رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - اقتباس الفصل 19 - الخميس 4/4/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
اقتباس
الفصل التاسع عشر
تم النشر الخميس
4/4/2024
خرج من المشفى واستقل سيارته متجهًا لقسم الشرطة لعمله ..ولج للداخل وجد ياسين بأنتظاره..توقف يطالعه مستفسرًا :
-فيه حاجة ولا إيه؟!
جذب مقعدٍ مكتبه ينتظر حديثه
-مالك يٓلآ !!..قالها وهو يشعل سيجاره
جذب سيجاره وألقاه يدعسه بعدما نزل بجسده أمامه
-جاسر هتفضل لحد إمتى عامل أهبل وعبيط، عارف إنك اخويا الكبير، بس اغلاطك بتوقعنا كلنا ، شوفت اللي حصل بين عمك وابوك، دا اول مرة يزعلوا من بعض، اتجننت ياجاسر، متحاولش تقنعني إنك ملاك مع جنى
رفع جاسر قدمه فوق مكتبه
-خلصت كلامك!!
ضرب ياسين على مكتبه
-جاسر ابوك كان ممكن يموت ، انت فاهم المصيبة اللي حصلت خرج سيجارة أخرى وقام بإشعالها ..تعاظم الغضب لدى ياسين، فدفع قدمه من فوق المكتب
-معرفش اقولك ايه يااخي، خليك عايش دور الأهبل دا، غرز عيناه بمقلتيه
-حافظك اكتر من نفسك ياجاسر، وعارف انك عملت مصيبة لجنى خلاها تهرب منك ومن الدنيا كلها، بس اللي مش قادر افهمه، ازاي قدرت تعمل حاجة كدا وهي حامل، ومعنى أنها تهرب حتى من عز يبقى الموضوع اكبر من توقع اي حد فينا
قاطعهم دخول العسكري
-مدام فيروز برة ياباشا وعايزة تدخلك
نصب ياسين عوده ينظر إليه مذهولا
-فيروز..رددها بصدمة كادت أن تذهب عقله..
أشار جاسر للعسكري
-دخلها وهات قهوتي، بس خليها سادة
مسح ياسين على وجهه بغضب حتى يسيطر على أعصابه ..ولجت فيروز بإبتسامتها، ولكن اختفت عندما وجدت ياسين يطالعها بعينين تطلق شرزا
-مساء الخير.. نهض جاسر من مكانه يشير إليها
-اقعدي يافيروز ..تشربي ايه
-ميرسي ياجاسر، مصدقتش لما طلبتني بقالك كتير يعني مكلمتنيش ، استدارت لياسين
-عامل ايه ياسين؟!
استدار بوجهه للجهة الأخرى دون الرد، ضيقت مابين جبينها
-ماله ياسين زعلان مني ولا إيه
استدار إليها قائلًا بصلف:
-اولا ياسين مش بيلعب معاكي، اه كنتي مرات اخويا في وقت، لكن حاليا مفيش بينا رابط، ثانيا اسمي حضرة الظابط، اعرفي قدرك يامدام ..قالها ثم نهض من مكانه وهو يجمع أشيائه يطالع أخيه بإستياء
-أنا ماشي، بعدين نكمل كلامنا
-استني..قالها جاسر بهدوء، بدلوف العسكري وهو يحمل قدحين من القهوة، وضعها على المكتب متسائلا
-تؤمر بحاجة ياباشا
أشار على فيروز
-هات ليمونادا لمدام فيروز..اومأ العسكري وخرج
تحرك ياسين ..فتوقف عندما صاح جاسر
-استني علشان فيه مشوار هنروحه مع بعض ..تأفف بضجر هستناك برة، متتأخرش عندي سفر بالليل ، خرج ياسين ونظرات جاسر عليه، ثم اتجه جاسر لفيروز،ابتسمت ولمعت عيناها مردفة
-من وقت ماسبتني في المستشفى ماسمعتش صوتك، وكمان مابتردتش على تليفوناتي ليه، سألت عليك حضرة المستشار قالي معرفش
ظل يطالعها بصمت، ثم سحب نفسا وزفره ببطئ، متنهدًا ، حمحم قائلًا
-تعرفي أنا كنت رافض أدخل الشرطة في الأول علشان افضل محترم، كان عندي نظرية أن الظباط دول ليهم شخصية تانية تدل أنهم مش بيحترموا الناس، شبح ابتسامة على وجهه، ثم رفع نظره إليها
-بس من صغري لما كنت بشوف بابا وشخصيته، أقول عايز أكون ظابط زي حضرتك يابابا..بابا كان رافض طبعًا، ورغم رفضه عمره ماأجبرني على حاجة ..عمرنا مااختلفنا لحد ما دخلتي حياتي ..من وقتها بعدت عن ابويا، رغم تحذيرات عز اللي كانت دايما بتحسسني إن ابن عاق، تراجع بجسده ونفث سيجاره ومازالت نظراته عليها، كلامه لسة بيرن بوداني لحد دلوقتي ، منكرش وقتها مكنتش فاهم قصده، دنى بجسده ينظر لمقلتيها
-عارفة قالي إيه وقتها يافيروز ..كانت تناظره بصمت فهزت رأسها
قالي شايفك بدأت تتسرب شوية بشوية من العيلة لحد ما هيكون فجوة والفجوة دي هتكبر ومش هتعرف تسيطر على نفسك ..وقف صلبا متجمدًا واتجه للنافذة ينظر للخارج
-كنت بتكسف لما بقعد مع ابويا علشان حاولت اثبتله أنه غلط وأنا صح..ابتسامة ساخرة ظهرت على ملامحه
-اصله ياما حذرني، لكن أنا الأهبل اللي كنت عايز أخرج من قوقعة جواد الالفي، مشيت ورا البت اللي لعبت عليا..أطلق ضحكة صاخبة وهو يلطم كفيه ببعضهما
-جواد الألفي قالي زمان كلمة
-قالي يابني دايما الطبع بيغلب التطبع، ومتحاولش تثبتلي أن واحدة بقالها 22سنة عايشة على حاجة تيجي تغيرها علشان واحد مثلت عليه الحب في الأول..واللي يخدع مرة ، يخدع مليون مرة، واللي يتربى على الغش والخداع عمره ماينضف، لأنه معذور مش هيبقى فاهم يعني ايه أخلاقيات
وانا لحد دلوقتي رافض الجوازة دي، ومش معنى اني وافقت عليها يبقى راضي..لا ياجاسر انا لسة عند رأيي
إن فيروز مش المناسبة..
جلس أمامها مرة أخرى
-ابويا واخويا حذروني ورغم كدا اتعاملت معاكي برجولة، رغم انك متستهاليش
-جاسر ايه اللي بتقوله دا، أنا اتغيرت لما انت حاولت تبعد عني، ومكنتش شايف غير جنى وبس
-بلاش اسم جنى يافيروز علشان مزعلكيش بجد..خليني اتعامل معاكي لأخر نفس إنك كنتي مراتي
تجمد جسدها تطالعه بذهول
-بس أنا بحبك
-وأنا مبحبكيش..قالها سريعا..انحنى بجسده يدقق النظر بمقلتيه
-قلوبنا مش عليها سلطان، أنا حاولت مظلمكيش، حاولت أنصف قلبك ورغم كدا أنتِ منصفتنيش فيروز
-جاسر لو سمحت
أخرج بعض الأوراق أمامها
-دي تأشيرة لسويسرا، بعمل كويس في شركة سياحية كويسة، وصاحبها شخصية محترمة ومعرفتي شخصيا،
تسارعت دقاتها بعنف تهز رأسها رافضة
-ايه اللي بتقوله ، عايزني اسافر، طب ازاي ، عايز تبعدني أوي كدا
نهض من مكانه واتجه يجلس بمقابلتها
-فيروز أنا لحد اللحظة دي كنت معاكي جاسر بن جواد الألفي اللي هو طليقك، أما لو عايزة امشيها رسمي، صدقيني هخليكي تنتحري مني يا فيروز ..اللي حايشني عنك العيش والملح بينا دي حاجة أما الحاجة التانية تربيتي اني متشطرتش على ست كانت في يوم من الأيام مراتي
توقفت الكلمات على أعتاب شفتيها تهز رأسها رافضة حديثه..
-دا كله علشانها، دا كله علشان قدرت تفرق بينا، طيب فين حقي زي حقها
نفث سيجاره يطالعها بهدوء رغم النيران التي تسكن صدره
-فيروز احنا افترقنا من زمان أوي، حتى قبل ماأطلقك، افترقنا لم اتغيرتي ونزلتي ابني ووووو بلاش اعدلك وكل شوية تقولي جنى
نهضت من مكانها ونشجت بمرار والدمع يتساقط من مقلتيها
-علشان هي السبب، هي لو اتجوزت وبعدت مكنتش طلقتني، انا عارفة إنك بتعمل كدا علشان باباك وعمك صح..أيوة ..أقتربت تحتضن كفيه
-أنا السبب عارفة، كنت بشوف نظراتك غلط..عارفة انا اللي ضغطت عليك وصورتلك حبها ، انسابت عبراتها بغزارة
-جاسر إنت محبتش غيري، سامحني علشان كنت بظلمك واشكك في حبك
انعقد لسانه من حالتها، فتراجع للخلف يضع كفيه بجيب بنطاله
-لأ يافيروز، إنتِ كنتي صح، أنا فعلا بحبها..وضعت كفيها على فمها تبكي بشهقات
-متقولش حاجة لو سمحت، انت بتقول كدا علشان تضايقني على اللي عملته معاها، بس أنا معذورة ياجاسر
الراجل اللي حبيته رماني وراح اتجوز حتى ماحاولش يسأل عني، كنت مستني مني ايه، اخدها في حضني ..اه أنا بعت لها فيديوهات وانا اللي فتحت الغاز وخليت الجيران تتصل براكان، وانا اللي خليت الممرضة تحطلك منوم في قهوتك ونمت جنبك وبعتلها صورنا، اقتربت من تضع كفيها على صدره
-ومستعدة أقتل جنى نفسها ياجاسر لو مرجعتنيش ..لأنك السبب محدش قالك تقرب مني كدا علشان اتجنن بحبك
كلماتها نزلت فوق مسامعه كسقوط نيزك حتى جعله غير متزن بوقوفه فهوى على المقعد خلفه هامسًا بضياع
-انتِ ايه شيطانة!!
انحنت بجسدها ووضعت كفيها على أكتافه قائلة بنبرة لا تقبل الجدال
-لأنك غلط معايا ياجاسر وظلمتني، ظلمتني لما خلتني أحبك أوي أوي وفي الاخر تسبني وترميني كأني واحدة قضيت معاها كام ليلة حلوة، بس وحياة كل دقة قلب ليا ماهتنازل على قلبي اللي حطمته، وهخلي جنى دي تكره نفسها من مجرد أنها قربت من حاجة ملكي ..ومش بعيد ترميها هي كمان زي مارمتني
.طحن ضروسه ضاغطا عليها بقوة
-عارفة جنى ايه عند جاسر يافيروز
طالعته بغضب تنتظر حديثه
-جنى دي روحي يافيروز، هتقربي منها مش هقولك هعمل ايه، اللي متعرفهوش عني مبحبش الكلام ، اللي يعرف جاسر تلاتة بس جواد الألفي ، جنى و غزل الألفي..دول اللي يعرفوا جاسر ، يعني ميغركيش إني هادي وابن ناس، لكن لا لما بقلب بكون نمرود، وقولتلك قبل كدا ..انا مكنتش عايز ادخل شرطة علشان افضل محافظ على أدبي ، اقترب يجذب عنقها يقربه إليه ثم همس بجوار أذنها
بس هي كانت عايزة اكون ظابط، تخيلي حاجة كنت بكرهها، بس حبيتها علشانها هي ممكن أسمح لحد يقرب منها أو يأذيها، قربي بس يافيروز، عايزك تقربي بس ورني جرس الباب بالغلط
ابتلعت غصة مسننة حتى شعرت بتمزق جوفها
-لدرجة دي ..ياااااه ياحضرة الظابط
جلس بمكانه ومازالت نظراته المتوعدة في عمق عينيه قائلاً:
-أنا مكنتش عايز الأمور توصل بينا لكدا، انا اتعاملت معاكي من اول مرة قابلتك فيه كراجل،
- بالمشفى بعد عدة ساعات مالك يااوس، مبتردش على جوز اختك وأخو مراتك ليه
رمق بيجاد بنظرة وتحدث بمغذى
-اه جوز اختي اللي قرطسنا كلنا مش كدا يابيجاد
قطب بيجاد حاجبيه
-بتقول ايه يابني إنت ..دنى يهمس له حتى لا يسمعه جواد
-مين اللي هرب جنى يابيجاد
جحظت عيناه ينظر إليه بذهول
-عرفت منين ؟!
اتجه لوالده دون حديث..نهض بيجاد مقتربا من جواد
-أوس عرف اني ساعدت جنى..نظر أوس لوالده متسائلًا
-هو يقصد إيه يابابا، حضرتك اللي طلبت من بيجاد أنه يساعد جنى..هز رأسه رافضا
-لأ ، مستحيل يابابا تكون انك اللي ساعدت جنى، حضرتك عارف جنى دلوقتي في تركيا وشغالة كمان عن طريق يعقوب المنسي..ازاي حضرتك توافق على كدا يابابا، ازاي
توقف جاسر يستمع إلي أوس مذهولا،
خطى بخطوات واهنة يتخبط بمشيه
-ايه اللي بسمعه دا، توجه بنظره لوالده
وانكمشت ملامحه بألم يهزئ بكلماته
-حضرتك اللي ساعدتها، نظر حوله بتوهان يهز رأسه
-كنت عارف انك ورا دا ، عارف انها متعملش كدا من نفسها، دنى من والده
-ليه يابابا..دا حبك ليا، دي حقي عليك
تجمعت عبراته وانحنى بجسده يضع يده على فراش والده
-ابنك مصعبش عليك، وانت عارف أنه هيتوجع
اقترب بيجاد
-جاسر ممكن تهدى وتفهم..كانت نظراته على والده فقط ..شعر بغصة تمنع تنفسه وتحدث بصوت متحشرج
-عارف انك بتحبها وبتخاف عليها، بس عمري مااتوقعت انك بتحبها أكتر من ابنك، عايز تأكدلي أني مستهالهاش علشان رفضت كلامك واصريت على فيروز صح ياحضرة اللوا ..اغمض جواد عيناه وشعر بإنسحاب أنفاسه...
يتبع...