-->

رواية نابغة بعصر الأغبياء - للكاتبة أسماء المصري - الفصل 19 - 2 الجمعة 24/5/2024

  

قراءة رواية نابغة بعصر الأغبياء  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية نابغة بعصر الأغبياء

للكاتبة أسماء المصري


الفصل التاسع عشر

2

تم النشر يوم الجمعة

24/5/2024

تلاعبها بعقول من حولها لم يكن محبذا لها ولكنها شعرت أنها على حافة الهاوية بعد أن أمضت خمس وعشرون عاماً بتلك الحياة الصعبة فرأت من وجهه نظرها أنها تستحق أن تعيش حياة طبيعية حتى ولو تخطت الخط الأحمر.


لم يكن صعباً عليها مطلقا استخدام ذكائها وفطنتها لتتلاعب بالجميع فأوهمتهم جميعاً أنها لم تكن تنوي شرا وإنما أرادت اﻻستقرار بحياتها مع زوجها الذي اختارته بمحض إرادتها، فتفهم الجميع حالها وأولهم إمام عبد المجيد زوجها المصري الذي أحبها بالرغم من كل تلك العقبات التي واجهته معها منذ أن تعرف عليها إلى الآن.


خرجت من المشفى فحاولت هانده أخذها للمكوث معها بمنزل والديها حتى تطيب ولكنها رفضت معللة: 

-أريد البقاء مع زوجي لإصلاح ما يمكن إصلاحه من حياتنا معا.


اتسعت بسمة إمام بعد أن شعر أنها وأخيرا وجدت نافذة أمل وتعلقت بها فعادا لمنزلهما فرمقها فور أن دلفا بنظرة ذات مغذى فابتسمت له بخجل وأطرقت رأسها وتمتمت بداخلها متوسلة: 

-أتوسل لك لا تفعل شيئا وأتركه حتى أستطيع إقناعه بالسفر لمصر.


انحنى إمام وقبلها من عنقها وهمس بأذنها: 

-افتقدك كثيرا، وكم أود ممارسة الحب معكِ دورثي.


رفعت وجهها تنظر له ببسمة وأومأت له: 

-حسنا ولكن أمهلني بعض الوقت حتى آخذ حمامي لأزيل رائحة المشفى عن جسدي وأتجهز لك.


قضم شفته السفلى وأومأ منتظرا بترقب، فدلفت المرحاض ووقفت أسفل الماء المنهمر تغتسل فاستمعت لصوت موسيقى بالخارج فعلمت أنه ربما يجهز لليلة شاعرية على ضوء الشموع وأنغام الموسيقى.


أخذت وقتاً طويلاً بالداخل فاقترب من باب المرحاض وطرق طرقة خفيفة وسألها بقلق: 

-دورثي حبيبتي، هل أنت بخير؟


أجابت بصوت مرتفع قليلاً لتجاري صوت الموسيقى العالي: 

-نعم ولكني مجهدة قليلاً والماء دافئ جيد لجسدي.


ابتسم إمام وابتلع ريقه بإثارة وهو يتخيلها أسفل المياه بجسدها العاري والناصع البياض فبلل شفتيه بإثاره وهتف: 

-هل تريدين مساعدة؟


ارتبكت فورا وردت بتلعثم: 

-لا، لا أنا بخير.


اتسعت بسمته وأمسك مقبض الباب وأداره بحركة بطيئة فَفتُح معه ودلف ليجدها على نفس الحالة التي تخيلها بها، فابتلع ريقه بتباطئ ولم تجد هي ما تستر به جسدها فابتعدت حتى استندت على الحائط الرخامي البارد فانتفض جسدها فجأه من برودة سطحه، ولكنه لم يهتم واقترب هو بدوره وبكامل ملابسه ليقف أسفل الماء المنهمر وحاصرها بين جسده وبين الحائط واقترب منها مقبلاً إياها بقبلة عميقة لم تبادله إياها فابتعد ينظر لها بحزن وانحنى مجدداً وقبلها من جديد فبادلته تلك المرة ليخرج إمام تماماً عن سيطرته بنفسه ويبدأ بخلع ملابسه المبتله وهو لا يزال أسفل المياه وبدأ ممارسته معها بشغف لا مثيل له من جانبه وبتوتر وتردد من جانبها.


انتهى فابتعد لحظة وانحنى يهمس لها بأذنها: 

-ليس كافياً.


رمقته بنظرة متعجبة فابتسم وهو يحملها متجها لفراشهما وأراح جسدها عليه برقه واقترب منها يقبل جسدها من أسفله لأعلاه حتى وصل لجانب أذنها فهمس بنبرة مؤججة للمشاعر ظن أنها ستؤثر بها: 

-آه ستكون ليلة مثيرة حبيبتي.


اعتلاها على الفور وعاد لممارسته معها من جديد حتى انتهى بإجهاد وارتمى على الفرش لاهثا متعبا، وهمس لها وهو على مشارف النوم: 

-ليتك تظلين هكذا دورثي وأنا لن أكف عن محاولة إسعادك حبيبتي.


أنهى حديثه وأغلق عينيه فذهب في سبات عميق وهو يحتضنها فغفت هي الأخرى بإجهاد لا تشعر بالوقت حولها.


فتحت عينيها عندما شعرت به يحرك جسده بجوارها وقالت بخمول وهي تجده يتجه لخزانة ملابسه يخرج ما يرتديه: 

-متى استيقظت إمام؟


التفت ناظرا لها بنظرات نارية وشرسة عرفت أنها لفرعونها ولعنتها الأبدية سيتي، حاولت التحدث فخرج صوتها مهزوزا: 

-مولاي، أاانت.......


قاطعها صارخاً بها بحدة أجفلتها: 

-أيتها العاهرة الوضيعة، تتوسليني حتى لا أتدخل عند مضاجعتك لهذا الحقير! وأنتِ تعلمين تمام العلم أنني لم أعد أستطيع منعه طالما هو مستيقظ.


لفت ملاءه الفراش على جسدها العاري فرمقها بنظرة ممتعضة وأشاح بوجهه عنها فاقتربت منه محاولة أن تهدأه وقالت: 

-مولاي لم يكن أمامي اختيار، كل ما فعلته كان لأجلك ولأجل أن نجتمع سويا و...


قاطعها مزمجرا بشراسة: 

-تضاجعينه من أجلي! يا لكِ من مضحية.


لم تجد كلمات تقولها له لتدافع بها عن نفسها فقالت بتلبك: 

-إنه زوجي و...


عاد لصراخه الحاد: 

-ألم أقل أنك لا تختلفين كثيراً عن أي عاهرة! فإن كان هو زوجك لأصبحت أنا عشيقك ومضاجعتك لنا تعني أنكِ بلا شرف.


صرخت رافضة حديثه: 

-لا تقل هذا فانتما واحد، نفس الجسد فما الفرق؟


صر على أسنانه واقترب منها بغضب جحيمي ورد عليها بوجوم: 

-لا لسنا واحد، لا أصواتنا ولا روحنا حتى وإن تشاركنا نفس الجسد.


ردت موضحة: 

-ولكنه يمتلك الحق لذلك فهو زوجي....


اقترب فجأة منها وحاوط عنقها بقبضته الحديدية وصر على أسنانه وصرخ يقاطعها: 

-لاااا، أنا فقط من أمتلك روحك وجسدك وكيانك يا هذي، ولا أسمح لغيري بلمسك وﻻ باﻻقتراب منكِ، اسمعتي؟


خافت منه ولأول مره تشعر أن جسدها ينتفض فزعا ممن أحبت فحاولت فك حصار يده عن عنقها ونظرت له برجاء متمتمة: 

-أرجوك مولاي، تفهم موقفي.


صر على أسنانه واقترب من أذنها هامسا بتحذير: 

-لن يحدث ذلك مرة أخرى وإﻻ أقسم انني سأدق عنقه وهو نائم لتضاجعي جثته أيتها العاهرة القذرة.


احتدت أنفاسها من إهانته لها بهذا الشكل ولم تستطع السكوت أكثر فصرخت به: 

-إياك ونعتي بتلك الصفات مجدداً، فأنت تعلم انه لم يلمسني غيرك، بنترشيت كنت أو دورثي، فكلاهما أنت من أفقدت عذريتيهما وإياك أن تتهمني بذلك من جديد وإﻻ.


رفع حاجبه لأعلى ورمقها بترقب: 

-وإﻻ ماذا بنترشيت؟


ردت بثقة زائفة: 

-وإﻻ سأنهي هذا الأمر وإلى الأبد، ولن أكن لك من جديد ووقتها أذهب وابحث لنفسك عن عاهرة بحق أو ربما ضاجع نفسك سيتي مرنبتاح.


لم يتقبل إهانتها فصفعها صفعة قوية على وجهها جعلت خدها يشتعل حمرة بل وينزف أنفها من قوتها، فتماسكت ولم تبك بل وقفت أمامه صامدة وهتفت بحدة: 

-أنا ﻻ أريدك بحياتي مجددا سيتي، اتركني وشأني وكفي ما عانيته معك بحياتي السابقة والحالية.


لم يصدق أنها تطلب منه اﻻبتعاد بعد كل ما عاناه من أجلها فتنفس بحدة وأخبرها بحنق: 

-أخبرتك أنها ستكون المرة الأخيرة التي أذهب وتلك المرة لن أعود أبداً مهما توسلتني.


ابتسمت ساخرة وقالت بحنق: 

-فلتذهب وتضاجع المومياوات اللاتي معك وانس أمري.


احتنقت حدقتيه بحمرة الغضب وصر على أسنانه وهتف بضيق: 

-طفلة مشتتة ولعينة.

❈-❈-❈


لم تصدق مرور شهر كامل دون تواصله معها بأي شكل كان، والأكثر من ذلك أن إمام أصبح يطارحها الغرام بشكل دائم ومنتظم دون أي اعتراض من قبل سيتي وبالرغم من إحساسها باﻻستقرار والهدوء بحياتها إﻻ أنها لا تشعر بالسعادة مطلقا ولا بالرضاء وقت ممارستها للحميمية مع من يفترض أنه زوجها، ولكنها آثرت الصمت فلقد انتهى كل شيئ أخيراً بعد معاناة دامت لأكثر من خمس وعشرون عاما.


استيقظت من نومها على صوت موقتها فتحركت من فراشها بخمول متجهة للمطبخ لتجهيز الإفطار لزوجها قبل ذهابه للعمل، ولكنها شعرت فجأة بدوار عنيف عصف بها فسقطت مغشي عليها ولم تفق إﻻ بعد أن شعر بها إمام وهرع للمطبخ محاولا إيفاقتها .


حملها وهي لا تزال تشعر بدوار ووضعها على الفراش ونظر لها بخوف وسألها باهتمام: 

-ما بكِ حبيبتي؟


ردت بوهن: 

-لا أعلم أشعر بإجهاد وتعب


ناولها كوبا من الماء فارتشفته وتحرك هو يرتدي ملابسه هاتفا بعجاله: 

-سأذهب لاحضار طبيب للكشف عليكِ.


لم تعترض فأومأت له بصمت وانتظرته لحظات فعاد برفقة الطبيب الذي فور أن وقع عليها الكشف قال: أظنها تحتاج للراحة قليلاً ولا بد من عمل تلك الفحوصات للتأكد من حملها.


لمعت عين إمام بالفرحة واتسعت بسمته وهو يرمقها بنظرة سعيدة وسأل: 

-هل هي حامل؟


أجاب الطبيب وهو يكتب بعض الوصفات الطبية: 

-احتمال كبير، وحتى نتأكد لا بد لها من عمل ذلك التحليل.


تحرك للخارج فأوصله ذلك الفرح والسعيد و عاد بسرعة وقفز على الفراش بجوارها هاتفاً بسعادة عامرة: 

-حبيبتي، مبارك لنا .


بللت شفتيها بطرف لسانها وقالت بحذر: 

-لا تتعجل حتى نتأكد.


قبلها من تجويف عنقها واقر بحب: 

-سآخذ اليوم عطلة حتى اهتم بكِ وحتى نتأكد من حملك حبيبتي.


لم تقو على المجادلة أو الرفض فقد شعرت بغصة مؤلمة فور سماعها خبر حملها بعد أن تأكدت أن حياتها مع فرعونها الذي لم تعشق غيره قد انتهت وإلى الأبد.


جلست تفكر بشرود وهى تحدث نفسها: 

-أين أنت؟ و كيف حالك وأنت وحيد بعالمك؟


أغلقت عينيها وتنهدت بحزن وعادت لفتحها عندما قرع جرس الباب معلنا عن وصول والديها اللذان دلفا بسعادة بعد أن أخبرهما إمام بحملها بالرغم من عدم تأكدهما بعد من ذلك الخبر.


اقتربت هاند بسرعه وجلست بجوارها تسألها باهتمام: 

-هل تشعرين أنكِ بخير ابنتي ؟


أومأت لها ورمقتها بنظرة حزينة فهمست لها والدتها بتخوف: 

-ما بكِ؟


دمعت عيناها وحاولت إخفاء عبراتها النازلة على وجهها فتعجبت هانده من ردة فعلها عن حملها وسألتها بحيرة: 

-ما بكِ؟ من يراكِ يظن أنكِ حزينة على خبر حملك!


أومأت لها تؤكد حديثها وعقبت: 

-لقد خسرته تماماً أمي.


تعجبت من حديثها ولوهلة تاهت بحديثها المبهم وسألتها: 

-من تقصدين؟


أجابتها باكية وبصوت هامس: 

-سيتي يا أمي، من تظنين؟


لمعت عين الأخرى بالضيق وهمست لها بحدة توبخها: 

-ألن تكفِ عن أفعالك تلك ستصيبني بالجلطة يا ابنتي، زوجك يحبك ويعشقك وتحمل أكثر مما يتحمله بشر واﻵن أنعمت عليكما الحياة أخيراً بتلك النطفة التي تنمو بأحشائك حتى تستقرا بحياتكما سويا و...


قاطعتها دورثي بحزن كبير: 

-لا أستطيع تقبل الأمر أمي، أنا أحب سيتي ولا أقوى على الابتعاد عنه أكثر.


تجهم وجهها وسألتها بتحير: 

-ألم يكن هو نفسه يتلبس جسده يا مختلة؟ فما الفرق؟


أجابتها وهي تشير بنظراتها لزوجها بضيق: 

-الفرق أن هذا إمام وذاك سيتي، فرق السماء من الأرض أمي.


أطرقت رأسها بحزن وابتلعت ريقها بتباطئ بعد أن اتخذت قرارها وقالت: 

-أمي، لابد أن تأتي أنتِ معي للطبيب ولا تسمحي له بالمجئ.


سألتها بتوتر: 

-لماذا، ماذا تنوي فعله دورثي؟


أجابتها هامسة وهي تنظر لإمام الجالس برفقة والدها: 

-لا أعلم بعد ولكنني أريدك معي تحسبا لأي أمر.


وافقت الأخرى على مضض وجلسوا جميعا حتى جاء موعد الفحص فتحرك إمام لتغيير ملابسه والذهاب معها ولكن هانده وقفت تخبره: 

-لا يوجد داع من الذهاب معها فأنا ذاهبة و....


قاطعها رافضا: 

-ولكنني أريد التواجد معها حتى استقبل ذلك الخبر المفرح وأنا بجوارها.


ابتسمت له هانده بتصنع وعقبت: 

-اﻻفضل بقائك برفقة إيدي حتى نعود ووقتها نزف لكما الخبر السعيد.


دلفت حجرة الكشف ونامت على السرير الحديدي وانتظرت والدتها بجواها حتى أتم الطبيب كشفه بالكامل وأكد حملها قائلاً: 

-أظنك تخطيتي أسبوعك السابع.


تعجبت واندهشت من حديثه ونظرت لوالدتها المتسع فاهها بشكل مبالغ فيه وهي تقول بفرحة: 

-سأصبح جدة أخيراً .


لم تعقب ولم تتحدث طوال طريق العودة لمنزلها ووالدتها لم تكف عن الثرثرة حتى صرخت بها أخيراً: 

-أمي، ركزي بالقيادة واصمتي قليلاً.


تعجبت هانده من حالتها فامتعض وجهها وقالت بتحذير: 

-إياكِ وإضاعة ذلك الحمل أو إضاعة زوجك من بين يديك فتلك فرصتك عزيزتي حتى تعيشين حياة طبيعية وأخيراً.


لم تعقب عليها ولكن عقلها ظل يحتسب بعض الأمور الهامة بداخله وأهمها تاريخ حملها ومقارنته بذلك اليوم الذي طارحها إمام الفراش لأول مرة لتتأكد من ظنونها، نعم ليس هو والد ما ينمو بأحشائها ولكنه فرعونها ولعنتها لتحمل منه مرة ثانية بتلك الحياة؛ فنتهدت بحزن وأغلقت عينيها بأسى تتمتم بداخلها: 

-تلك المرة لن أنتنازل عن نطفتك التي بداخلي مهما كان الثمن يا مولاي وستجتمع بي وبابنك عن قريب يا حبيبي.


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية نابغة بعصر الأغبياء ، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة