قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 40 - 2 الجمعة 1/3/2024
قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هدى زايد
الفصل الاربعون
2
تم النشر الجمعة
1/3/2024
احتلت الدهشة و الصدمة محل الإبتسامة الواسعة تركها تستشيط غضبًا، لو كان الأمر بيـ ـدها لصفعته الف صفعة و لن يكفي بعد منادته لها بهذا الإسم، أما هو فـ كان يسير بخطواته الواسعة و السريعة تجاه سيارته الجديدة استقلها و هو يشعر بنشوة الإنتصار
❈-❈-❈
داخل غرفتها كانت تجوب المكان ذهابًا إيابًا و نيران الغيظ و الغضب تتملكان منها، كانت "رقية" تحاول بشتى الطرق كبح ضحكاتها لكنها فشلت توقفت عن السير وحدثتها بنبرة مغتاظة و هي تضع يـ ـدها في خصرها ثم قالت:
- نعم أنتِ كمان عندك كلمة لسه متقلتش ؟! و لا يكون عجبك كلام قريب أبو د م تقيل دا !
رفعت كفها للأعلى قليلًا و هي تقول بجدية مصطنعة
- انا أصلًا معنديش ابن خالة اسمه جاسر أنا ابريت منه خلاص
- آآاآآه يا ناري كان نفسي ادي له ميت قلم على وشه و هو بيتكلم كدا
- أنتِ مالك و ماله بس نفسي أفهم ؟!
ردت " تميمة" بنبرة ناعمة دون أن تشعر
- تقيل يا رقية تقيل وواثق كدا اوي من نفسه هايجنني ابن الإيه !
- نعم
تنحنحت " تميمة" بجدية مصطنعة ثم قالت بنبرة متلعثمة
- هيكون مالي و ماله يعني أنا بس كنت كنت بتكلم عادي مش هو ابن مرات بابا بردو ؟!
- و دا من إمتى ؟!
- عادي يعني يا روكا يا حبيبتي مالك خدتي الموضوع جد كدا ليه ؟!
ردت" رقية" بجدية مصطنعة و قالت:
- هو اللي مش عادي. دعاء لما تعرف صدقيني مش هتسيب فيكي حتة سليمة دا كله كوم و جسور دا كوم تاني وحده عندها احن لك ابعدي عنه لو بتفكري تلعبي عليه عشان تغيظي دعاء .
اقتربت منها مسكت يـ ـدها و قالت بنبرة صادقة
- اقولك على حاجة و تفضل سر بينا ؟!
- اخس عليكي يا تيمو من إمتى الكلام دا ما أنتِ عارفاني عمري ما طلعت اسرارنا برا
تابعت بحماس و قالت:
- احكي لي احكي لي في إيه ؟!
جلست " تميمة" و اجلستها معها نظرت لعيناها مباشرةً ثم قالت بنبرة ماكرة:
- أنا باين عليا وقعت في حب جاسر !
نظرت " رقية" لها و لم ترد انتشلتها من بئر شرودها و قالت بتساؤل:
- إيه مالك يا رقية ؟!
- مافيش بس باين عليا سمعت غلط
- لا سمعتي صح و صح جدًا كمان ممكن بقى تساعديني
- اساعدك ازاي مش فاهمة ؟!
- عرفيني جاسر بيحب إيه بيكره إيه كل حاجة عنه ازاي اقدر اكسب قلبه كل دا يعني !
رفعت " رقية"ظهر يـ ـدها على جبين صديقتها ثم قالت بتساؤل:
-تيمو يا حبيبتي أنتِ كويسة ؟!
- جدًا جدًا قولي لي بقى هتساعديني و لالا ؟!
ردت " رقية" بجدية و قالت:
- لا مش هساعدك
- ليه يا رقية ؟!
- عشان أنا عارفة دماغك يا تميمة دي مش دماغ واحدة أنا وهي متربيين سوا، مش هي دي تميمة اللي أنا اعرفها
ردت بنبرة ساخرة و قالت:
- مش بيقولوا الحب يصنع المعجزات
- و ليه المعجزات دي مظهرتش لـ بهجت اخويا ؟!
- عشان ملناش نصيب و لا يمكن عشان مكناش متفقين
- أنتِ نفسك مش عارفة ليه، متخيلة بعقلك دا إن أنا ممكن اساعدك تدمري إنسان معملكيش أي حاجة عشان بس تحاولي تتضايقي في أمه ؟!
- مش يمكن أكون حبيته بجد ؟!
- تمام ماشي موافقة حبيتي إمتى ازاي فين و إيه أول حاجة بينكم خلتك تقولي إنك حبتيه ردي عليا يلا مستنية إيه ؟!
التزمت " تميمة" الصمت بينما تابعت صديقتها المقربة و قالت بنبرة حانية:
- تميمة اللي أعرف عمرها ما تفكر تأذي نملة مش تأذي إنسان في مشاعره ! فكري مليون مرة قبل أي خطوة، حبك لطنط لميس الله يرحمها جميل اوي و هي مبسوطة بيه و احنا كمان انما لما نأذي الناس في مشاعرها دا عمره كا هيرجع اللي راح، جواز عمو فضل من دعاء أمر واقع و لازم تتقبليه
احتوت ذراعيها بين كفيه و قالت:
- تميمة أنتِ جاي لك أخت في الطريق و الأخت دي هي اللي هتربطكم كلكم ببعض بلاش تفرقي العيلة بلاش تخلي الناس تبعد عندك خليهم دايما شايفين تيمو الجميلة العسل اللي كلنا بنحبها و نعرفها انتقامك من دعاء في ابنها مش هيفيدك هيضرك و بردو مش هتعرفي تعملي اللي في دماغك .
في مساء نفس اليوم
كان يتقلب في فراشه يحاول أن يغط في نومًا عميق ككل يوم لكن صورتها لم تتركه، وضع ذراعه فوق رأسه فتح جفنيه ثم زفر بقوة وهو يقول بضيق
- مالك بقى ما تنام !
تقلب على الجهة الأخرى و قال:
- ما أنا بردو مكنش ينفع اقولها كدا بردو هي قالت إيه يعني !!
عاد لجهة اليمين و تمتم بخفوت:
- ايوة ما هي كمان كانت بتتدلع عليا جامد جامد
تذكر غنجها و دلالها لاحت إبتسامة بشوشة على وجهه ثم قالبخفوت:
- بس كانت عسل بنت اللذينة !
اعتدل من نومته و قال:
-في يا جاسر هو أنت اتهبلت و لا إيه ؟! مابك كدا ما تركز و تعقل معقول هتقع من ضحكة و غمزة للدرجة دي أنت خفيف ؟!
نظر تجاه الكومود سحب علبة سجائره، اشعل منها واحدة ثم وضع القداحة جنبا و هو يقول:
- احسن حاجة اعملها هي إني ابعد خالص مش ناقصة وش هي الحكاية خليني بعيد احسن و هي كدا كدا هتـ..
ما أن صدح رنين هاتفه التفت بسرعة نحوه
وجد رقمها يضئ شاشته، ضغط على زر الإجابة و قال بثبات ظاهري
- الو،مين معايا ؟! مين تميمة ! اهلًا يا تميمة ازيك خير في حاجة ؟!
سكت مليًا يستمع حديثها و سبب غير المفهوم الذي دفعها تهاتفه في وقتٍ كهذا، عاد بجـ ـسده للخلف ثم وضع راحة يـ ـده خلف مؤخرة رأسه و قال:
- أنا كمان كنت بايخ اوي معاكي و آسف لو زعلتك مكنش قصدي، إيه مش هتقبلي اعتذاري كدا ؟! اومال تحبي اعتذر ازاي ! اممم عزومة على فنجان قهوة ! تمام مافيش مشكلة موافق جدًا، يناسبك بعد بكرا الساعة خمسة ؟! عاوزاها بكرا ؟! بس بكرا ماما جاية و في اليوم دا مبخرجش نهائي عشانها
سكت مليًا ثم قال بتساؤل:
- هتيجي معاها ؟! لالا أبدًا مش قصدي اكيد تنوري في أي وقت بس اقصد يعني أنتِ و ماما مبتتفوقش مع بعض و كمان ماما هتبات هنا و لالا صدقيني مش قصدي تنوري في أي وقت منتظرك بكرا اكيد، تمام مافي مشكلة مع السلامة .
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي
كان يقف أمام الموقد يُعد وجبات كثيرة لأجل والدته و بداخله حماس شديد، ذللك الحماس الذي لم يتغير منذ ز واجها لكن ازداد اليوم لا يعرف لماذا أو ربما يعرف و يتجاهل حقيقة الأمر، ولج جده و على وجهه الدهشة الشديدة و هو يتفقد الوجبات وقف و تسائل بفضول:
- إيه يا جاسر يا ابني كل دا ؟!
- صباح الخير يا جدو كل دا نوم ؟!
-كل دا نوم إيه دا الساعة مجتش عشرة دا صحيت على صوت الخبط و الرزع
استدار بجـ ـسده له و قال:
- صحيتك يا حبيبي معلش بس كنت بعمل لقمة كدا عشان ماما تيجي تتغدا
جلس الجد و قال بتساؤل:
-كل دا عملته إمتى و ازاي إذا كنت أنا سامع صوتك بتتكلم في التليفون لحد الساعة اتنين بليل !
- ما أنت عارف أنا لما بخطف ساعتين بفوق على طول المهم هتفطر دلوقتي و لا تستنى ماما أنا كلمتها و قالت إنها هتيجي بدري النهاردا
صدح رنين هاتفه المحمول دس يـ ـده في جيبه نظر لشاشته و قال بنبرة متعجبة
- هدية ! عاوزة إيه دي دلوقتي ؟!
- رد يا ابني لتكون حاجة مهمة
ضغط على زر الإجابة و قال بجدية
- اهلًا يا هدية يا ازيك سعاد ! مالك يا سعاد في إيه و مال صوتك !! طب اهدي اهدي انا جاي اهو حاضر سلام .
نظر لجده و قال بقلق
-بابا تعب و اتنقل المستشفى و سعاد بتقول إنه في الرعاية
- مستني إيه يا ابني روح شوف ابوك و أنا هخلي بالي من الأكل
- حاضر عن أذنك يا جدو .
❈-❈-❈
داخل غرفة " تميمة" بعد ما وضعت مساحيق التجميل الخفيفة نظرت لصورتها المنعكسة في المرآة و قالت بضيق
- إيه دا يا تيمو من إمتى و أنتِ كدا ؟! جاسر مين و دعاء إيه ! نسيتي تربية فضل ليكي هتحطي ثقة باباكي في الأرض عشان خاطر دعاء و ابنها ؟!!
رفعت ذقنها بشموخ و قالت:
- ولو مش هخلي دعاء تفرح في ماما وبابا و تقول معرفوش يربوا خليها تفرح بابنها و تشبع بي أنا أصلًا مبحبوش
نظرت لنفسها ثم قالت بضيق
- مالك يا تميمة مشدودة له ليه كدا !! أنتِ اتهبلتي و لا إيه يا زفتة أنتِ !
تنفست بعمق و هي تتخذ قرارها بعدم الذهاب له قررت أن تتجنبه تمامًا و تنسحب من حياته التي لم تدخلها من الاساس، رغم إصرارها بعدم ذهابها إلا إنها فشلت أمام قرار والدها و ز و جته التي ودت أن تفتح معها صفحة جديدة .
بعد مرور عدة ساعات
عاد " جاسر" و التفوا جميعًا حول مائدة الطعام سرد لهم حالة والده كان يمني نفسه أن حالته ستتحسن ولو قليلًا لكن الأطباء اجمعت بالنهاية القريبة إن لم يخضع لهذه العملية الخطيرة و كلتا الحالات نهايته أصبحت وشيكة، انتهَ من تناول وجبته معهم و جلس بمفرده داخل الشرفة، ظل يحدث ابنة عمه بخفوت حتى لا تسمع والدته و يحدث ما لايحمد عقباه، وصل لمسامعها نطقه لاسمها ظنته حبيبته شعرت بالغيرة و الغيظ معًا سألته بفضول قائلة:
- مين هدية دي ؟!
- نعم ؟!
تنحنحت بحرج ثم قالت بتلعثم
- اقصد يعني أختك كنت هسألك يعني باباك عامل إيه و كدا !
-اها لا دي بنتي عمي و كنت بتطمن على سعاد اختي عشان مبتردش عليا
- و مخطوبة بقى على كدا ؟!
رد بتساؤل و قال:
- دي كمان هتطمني منها على ابويا ؟!
تنحنحت بحرج و قالت بعتذار
-آسفة مكنتش اقصد عن أذنك !
نادها بخفوت لكنها شعرت بالحرج الشديد عادت للجمع الأسري وجدت والدها يصافحهم قبل أن يغادر، نظر لها و قال بتساؤل:
- مالك يا حبيبتي
حركت رأسها و قالت بكذب
-كنت بتكلم في التليفون في البلكونة و الهوا وجع لي عيني
رد الجد و قال:
-الف سلامة على عيونك يا ست البنات
- الله يسلمك يا جدو
تابعت و هي تنظر لحفيده و قالت:
- كلك ذوق مش زي ناس مبتعرفش عن الذوق غير اسمه .
ابتسم والدها و قال بهدوء
- أنا همشي بقى و بكرا إن شاء الله ابقى اجاي و نتكلم تاني يا عمي سلام عليكم
رد " جاسر" بلباقة
- اتفضل يا عمي هوصلك
ردت " تميمة" بعناد طفولي و قالت
- شكرًا بابي عارف الطريق خليك مرتاح
ما أن غادر والدها الردهة مناديًا ز وجته ليحدثها قبل أن يغادر ، قالت بخفوت
- روح اطمن على بنت عمك مستني إيه متشغلش بالك بينا
فرغ فاه ليرد لكن قاطعه صوت رنين هاتفه وقعت عيناها على اسمها نظرت له و قالت بنبرة مغتاظة:
- لا واضح فعلًا إنها بنت عمك و بس
نادت والدها بنبرة مرتفعة و قالت:
- بابي أنا تحت في العربية ماشي
كاد أن يسير خلفها لكنها اوقفته بسبابته و قالت:
- خليك مكانك مش عاوزة خدمات من حد
تمتمت بغيظ شديد و قالت:
-يا بتاع هدية !
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدى زايد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية