رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 18 - 10 الجمعة 21/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثامن عشر
10
تم النشر يوم الجمعة
21/6/2024
حدقت ضحي بغرابة في وجهها، لم تعرف لماذا تتحدث عنها هكذا فقد كانت مدهشة بما يحدث حولها لأول مرة، ثم هتفت بجدية
= هو انا ليه ملاحظه انتوا الاتنين بتحبوا بعض أوي بزياده! هو انا فاهماكي يا بسمه و اكيد انتٍ شلتي اكتر مني لوحدك عشان انتٍ اقدم.. و اكيد لو حاولتي تشتكي مش هيكون في صفك
جمدت الأخري أنظارها عليها بعدم اقتناع، و تابعت ضحي قائلة بتوضيح جاد
= بس هو عامة مفيش راجل ممكن يطلع مامته غلطانه ولو طلعها غلطانه قدامك هتنهز كرامته وكرامه اهله فنستحمل بعض شويه عدي مش كل حاجه تستاهل، قولي حاضر نعم واللي بيضايقك ما ترديش عليه الطناش والتجاهل نص نجاح الجواز
تبدلت سريعًا ملامح بسمة للابتسامات بتعجب وهي ترد قائله بلوم
= الله، طلعتي قروبه أهو وانا اللي فكرتك طيبه بس مين يسمع بقى هو انا إللي معيشني هنا لحد دلوقتي غير أني باخدهم على قد عقلهم قصر الكلام أروح أنا بقي الحق مشواري قبل ما حد ياخد باله سلام.
❈-❈-❈
بعد مرور ساعات، ذهبت بسمه إلي الجامعه كالعادة في السر وتلك المره تركت طفلها مع ضحي التي رحبت بشده ولم تمانع فلم تنكر بأنها من الواضح شخصية جيدة وسوف تساعدها مع الوقت كثيرا، وفي ذلك الأثناء أقترب منها نفس الشخص الذي جاء مؤخراً يستعين منها الكشكول لينقل المحاضرات الفائته منه! والذي أيضاً قد أعجب بشخصها، أبتسم باتساع وهو يقول
= ازيك يا آنسه بسمه اخبارك ايه.
رفعت عيناها لتنظر إليه بثبات، ثم ردت عليه بهدوء
= تمام الحمد لله .
تحرك بؤبؤيه نحو وجـهها فرأها تتحرك خطوه تستعد للرحيل متوترة نوعا ما، عقد حاجبيه باستغراب وهو يقول بسرعه
= ثانيه واحده بس، انتٍ مستعجله علي ايه؟ أنا كنت عاوز منك الكشكول بتاعك عشان أنقل المحاضره اللي فاتت
فكرت أن تعطي الدفتر له! لكنها تراجعت سريعًا عما كانت تنوي التفكير فيه حتى لا يجدها بعد ذلك حجه وكل يوم يطلبه منها وهي لا تريد صنع أي صداقه هنا، وهتفت بتلعثم
= لا ما انا ما جيتش برده، المره اللي فاتت ذيك شوف حد غيري هتلاقي كتير عن إذن حضرتك عشان بس مستعجله .
أكملت خطـاها في اتجاه بعيد عنه والذي بدأ مصدوم لرؤيتها تتجاهله هكذا دون مبرر.
فكانت تكذب عليه! رغم أن المحاضرات معها ولقد حضرت الأسبوع الفائت لكن رغم ذلك رغبت بان تقطع أي اتصال بينهما حتى وإن كان في حدود الزماله، فهي تؤمن بان تلك الأمور تبدأ على ذلك النحو وبعد ذلك تتطور الى محور الخطر، وهي لا تريد ذلك بالتأكيد..
❈-❈-❈
وسط تلك الظلمة الحالكة بالمنزل إلا أنها لم تخشَ البقاء بمفردها حتى لو كان رفيقها في تلك الظلمات الزواحف التي تهابها وسط أحزانها ودموعها، فتح آدم باب المنزل ودفعه بإنهاك ليتمكن من الولوج، سار بخطى حذر بين عفش المنزل الموجود بالزاوية على الأرضية ليصل إلى الإنارة ليرى ديمة جالسة فوق الأريكة بهدوء، أتاها صوته الخشن قائلاً بجدية
= ازيك يا ديمة عامله ايه، اتغديتي ولا لسه
نهضت هي بخوف ولم يلاحظ وجهها المتورم ولا دموعها، ثم أجابته بصوت مرتجف
= هاه لا ما ليش نفس انا هدخل انام احسن تصبح على خير .
نظر آدم إليها بصدمة وإلي وجهها، وعندما لاحظت ذلك أخفضت رأسها بسرعه ليتقدم وامسك وجهها بيده ورفعه تجاه وقال بنبرة غضب غريبة ارعبتها هي شخصياً
= استني هنا مين اللي عمل فيكي كده !!!
ابتلعت غصة عالقة في حلقها ولم تجيب لكنها بكت في صمت وهي تتذكر إهانات عمها اللاذعة لها، وقبل أن ترد عليه هدر بعصبية قاسية
= ديمة انطقي بقول لك مين اللي عمل فيكي كده هو حد جالك ولا انتٍ خرجتي ولا ايه اللي حصل بالضبط
بأصابع مرتجفة أبعدت يده ببطء وتنفست بعمق لتضبط أنفاسها وكفكفت عبراتها بيدها قبل أن ترد بصوت مختنق
= عمي كامل جالي هنا وشافني وانا خارجه من الشقه بتاعتك وضربني عشان ما كانش يعرف ان احنا متجوزين، ولما قلت له ما تصدقنيش بالأول وقعد يقول عليا كلام وحش لحد ما بالعافيه دخلت وجبتله قسيمه الجواز وساعتها زعقلي جامد عشان معرفناهوش حاجه زي كده ومشي وسابني .
نظر آدم لها بوعيد شرس، ثم هتف قائلاً بصراخ حاد
= أياً كان مين اللي عمل كدة أنا هطلع عين اللي جابوه، كان لازم طالما عرف الحقيقه يستناني ولا يتاسفلك على القرف اللي عمله مش اول ما يشوفك يضربك على طول وكمان في بيتي!.
ابتلعت ريقها ثم توسلته قائلة بصوت متقطع
= اونكل آدم ربنا يخليك خلاص وأنا يومين و وشي هيروق وهبقى بخير، وبعدين هو برده معذور كان يعرف منين بس أن احنا اتجوزنا صحيح، الله يسامحها ابله رانيا هي اللي ما رضيتش تقوله
ضيق نظراته نحوها، ورد عليها بغلظة غير مكترث بعنادها
= انتٍ بتقولي ايه! انتٍ حد ضاربك وعاوزة تسكتي؟ هو انتٍ فاكره الموضوع لحد هنا خلص ده مش بعيد يعملها ثالث ورابع طالما سكتنا، الكلام ده لو ما كنتيش على ذمتي و مش لاقيه اللي يجيبلك حقك.. واخواتك على كده اتصلتي بيها وعرفتيهم اللي حصل ولا لسه
لانت ورقت نظرات ديمة وكادت أن تمطر دموعها بضعف أكثر فرده فعل آدم تجاهها و ما واجهته قبل قليل كانت أجمل شيء مر عليها في تلك اللحظات القاسيه من كل ما مرت به..
تاه صوتها وهي تكتم شهقاتها لكنها قالت بنبرة مجروحة
= مالوش لازمة أنا هكون كويسة، واذا كان على الإتصال باخواتي مش هيفرق بحاجه هم كده كده داخلين على اكتر من شهر وما حدش اتصل! ومعنى كده ان انا ما بقتش فارقه معاهم ولا مع اهلي كلهم.
أزاحت عبراتها العالقة بأهدابها واختنق صوتها أكثر وتعالت شهقاتها المهزومة معلنة عن إنهيارها الوشيك.. بينما كور قبضة يده ضاغطاً على أصابع يده بقوة أزعجه حديثها البائس بضعف خاصة أنها مرت قبل ذلك بحالة من الإنتكاسة النفسية تلك، وما جعله يشعر بالضيق أكثر انفصال اخواتها عنها للمره الثانيه وهي كانت تخبره سابقاً بان العلاقه بينهما جيده، لذلك حسم أمره بذلك الموضوع، و تابعها بنظرات ثابتة دون أن تطرف عيناه ورد عليها بصوته المتصلب الذي يحمل القوة
= الكلام ده لما تكوني لسه عايشة لوحدك! انما انتٍ فارقه معايا كتير يا ديمة وحقك هجيبهلك
النهارده قبل بكره.
إحساسها بالضياع تناقص نوعاً ما فقد وجدت ملاذاً لها يخصها هي فقط لذا لم تتردد في الإستماع والخضوع له! فهو ملجأها الحالي.
❈-❈-❈
ظلت ضحي مستيقظه في انتظار منذر فقد تأخر اليوم بالعمل ورغم أنه اخبارها بذلك التأخير لكنها لم تنام حتي تطمئن عليه ويعود بخير سالم، ومن جهه اخرى تريد ان تري رده فعله بعد ان نقلت كل مستلزماته الى غرفتها ليقيموا في غرفه واحده!
استمعت الي صوت خطوات بالقرب من باب
الغرفة لتسرع الي الطرف الآخر من الفراش
تتسطح وتلقي عليها الغطاء، دلف منذر الي الداخل و اغلق الباب خلفه و نظر اليها و هي تتسطح توالي اليه ظهرها، اقترب من الفراش و جلس علي طرفه الاخر والقي نظراته نحوها و هو يجد شعرها متناثراً علي الوسادة
أبتسم وهو ينظر اليها قليلاً قبل ان يقف ليبدل ملابسه بالمرحاض فتحت عينها حين استمعت الي صوت باب المرحاض مررت يدها علي وجهها و قد تلفت اعصابها و حاولت ان تنام قبل ان يخرج و بالفعل أغمضت عينيها و حاولت النوم ولكنها لم تغفو حتي عاد منذر.
اقترب يتسطح علي الفراش الي جوارها مقرباً
نفسها منها و لكنه شعر بها تبتعد قليلاً علم انها
مستيقظة لـ يضع يده خلف رأسه و نظر الي
الاعلي قائلاً
= ولما انتٍ خايفه أوي كده نقلتي الحاجه هنا ليه، مش هاكلك متتحركيش بدل ما تقعي
تجمد جسدها دون حركة حين كشفها و انها
لازالت مستيقظة التفتت اليه برأسها و هي
ترد بتوتر
= لا عادي مش خايفه انا بس مش متعوده انام جنب حد، تحب اقوم احطلك تاكل.
هز رأسه برفض لكن لاحظ هو إرتباكها الشديد منه، وظل معلقًا أبصاره عليها على الرغم من ابتعاده لكنه لم يتمكن من النوم علي الفور وهو يأبى سلطان النوم أن يرحمه من عذابه و يمنحه بعض الراحة فقط بعض الراحة ايطلب المستحيل نعم مؤكداً يطلب المستحيل فلا
راحة له.
التفت بوجهه جانب ليجدها ترمقه بنظرات متوسله دعوه صريحه منها أن يغوص معها بين تلك الأمواج التي تسكنه ويتركها تساعده!
بسط يده وامسك بيدها وسحبها يقربها عليه.. اصطدمت بجسده أرادت أن تتحدث لم تجد صوتها لقد هرب منها للتو وتخلي عنها.. مازال يستشعر توترها المتخاذل فى قربه.. دنى منها أكثر يشم عبيرها الآخاذ.. يدغدغ اوصالها بانفاسه الحارقه التى تضرب عنقها بلا رحمه.. ارتجفت بين يديه.. وبدون مقدمات فعل اكثر شيء كان محروم منه و وجده بين يدها! وهو الحنان والاحتواء.
احتضنها بقوة شديدة، بينما تجمدت بين يديه ثم هتف منذر قائلاً بصوت هاديء
= تحبي أبعد؟
صمتت بتفكير ثم بدون حديث لفت ذراعها حول خصره واستندت بالأخرى على صدره لكنها تحاشت النظر إلى وجهه وحدقت أمامها بحياء بائن، فيكفيها ذلك الموقف المحرج الذي علقت به لتنظر هي إليه مخجله لا تصدق أنها تحضن زوجها بكل إرادتها التامة....!!!!
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية