رواية جديدة وفاز الحب الجزء الثاني من رواية ثأر الحب لزينب سعيد القاضي - الفصل 41 - 2 - الإثنين 15/4/2024
قراءة رواية وفاز الحب
الجزء الثاني من رواية ثأر الحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وفاز الحب
الجزء الثاني من رواية ثأر الحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الواحد والأربعون
2
تم النشرالإثنين
15/4/2024
جلست تحرك ساقيها بعصبية شديدة ظنت أنها قد إرتاحت من هذا العاصم للأبد ليعود الأن من جديد وكأن شئ لم يكن إنتبهت علي صوت خطوات علي الدرج رفعت رأسها لتتفاجئ بزوجها يهبط الدرج مرتديا حلته انتفضت من جلستها واقتربت منه ووجها لا يبشر بالخير ووقفت في مواجهته مسترسلة بحقد:
-ممكن أفهم لابس ورايح فين دلوقتي ؟
زفر بملل ووضع يديه في جيبيه متمتما بنفاذ صبر:
-خارج ولا مش واخدة بالك ولا يكون عندك مانع مثلاً؟
رمقته بغيظ وقالت:
-عوني أطلع من دول وبلاش لوم الفلاحين ده رايح تشوفه صح؟
زفر بحنق وعقب:
-الفلاحين إلي مش عاجبينك أظن إنك متمرنغة في غيرهم أهو يا ست هانم وأه رايح أشوفه عندك مانع ؟
ردت بضيق:
-هتروح تشوفه بدل ما تطمئن علي إبنك يا كبدي عليه وعلي إلي حصله.
تنهد بضيق شديد وقال:
-وده كمان أبني إلي بقالي سنين ولا شوفته ولا سمعت صوته.
إبتسمت باستخفاف واسترسلت متهكمة:
-بجد طيب هو مجاش هو يشوفك ليه ولا يسمع صوته حد منعه.
ضغط على اسنانه بغيظ وقال:
-أه حد منعه يا ست هانم وأنتي عارفة كويس أن ده آخر مكان ممكن يفكر يخطيه من الأساس والفضل ليكي خليتي أبني يحرم مالي علي حياة عيني أنا ماشي لكن الكلام معاكي ولا هيقدم ولا هيأخر .
غادر تاركاً إياه تتأكل غيظاً حتي لو كانت غريمتها وافتها المنية منذ زمن ولم تراه قط لكنها علي يقيقن أنها كانت ولا زالت تحتل مكان كبير داخل قلبه ومن بعدها إبنها وإذا لم تستطيع إبعاده عنه بالماضي لكن الأن مستحوذ علي قلب أبيه وأمواله من جديد وكان أولادها هم المهمشين ولكن لم ولن تسمح أن يحدث هذا من جديد سيعود إلي حيث أتي لن تسمح له بأذية أولادها أو آخذ مكان أحدهم حتي لو تطلب الأمر حياته أو حياتها هي .
❈-❈-❈
في المشفي بعد ما يقارب الربع ساعة إنتقلت نايا إلي غرفة عادية والتف الجميع حول نايا بينما هي تجلس علي الفراش وتحمل رضيعها وإلي جوارها يجلس عدي يداعب طفله.
ابتسم يوسف وقال:
-مش يلا يا عليا أنتي ونورسيل عشان تروحوا.
غمغمت نورسيل بإعتراض:
-لأ أنا هبات مع نايا يوسف مش هقدر اسبها.
هتفت نايا بوهن:
-لأ يا حبيبتي روحي أنتي تعبانة ولازم ترتاحي.
دبت قدمها علي الارض بطفولة:
-لأ مليش دعوة عايزة أفضل جنبك قدر إحتاجتي حاجة هتعملي ايه وكمان مين هيشيل يوسف الصغير بقي؟
ضحك الجميع وتحدثت صفاء بحنان:
-يا حبيبتي أنا هنا معاها وكمان عدي هنا لازم تروحي عشان ترتاحي وكمان عليا تشوف ولادها .
تنهدت بضيق وقالت :
-ماشي بس اعمل حسابك هاجي بكرة تاني.
تسأل يوسف بإنتباه:
-صحيح مش هنزل لعهد هي فين صحيح ؟
رد عدي موضحاً:
-في شقتهم أهل شادي جايين بكره هيقعدوا معاهم كام يوم.
أومئ بإيجاب وعقب:
-تمام خلاص مفيش داعي كده كده نايا هتخرج بكره بإذن الله محتاجين حاجة؟
هز عدي رأسه نافياً وعقب:
-لأ يا حبيبي تسلم.
هتفت صفاء بحنو:
-روح بقي يا حبيبي نام وأرتاح.
مسح جبته بإرهاق وعقب:
-لأ أرتاح أيه هروحهم وورايا مشوار أخلصه.
تخصرت نورسيل وتحدثت بتهكم:
-نعم يا أخويا لا يا حبيبي مش هتروح هتفضل قاعد معايا لتسبني هنا.
رفع يوسف حاجبه بإستهجان وتسأل:
-نعم أنتي هبلة ولا أظبطي كده يا نورسيل وقدامي علي البيت يلا أنجزي.
دبت علي الأرض بغيظ شديد وتحركت بعصبية شديدة إلي الخارج وخلفها عليا التي تحاول كتم ضحكاتها بصعوبة كي لا تثير غضب الآخري.
بينما يوسف هز رأسه بيأس من هذه المجنونة يكاد يقسم أنه سيصاب بأزمة قلبية عن قريب علي يدها تحرك خلفهم وهو يتنفس الصعداء ببطئ شديد محاولة في تهدئة نفسه فهو علي يقين من أن زوبعة ضارية في الطريق إليه تحضرها تلك النورسيل لا محالة فهي لن تمرر اليوم مرور الكرام ويجب أن يكون صبور معها حتي لا يفقد عقله ويحدث ما لا يحمد عقباه.
ضحك عدي وصفاء ونايا علي هذين الثنائي فشتان بين هدوء ورزانة شادي وبين جنون وطفولة نورسيل.
❈-❈-❈
غفت عينيه أثناء جلوسه علي الأريكة دون أن يدري استيقظ بفزع علي صوت جرس الباب إعتدل بوهن وهو يدلك رقبته تطلع حوله تذكر أين هو أنه بشقة شقيقه رنين الجرس مرة آخري جعله ينهض بتكاسل ليفتح الباب فعلي غادر لشراء بعض المأكولات ومن المؤكد أن يوسف قد جاء مثلما قال رغم أنه تأخر كثيراً وظنوا أنه لن يأتي من الأساس.
فتح باب الشقة ليتفاجئ بآخر شخص يتوقع رؤيته من الأساس إمتعض وجهه وتراجع إلي الخلف عدة خطوات.
بينما الآخر يقف بالخارج يتطلع إلي بإشتياق وحنين مهما بعدت المسافات وطال الفراق ولكنه سيظه إبنه وليس أي إبن بل إبنه البكر آول فرحته يعلم أنه أسي عليه وظلما كثيراً لكنه أب فيجب أن يسامحه هذا ما كان يدور بعقل عوني.
طال صمت مما جعله يترك الباب مفتوح ويتجه إلي الداخل ويجلس علي الأريكة كما كان بصمت تام دمعة شاردة هبطت من عينه مسحها سريعاً قبل أن يدلف الملقب بوالده نعم ملقب بوالده فهو لا يمس الأبوة بصلة من الأساس لا يربطهم سوا ربط الدم والإسم في خانة الهوية الشخصية لا غير.
آخذ نفس عميق ودخل الشقة وأغلق الباب خلفه بحث عنه بعينه وتحرك تجاهه وجلس علي الأريكة التي يجلس عليها الأخر بصمت لا يدري ماذا يقول ولا كيف يبدأ الحديث وما الذي من المفترض أن يقوله من الأساس! هو لا يريد شئ لا يريد سوي أن يأخذ إبنه بأحضانه يتنعم بقربه .
ظل الصمت هو اللغة السائدة حتي مر ما يقارب الساعة لا يسمع سوي صوت أنفاسهم لا غير حتي قرر هوني أن يقطع هذا الصمت مسترسلا بكلمة واحدة:
-وحشتني.
ظن الآخر انه يتوهم أنه استمع إلي هذه الكلمة أو أن والده تحدث من الأساس.
لكن أكد له عوني صدق سمعه وأنه تحدث عندما قرر كلامه مرة آخري:
-وحشتني يا أبني أبوك ما وحشكش ؟
إستمع إلي الجملة جيداً وظل يكررها داخل عقله لدقائق حتي انفجر ضاحكاً وسط تعجب عوني من حالته تلك ما سر هذا الضحك أو ماذا قال ليضحك هكذا من الأساس.
توقف أخيراً وردد جملة والده بإستهزاء:
-وحشتني يا أبني أبوك ما وحشكش ؟
نهض عاصم ووقف أمامه متسائلاً:
-إبنك مين ؟ ومين إلي وحشك ؟ وأبويا مين ؟ أنت بتضحك على نفسك ولا عليا عشان مش فاهم الصراحة بس أنت مش أبويا ولا أنا إبنك ولادك عامر وعلي وبس إنما عاصم لا مش إبنك ولا عمره هيكون إبنك من الأساس .
نهض الآخري بلهفة وشوق وقال:
-لأ أنت أبني بمزاجك أو غصب عنك أنت أبني ده حقيقة متقدرش تغيرها.
ابتسم عاصم ساخراً وعقب:
-فعلا دي حقيقة مقدرش أنكرها بس أقدر أتناسها زب ما أنت تناستها من زمان الابوه مش بالإسم ولا بالدم الأب إلي ربي واظن أنا وأنت عارفين كويس مين إلي ربنا عبد الرحمن المغربي فاكر ؟ لما أخدتني وأنا طفل عندي ٦ سنين وودتني لأخوك قولتله خده يا عبد الرحمن ربي مع عيالك قالك ليه يا عوني قولتله أصل مراتي مضايقة من وجوده ومش حابة يفضل جنب ولادها لو واحد غير أخوك ومراته وقلبهم الطيب أقل واجب كانوا قالوا ليك أرميه في أي ملجأ أو مدرسة داخلية مش ده إلي مراتك كانت عايزاه صح ؟ مش مراتك قالت ليك وديه مدرسة داخلية ونخلص منه ؟ لو انت ناسي أنا فاكر كويس أوي يا عوني وبيه ولو جاي هنا عشان تشوف علي فهو مش موجود تقدر تستناه أما بقي لو أنت موجود هنا عشاني فوجودك مش مرحب فيه وياريت تتفضل لأني تعبان وعايز أرتاح.
تطلع له عوني بندم وتحرك بخزي وهو يجر أذيال الخيبة والندم علي ما أوصل ولده له.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية