-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 25 - 9 - الخميس 2/5/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل الخامس والعشرون

9

تم النشر الخميس

2/5/2024

ظهيرة احد الأيام 


ولجت إليه بعدما غاب عنها منذ يومين..رسمت قناع بارد على وجهها يعكس نيران الأشتياق، ورغم ما فعله إلا أنه سيظل ساكن القلب والجروح..دفعت الباب ودلفت للداخل تبحث بأرجاء الغرفة عنه ، ولكن تسمرت بوقفتها عندما وجدته مازال نائمًا، خطت ببطء إلى أن وصلت إليه، توقفت تطالعه بإشتياق لفترة من الزمن، ثم امالت بجسدها بهدوء تضع كفيها على خصلاته..تهمس له 

-جاسر ..ولكنها دنت منه فزعة عندما وجدت إصابته 

-جاسر ..فتح جفونه وكأنها تراود أحلامه فهمس بإرهاق 

-جنى..ملست بأناملها على وجهه وانسابت عبراتها

-ايه دا إنت مضروب بالنار، من امتى..حاول أن يعتدل ولكن إصابته لم تساعده، ضمت كتفه تساعده على الأعتدال ..انسابت خصلاتها على وجهه، رفع رأسه إليها حتى أصبح بأحضانها بالكامل أغمض عيناه يتنعم بقربها، ود لو أحتضتنها حتى تذوب عظامها ..وضعت الوسادة خلفه ، ثم مسدت على خصلاته

-كدا مرتاح، ازاي تتصاب ومتقوليش، شوفت وشك عامل ازاي، فتشت بعيناها بلهفة على جسده تبحث عن إصابة أخرى ، انبثقت دموعها تبكي وفجأة ضمته تضع رأسها بصدره 

حاوط جسدها النحيل بذراعه السليم هامسًا بإرهاق:

-اشش، اهدي ياقلبي أنا كويس قدامك دي إصابة عادية مفهاش حاجة، خرجت من أحضانه تحتضن وجهه

-بتوجعك مش كدا، مش عارف تتحرك اهو، حتى منزلتش تصلي الفجر..حاوطت عنقه تضع رأسها بحناياه

-أنا غبية كان المفروض اعرف إن فيك حاجة، آسفة ، يارب خدني 

ضمها بقوة وكأن دعوتها ستتحقق طبع قبلة رقيق بعنقها حتى شعرت بها فرفعت رأسها مرة أخرى تطالعه بعتاب وألمًا، هنا فاقت ورجعت لأرض الواقع فابتعدت عنه قليلا 

-هروح أعملك حاجة تاكلها، بما أن حضرتك طردت منيرة علشان تعاقبني 

جذب كفيها يشير بعينيه 

-تعالي هنا، مش عايز اكل ، عايزك جنبي ..ارتجف قلبها من همسه وتعبه، أمسكت كفيه بيديها الأخرى تبعده ولكنها امسك يديها الأثنين بقبضته

-جنى أنا تعبان والله تعبان ياحبيبة جاسر..انسابت عبراتها بعدما تذكرت ماصار بينهم فاقتربت منه تربت على كتفه

-ارتاح لحد ماارجعلك ..شبك أنامله بأناملها 

-بعيد عنك مفيش راحة

-رفعت ذقنه 


بجد ياجاسر ..مرر أنامله على وجنتيها 

-بجد ياروح جاسر

ابتسامة جميلة ظهرت بعيناها،ثم تذكرت إصابته:



-إنت اتصبت في شغل ولا إيه ..أغمض عيناه متراجعا بجسده، يجذبها لأحضانه 

-لأ ..فيروز ضربتني بالنار

اعتدلت مذهولة

-ايه ..ليه ايه اللي حصل 


اعتدل جالسًا يشير لثيابه 

-هاتي الهدوم دي لازم أخرج دلوقتي، عندي قضية مهمة 

احتضنت كفيه تهز رأسها 

-لا مستحيل اسيبك تمشي كدا ..انت تعبان، وبعدين ليه فيروز ضربتك بالنار 

داعب أنفها بأنفه

-باخد حق حبيبتي، ملست على وجنتيه

-تعرف عايزة اموتها دلوقتي، دي كانت ممكن لا قدر الله الرصاصة 


وضع إبهامه على شفتيها ودنى منها 

-ياريتها موتتني علشان متوجعش من بعدك ..فاقت من حربها ونهضت بعدما فقدت السيطرة على نفسها 

-هروح اعملك حاجة تاكلها ..وتقولي ازاي وصلتلها وعملت ايه علشان تضربك كدا


❈-❈-❈


-جنى لازم امشي ماينفعش، لو ليا عمر ورجعت هحكيلك أما بقى لو ربنا بيحبك يبقى يرجعوني في تابوت 

أصيبت بشلل بخلايا جسدها من حديثه، وأحست بوجع يغزو اضلعها حتى لم تقو على التنفس ..ورغم ذلك نهضت تلقي ملابسه وتحدثت بنبرة متحشرجة :

-خد هدومك ايه ، ترجع ولا مترجعش، يبقى روح للست فيروز تعالج جروحك، قالتها وتحركت سريعا خرجت شهقة متجهة سريعا لغرفتها.. جلست بالشرفة ورغم برودة الجو القارصة إلا أن نيران خوفها عليه تلتهم صدرها، وضعت رأسها تستند على الطاولة 


نسمات عليلة تلفح وجهها لتفتح عيناها على خطاه للأسفل متجهًا لسيارته وهو يتحدث بهاتفه

-ساعتين بالكتير وهنتحرك..فرد قائلا 

"محمد رسول الله"..هبت فزعة على كلماته ونادت باسمه، رفع رأسه لشرفتها، وجدها تستدير إليه هابطة إليه بقدمها العارية ومنامتها القصيرة...هرولت تبكي بشهقات مرتفعة حتى وصلت إليه تلقي نفسها بأحضانه 

"كدابة انا كدابة متصدقنيش، رفعها من خصرها يدفث رأسه بخصلاتها ..لكمته بكفيها 

اياك تجيب سيرة الموت تاني سمعتني..محدش هياخدك مني


آهة حارة كانت أبلغ من أي تعبير عما يشعر به، ليعصرها بأحضانه ويدور بها وضحكاته تملأ السماء وكأن هناك احتفالا ربانيا لتسقط رحمة رب العالمين وتغزو الأرض بأمطارها..حاوطت عنقه تضحك من بين بكائها تضع جبينها فوق جبينه مع لمسات كفيها

"فليحيا العشق اللاذع ملهمي"


تسابقت أنفاسه مع أنفاسها، وتوقفت الكلمات فوق الشفاة ولم يتبقى سوى نبض القلوب .. انزلها يحاصرها بذراعه مرددا 

"فليحيا العشق اللاذع ملهكتي"


احتوت وجهه وتاهت بعيناه

-جاسر أنا مسمحاك، هنبدأ صفحة جديدة، بحبك يابن عمي 

امال ملتقطًا ثغرها 

"روح جاسر"..وضع جبينه فوق خاصتها وتنهيدة حارة بكم الاشتياق 

-جنى وحشتيني اوي اوي حبيبي..وحشني ضحكتك

حاوطت خصره تضع رأسها بصدره:

-وانت كمان ياجاسورة..ارتفعت ضحكاته يشير لنفسه 

-يعني مطر وكلام حلو طب والله لازم ادفى النهاردة..قالها غامزا

رفع ذقنها 

-ادخلي من المطر وان شاءالله ساعتين وراجعلك ياحبيبة جاسر 

رفعت نفسها وطبعت قبلة على وجنتيه 

-هستناك ..ابتسامة هائمة بعيونًا لامعة 

-هغير رأيي كدا 


بغرفة ربى كانت تجلس تقوم بإرضاع رضيعها وتلمس على وجنتيه مبتسمة 

-شوفتي يامامي شبه عز اوي 


مسدت غزل على خصلاتها 

-يبقى الصبح خديه عند جده هيفرح بيه اوي..رفعت عيناها تهز رأسها 

-من غير ما تقولي ياماما..


شوفتي عمو صهيب رغم تعبه بس جالي المستشفى

غمزت غزل قائلة:

-لا شوفت عز وهو كان هيموت عليكي، وماارتحش لما دخل العمليات 


استمعت لطرقات على باب الغرفة 

ولج عز بهيئته الخاطفة يوزع نظراته عليهم

-أيهم وحشني فلو ينفع اشوفه..توقفت غزل تلكزه بكتفه

-ادخل ياحضرة المهندس، قال الواد مؤدب، من إمتى اتربيت اصلا


أشار بيديه وهتف بضحكاته

-والله بنتك ربتني احسن تربية، خطى متقدمًا إليها يحمل مجموعة من الزهور، وبيديه علبة من الشيكولاتة..

دنى يطالع ابنه وعيناها تلتمع بالسعادة


وضع الذي بيديه أمامها :

-جبتلك شوية حاجات عرفت أنها بتزيد اللبن ، مش عايز الاستاذ ايهم يتعب مامي، لازم تهتمي بصحتك ياروبي لو سمحتي..اتجهت بنظرها لوالدتها بابتسامتها السعيدة ..فرفعت ابنها تشير بعينيها 

-طيب خد ابنك تعبتي، شقي أوي مش مبطل عياط

تحركت غزل للخارج تترك لهما مساحة خاصة بيهم 


جلس وهو يطالع ابنه بنظراته الحنونة يمسد على شعره الناعم رفع نظره لربى التي تحتضنهم بنظراتها 

-روبي الواد دا شبه مين..بسطت كفيها إليه قائلة :

-ممكن تيجي تقعد جنبي وحشتني، طالعها بصمت ونظراته العاشقة تحتويها فنهض من مكانه، جلس بجوارها ورفع ذراع يحاوطها به، وذراع آخر يحمل طفله ..طبع قبلة مطولة على جبينها 

-عاملة إيه حبيبتي..وضعت رأسها على كتفه 

-مش حلوة من غيرك ياعز، عايزة ارجع بيتي .لملم خصلاتها ورفع ذقنها ينظر لرماديتها 

-بيتك جوا قلبي ياروح قلبي، خفي وبعد كدا هننقل بيت لوحدنا، أنا بجهزه دلوقتي ..دنى يهمس لها بعض الكلمات التي جعلت وجهها لوحة من السعادة 


بالصباح بمنزل جاسر 

فتح عيناه يطالع تلك القابعة بأحضانه، أخيرًا رضيت عنه بعد أكثر من شهرين جفاء، انحنى يعدل خصلاتها على جنبًا فظهر ذراعها العاري..مرر أنامله عليه وعلى عنقها، ابتسم وسعادة الدنيا تملك روحه، وهو يرى اثار ليلتهما ..


فتحت عيناها بإرهاق 

-صباح الخير..جذب رأسها على صدره 

-صباح العشق، رفعت كفيها على وجهه 

-ايه الابتسامة الحلوة دي ..تعرف ضحكتك حلوة اوي 


اعدل رأسها على ذراعه واضعًا رأسه بالقرب منها:

-علشانك عيونك حلوة، فشيفاني حلو 

هزت رأسها بإبسامتها الجميلة

-لا بجد، ضحكتك حلوة اوي، والغمزات دي بعشقها 

اعتدل سريعا يحاصرها بذراعه

-اثبتي ..قهقهت بصوتها المرتفع الذي اخترق قلبه وجعله كالفراشة فأمال يدفث نفسه بصدره بأنفاسه المرتفع 

❈-❈-❈


بعد عدة ساعات وخاصة وقت الظهيرة 

 ولجت الخادمة إليها 

مدام جنى فيروز برة عايزة تقابل حضرتك، لا تعلم لماذا شعرت بتوقف نبضها وانتابها رعشة مخيفة ، فأشارت الخادمة 

-خليها تدخل..طالعتها عاليا 

-جنى دي فيروز اللي كانت متجوزة جاسر، كأن لا يوجد احد سواها، قلبها ينبض بعنف،  وارتعاشة بسائر جسدها 


حتى ولجت فيروز وابتسامة متسعة على وجهها قائلة 

-اتقابلنا تاني ياجنجون..


ابتسامة باردة بملامح جامدة تطالعها بصمت حتى تحدثت فيروز 

-فين جاسر، جاي افرحه واقوله مبروك هيكون أب بعد سبع شهور


برودة اجتاحت جسدها بالكامل، وتحجرت عبراتها بمقلتيها، شهقة خرجت من فم عاليا، 


ابتلعت جنى ريقها ف

قهقهت بصوت مرتفع ورسمت البرود على ملامحها، وجلست تضع قدم فوق الأخرى، ثم امالت تجذب حبة من الكريز


-بتقولي انك حامل من جوزي صح قالتها وهي تطالعها بنظرة نارية على برودها 

-ايه مش مصدقة، ولا ايه ..قالتها فيروز

جذبت محرمة ورقية ومسحت فمها ثم نصبت عودها 

-مش موضوع مصدقة ولا لأ، موضوع اني واثقة في جاسر، بصي هو بعيد عني أهو، بس ميعملهاش

ولو على قصدك الليلة إياها، وحياتك ياحبيبتي لو بعتيلي الفيديو نفسه هقولك مستحيل..مش مصدقاكي

❈-❈-❈

رغم انهيارها الداخلي إلا أنها هتفت تشير على الكريز 

-تاكلي كريز علشان البيبي إنما انتي وصلتي الشهر الكام ..قاطعتهم الخادمة 

-مدام جنى حضرة الظابط جه برة وبيقول لحضرتك اطلعيله

رمقت فيروز بنظرة خبيثة مبتسمة ثم اتجهت لعاليا 

-نادي على حضرة الظابط يالولو 

قولوا ام ابنك جوا



يتبع ...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة