-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 17 - 5 الخميس 13/6/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل السابع عشر

5

تم النشر يوم الخميس

13/6/2024


غمغمت صديقتها بغيظ مردده


= هو ابوكي شايف الطلاق حاجه وحشه اوي للدرجه دي؟ 


أشـــاحت بسمة بوجهها للجانب كأنها تريد ان تخفي لمعه دموعها الحزينة، و رفعت يدها تضعها أعلى خدها ثم أخفضت نبرتها قائله بصوت مقهور 


= ناس زمان كده كان بالنسبه لهم خراب البيوت حاجه صعبه وكبيره ومهما يحصل نستحمل ونحط جزمه في بقنا، وانا ابويا كده مع الأسف انتٍ ناسيه ان قلت لك أنه خلفنا بعد 15 سنه جواز من أمي الله يرحمها والموضوع كمان مش حكايه الطلاق بس.. هو بالنسبه له سايبنا في عصمه راجل يبقي مطمن علينا كده إذا بعد الشر ربنا افتكره زي امي! دول كانوا اول عرسان يتقدموا ليا انا واختي و وافق على طول.. عشان كان خايف هو وامي ما يلحقوش يفرحوا بينا ويجوزونا .. ويا ريتهم حتى رجاله تستاهل نعتمد عليها ولا سألوا بدل المره عشره عليهم ولا حتى يسالونا عايشين معاهم ازاي؟ هي اختي صحيح ماتتعاشرش بس مش عاجبني موضوع ان منذر مش بيسال على ابنه، بس ليهم حق يعملوا اكتر من كده طالما لاقين ابويا مطنش ومش فارق معاه وبايعنا 


ردت عليها معللة إصرارها على التفكير في الطلاق


= بس انتٍ مش الشخصيه الضعيفه يا بسمه اللي تقول حاضر ونعم، و مستغربه انتٍ لحد دلوقتي مستحمله معاذ ليه رغم ان انتٍ مش طايقاه وبتشتكي منه وبتقولي دايما ما فيهوش ميزه واحده تقدري تستحملي عشانه.. يبقى ايه اللي مصبرك


أدركت بسمة صحة كلام صديقتها ورغم شعورها بأنها تعبت منه وأن حياتها معه لا تحتمل في ظل رضاه صعب المنال بالنسبة لها.. إلا أنها رفضت فكره الطلاق.. لأنها تعلم جيد الحياة عند معاذ وأسرته أرحم من الحياة عند والدها... أو بمعني أوضح الاثنين بالنسبة لها الجحيم بذاته.


نظرت لها بنفاذ صبر موضحة بعصبية 


= عشان يا حبيبتي مش هسيبه واروح لجنه، لو اتفقت معاه يطلقني زي ما منذر عمل مع غاده من غير ما ياخد راي حد من اهله ولا اهلها! واتطلقت هقعد جنبها وكل خطوه هتكون بحساب وساعتها ولا هعرف اشم هوا زي كده واكمل تعليمي من وراهم، انا شايفه بيعمل ايه مع أختي وهي بتحكيلي دايما فين وفين لما بتنزل ولو اتاخرت دقيقه واحده بيقوم الدنيا ويهدها، ولو ماسكه التليفون وبتتكلم عادي فيه يفضل فوق دماغها ولازم يعرف مين وليه؟ ده ناقص يحسبها علي النفس اللي بتتنفسه ! 


هزت رأسها نافية بقله حيله لتضيف بصوت متثاقل


= وانا مش دي الحياه اللي عاوزاها ولا نفسي فيها وما يجراش حاجه لما استحمل مع معاذ طالما على الاقل لي ميزه عن عيشه ابويا في بيته؟!. اللي هتكون ارحم .


تحركت صديقها ناحيتها قليلًا لتقول بتبرم


= براحتك، انا بس مش عاجبني على طول متقدره كده وعماله تشتكي، بقول لك إيه عاملين انا والبنات حفله صغيره في بيتي مش ناويه تيجي برده اهو بالمره تشمي هوا وتفكي عن نفسك وتنسي العزومه اللي دبسك فيها.


ابتلعت بسمة ريقها بتوتر تبتلع غصتها المريرة، ثم مدت يدها تسحب دفترها الذي أمامها وأجابتها بتوجس قليل


= ما تفكرنيش عشان انا كل ما افتكر الموضوع ده بتجنن والبعيد ولا على باله، هو انا نفسي بصراحه اخرج بس انا بفكر اقعد ازن على معاذ المره دي يخرجني انا وابنه كفايه القرف اللي انا شايفاه من أمه .


بعد مرور وقت نهضت صديقتها لتحضر مشروب من كافيتريا الجامعه وظلت بسمة مكانها تجلس علي المقاعد تراجع بعض الملاحظات في دفترها وعلى بعد مسافة قصيرة منهم كان يوجد شابًا في الثلاثينيات من عمره، ينظر حوله متفحصًا شيء ما، ثم اقترب منها على الفور وحمحم قائلاً


= صباح الخير ممكن خدمه 


نظرت له بغرابة وأجابت بصوت خفيض


= خير في حاجه .


هز رأسه بالإيجاب متردد وتحدث محاولة شرح أسبابه لاقتحامه الى خصوصيتها 


= بصراحه انا كنت بدور على اي حد معايا في نفس السنه بتاعتي انقل منه المحاضرات اللي فاتت، اصل انا داخل متاخر و مش بحضر كل المحاضرات بسبب مشغولياتي.. وفي نفس الوقت ما عنديش اي اصحاب هنا انقل منهم فانا متهيالي أن لمحتك معايا في نفس المدرج، فيعني لو ممكن انقل منك المحاضره اللي فاتتني النهارده .


أجابته بنبرة عادية وهي تهز كتفيها


= ماشي ما فيش مانع اتفضل، بس ياريت بسرعه عشان مستعجله ومش هينفع بصراحه اسلفه ليك.. لان برده مش باجي كل المحاضرات واحتمال ما شافكش ولا اعرف اخده .


هز الآخر رأسه بإيماءة ظاهرة وهو يجيبها بلهفة


= لا هنقل هوا ما تقلقيش، شكرا أنا مش عارف أقولك ايه! 


أشارت بكفها قائلة بهدوء


= ماتقولش حاجة! اتفضل.


جلس أمامها بسرعه واخذ منها دفترها و بدأ أن يكتب المحضرة، ثم هز رأسه هاتفًا باستفسار


= هو انتٍ لا مؤاخذه في الكلمه يعني، شكلك زيي داخله متاخره اصل انا عندي ٣٠ سنه و انتٍ لسه قايله مش بتيجي كل المحاضرات زيي وانا فعلا مش بشوفك كتير.


ابتلعت ريقها بتوتر، لأنها لا تريد أن يعرف أحد عنها شيئًا هنا. فربما يعرف عائلتها بالصدفة ويذهب ليخبرهم. حاولت أن ترد بثياب 


= ايوه فعلا اضطريت ادخل متاخر بسبب ظروف.


وضع كفه على الكف الأخـر محدقًا أمامه في دفترها بتركيز عندما توقف عن الكتابه قليلا ثم تمتم باهتمام


= انا كمان دخلت متاخر بسبب شغلي! انا أصلي بشتغل في تصليح العربيات عندي ورشه على قدي، بس بالنسبه لي برضه العلام مهم حتى لو راجل كسيب ومش محتاجه في حاجه.. ما اصل انا برده بعد التخرج مش هشتغل بالشهاده بس اهو الإسم معايا شهاده واحطها عندي في البيت وابروزها . 


زاد انبهارها به وهي تسأله بفضول 


= بجد! وبتعرف توفق بين الاثنين الشغل والدراسه 


انعقد ما بين حاجبيه مرددًا بعبوس


= في الاول الموضوع كان صعب شويه، حتى فكرت أتراجع وكل اللي حواليا احبطوني و قالوا لي يعني بعد ما تتخرج هتعرف تطلع الفلوس اللي بتطلعها دلوقتي بصراحه كان معاهم حق بس انا برده صممت ان لازم اكمل علام.. و دلوقتي الكتب معايا ملازماني طول الوقت في الورشه اذاكر واشتغل .. برده العلام بيخلي الواحد ملوي هدومه و يفتح الدماغ

مش كده


هزت رأسها بإيماءة واضحة وهي تقول بحسرة 


= هاه اه معاكي حق.. بس المشكله بقى مش كل الناس بتشوف الموضوع كده 


لوي ثغره بابتسامة خفيفة، فرد بصوته الخشن 

محاولة تدعيم رأيها


= معاكي حق خصوصا يعني واحد ذيي شغال في منطقه شعبيه وكل ما حد يعرف الموضوع ده بيفضل يتريق ويستخف في دمه عليا بس انا بعرف اوقفهم عند حدهم 


زم فمه للجانب وأضاف متسائلاً 


= هو انتٍ دخلتي متاخر ليه بتشتغلي زيي! 


هزت نافية وهي تجيب بنبرة مرتبكة


= آآ لأ مش بشتغل ظروف عائليه كده اضطرتني اوقف فتره وبعد كده رجعت.. هو انت خلصت نقل .


هز رأسه هاتفًا بصوت أجش خشن مع ابتسامة لطيفة


= قربت أهو، بس ما تعرفناش محسوبك اسمي محمود رجب اجدع صنايعي في الحته عندي، وانتٍ أسمك ايه 


تنهدت بسمة بإرهاق ولوت ثغرها بابتسامة تهكمية وهي تنظر إليه نظرة إعجاب لم تكن اعجاب بمظهره فكان مظهره عاديا جدا وليس وسيم بالمره حتى طريقة حديثة من الواضح بانها خشنه ولم يفقى شيء عن التحدث بطريقه لبقه، لكن لا تنكر اعجابها بطريقه تفكيره التي كانت تتمنى أن تكن نفس طريقه تفكير معاذ زوجها! افضل من ان كانت تكذب عليه وتخفي اسرارها، فا صفاته التي كانت تتمناها به! يحترم فكره التعليم مهما كان العمر والظروف؟ وفي نفس الوقت يتحمل المسؤوليه والأهم يعمل.. 


أبتسمت بسخرية مريرة عندما تذكرت رفض معاذ للعمل والشخص الذي امامها يعمل ويدرس في نفس الوقت!؟ فليت ذلك الشخص نفس صفاته بزوجها لكان تغير حالها الآن إلي الأفضل من أن تتزوج شخص عديم المسؤوليه. بكل شيء! 


هزت رأسها بغضب عندما أدركت أنها فقدت عقلها إلى هذا الحد، ثم تمتمت مع نفسها بضجر


= وبعدين بقي! هو انا كل واحد هلاقيه كده هفكر فيه بالشكل ده واعمل مقارنه بينه وبين معاذ؟. 


ثم حمحمت وهي ترد بصوت منخفض


= أسمي بسمة .


اتسعت ابتسامته وهو يعطيها دفترها قائلاً بامتنان


= عاشت الاسامي يا ست البنات اتفضلي الكشكول اهو وتشكري وليكي عندي جميله لو احتجتي حاجه يعني مني كده ولا كده.. تعالي اطلبيها مني وما تتكسفيش .. ان شاء الله حتى لو عندك عربيه بتاعه حد قريبك هاتيها وانا اصلحها لك حتى لو مشغول افضلك!. اصل ما بحبش يبقيلي جمايل عند حد من غير ما اردها .


نهضت من مكانها بتثاقل لتتحرك بخطى متريثة وهي ترد باختصار


= ربنا معاك ويعينك عند أذنك!.


❈-❈-❈


مر أسبوع آخر وكان منذر مستاء جدًّا من نفسه فهو أكد إلي ضحي بأنه سيبقى معها كما وعدها قبل الزواج وسيخرجها كل يوم ليحظيا بوقت ممتع، إلا أنه منذ ما يزيد عن أسبوعين يعجز عن إيجاد وقتا للخروج لمكان بسيط 


فوالده عاد كالسابق يحمله كل مسؤوليه العمل بمفرده! فهو الوحيد الذي يعرف كيف يتعامل مع العاملين بحكمه وهدوء بالاضافه الى أن بعض الزبائن يأتون اليه دون عن غيره مخصوص. بسبب مهاراته بالعمل وأسلوبه. لكن مع ذلك لم يعترف والده بذلك. 


لذلك هو لم يجد وقت يقضيه مع ضحى حتى لا تمل وتتركه و والده لا يري ذلك أيضاً بانه أصبح الآن متزوج ويحتاج ان يحظى بوقت ممتع مع عروسته، ولم يعد بمفرده كالسابق! 

لكن ضحي أكدت له بأنها لا تمانع من تأجيل هذا الخروج إلى وقت أخر حتى لو بعد أشهر فهو يعود كل ليله متعباً جدًّا أمامها طول الوقت.. لذلك لا تريد ان تحمل عليه أيضاً.


لكنها شعرت بالضيق قليلاً وهي تراه يتحمل المسؤوليه كامله بمفرده دون راحه، ولا يساعده أحد؟ فمعاذ أيضا أصبحت تراه أكثر الوقت في منزل والده دون ان يفعل شيء مفيد وهذا أثر استغرابها بشدة.


عاد منذر مبكراً اليوم بصعوبه فوالده لا يرغب أن يرحل ويترك الوكالة له، فقد جرب هذا الوضع لمده أسبوع ولم يعرف يسير اموره بمهاره و بأسلوبه اللين مثل منذر، توجه إلى الداخل فوجد باب المرحاض موصدًا، وسمع هدير الماء يأتي من الداخل فتأكد من وجود ضحي به، ثم تحرك نحو المطبخ ليعد مشروبًا يروي عطشه.


وبعد دقائق انتهت ضحي من الاستحمام و كعادتها المعروفة لم تهتم بمظهرها ففتحت باب المرحاض مرتدية قميصًا منزليًا ذو حملات رفيعة من اللون الأسود يكاد يصل إلى ركبتيها وشعرها المبتل ملتفًا بمنشفة قطنية، كانت تسير بلا اكتراث نحو غرفة النوم معتقده أن منذر في العمل لتلقي نظرة خاطفة على ملابسها ولم تنتبه لوجوده بالمنزل! 


أما هو لمحها وهو عاد من المطبخ وهي كانت تسير بدلال ناعم يلهب المشاعر ويؤجج العواطف، تجمد في مكانه واقفًا ليحدق فيها مدهوشًا رغم كونها ليس المرة الأولى التي ينظر لها بجرأة بعد زواجهما إلا أنه انزعج من خروجها أمامه مرتدية ثيابًا كاشفة لأجزاء من جسدها، وخصوصاً أنه اخبرها الوضع جيد وما فيه! فليس هناك داعي لما تفعله؟ فلم يعرف هل تفعل ذلك معتمده حتى تتأكد من صدق حديثه؟ أم صدفة.


التفتت ضحي عفويًا برأسها للخلف وشهقت مفزوعة و وضعت يدها على مفاتنها تخبئها صائحة بتفاجئ


= منذر انت هنا من امتى؟ 


جحظت عيناها بصدمة جلية عندما أدركت ذلك الموقف الحرج الذي وضعت في نفسها...

بينما ساد صمت طويلاً وملامحه كانت جامده غير مقروءه حتي جعلها تخجل من نظراته الغير مفهومة وشعرت بأنها عارية أمامه، نزعت سريعًا منشفتها القطنية عن شعرها المبتل لتغطي به كتفيها لم تعطه المزيد من الوقت ليتأملها.


لتقع عينيه على وجهها الذي غطته خصل شعرها المبتله، حيث أظلمت نظراته واشتدت قتامته بحده! ظنت ضحي أن هناك خطب ما من صمته المريب فتساءلت بتوتر


= إيه!. 


تقدم خطوه للإمام ليضع كفه على القائم الخشبي للتخت، ثم تصنع ابتسامة وهو يجيبها بتماسك رغم العواصف الدائرة بداخله 


= مش هقدر أو بلاش يا ضحى صدقني انا مش بكذب عليكي لما قلت لك ان انا مش هقدر المسك وما لمستش حتى مراتي الأولى. وانا ما عنديش مانع اجرب معاكي زي ما جربت مع غاده عشان تصدقيني، بس النتيجه هتكون واحده.. وانا كمان نفسيتي بتتعب أوي من الموضوع ده لما بفشل فيه .


نظرت له بعينين متسعة كاتساع ما بين السموات والأرض طالعته مصدومة، فقالت بدهشة أصابتها في مقتل


= انا ما قصدتش حاجه ولما طلعت كده عشان فكرتك مش موجود في البيت 


هز رأسه بجفاء بعد أن تلاشت ابتسامته الزائفة

مردفًا بحرج شديد


= اه تمام يبقى الغلط مني عن اذنك .


تحرك منذر للرحيل من جانبها لكن تحركت هي من مكانها خطوه وشكلت دون وعي بجسدها حاجزًا أمامه لتمنعه من الانصراف، لينظر لها باستفسار لتهتف هي بارتباك كبير


= ثانيه واحده!. 


دنا منها لتتقلص المسافات أكثر بينهما، ازدردت ريقها بحرج كبير وهي تتسائل بشك 


= هو معنى كلامك اللي قلتهلي من شويه انك عرفت أنك مش بتعرف الـ آآ تمارس العلاقه الزوجيه يعني إلا لما جربت مع مراتك القديمة وما رحتش تكشف عن دكتور ؟!. 


تجهمت قسماته فجاء بتصلب وهو يرد بانفعال ملحوظ


= انتٍ اتجننتي عاوزاني اروح اكشف عند دكتور وافضح نفسي بنفسي! مستحيل طبعاً.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة