-->

رواية نابغة بعصر الأغبياء - للكاتبة أسماء المصري - الفصل 13 - 2 الثلاثاء 14/5/2024

 

قراءة رواية نابغة بعصر الأغبياء  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية نابغة بعصر الأغبياء

للكاتبة أسماء المصري


الفصل الثالث عشر

2

تم النشر يوم الثلاثاء

14/5/2024


خرج صافقا الباب وراؤه بحدة وغضب واتجه صوب حجرته الملكية وجلس على فراشه يشعر بتهتك فؤاده وهو لا يصدق ما حدث؛ فمنذ أيام كانت سعيدة معه وكان هو أسعد رجال العالم وهو يتنعم بدفئ حضنها وعشقها له، والآن ما بين ليلة وضحاها تغير كل شيئ ليظل جالساً يفكر بألم فقدانها حتى دلفت الملكة تويا فاتسعت حدقتيه واستعد ليصب غضبه وحقده بها.


وقف فور دلوفها وأمسكها من ذراعها بقوة متسائلاً:

-ألم انبهك أن تبتعدي عنها؟ ألم أحذرك من إخبار الكهنة بأمرها؟ هل تتوقين للموت يا هذي؟


ارتمت أرضا على الفور تتمسك بطرف رداؤه الطويل:

-مولاي، من أخبرك أنني من فعلتها؟ أنا كنت نايمة بحضنك طوال الليل ولم أعلم حتى بعودتها ولا أنها كانت ترافقك.


رفعها بقسوة من ذراعها محكما قبضته عليها فتألمت ورأت إحمرار حدقتيه بشر وهو يردف:

-كان بيننا اتفاق وقد نقضته تويا، عاهدتني أن تبتعدي عنها وأنا بالمقابل لن أتخذ لي لا قرينة ولا محظية أخرى وقد نفذت اتفاقنا وقمت بفض الحرملك فلماذا فعلت فعلتك تلك؟


بكت خوفاً:

-مولاي، أنا لم أفعل شيئاً فلما تتهمني بما لم اقترفه؟


جحظت عينيه ناظراً لها بغل هاتفا بتوعد:

-ستأتيني الأخبار الآن وسأعلم الحقيقة كلها ووقتها حسابك لن يكن هينا وعنقك سيكون ثمن خيانتك لي.


لحظات ودلف الحارس حانوت رع مطرقاً رأسه فساله:

-هل تقصيت الأمر؟


أومأ باحترام:

-نعم مولاي.


نظر للملكة وصمت متخوفا من التحدث أمامها ولكن سيتي هز رأسه بمعنى هات ما عندك فأكمل:

-تخوفت كثيراً من وجود جواسيس للكهنة داخل القصر فمن أين علموا بغياب الكاهنة؟ لذا تقصيت الأمر بحذر شديد حتى علمت بكيفية معرفتهم يا مولاي.


وقف سيتي باستقامة منتظرا سماع ما يعلمه ومتأكدا منه فقال:

-الملكة تويا هي من أخبرت الكهنة بتغيبها عن القصر و....


قاطعته صارخة وهي ترتمي أرضاً تتمسك بقدم الفرعون:

-لا، مولاي لم أكن أعلم أنها ترافقك برحلتك للعاصمة القديمة، أنا حقا ظننتها  تتعبد بالمعبد فذهبت لاستدعائها فقد كانت تيا حزينة دونها، ولكن عندما علمت أنها ليست هناك ظننتها تخونك وغادرت هربا أو ربما لتقابل غيرك فلم يأت ببالي أنك أخذتها معك فتلك ليست من شيمك يا مولاي، أرجوك سامحني وسأظل على عهدي معك ولن أفشي ذلك السر حتى تخرج روحي من جسدي.

❈-❈-❈

إحساسه بالعجز أمامها جعله يبدو شارد الذهن غير منتبه لوزراؤه وحاشيته ومن يديرون الدولة معه فجلس باجتماعاتهم لا يشاركهم الحديث ولا حتى بأخذ القرارت حتى انتبه له قائد جيوشه فانحنى يهمس له: 

-مولاي، بمٓ أنت شارد؟


رمقه بنظرة خاوية ووقف هاتفاً بإجهاد ملحوظ: 

-استكلموا أنتم بدوني فأنا متعب.


تحرك وتبعه حارسه الخاص وقائد جيوشه الذي أوقفه رغما عنه وسأله باهتمام حقيقي: 

-مولاي ما بك؟ منذ عودتنا من منف وتبدو شاحب وشارد الذهن دائما، هل استدع الطبيب ليفصحك؟


رفض بحركة من رأسه وصرف حارسه وجلس بالحديقة حتى يتحدث مع قائده بأريحية وسأله: 

-متى شعرت بحبك لابنتي أيها القائد توت؟


رد متلعثما: 

-أظن منذ الوهلة الأولى التي رأيتها بها.


ابتسم سيتي وسأله: 

-اتعتقد إذن بالحب من النظرة الأولى؟


أومأ له مضيفاً: 

-بل أؤمن أيضاً بشريك الحياة والذي لا يكمل نصفك اﻵخر سواه.


تنهد سيتي وسأله: 

-وهل تظن أن تيا هي نصفك الآخر التي ستكتفي بها عن نساء العالم؟


رد مؤكداً: 

-بالطبع مولاي.


ضحك ضحكة بالكاد لامست شفتيه وأضاف متسائلاً: 

-وماذا كنت لتفعل إن رفضت زيجتكما؟


توتر وفكر قليلاً بإجابة لسؤاله ورد بالنهاية: 

-أظن أنني لم أفكر سوى بها وتوقعت إن رفضت طلبي ستنحر عنقي بعدها لتجرأي وطلبي هذا الطلب.


هتف متعجباً: 

-إذن كنت تنتظر إما الموافقة من قبلي أو الموت؟


أومأ له دون تعقيب فعاد سيتي يتنهد بحزن وأردف: 

-وماذا عني؟ هل تجدني تسرعت بعلاقتي بقيثارة الحب؟


فكر قليلاً ورد عليه موضحا: 

-لقد فعلت ما أراده قلبك دون النظر لعواقب أفعالك مولاي، ولكن هكذا هو الحب.


أطرق رأسه محاولاً إخفاء عبراته التي تجمعت بمقلتيه وقال بصوت حزين: 

-لقد انتهى عشقها لي وتوقفت عن حبي، أكاد أجن ولا أصدق ما أنا به الآن.


رمقه توت بنظرة مطولة وأكد له: 

-لا تصدقها، هي تتحدث مع الأميرة تيا والأخيرة دائما ما تقص لي ما يحدث معهما وتيا تؤكد أنها تعشقك مولاي.


التفت ينظر له بدهشة: 

-وهل تعلم تيا بعلاقتي بها؟


نفى موضحا: 

-لا، ولكنها تظنها بعلاقة مع أحد الحراس.


أبدى اهتمامه وأضاف: 

-ويوميا تتحدث معها بحزن لانفصالكما وتيا حزينة لأجلها وتسألني إن كان هناك طريقة لتركها نذورها حتى تجتمع بمن تحب.


أطرق سيتي رأسه بحزن وقال: 

-للأسف لا يوجد طريقة فقد بحثت بكل البرديات وحتى تكلمت مع العديد من الكهنة لإيجاد طريقة ولكن لم أجد وأكد الجميع على أنها نذور أبدية حتى الموت.


ارتبك توت يحذره:

-تحدثك مع الكهنة بهذا الأمر خطرا محدق يا مولاي وأنا أرى أنك بدأت تفقد حذرك وتتعامل دون تفكير.


تنهد محاولا قتل غصته الواضحة بحلقه:

-أريدها، أريد أن اجتمع بها أمام العالم أجمع دون خوف أو حذر فجد لي طريقة.


وقف فورا وبلهفه وتحرك من أمام توت فسأله الأخير مهتما: 

-مولاي، إلى أين؟


التفت وابتسم مجيبا: 

-لأحضان حبيبتي، وأنت تجهز لاقترانك بخاصتك توت.


هرع بلهفة صوب غرفتها وفتح الباب دون طرقه فوجدها جالسة حزينة على الأرض تبكي وكأنها فقدت عزيز عليها فرفعت وجهها تنظر له؛ ففتح لها ذراعيه هاتفا باشتياق: 

-اشتقت لكِ قيثارتي، احبك يا من سرقتِ قلبي.


وقفت وهرعت صوبه ورمت جسدها سريعاً تتعلق برقبته فحاوطها بذراعيه وحملها لمستوى طوله ودفن وجهه بتجويف عنقها يسحب رائحتها باشتياق وكأنه غاب عنها لسنوات و ليس لبضعه أيام وهمس لها بأذنها: 

-لا تتركيني مجدداً، فقد شارفت على الموت دونك وإن اردت سأترك كل شيئا ورائي فقط لأجلكِ قيثارتي.


انزلها ونظر بعينيها فابتسمت له وقالت بصوت متحشرج من فرط ما تشعر به بعد أن تضخم عشقه بقلبها اليانع: 

-أنا لك، وإن كان الثمن حياتي فسأقدمها لك طواعية وحبا مولاي وفرعوني سيتي مرنبتاح.


انحنى يقبلها بعمق و شغف و سحبها معه بعالم الأحلام والعشق الخالص.

يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية نابغة بعصر الأغبياء ، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة