رواية جديدة حكاية بنت الريف لصباح عبد الله فتحي - الفصل 30 - الجمعة 3/5/2024
قراءة رواية حكاية بنت الريف كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حكاية بنت الريف
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة صباح عبد الله فتحي
الفصل الثلاثون
تم النشر يوم الجمعة
3/5/2024
مهند باستغراب من نظرات هاني، لكنه لا يستطيع تحديد مشاعره، وبصوت خجول: "أنا عارف إني ظلمت دهب، وجيت عليها وهي مالهاش ذنب في حاجة، بس لو كان أي حد مكاني كان عمل أكتر من كدا، انت عارف يعني، إي مراتك تقولك بلسانه إنها قتلت ابنك علشان مش. عايز رابط يربطها بيك كان صعب أووي يا هاني، ولما الجنين نزل فعلاً، أنا فكرتها إنها نفذت كلامها، وفي اللحظة دي ماجاش ع بالي إني هي تكذب أو حد ضغط عليها علشان تعمل اللي هي عملتوا وتقول كلامها ده."
هاني: "وأنت اي ضغط عليك تخون مراتك؟"
مهند بدون وعي منه يضرب هاني بالقلم ويمسكه من قميصه وبصوت عالي: "إنت بتخرف بتقول إيه يا هاني، إنت فقدت عقلك خالص، إنت عارف إنت بتقول إيه ومين ده اللي بيخون مراتو؟"
سماح بصوت عالي: "هو إيه اللي بيحصل بس، ياربي، في إيه يا مهند وإنت يا هاني، إي الكلام اللي إنت بتقوله علي أخوك ده؟"
هاني يضع يده على مكان القلم اللي اخده من مهند ودموعه تنزل وبصوت ضعيف: "أنا لو مكنتش شوفت بعيني كان مستحيل أصدق إن مهند ابن الحاج محمد علي سنه وربع ينزل للمستوى الرخيص ده، وكمان في المستشفى ومراته مريضة وقدام الكل."
مهند بغضب وبصوت عالي ويمسك هاني من هدومه ويقول: "إنت عارف لو مكنتش أخويا من لحمي ودمي كنت عملت فيك إيه يا هاني، وبعدين إي اللي إنت شوفته؟"
❈-❈-❈
سوزان تدخل وهي بتقول: "مش عارفة إنت مضايق ليه، ما أنا وأنت بنحب بعض، عادي يحصل بينا حركات زي دي."
سماح بصدمة: "إنتي بتقولي إيه يا بنتي؟ هم مين دول اللي بيحبوا بعض؟"
أم سعيد وضعت يدها على صدرها بلطف: "الطف بينا يا رب."
سميرة بغضب: "إنتي بتقولي إيه يا بنت؟ إنتي؟"
سوزان ببرود: "والله زي ما سمعتوا كده."
دهب تجلس على السرير وتستمع إلى الحوار منذ بدايته وعيونها على مهند وكلهم دموع.
مهند واقف وعينه على دهب ويراقب هاني.
هاني بحزن: "إيه يا مهند، ساكت ليه، ما تردش تقول حاجة؟"
مهند بزعل: "إنت مصدق أن أنا ممكن أنزل للمستوى الرخيص ده يا هاني؟ أنا ميهمنيش إنها بتخرف بتقول إيه، بس سؤال واحد ليك أو ليكم كلكم، أنتو مصدقين أن مهند رخيص لدرجة الخيانة؟"
سماح تذهب إلى مهند بدموع: "اللي يقول عليك كلام زي ده، إنت مهند ابني وأنا أعرفك أكثر من نفسي، إنت أشرف من الشرف يا بني."
أم سعيد: "لو الدنيا كلها واقفت قدامي وقولوا إن مهند ابن الحاج محمد يعمل حاجة زي دي، أنا مستحيل أصدق، أنا مربيك على أيدي وعارفة أخلاقك كويس يا بن الأمراء."
مهند بعينه على دهب: "وأنتي مصدقها إني أنا ممكن أخونك يا دهب؟"
❈-❈-❈
دهب تتظاهر بالقوة والغضب: "ولا ماهو صدق إني ممكن أقتل ابني؟ فين المشكلة؟ إني أصدق أنه فعلا بيخوني."
مهند بحزن: "إنتي عارفة كلامك ده يا دهب؟ معناها إيه؟ إنتي بالشكل ده بتكسري الثقة اللي بيني وبينك."
دهب بضحكها ودموعها تنزل: "إنت متعرفش إنه إنت كسرت الثقة دي من يوم مصدقت إني ممكن أقتل ابني وابنك يا مهند؟ إنا كمان كنت مستناك توقف في صفي، تقول إني مستحيل أعمل حاجة زي كده، تقول 'دهب حبيبتي'، مش من النوع ده زي مانت واقف دلوقتي ومستني مني إني أقف معاكي وأقول 'مهند جوزي مستحيل يعمل كده'."
مهند بحزن: "يعني إنتي بتردي واحدة بواحدة يا دهب، ومصدقها أن أنا ممكن أخونك بعض الحب اللي أنا قدمتهولك ده كله ده، أنا من يوم ما شوفتك ما عرفتش غيرك."
سميرة بصراحة: "يا ابني، أنا عارفة إن سوزان بنتي حلاوتها وجمالها وقدرتها تجذب وتوقع أي رجل بجمالها، بس أنا مصدومة من أن مراتك تصدق إنك واحد رخيص بالشكل ده، يعني أنا اللي عارفة أن دهب ومهند بيحبوا بعض وفي بينهم ثقة عمياء، بس رد مراتك صدمني، هي مصدقة حتى من غير ما تشوف دليل، هي صدقت من مجرد كلام، تبص على دهب بقرف، هي فعلاً واحدة متستحقش حد يحبها أو يثق فيها."
❈-❈-❈
سماح: "إيه الكلام اللي إنتي بتقوليه ده يا سميرة؟ ده بس هو ده وقت الكلام ده."
سميرة: "أنا قولت حاجة غلط، هي فعلا كانت لازم تثق في جوزها ومتصدقش عنوا حاجة زي كدا، كان لازم ترد وتقول 'مهند مستحيل يغلط ويعمل حاجة زي كدا' حتى لو كان على بنتي انا مستحيل اصدق عنها كده."
سوزان: "بس اللي هاني قالي عليها فعلاً حصل، يا ماما، أنا ومهند بنحب بعض وعايزينا نتجوز في أسرع وقت."
سماح بصوت عالي: "إنتي بتخرفي، بتقولي إيه يا بنتي؟ مين اللي يتجوزك إنتي؟ نسيتي أن مهند رجل متجوز؟"
مهند وعيونه على دهب وفيها اي يامي: "ما أنا رجل، ويحل لي الأربعة."
دهب بصدمة ودموع: "قصدك إيه يا مهند؟"
مهند: "قصدي اللي إنتي فهمتيها يا دهب، وليه لا ما إنتي مصدقة أن أنا ممكن أخونك فيها، إي لو اتجوزت عليكي مرة تانية."
سميرة في نفسها: "يالف نهار أبيض، أخيرًا مهند هيتجوز سوزان بنتي"وتنظر إلى سوزان بنتها، "والله طلعتي ما انتش سهلة ياقلب أمك، فعلاً صدق اللي قال البنت تطلع لأمها."
❈-❈-❈
سماح بدموع: "إنت إيه اللي بتقولوا ده يا مهند؟ يا بني، جواز إيه اللي إنت بتقول عليه؟ إنت نسيت إنك متجوز وأبوك لسه ميت مالهوش أسبوعين وإنت عايز تتجوز؟ يا خسارة تربيتي وتعبي وشقي عليك يا بني."
مهند: وفيها إي يا امي لم اتجوز، أنا من حقي أكون عندي بيت وأسرة وأولاد."
سماح بدموع: ودهب نقصها إي يا أبني."
مهند بحزن وعينه على دهب: "دهب مش هتخلف تاني بعد اللي حصلها ده، الدكتورة قالتلي إن فيها احتمال دهب متخلفش مرة تانية."
دهب بدموع وصدمة: "إنت بتقول إيه؟ هي مين اللي مش هتخلف مرة تانية؟"
وتضع يدها على بطنها وبدموع: "يعني إيه؟ أنا مش هكون أم خالص."
مهند يحاول أن يجرح دهب بنفس الطريقة التي جرحته بها: "أيوا يا دهب، أنتي مش هتكوني أم أبدًا، وطالما إنتي مصدقة أن أنا ممكن أخونك وأعمل حاجة زي كدا، ليه ماتجوزيش مرة تانية وخلاص؟"
دهب بدموع: "إنت هتندم أوي يا مهند على اللي إنت بتعملوا ده، صدقني."
مهند: "أكتر حاجة ندمان عليها إني فعلاً حبيتك من قلبي يا دهب."
❈-❈-❈
سماح: "أي اللي إنت بتقوله يا بني؟ إيه اللي حصل لكل ده علشان تتجوز على مراتك؟ ولو علي الخلفه ما حدش عارفه رزق ربنا فين.
مهند: "هو أنا خلاص قرارات هتجوز سوزان."
دهب تكلم نفسها: "يا حرقت دمي، معقولة مهند عايز يتجوز عليا؟ إيه اللي أنا عملته في نفسي؟ يا ربي!"
وتتحدث بدموع، "عايز تتجوز يا مهند؟ اتجوز بس صدقني هتندم على الجوازة دي." وبدموع، "ما أنا خلاص بقت شجرة بيرها، مش هتجبلك عيال."
مهند: "طب كويس إنك عارفة نفسك، إنك مش هتقدري تجبلي عيال، أنا من حقي أتجوز عليك، وقررت أتجوز سوزان."
سوزان بفرح: "أنا موافقة، يلا بينا نطلع ع المأذون وأنا مش عايزة دوخلة ولا فرح يكافئني أني هبقى في حضنك."
سميرة تغيظ في دهب والكل: "يالف نهار أبيض، يعين أمك، أخيراً هشوفك عروسة يانن عبني، أنتي الف مبروك يا روحي."
سوزان تغيظ في دهب وتقول بدلع: الله يبارك فيك يا ماما."
❈-❈-❈
تروح وتحتض دهب: "حبيبتي، ما تزعليش، كل شيء قسمة ونصيب، وأنا أوعدك إني عيالي من مهند هيكونوا عيالك برضوا."
دهب بقرف: "انتي خاطفت الرجال اللي خاطفه مني، جوزي بوعدك هتندمي."
سوزان تبتسم تبص على مهند وبدلع: "يلا بقى يا بيبي، خلينا نروح نكتب كتب كتابنا، أنا وأنت."
مهند وعينيه على دهب وكلام هاني وبحزن: "خد الكل على البيت يا هاني، علي ما أرجع."
هاني بحزن: "إنت هتتجوز على مراتك فعلاً يا مهند؟ هو
ده حبك ليها؟"
مهند: "وأنا ولا أول ولا آخر واحد هيتجوز على مراته."
❈-❈-❈
"دهب، بحزن: هو أنت فعلاً، ولا أول ولا آخر واحد يتجوز فعلاً على مراته، بس أنت هتندم على الجوزة دي، يا مهند. اتجوز بس واحدة غير دي، يا مهند."
"سوزان، بغضب وبصوت عالي: بت انتي احترامي نفسك."
"سميره، بغيظ: اهدي يعين أمك، ده هي بس من النار اللي في قلبها بتقول كدا من غيظها منك ومن جمالك، وأكيد أي واحدة غيرها هتقول كدا."
"دهب، بغضب: هتغاظ منها على أي من جمالها ولا قلت أدبها؟ خطافت الرجالة! وتقوم تمسك سوزان من شعرها: أنا هعرفك ازاي تحطي عينك على جوزي، يا خطافت الرجالة!"
دهب بصوت عالي: مهند ليا أنا وبس!"
"سوزان، بغضب: انتي ازاي تتجرأ تمسكني بالشكل ده يا بنت؟ انتي انا هوريكي ازاي تتجرأ ترفعي إيدك على سوزان!"
دهب وبصوت عالي: مهند جوزي أنا وأي واحدة كلبة تتجرأ تقرب منه. أنا هقتلها!"
"وتيجي ماسكها، مهند، من قميصه: انت ليا أنا وبس انت فاهم."
"وتحط أيده على بطنها وتتوجع جامد وفجاة يغمي عليها من شدة التعب والإرهاق."
"مهند، يمسك دهب قبل ما تقع على الأرض ويشلها بين أيديه ويبص على هاني والكل وبصوت عالي: اخد الكل على البيت، يا هاني."
"سماح، بخوف: انت رايح فين يا بن، واخد دهب معاكي فين؟ وهي في الحالة دي، هي لسه طالعة من العملية."
"مهندهو خارج من الغرفة، ما ينظرش إلى أمه: ما تخفيش يست الكل، دهب كويسة ومتخفيش عليها، ويبص على دهب بس، احنا محتاجين نبعد يومين عن المشاكل اللي في البيت وإن شاء الله يا بكرة يا بعدوا هنكون باذن الله في البيت."
"سوزان، بصوت عالي: طيب وجوزنا يا مهند."
❈-❈-❈
مهند يبصّ على سوزان بليه واشربي ميته. أنا مهند ابن الحاج محمد علي، سنه وربع مستحيل يقبل بت زيك مستعدّها تبيع نفسها بسهولة وتحطّ عينها على راجل متجوز وتقولوا "بحبك".
سوزان بدموع وصوت عالي: بس أنا بحبك يا مهند ومستعدة أعمل أي حاجة علشانك.
مهند بهدوء: أنتِ واحدة مريضة نفسياً ومحتاجة إنك تتعالجي وبأسرع وقت.
سميرة بغضب: ينقطع لسان اللي يقول على بنتي مجنونة.
سماح: هي فعلاً تصرفاتها مش تصرفات ناس عقلها، بنتك عايزة تاخد راجل متجوز وتقول بتحبه، اديني عقلك، دي تصرفات ناس عقلها.
سميرة بغضب وصوت عالي: أنتِ قصدك إيه يا سماح أن بنت مجنونة؟
هاني بصوت عالي: يا جماعة، احنا في المستشفى وميصحش كدا، خلينا نرجع بيتنا واللي عندها كلمة تقولها في البيت أحسن من هنا.
مهند اخذ دهب ينامها في العربية ويطلع جاكيت بتاعه ويغطيها به ويبصلها بحزن: "إحنا فعلاً محتاجين نبعد شوية عن كل المشاكل اللي بتحصل هنا، ووعد مني يا دهب إني مستحيل أخونك أو أفكر في أي واحدة غيرك، أنا عارف اني في الفترة الأخيرة دي إحنا فعلاً كنا بعيد عن بعض، إحنا لازم نعوض بعض عن كل حاجة إحنا خسرناها في الفترة دي والأهم من ده كله أن إحنا نرجع نثق في بعض من جديد. وأنا عارف إني غلطت في حقك وازعلتك قبل كده، بس معلش، انا هعوضك عن كل حاجه حصلت وده واعد مني.
❈-❈-❈
في مكان عبارة عن فندق، دهب نائمة على السرير وجنبها مهند. دهب تفتح عينيها بتعب وتشوف مهند، هذا القاسي، معذب قلبها، وبصوت ضعيف: "مهند؟"
مهند بابتسامة: "ايوه يا قلبي، مهند."
دهب تقوم من السرير: "أنت بتعمل ايه هنا؟ وأنا جبتني فين؟"
مهند يقوم هو الآخر وبهدوء: "انا وانتي محتاجين نبعد عن كل المشاكل اللي بتحصل في البيت، علشان كدا جبتك هنا، خلينا ندي بعض فرصة اخيرة يادهب."
دهب تتظاهر بالكبرياء: "ليه عايز فرصة اخيرة؟ مانت قررت تتجوز مرة تانية يا استاذ مهند؟ وليه عايز تدي فرصة اخيرة لبت قليلة الشرف واللي مش بتخلف؟"
مهند يمسك دهب جامدًا من وسطها: "انتي ماكنتيش شايفة إنتي بتتكلمي ازاي يا مدام دهب؟ معقولة انتي مصدقة إن انا ممكن أخونك أو أبص لواحدة تانية غيرك؟ انتي جرحتيني أوي بكلامك علشان كده انا حبيت اجرحك بنفس الطريقة (وبضحكة) بس. ما تخيلتش إنك بتغيري عليا للدرجة دي، البنت الغلبانة كانت هتموت في إيديك."
❈-❈-❈
دهب بغضب تذوق مهند جامدًا وبصوت عالٍ: "وانت كنت عايزني أعمل إيه؟ واحدة عايزة تأخذ جوزي مني، اخدها بالحضن يعني؟"
مهند باستفزاز: "بس مش للدرجاتي يا متوحشتي الجميلة."
دهب بصوت عالٍ: "مهند، خلي يومك يعدي على خير، أحسنلك."
مهند يمسك دهب من وسطها: "ولو ما عداش على خير، هتعملي إيه؟ مش ملاحظة إنك بقتي متوحشة؟"
دهب تضع يديها على صدر مهند، عينيها في عينيه وبتوتر: "هتعمل إيه يعني؟"
مهند يحس بضعف دهب ويشدها عليه أكثر: "أقدر أعمل كتير، بس انتي اديني فرصة أخيرة علشان نصلح اللي انكسر."
دهب بدموع: "بس اللي بيتكسر مش يتصلح يا مهند."
مهند بحزن: "ليه يا دهب؟ بعترف اني جرحتك وأذيتك كتير، بس متنسيش انك انتي اللي اجبرتيني على كده، احنا الاتنين خسرنا كتير في الفترة اللي فاتت، خلينا نعوض بعض."
دهب بدموع: "أنا مستعدة أخسر أغلى حاجة في حياتي، اللي انت يا مهند، علشان انا مش عندي أغلى منك في الدنيا كلها."
مهند: "عايز أعرف كل حاجة، ليه كنتي بتحملي نفسك كل حاجه كانت يتحصل؟"
دهب: "كنت بعمل كل ده علشان أحميك يا مهند، حتى لما خسرت ابني وابنك، كان علشان أحميك برضو."
مهند بعدم فهم: "قصدك إيه وبحميني من مين؟ وانتي لما خسرتي الجنين كنتي تعرفي؟"
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة صباح عبد الله، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية