-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 17 - 8 - الأربعاء 6/3/2024

 

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل السابع عشر

8

تم النشر الأربعاء

6/3/2024


انفرطت الايام سريعا حتى مر اسبوعٍ والحال بينهما ظل كما هو ..عند عز وربى ..ولج لمنزل عمه مع مُحضر 


-فين ربى جواد الألفي 

-أنا ربى يافندم ، خير قالتها وهي تنظر لوالدها 

بسط يديه بورقة:

-الدكتورة ربى مطلوبة من قبل زوجها السيد عز صهيب الألفي ببيت الطاعة 


جحظت عيناها ترمقه بنظرات نارية، تريد أن تحرقه كاملا..اقتربت منه والشرر يتطاير من عيناها ..جذبها بقوة إليه 

-غلط هبوسك قدام الكل وممكن الموضوع يطور وتبقى فضحيتنا على لسان الجميع ، لمي نفسك وتعالي معايا بالذوق 

جلس جواد على المقعد واضعًا خديه على راحتيه

-جذبت الورقة وقامت بتمزيقها، وألقتها على عز 

-وريني اخرك..اقترب المحضر مع أحد من الضباط 

-هاتوها يابني ..توقف عز أمامهم 

-خلاص يافندم، انا هحل الموضوع خلال ساعات لو متحلش اوعدك هخليك تاخدها واسف للازعاج 

رفعت حاجبها ساخرة 

-شوف ازاي..نهض جواد من مكانه 

-اعمل فيكم ايه قولولي انتوا الاتنين، أشارت لوالدها 

-سبني عليه يابابا لو سمحت ، عز دا عايز يتربى ماهو عمي معرفش يربيه 


اشار الى جواد مقهقها :

-ولا ابوكي ياروحي عرف يربيني وكويس إنك عارفة إني قليل ادب ومش متربي..سحبها بقوة حتى ارتطدمت بصدره،همس بجانب أذنها حتى لمست شفتيه اذنيها، فشعرت بقشعريرة تضرب جسدها 

-مش همشي من غيرك، ومستعد اقلب مجرم هنا، وحياة ابويا وابوكي، مهما تعملي مش هتحرك، ولا أقولك الجيش بيقول اتصرف ، قالها وهو يحملها ويضمها بقوة محاولا السيطرة عليه، ورغم صرخاتها ولكماتها ، الا أنه سيطر عليها متجها لمنزله، قابله صهيب ينظر إليه بذهول 

-بتعمل ايه ياله ..تحرك وهو يحادث والده 

-مراتي وحشتني عندكم مانع، لو عندك مانع تعالى صالحها معايا

قامت بعضه بكتفه حتى يتركها، انزلها يصرخ 

-يابنت العضاضة ياجعانة..تحركت مهرولة للخارج 

-لو طلعتي من الباب دا يبقى هديتي كل اللي بينا، اقسم بالله ياربى لو خرجتي من الباب دا لتكون ورقة طلاقك عندك، انا تعبت خلاص ، مبقتش مستحمل، مابقتش عيشة دي، بقالك اكتر من تلات شهور وانا بتحايل عليكي 



❈-❈-❈


أطبقت على جفنيها وتحركت للخارج توقف صهيب أمامها قبل أن تخرج كليا 

-علشان خاطر عمك يابنتي ، مالكيش دعوة بيه، انتِ هنا علشان عمك، عمك مايستهلش ياروبي 

انسابت عبراتها تهز رأسها

-آسفة ياعمو، بس ابنك دبحني، وانا مش قادرة اسامحه، سامحنى ارجوك 


تحرك إلى أن وصل إليها ..احتضن وجهها واقترب يطبع قبلة مطولة على جبينها تعني لها بآلاف الندم والآسف 

-آسف ياروبي، اطلبي اللي عايزاه بس كفاية فراق ووجع، وضع كفيه على أحشائها 

-عايز احس بابني وهو بيكبر جواكي،. عايز ارتاح وانتِ في حضني، بلاش توجعي قلبي اكتر من كدا 


استدارت متحركة، ولكنه جذبها بقوة ولم يعطيها فرصة لينقض على شفها يقبلها بقوة أمام والده الذي تحرك للخارج، لعله يستطع السيطرة عليها، حاولت دفعه الا أنه تحول لوحش ضاري يريد أن يبتلعها 

دفعته بقوة صارخة عندما سحب انفاسها، تحركت للخارج تبكي بشهقات مرتفعة

-بكرهك ياعز بكرهك..جلس صهيب بقلبًا ممتلئ بالوجع بعدما خرجت تبكي بتلك الطريقة 


بمنزل كريم وهو اليوم المقرر لعقد القران والزفاف ..انتهت من زينتها، تنظر بفرحة لفستان زفافها 

-حلو ياماما ..ابتسمت والدتها

-جميل ياروح ماما، مرت الساعات تلو الأخرى ولم يصل أحد من أفراد العريس ..دلف إليها أخيها 

-اتصلي بخالد مبيردش والماذون جه 

ارتعش جسدها من الخوف عليه ..قامت بمهاتفته مرة بعد مرة ولكن دون رد 


خرج متجها لمنزله ، قاطعه رنين هاتفه 

-أيوة ياياسين..ابتسم ياسين الذي يقود سيارته متجها للمنزل 

-آسف ياكريم ..مش هقدر اجي، لازم أسافر الفيوم بكرة مع العيلة 

توقف يمسح على وجهه بغضب 

-شكل مفيش فرح، الحيوان شكله بيعمل لعبة حقيرة علشان يذل ابويا، انا خايف على ابويا ليموت بحسرته على بنته قالها بدموع تنذرف بعيناها 


توقف على جانب الطريق 

-تفتكر بيرسم لحاجة..اجابه بصوت مختنق:

-هو اصلا عمل كدا علشان يكسرنا، ياما اتحيلت عليكي ياعاليا، بس غبية ماشية ورا قلبها واهو ضحك عليها ومنعرفش بيحضر ايه 


استدار بسيارته قائلا :

-ابعتلي اللوكيشن ، انا جايلك ..بعد فترة وصل ياسين لمكانه ..كان يصف بسيارته على الطريق..ترجل من السيارة 

-إنت رايح فين كدا ..هز كتفه بضياع 

-الناس كلها مستنين العريس ياياسين، عارف هيقولوا ايه على البنت ..ابويا ولا امي ممكن يموتوا فيها 


ربت ياسين على كتفه ثم استقل سيارته ..انا وراك

-تعالى نشوفه فين..وصلوا بعد قليل لمنزل خالد ..جحزت عيناه وهو يراه يتراقص بجوار أخرى 

اقترب منه وتسائل وقلبه كالمدفع 

-بتعمل ايه يا خالد..؟!


توقف خالد عن الرقص وهو يشير للجميع بالصمت ثم اقترب من كريم 

-اهلا بابن العم، خير يابن العم 

ضيق عيناه ينظر للجمع وتلك العروس التي تقف بجواره 

-انت مجتش الفرح ليه؟!

قهقه خالد يضرب كفيه ببعضهما 

-سلامة النظر يابن عمي، ماعروستي جنبي اهي، ثم دنى يرمقه بشماته 

لو قصدك على اختك، مايشرفنيش اتجوز واحدة سلمتلي نفسها قبل الفرح


صفق بيديه وضحكاته كالرعد الذي أصاب كريم  بالصم كأن هناك أحد طوقه بسياج من حديد ..اقترب والشرر يتطاير من عينيه، توقف ياسين يبعده

-كريم ماتتهورش..ابتعد خالد خائف  بتصنع 

-كان حقك يابن عمي تقتلني لو مثلا خطفت اختك واغتصبتها، بس كله بكفيها ..اسمعوا يااهل البلد وخصوصا الشباب يرضيكم تامنوا عرضكم على واحدة سلمت نفسها قال ايه بتحبني ومستعدة تعمل اي حاجة علشان تسعدني 


نيران جحيمية أشعلت جسده بالكامل، فاقترب بعدما دفع الجميع وتحول لوحش كاسر وقام بضربه باقسى قوة لديه، لم يستطع أحد أبعاده فالنار أحرقت كل من اقترب منه، تجمع الناس وبدأ الجميع بلكمه فجذبه ياسين مبتعدا به عن الحشد..تحرك كالذي فقد الحياة :

-مستحيل عاليا تعمل كدا مستحيل، نظر لصديقه بضياع

-دي بريئة اوي ياياسين ، هوى على الأرض يصرخ بأقوى مالديه يريد أن صراخه يخترق السموات السبع 

تألم ياسين على حالة صديقه، استمع لرنين هاتفه لعدة مرات، أشار للهاتف 

-ابويا هيتفضح في البلد كلها، ليه يااختي تحطيني تحت رحمة كلب زي دا ..نهض متجها لسيارته فلقد تحولت عيناه للهيب من نيران جهنم ..توقف ياسين 

-خالد ناوي على ايه ..استقل السيارة وتحرك بسرعة جنونية متجها للبيت، تحرك خلفه ياسين مسرعا حتى وصل لمنزله وترجل سريعا إلى المطبخ يمسك سكينا بيديه متجها لأخته..توقف أمامه 

-متتجننش ياخالد، مش معقول تبقى جاهل دينك، عايز تقتل، هات السكينة ياخالد..دفعه بعيدا عنه 

-لازم اغسل عاري بدل مانتفضح في البلد سيطر ياسين عليه ملقيا السكين من يديه،

اتجننت يايلا،  توقف يمسح على وجهه بغضب 

-اتجننت ياكريم ، عايز تموت اختك..أنفاس مرتفعة لكل منهما، وصل والده

-رحت لخالد يابني، بتصل بعمك مابيردش والناس كلت وشي 

رفع نظره لوالده وانسابت عبراته قائلا 

-بابا..ولكن بتر حديثه ياسين 

-أنا يشرفني اتجوز بنت حضرتك ياعمو..تطلع لياسين يدقق النظر به 

-مين دا يابني،. ليه عايز يتجوز اختك اللي فرحها النهاردة 


سحبه كريم متجها للداخل بجوار ياسين ...


بمنزل جاسر بعد عودته بعدما أعاد ترميمه.. ذات مساءًا


بالأعلى بغرفته ، خرج من غرفة ملابسه توقف أمام المرآة يصفف شعره 

اعتدلت  فوق الفراش ثم تحدثت مردفة:

-ممكن أعرف رايح فين والنهاردة اجازتك

-مش شغلك، أنتِ مالكيش حق عليا في أي حاجة ، اللي يربطنا دلوقتي صلة القرابة إلا هي انك بنت عمي ، غير الولد اللي في بطنك 

نهضت من فوق الفراش وخطت بإرهاق ظهر بملامح وجهها 

-جاسر ..لازم نتكلم لو سمحت، هتفضل تعاملني كدا لحد إمتى، احنا اتفقنا انك هتطلقني، انا مش قادرة اتحمل الوجع دا ..دنت منه تنظر لعيناه 

-جاسر بقيت اكره نفسي، وأكره حبي ليك، متعملنيش كأني جارية 



❈-❈-❈


جمع اشيائه ، ثم وضع سلاحه بخصره واجاب دون النظر إليها

-أنا كمان مابقتش فارق ياجنى ولا حبك بقى يهزني ...اومأت برأسها تحافظ على كرامتها ..فجذبت تلك الحقيبة التي توضع بركنا بالغرفة، تصرخ على العاملة 

-انزلي دي تحت في الحزينة..راقبها بعيناه

-ناوية على ايه يامجنونة 

انسابت عبراتها

-المجنونة دي عايزة تهرب منك خلاص مابقتش اتحمل ، بس لازم تعمل حاجة 


هبطت للأسفل تمسك تلك القداحة بيديها ..أشارت للعاملة 

-ادلقي البنزين..ظلت تطالعها بصمت ، ثم اومأت لها وقامت بسكب زجاجة البنزين..قامت بإشعال القداحة وألقتها على تلك الثياب 

كان يقف خلفها يطالعها بصمت مريب، استدارت فتوقت أمامه 

-دلوقتي حجتك حرقتها ، كنت اتمنى انك تحرقهم مش توقف تتحجج بيهم 


دنت منه تغرز عيناها بمقلتيه

-دلوقتي هنرتاح اكتر لما تطلقني، ودلوقتي ارمي عليا يمين الطلاق

تحرك للداخل يجمع أشيائه قائلا 


-لحد ماكل واحد يروح لحاله، مش دا اللي كنتِ عايزاه، اولدي وبعد كدا هقولك هنعمل ايه 


انكمشت ملامحها بإعتراض تجلى بنبرتها 

-بقولك ايه انا خلفي بقى ضيق واتحملتك كتير، هتسوق فيها 

وضع سبباته على شفتيها ورمقها بنظرة نارية 

-صوتك مايعلاش، متنسيش انك هنا الست وانا الراجل يابنت الناس المحترمة ، استدار متجها 


 متجها للباب فاستمع إلى نبرتها المغلفة بالحزن قائلة: 

-لو خرجت كدا هترجع مش هتلاقيني 

ارتدى نظارته الشمسية وابتسم بسخرية، ثم استدار وأجابها متهكمًا 

-مبقتش تفرق يا...صمت يطالعها بصمت ثم أردف بشبه إبتسامة 

-بنت عمي ..وأه متعمليش حسابي في الأكل دا لو ناوية ترجعي في كلامك وتقعدي، أما بقى لو ناوية تروحي عند ابوكي اللي هو عمي برضو متعمليش حسابي في أي حاجة ..قالها وتحرك من أمامها وهو يطلق صفيرًا وكأنه لم يقل شيئا 


توقفت للحظات وكأن حديثه اخترق روحها بحقول من نيران حتى هوت على المقعد تدفع عيناها الدمع بالدمع هامسة لنفسها 

-أنا تقول عليا كدا ياجاسر ..طب وحياة قلبي اللي كسرته لأدوس عليه يابن عمي، بعد فترة من التفكير


اتجهت إلى خزانتها وجمعت أشيائها بعدما تحدثت مع غنى 

-لو مسعدتنيش اقسم بالله لأمشي ومتعرفوش مكاني، ساعدوني واعرفوا مكاني احسن مااخرج من هنا متعرفوش

تنهدت غنى تنظر لبيجاد الذي يعمل على جهازه، فرفع نظره إليها 

-لسة مصرة تطلع برة البلد 

اومأت له ثم أجابت جنى

-انتِ عارفة نتيجة اللي هتعمليه ياجنى..صاحت بقهر مؤلم 

-غنى أنا بقيت اكره اخوكي، متخلنيش اكرهه اكتر من كدا 

مسحت غنى على وجهها 

-مش عارفة هشوف بيجاد وارد عليكي 


سحب نفسا وزفره 

-إنت عارفة ممكن باباكي يعمل ايه ..نهضت تجلس بجواره 

-حبيبي البنت صعبانة عليا ، والصراحة جاسر لازم يفوق من افعاله، انا لو مكانها كنت موته والله 


امسك هاتفه وقام بمهاتفة شخص ما

-أيوة طالب منك خدمة ولازم مساعدتك ياكبير 


على الجانب الآخر 

-أمر ولو بأيدي مش هتأخر 

واحدة قريبتي لازم أخرجها برة البلد من غير ماجوزها يعرف 


هب راكان فزعا 

-أكيد بتهزر مش كدا..تحرك بيجاد من مكانه 

-ودي فيها هزار،. واحدة عايزة تربيه ياسيدي ويعرف أن الله حق 


مط شفتيه ثم نظر للبعيد 

-أنا هساعدك تخرجها بس ماليش دعوة بالاسباب يعني المسؤلية عندك 


-شكرا ياراكان ..ساعتين وهكون في المطار ، تكون ظبط الموضوع 

-خلاص اوصل وانا هكلمهم واساعدك 


وصلت جنى بصحبة بيجاد إلى المطار منه إلى الأراضي التركية



بعد عدة ساعات وصلت لأحدى المدن الشاطئية بدولة تركيا .


دلف بجوارها لأحد المنازل ..توقف بمنتصفه 

-البيت دا لريان المنشاوي متخافيش محدش يقدر يقرب منه، عندك حراسة عليه، وكمان فيه ست مصرية هتجيلك بعد شوية..اتمنى ياجنى تكوني بتعملي الصح ..جاسر مش هيسكت وممكن يقاطعني العمر 

-شكرا يابيجاد ..استدار متحركا للخارج 

-ارتاحي وزي ماقولتلك مفيش خوف من هنا، الناس دي كلها تبع ابويا، بس ربنا يستر وميعرفش وينفيني لإحدى الدول بعيدا عن غنى، هموتك أنتِ وجاسر..قالها مبتسما حتى يخرجها من حالتها 


عند جاسر باليوم التالي لمنزله ..يجلس بالحديقة منتظر هجومها كعادتها ..اتجهت الخادمة إليه :

-اعمل لحضرتك القهوة يافندم 

أشار لها بالانصراف، ينظر لشرفة غرفتهما ينتظرها ..ولكن قطع نظراتها العاملة 

-مدام جنى مشيت امبارح وسابت لحضرتك الظرف دا 


ابتسم ساخر على أفعالها الطفولية ظنا إنها ذهبت لمنزل والدها 


فتح الظرف ومازالت ابتسامته الساخرة على وجهه ولكن جحظت عيناه وهو يقرأ سطورها 

-"أيام ندية بصحراء خاوية ملهمي "


متحاولش تدور عليا، ولا كأني دخلت حياتك، عايز تتجوز ، اتجوز وابني حياتك وكأني مت ورحت لرب العالمين، انا برة مصر يعني حبيت ابعد عنك بآلاف المسافات شوفت وصلتني لأيه . 

"كاذب..مخادع ..حبيب جنى"


هنا انسحبت أنفاسه وكأنه فقد الحياة دقائق مرت عليه كالدهر، يقبض على الورقة بعنف حتى تمزقت بكفيه 


تحرك إلى الأعلى كالمجنون، يبحث عن جواز سفرها ولكن أصابته صاعقة شقت قلبه لنصفين..بدأ يحطم كل ماتطوله يداه حتى جرحت ونزفت بالكامل 


تحرك إلى منزل والده ، دفع باب مكتبه وولج إليه كالأسد المفترس 

-حضرتك اللي  ساعدتها، صح ماهو مستحيل تسافر برة البلد من غير علم جوزها الا اذا حد له كلمة يساعدها 

نهض جواد من مكانه ينظر بذهول لحالة ابنه المشعثة 

-هي مين دي يابني ..دفع المقعد بقدمه وصرخ بصوته بالكامل حتى أفزع من في المنزل 

-ايه ياحضرة اللوا بلاش شغل المباحث دي عليا ، مراتي فين، مراتي برة البلد ومفيش غيرك يقدر يطلعها برة البلد 


ابتلع غصته المتورمة محاولا الثبات أمام ابنه حتى لايصفعه مرة أخرى:

-إنت اتجننت ياجاسر، جاي تعلي صوتك على ابوك وتتهمه بهروب مراتك


آآهة طويلة صرخ بها كالقنابل المتفجرة تعبر عن مدى وجعه بتلك الحالة ..بدأ يحطم كل شيئا يقابله ، وصلت ربى على صرخاته وتحطيم مكتب والده الذي توقف مذهولا من حالة ابنه، هوى على الأرضية واانسابت عبراته كنيران تحرق وجنتيه 

-ليه بيحصل معايا كدا، من صغري والفرح محسوب بالدقايق لو فرحت دقيقة بحزن بعدها سنين، ليه ..رفع نظره لوالده 

-ليه ربنا مابيحبنيش يابابا، انا عملت ايه، جلس جواد بجواره يضمه لأحضانه عندما عجز بمواسية ابنه 

-اهدى حبيبي انت راجل عيب تعمل كدا 

خرج من أحضان والده 

-مراتي بتكرهني اوي البنت الوحيدة اللي حبتها بتكرهني لدرجة كانت هتموت ابني يابابا، لسة عايز بعد دا كله اهدى، مراتي هربت بابني، لا مش ولد واحد دول اتنين، جنى حامل في توأم يابابا.. اخدتهم وهربت علشان بتكرهني..قالها عندما انهارت حصونه بالكامل 

جلست بالخارج تبكي على حالة أخيها ..فتحركت سريعا متجهة لمنزل عمها ..وجدته جالسا امام المسبح يرجع برأسه على الجدار ينظر بشرود ..اقتربت منه تحتضن وجهه 

-عز..نظر لعيناها الباكية بصمت فأردفت 

-أنا مستعدة ارجعلك ياعز، ومش هتكلم وهرضى بأي حاجة بس قولي مكان جنى فين جاسر ميستهلش كدا، والله ما يستاهل دا ..بكت بنشيج مرتفع ..اعتدل يطالعها بنظرات مستفهمة 

-ليه جنى مش مع جاسر..لكمته بصدره 

وبكت تحاوط عنقه 

-متضحكش عليا ياعز، وحياتي عندك قولي مكانها فين ووعد هعيش معاك من غير ما افتح  بوقي 

أبعدها عنه ثم نهض من مكانه 

-يعني ايه؟!..ليه اختي فين ؟!


قالها وتحرك متجها لمنزل عمه 


تجمع الجميع بعد علمهم بما صار لجنى 


امسكه صهيب من تلابيبه 

-قولت انك مش اد الامانه ياحيوان، عملت ايه في بنتي حتى خليتها تهرب 


كان ضائعا ينظر لعمه بتشتت مردفا 

-كانت عايزة تطلق وأنا رفضت بس دا كل الموضوع 

أطبق جواد على جفنيه ، اقتربت غزل من صهيب وصاحت به 

-كفاية بقى فيه ايه، مالكم مش شايفين حالة الولد، ليه هو اللي دايما بيغلط ياصهيب، بنتك هربت وهي حامل، فاهم معنى الكلمة.. تحرك جاسر بتخبط للخارج متجها لسيارته، هرولت خلفه 

-حبيبي رايح فين ..هز رأسه

-مش عارف ، لازم الاقي مراتي ياماما ، هسأل في المطارات، هشوف حد من صحابي، بدل سيادة اللوا مش عايز يساعدني ..استمعوا لصرخة ربى باسم والدها بالداخل،  هنا توقف الزمن ودقات قلبها بالأرتفاع تهمس بخفوت بعدما هرول جاسر للداخل 

-لأ جواد اكيد محصلوش حاجة..


بعد شهرين 


استمعت لطرقات باب منزلها، فتحت عيناها بوهن، تنظر للباب الذي أحست أنه بعيدا بمسافة لاتقو على الحركة إليه ..أغمضت عيناها مرة أخرى، بين اليقظة والأغماء، استمعت مرة أخرى بقوة أعلى، اعتدلت وساقيها كالهلام، جذبت وشاحها ووضعته متحركة بوهن عندما ضعُف جسدها بالكامل 

استندت على الجدار حتى وصلت للباب بصعوبة، وفتحته ودقات قلبها تنبض بعنف ارجعتها لتعبها، فُتح الباب ترفع نظرها للذي يقف أمامها وكأنه حلم لحظات تخلو من أي شيئا سوى من النظرات والأنفاس التي انحبست بالصدور ناهيك عن ضربات القلب التي آلامت ضلوعهما 


-اهلا مدام جنى..ارتجفت شفتيها كحال جسدها بالكامل فهمست اسمه بين اليقظة والإغماء، حتى شعرت بدوران الأرض وتلك الغامة سيطرت بالكامل ، أحس بها فاقترب ليتلقفها بين ذراعيه وهي تهمس اسمه


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة