-->

رواية نابغة بعصر الأغبياء - للكاتبة أسماء المصري - الفصل 7 - 3 الثلاثاء 7/5/2024

  

قراءة رواية نابغة بعصر الأغبياء  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية نابغة بعصر الأغبياء

للكاتبة أسماء المصري


الفصل السابع

3

تم النشر يوم الثلاثاء

7/5/2024



ابعدها عنه بشراسة ورد: 

-ألم أقل لا تجادليني؟


أومأت وأضافت: 

-حسناً، ولكن قلبي يؤلمني لمجرد التفكير أنك بفراش أخرى قد فضلتها عن الجميع، وغني أيضاً أﻻ تحبني يا مولاي؟


اعتدل بوقفته ورفع بصره ناحيتها بجمود وصرامة وأمرها: 

-عودي وفقط اهتمي بولي عهدي ولا تتدخلي فيما لا يعنيك وإﻻ ابتعدت عنكِ تماما تويا واتخذت لنفسي قرينة أخرى تنجب لي ولي عهد آخر ووقتها لن تصبحي أم الملك كما تأملين.


أطرقت رأسها بحزن وتحركت صوب الركب الذي حضر معها وامتطدت الجواد ولكنها انحنت تهمس بأذن أحد الحراس الموالين لها آمره: 

-لا تذهب لأي مكان، انتظر هنا حتى تعلم هوية من معه.


أومأ الحارس بطاعة فتحرك الركب برفقتها ما عدا ذاك الحارس الذي وقف بعيداً يراقب بحذر، اما سيتي فقد دلف مجدداً لعشيقته فوجدها تبكي بانهيار وذعر وهي تلطم خديها وصدرها هاتفة: 

-لقد انتهى أمري وسيعلم الكهنة كل شيئ، لقد انتهيت.


أمسكها من ذراعها وأوقفها أمامه وانحنى لمستوى طولها وتحدث مؤكدا: 

-لا تخافي حبيبتي، لم يحدث شيئ.


هدرت باكية: 

-كيف لم يحدث شيئ والملكة تويا اتت إلى هنا وعلمت بالأمر؟


أجاب موضحا: هى لا تعلم من أنتِ، وإن علمت فلن تستطع أن تتخطاني، فاهدئي ولا تخافي قيثارتي.


رمقته بنظرة مذعورة وقالت: 

-ستودع قيثارتك عن قريب ولن يكن لي وجود بعد أن يعلم الكهنة.


صرخ بها حتى تفيق من هذيانها المرتعد: 

-أي قوة على الأرض تستطيع أن تتخطاني يا هذي؟ أنا الفرعون سيتي مرنبتاح اﻻبن الوحيد للملك رعمسيس والحاكم الحالي للبلاد فمن لدية القوة ليتحداني؟


ردت بتلقائية: 

-كهنة آمون رع.


حرك رأسه نافيا: 

-لن يستطيعون فعل أي شيئ، وأنا سأنهي ارتباطك بالمعبد وأقترن بك بنترشيت لا تقلقي حبيبتي.


بكاؤها جعل قلبه يرتعد خوفا عليها فهدأها وأزال خوفها مؤكدا: 

-تأكدي حبيبتي انتي لن أتركك أبدا مهما حدث، صدقيني فلن يجرؤ أحد على معاداتي ولا حتى الكهنة بعد ان أصبحت أنا الملك فاطمئني.


ابتسم لها وداعب اسفل ذقنها: 

-هيا لنعد فالوقت تأخر ولا أريد أن تلحظ تيا غيابك فهي تفتقدك أكثر مما تفتقد أباها وأمها.


ضحكت رغما عنها فهي تحبها حقا وأردفت: 

-أفضل شيئ حدث لي على الأطلاق هو صداقتي بالأميرة تيا.


رفع حاجبه الأيسر ينظر لها بغضب مصطنع فرمقته بنظرة متسائلة فقال بصوت أجش: 

-أقضل ما حدث لكِ هو تيا! وماذا عني؟


تعلقت برقبته بعد أن نسيت حزنها للحظات وقبلته من وجنته هاتفة بحب: 

-أنت أفضل ما حدث بروحي يا مولاي.


ابتسم وسألها مشاكسا:

-وماذا عن مضاجعتي إذا؟


قضمت أسفل شفتها بخجل فقبلها وهمس بجوار أذنها:

-إن كنت أنا أفضل ما حدث بروحك فمضاجعتي هي أفضل ما حدث بجسدك اليس كذلك؟


أومات وقبلته فبادلها القبلة ولم يسعه الإبتعاد عنها إﻻ بعد أن رسم على جسدها الغض سطور من عشقه وغرامه بها.


❈-❈-❈


عادت تدب الأرض بغضب جحيمي ودلفت تتحدث بعصبيه لتلك العرافة: 

-معكِ حق، كان مع أخرى.


ابتسمت العرافة وقالت لها بغرور : 

-أعلم مولاتي.


صرخت تويا بحده: 

-من هي؟ لماذا لا تستطيعين معرفتها؟


أجابتها وهي تنظر أمامها بالرمل: 

-هناك شيئ يحجب رؤيتي لها ولكن لا تقلقي يا مولاتي فلن أرتاح حتى أفك طلاسم الحاجز الخاص بها وأعلم من هي!


هزت رأسها تشعر بنيران تحرقها فهتفت العرافة:

-مولاتي، لا تحدثي جلبة حتى لا يصب الفرعون غضبه بك فتلك عادات الملوك أن يحظوا بالعديد من المحظيات والجواري ولكنك أنتِ هي زوجته الشرعية وأم ولي العهد.


نطقت من بين صرير أسنانها:

-لو أن الأمر لم يقتصر على جارية واحدة لما شعرت بالغيرة والخوف هكذا، امتناعة عني منذ فترة كبيره جعلني استعين بك لاني خفت أن يكون مريض ويخفي مرضه عني.


حركت وجهها بامتعاض صارخة:

-لم أتخيل ان يكون ممتنع عني وعن جواريه فقط لأجل واحدة بعينها، هذا تهديد صريح لي ولابنائي ولولي العهد فقد يكون واقع بعشقها.


التفتت تأمر العرافة بغل:

-اكشفي لي من هي حتى أمحيها هي ونسلها من وجه الأرض.


أومات لها فصرت تويا على أسنانها بغيظ والتفتت تحطم المرآة التي بحجرتها وجلست بشموخ تنظر لانعكاس صورتها على قطع المرايا وقالت متوعدة: 

-فقط عندما أعلم من هي وسترى ايها الفرعون العظيم، سترى بعينك كيف سأسلخ جلدها عن عظامها وهي حية وسأجعلك تستمع لصراخها.


تشنج جسدها أكثر بجلستها وهي تكمل توعدها: 

-حتى تكن عبرة لمن تسول لها نفسها أن تضع نفسها بمكاني أو أن تاخذ ما هو ملك لي.


استمعت لطرقات على الباب فاذنت لمن بالخارج فكان الحارس الذي انحنى لها باحترام فرمقته بنظرة باهتة تنتظر أن يخبرها بهويتها فقال: 

-لم استطع معرفتها يا مولاتي، فقد خرج الفرعون بعد فترة وخرجت هي برفقة الحارس وهي ترتدي زيا يغطي كل جسدها ووجهها فلم استطع تبين من هي!


سألته باهتمام: 

-هل اتبعتها لتعلم من أي بيت تنتمي؟ فإخفاء هويتها لأنها بالتأكيد زوجة وإلا كان أعلنها للملأ.


أومأ لها واجاب: نعم، لقد تبعتها مولاتي ولكن مع الأسف استطاع الحارس أن يخفي آثارها جيداً فتاهت مني مع الأسف.


رمقته بنظرة حادة وغاضبة وقالت بتوبيخ: 

-أيها الأبله، إياك أن يكون قد لمحك لهذا تهرب منك وراوغك؟


رد مؤكداً: 

-لا يا مولاتي ولكن أظن أنها طريقته المعتادة لإخفاء أثرها.


أشارت له بالمغادرة بحركه من رأسها فخرج وأخرج زفرة قوية مرتاحة واقترب منه حانوت رع وأمسكه من كتفه بقوة وسحبه معه صوب حجرة الملك فانحنى فوراً احتراماً وتوقيرا فلمعت عين سيتي أكثر لينحنى الآخر ساجداً أمامه بذعر وظل سيتي صامتا حتى تحدث الحارس حانوت رع موضحا: 

-لقد لمحته يا مولاي يتعقبني وأنا و...


صمت فحرك سيتي رأسه تفهما عن من يتحدث واستمع لباقي حديثه عندما أطنب: 

أوصلتها وهرعت له حتى أحضره لك ولكنني وجدته يخرج من حجرة الملكة تويا.


زفر سيتي بتوتر وحاول أن يخفي رهبته وسأل الحارس بصوت أجش: 

-ما اسمك؟


أجاب الحارس بتلعثم: 

-خيتا يا مولاي.


سأله مجدداً متعمدا إثارة الرعب بداخله: 

-ألديك عائلة؟


ابتلع خيتا لعابه وبلل شفتيه مجيبا: 

-نعم مولاي.


أشار له برأسه ليقف ففعل ورمقه بنظرة مطولة فبادر خيتا بالحديث فورا وبدون مقدمات: 

-لم أخبرها شيئا يا مولاي، فور أن علمت هوية خليلتك لم أخبر الملكة شيئا فأنا اعلم جيدا ما قد يحدث أن أذيع الخبر.


ترك سيتي مقعده الذهبي وتحرك صوبه وقال بتسائل ساخر: 

-أتظن أنني أشعر بالتهديد منك أو من غيرك يا هذا؟


نفى محركاً رأسه: 

-لا يا مولاي بالعكس تماما، أنا لم أتحدث ولاءاً لك لا أكثر.


اقترب منه وتحدث بصوت خافت: 

-إذا لقد علمت بعلاقتي مع الكاهنة أليس كذلك؟


أومأ صامتا فأضاف سيتي: 

-وما رأيك؟


تسمر مكانه وفقد النطق، فهل يسأله الفرعون عن رأيه بعلاقته أم هو سؤال خادع يريد من وراؤه إيجاد سبب لقطع رقبته حتى يدفن سره معه؟ ولكن هل يحتاج الفرعون سببا ليقطع عنقه دون إبداء آية أسباب؟


رهبة أصابته وهو على مشارف أن يبلل نفسه من الخوف ورد: 

-أنت الفرعون وملك البلاد وممثل المعبود رع على الأرض ويحق لك فعل أي شيئ مولاي.


ابتسم وربت على كتفه هاتفاً: 

-أحسنت يا هذا، واﻵن ستنسى تماما ما رأيته وستظل الحارس الوفي للملكة تويا وإن علمت أي شيئ ستخبرني أو ستخبر الحارس حانوت رع.


أومأ له بطاعة وتأكيد فصرفه حانوت رع والتفت ينظر لفرعونه وسأله بحيرة: 

-لما أبقيت على رأسه مولاي؟ فهو قد......


قاطعه سيتي مشيرا بيده ليتوقف الآخر عن الكلام وفسر: 

-سيكون أكثر إفاده بجانب الملكة تويا التي تظن أنها تستطيع اﻻستئثار بي وكأنني ملكها وحدها.


تنفس عميقا وأردف: ضع حراسة خفية على بنترشيت ولا تترك أحداً يقترب منها ولا حتى الملكة تويا، ستحرسها بحياتك حانوت رع.


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية نابغة بعصر الأغبياء ، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة