رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 4 - 5 - الخميس 2/5/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع
5
تم النشر يوم الخميس
2/5/2024
وفي داخل المدرسة التي تعمل بها ضحى كانت تسير بخطوات بسيطة شاردة الذهن في قبول أو رفض عرضاً زميلها الأستاذ صالح بخصوص الزواج وشرطه العسير، تعلم أنها أخذت وقت طويل للتفكير في الأمر جيد و حتى الآن لم تستطيع الإختيار الصحيح رغم كل الأمور والازمات والنقاش أمامها توضح لها اجابه واحده وهي الرفض! لكنها تعود لنقطه الصفر عندما تفكر في حديث الناس والمجتمع وأنها ما زالت آنسه ولم تتزوج بعد وقد تخطت عمر الخامسه والثلاثون عام دون ارتباط بأحد واذا رفضت هذا العرض ربما او إحتمال كبير لم تجد عرض آخر وتضيع آخر فرصه لها بالارتباط .
لكن هل ستهدر كرامتها لتتحمل فكرة زوجه ثانية بحياتها الزوجيه القادمه، مقابل أقوال المجتمع الذي لا يمل من الحديث.. أو سترفض وربما تأتيها فرصه أخرى أفضل مثل ما اخبرتها صديقتها نرمين! لكن متى ستأتي هذه الفرصه فلقد انتظرت كثير وكثير دون فائدة! واصابها الاحباط الشديد.
وبمجرد أن دلفت الغرفة الخاصه بالمدرسين وجدت في وجهها المدرس صالح يتطلع لها بوجوم إبتلعت ريقها بتوتر فكانت الفتره السابقه تتهرب منه حتى تفكر براحه أكثر تعلم أنها تأخرت في الرد ويجب أن تعطيه الجواب الأخير لقرارها مهما كان اليوم، تفوهت بتوتر تخشي من ردة فعله
= ازيك يا استاذ صالح اخبارك ايه .
تأفف بضيق شديد ثم قال بصوت ساخراً
= تمام، مش ملاحظه انك اتاخرتي اوي في الرد عليا مع اني الموضوع يعني مش محتاج كل التفكير ده ولا إيه؟ يا اه يا لأ ومهما يكون ردك اكيد مش هغصبك على حاجه .
حدقت إليه نظرة استغراب من طريقته الساخره ثم أجابت قائله بنبرة مترددة نوعاً ما
= مع حضرتك حقك انا اسفه ان عطلتك ، بس كان عندي شويه ظروف هي اللي اخرتني في الرد عليك .
لوي شفتيه بتهكم ثم رد هو بزهو كأنه واثق في قرارها بالموافقه عليه
= خير أن شاء الله اتمنى بس الظروف اللي عندك ما تطولش وتشوفي ميعاد مناسب عشان اجي اقدملك واطلبك رسمي من والدك
أخفضت رأسها و بملامح متألمة أخبرته بندم
= لا ما هو أنا آآ .. مش موافقه
رمقها بإزدراء عدة ثواني يستوعب رفضها له، فهو كان على يقين بانها ستوافق لذلك اختارها هي بالأخص عن الجميع، فتاه لم يسبق لها الزواج وقد تخطت عمر الثلاثين ومناسبه جدا له وستوافق على جميع شروطه دون اعتراضا لكنها حقا فجاءته برفضها، أردف بغضب و بصوت أجش
= نعم يا اختي هو إيه إللي مش موافقه! يعني بقيلك اكتر من شهر بتفكري وفي الاخر تقولي لي مش موافقه؟ واصلا الموضوع ما كانش محتاج كل التفكير ده ومع ذلك قلت لنفسي زي بعضه هتعمل نفسها عروسه بقى وخطبها كتير ومحتاره، وبعد ده كله ترفضي هو انتٍ هتشوفي نفسك عليا ولا ايه .
رفعت ضحي وجهها إليه بعدم تصديق وقاحته وتحوله المفاجئ الى شخص غير مهذب، لتعلم بان صديقتها كانت محقه هو كان يستغل ضعفها للمجتمع ليضغط عليها لترضخ اليه بكل سهولة! نظرت إليه نظرة غضب عكس ندمها الذي كان قبل قليل تشعر به، ثم قالت بنبرة حادة
= من فضلك يا استاذ حاسب على كلامك هو انت مش لسه من شويه برده قايلي مهما يكون ردك هحترمه؟ والجواز مش بالعافيه وأنا فكرت كويس في الموضوع ولقيت ان العرض بتاع حضرتك مش مناسب ليا خالص واكيد هتلاقي غيري كثير ممكن يوافقوا بس انا مستحيل اوافق!
تطلع فيها بغيظ شديد، وهي صمتت تلتقط أنفاسها من أسلوبه البغيض بعدما ابتلعت غصتها تضيف بفتور
= خصوصا بعد اسلوبك اللي شفته من شويه عن أذنك .
❈-❈-❈
بداخل حي السيده زينب، وفي أحد القهاوي المشهوره الشعبية على النواصي بالمنطقة كان منذر يجلس مع صديقة متوتر نوعاً ما فيما يريد أن يتحدث به معه! فلقد أخذ القرار و أنتهي الأمر بالنسبة له لكن لا يعرف راي الآخرين فيما يريد! بينما يجب ان يعاجل في الأمر بسرعه أكبر بعدما رمي الطعم الى معاذ ليصل الى عائلته بأنه أختار العروس بنفسه هذه المره دون رأي أحد ولا باختيارهم .
ولم ينسى أيضا بأن يوجد عريس يريد خطبتها بالوقت الحالي! قبل منه وهي مازالت تفكر لذلك يجب ان يتدخل ويشتت افكارها لتوافق عليه، التفت نحو صديقه قائلاً بجدية
= بقول لك ايه يا مصطفى هي البنت اللي شفتها كانت واقفه مع مراتك في فرح اخوك وقلتلك عليها كانت اسمها ايه؟
عقد حاجبيه باستغراب وهو يقول بعدم تذكر
= اي واحده هو انا عارف كل الناس اللي كانت في الفرح من اللمه ما نرمين كانت واقفه مع كذا حد في الفرح فكرني اني واحده
عبست ملامح منذر وطالعه قائلا بحنق
= البنت اللي فكرتها اختها وانت قلتلي ان مراتك ملهاش أخوات، لسه برده مش فاكر انت قلتلي اسمها بس انا نسيت.. البنت اللي كانت مليانه شويه دي ببشره قمحاويه .
اقترب مصطفى من منذر واردف متذكر بخشونة
= ايوه، ايوه افتكرتها يبقى أكيد قصدك ضحى بنت الأستاذ فوزى، ما فيش غيرها واقرب صديقه لنرمين من أيام الجامعه لحد دلوقتي.. غير انهم كانوا ساكنين في عمارة واحده قبل ما اتجوز نرمين بس بتشوفها لما بتروح تعمل زيارات لاهلها.. بس انت مالك مهتم بالبنت دي ليه ثاني مره تسالني عليها، وانت اصلا عمرك ما اهتميت بحاجات زي كده في حياتك .
حك طرف ذقنه متسائلاً بخشونة باهتمام
= وهو والدها الاستاذ فوزي ده بيشتغل ايه هم ساكنين في نفس المنطقه معانا هنا .
جلس جانبه بهدوء وبدأ يجيب عليه متحدث
= ده يا سيدي كان راجل موظف بس دلوقتي طلع على المعاش و قاعد في البيت، هم مش في نفس المنطقه معانا بالظبط يعني بعد شارعين من هنا.. عشان انا عارفها كويس و بشوفها على طول مع نرمين مراتي وكمان كانت بتيجي تدي لاولادي دروس في البيت اصلها مدرسه بس مش فاكر بصراحه بتدرس إيه بالضبط، اصلها كانت بتدي لاولادي كل المواد و كانت بتستنى عليا في المصاريف بصراحه عشان كده اتعاملنا معاها مده طويله .
حرجًا من فكره أنها متعلمه وهو لا! ليضع يده على شعره عابثًا به وهو يرد بضيق
= هي بتشتغل! و طلعت مدرسه كمان؟
تعجب من اهتمامه الكبير نحوه تلك الفتاه دون مبرر، ليقول مستنكراً بصوتٍ خفيض
= لا انا عاوز افهم بقى الحكايه انت مالك مهتم اوي بالبنت دي وعيلتها ليه؟ انا فكرت في الاول عاوز تتفق معاها على درس لابن اخوك لكن انت لسه عارف دلوقتي انها مدرسه مني يبقى ايه الحكايه ؟.
إبتلع ريقه بتوتر خفي، وقال بصوت هادئ
= عادي يعني كل خير ان شاء الله، اصل بفكر يعني لو هي محترمه فعلا وبنت ناس اتقدم لها
أتسعت عيناه بذهول وقال صديقه بحزم
= نعم ده مستحيل طبعاً.
ازداد تجهم وجه منذر بغضب قائلاً بضجر
= مستحيل ليه ان شاء الله ايه اللي يعيب البنت، ما انت لسه من شويه عمال تشكر فيها.. ولا في حاجه ما اعرفهاش هو حد متكلم عليها ولا حاجه انا خدت بالي انها مش لابسه دبله في ايديها يعني مش متجوزه ولا مخطوبه .
صاح بصلابة شديدة ونبرة تحذير التقطها منذر بسهولة
= هي فعلا مش مخطوبه ولا متجوزه و لسه عند رأيي ما شفتش منها حاجه وحشه بس ما تنفعكش للجواز يا منذر انت بالذات لاسباب كثير، في فرق بينكم في مستوى التعليم والسن!.
ازداد اقتضابه من إجابته ووجد نفسه يتحدث بغضب
= طب التعليم وفهمناها ومش هكون أول ولا اخر واحد يعني يتجوز واحده مكمله تعاليمها وهو لأ، ما اعرف ناس كتير وعايشين عادي.. واذا كان على السن يعني انا اكبر منها بقد ايه.
تغَّضن جبينه بالضيق قائلاً بتهكم
= لا وانت الصادق هي اللي اكبر منك بقد ايه؟
انا لسه من شويه قايل لك ان هي ونرمين متخرجين مع بعض يعني هي في عمر مراتي! وحسب ما أنا متاكد يعني انها عندها 35 سنه دلوقتي يعني الفرق بينكم هيكون حوالي سته ولا سبعه تقريباً.
تفاجأ من كلماته حقا رغم أنه يعلم بانها قد تخطت سن الثلاثون فهكذا كانت تقول الى صديقتها لكن لم تقول عمرها بالضبط، فامتعض وجهه بشدة من هول الصدمة وبدأ يحسب عمره وعمرها ليعرف الفارق بالضبط بينهما ثم هتف مندهشًا
= أكبر مني بسبع سنين! انا كنت فاكر العكس ما توقعتش حاجه زي كده ولا فكرت فيها.
هز رأسه بالإيجاب قبل أن يتنهد بقوة هاتفاً
بتوضيح جاد
= عرفت ليه بقول لك انها ما تنفعكش هو صحيح في ستات كتير متجوزه أكبر من ازواجهم عادي، بس أكيد الموضوع بالنسبه لك هيكون صعب شويه الفرق اللي بينكم برده مش بسيط مش سنه ولا اتنين ولا ثلاثه ولا خمسه حتى .
اندهش مصطفى من شرود صديقة منذر دون تعليق فحلّ الصمت قليلاً ثم قال الآخر بوجوم
= منذر انت سرحت في ايه؟ هو انت بتفكر توافق تتجوز واحده اكبر منك ولا إيه.
لم يرد منذر بينما زافرًا بصوت مختنق من فساد ترتيباته بالكامل، فهو قد توقع كل شيء إلا أنها تكون أكبر منه بالعمر وبالاخص بسبع سنوات! لكن ماذا سيفعل الآن؟ أسرته وباتت تعلم بأنه يريد الزواج من احدهم وقد اختار واذا عاد اليهم واخبرهم بأنه اصرف نظر عن هذا الأمر بالتأكيد سيسرعوا في زواجه بغيرها باختيارهم.. أو ربما يضغط والده عليه حتى يعود الى غاده وهذا من رابع المستحيلات ان يفعله.. فماذا إذن سيفعل .
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية