصفيات دي ويوصلوا لمراكز متقدمة،واضح أن فى شئ ناقص فى التمرين بيخليهم مش بيوصلوا لمراكز فى التصفيات دي يخرجوا من الجولات الاولى.


نظرت له بغضب وتبدلت مشاعرها،هي لا تود رؤيته الآن ليته يختفي أفضل من ان تصفعه بفمه،لوهله سرح خيالها وظنت أنها فعلت ذلك ولقنته مجموعة ضربات بوجهه جعلت أنفه وفمه السليط ينزف وترا ضحكات الاطفال عليه وهو مُسجي أرضًا...لكن كانت اوهام تمنتها،وهي تعود للواقع بعض أن سمعت طرقعة أصابعه أمام وجهها قائلًا:

روحتي فين يا كابتن،عالعموم للآسف أنا مرتبط بميعاد للقطر ولازم أمشي عشان ألحقه،عيلتي عارفه إنى هروح لهم النهارده ولو إتاخرت أكتر من كده هيفوتني الارض وبصراحه انا مشتاق لهم أوي،يلا سلام الأشبال أمانه فى إيديكي حافظي على مستواهم الفني.


لم ينتظر ردها  هو يحب إثارة غضبها، ونجح فى ذلك وغادر ضاحكًا، بينما هى ظلت مُتسمرة للحظات قبل ان تنظر نحو  خروجه من قاعة التدريب وترمقه بغضب جامح، وهو يرفع يده يُشير لها بالوداع... زفرت نفسها، لكن إنتبهت حين شعرت بنظرات الاشبال لها، وتلك البسمه على وجوههم، نظرت لهم بغضب قائله بتعسُف: 

الفريق كله ينزل تمارين ضغط 

ألف تمرين، اما أشوف درجة تحمُل  مستواكم الفني.


نظر لها الأشبال بعد أن كانوا يبتسمون إختفت البسمه وأقتربوا منها يحاوطوها بتوسل أن هذا كتير عليهم،رفقت بهم وهي تنفض غطرسة ذاك المُتعالي،وأمأت لهم بموافقة قائله:

تمام بلاش ألف...خليهم النص.


مازالوا مدهوشين يتوسلون،لكن هي إبتعدت عنهم بحسم قائله:

يلا دقيقه هروح أغير هدومي وأرجع ونبدأ التمارين،واللى مش هلتزم بيه هخليه ياخد التراك حوالين النادي جري خمسين مره.  

❈-❈-❈

بشقة قابيل العوامري

دلفت إيناس تحمل صينية الفطور وضعتها علي طاولة مستديرة بالغرفه، نظرت نحو الفراش وتنهدت بعشق 

رغم أنها حوالى الحادية صباحًا لكن  هو كان مازال غافيًا بالأحلام بأن ينال ما يشتهيها قلبه حتى لو بالأحلام تُشاركة قُبلة  

إقتربت منه قلبها يخفق،وضعت شفاها على وجنتيه ثم قبلت جانب شفاه تقترب منه بهمسات عاشقه، بينما هو هائم بحلم لذيذ كآنه يشعر بشفاه أخري هي من تتجول على صفحات وجهه وتقترب من شِفاه، بتلقائيه غير واعيًا جذبها يُقبل شِفاها مُستمتعًا يتلذذ بآنين همسها وهي تكاد تشعر بالإختناق من قسوة قُبلته التى أفاقته من غفوته اللذيذة ليكتشف أنها كانت وهمً وأخري يبغضها هى التى تُصارع انفاسها فوق صدره الى أن هدأت وعاودت النظر له قائله بعيون تلمع بالرغبه والشوق: 

صباح الخير يا حبيبي، أنا لقيتك نعسان مرضتش أصحيك من بدري، جولت إنك راجع وش الصبح، وشكلك كنت تعبان.


تنهد بضجر وهو يعتدل نائمًا على ظهره بداخله غضب،ليت تلك الحمقاء ما أفسدت حِلمه،وتركتة يستلذ به،نظر لها وهي تضع يديها تُداعب صدره بإغراء،ونظرات عينيها تكشف شوقها،يكره ذلك لكن يُشعره بهيمنته الرجوليه عليها،جذبهامن رأسها وبتلقائية أصبحت أسفله لمسات جافة من يدية الخشنه تُشعرها بأنوثتها لحظات يشعر كآنها جارية بل أقل من ذلك وهو يُعطيها ما تبغي،تشعر كآنه عاشقًا لها وهو بالحقيقة يمقتها بل كاره لها يلعن حظه اللعين الذي إنغمس بقول قديم 

"الفتاة لإبنة عمها"... لعنة أصابته بالزواج رغم انها تعشقه وتفعل وتمتثل مع عُنفه معها بل وعودها عليه جعلها تُدمن ذلك، لكن قلبه مأسور بأخري، يتذكر تلك الإشاعة الدائرة بالبلده،كم يبغض سراج أنه إقترب منها وحملها بين يديه،أنفاسها كانت قريبه من صدره 

يعلم أن سراج لا تفرق معه لكن شعر بالغيرة منه،بل وهو من من يتوقعون أن ما حدث لها كان تحريضًا من أحد أفراد العوامري...فكر بـ ولاء هي القادرة على فعل ذلك وربما كان الحظ مع سراج وقتها وهو من أنقذها،وظهر أنه الشهم امامها،لكن لديه يقين انها لن تعود لمكان طُردت منه بقهر وتعسُف.


إنتهت لحظات الغرام مع تلك المُشتاقة يرا لهاثها وهي تشعر بنشوة وتقترب تضع رأسها فوق صدره حتى هدأت أنفاسها قليلًا ثم قالت:

أنا حامل يا قابيل.


نظر لها يشعر بصدمة ليس وقتها. 

❈-❈-❈

بأحد البنوك

رحب مدير البنك بـ سراج وإقترب منه يُصافحه بتقدير  قائلًا:

البنك نور يا سراج بيه.


تبسم له سراح وصافحه ببساطة قائلًا:

مُتشكر،وكمان بشكر تعاونك معايا لما طلبت منك خدمة.


تبسم له مدير البنك قائلًا:

عيلة العوامري من أكبر عُملاء البنك والتعامل بينا دايمًا كان ومازال مُمتاز.


تبسم له سراج رغم شعور غريب بداخله يبغض ذكر"غيث"مُرتبطًا بإسم ثريا  ثم سأله:

أنا عرفت بالصدفة إن أرملة المرحوم  "غيث" 

لها هنا حساب فى البنك وفيه مبلغ كبير جدًا 

بالتأكيد هو اللى وضع لها المبلغ ده.


أومأ مدير البنك:

ده فعلاً حصل،الحساب ده إتفتح من قبل زفاف المرحوم،ووضع لها كذا مبلغ ورا بعض فى فترة صغيرة جدًا. 


سأل سراج: 

كان بيحول المبالغ من حسابه الشخصي لها. 


أجابه مدير البنك بتوضيح: 

لاء كان بيجيب المبالغ سايله ويوضعها فى حسابها، وإحنا كنا بنبعت لها إخطارات بكدة. 


جاوب المدير على سؤال آخر كان يود معرفته هل تعلم بوجود تلك المبالغ برصيدها... لكن مازال له سؤال يود الإجابه عليه: 

وهي طبعًا بتسحب من الرصيد ده؟. 


تفاجئ برد مدير البنك: 

لاء مفيش ولا مره تم السحب من الرصيد. 


رفع حاجبيه بدهشة. 


بنفس الوقت  كانت ثريا تترجل من سيارة الاجرة ودخلت الى البنك ذهبت مباشرة الى غرفة المدير تود معرفة سبب إستدعاؤه لها اليوم إستقبلتها سكيرتيرة المدير وحين عرفتها بهويتها، نهضت وذهبت معها الى أمام باب المكتب وتوقفن حتى طرقت على باب المكتب وسمعن صوت يسمح بالدخول تقدمت هي  

وفتحت باب مكتب مدير البنك ودخلت خطوة واحدة وتوقفت رسمت بسمة إستهزاء وسخرية وتهكمت بالحديث بنبرة تقليل من شآن ذاك الجالس مع مدير البنك: 

سراج العوامري بنفسه هنا فى إستقبالي لاء واضح الموضوع ذو

           « أهمية قصوى» 


يتبع....

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سعاد محمد سلامة، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة