-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 37 - 6 - الأحد 30/6/2024

 

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل السابع والثلاثون

6

تم النشر الأحد

30/6/2024 



بعد عدة أسابيع نهضت من منامها تصرخ من شدة آلامها هبت نهى من نومها بعدما قررت بأخذها منزل والدها إلى حين عودة جاسر


بكت بصرخات مرتفعة افزعت الجميع ، هرول عز إليها وجد والدتها تساعدها على ارتداء ملابسها 

-حبيبي جهز العربية اختك شكلها بتولد ..

تحرك سريعا بثيابه المنزليه إلى الاسفل ، ليحضر سيارته، بينما توجهت إليها ربى

- ولادة ولا ايه !!

اومأت نهى تشير إليها :

-كلمي ماما بسرعة ياروبي، انا هاخدها مع عز وعمك، شكلها خلاص 


بكت تصرخ باسم زوجها، ضمتها ربى تنظر إلى نهى

-حضرتك هتنزلي بالبيجاما، انا معاها لحد ماتغيري..هرولت نهى بعدما لاحظت ثيابها، قابلها صهيب 

-فين البنت  يانهى!! ..فوق هغير بس رُبى هتنزلها فين عز يساعدها 

صعد صهيب لاابنته بقلب اب متلهف

-حبيبتي ياله انا معاكي 

-جاسر يابابا اتصل بيه انا عايزة جوزي

حاوطها من أكتافها ينظر إلى ربى 

- رُبى هتتصل بيه ياقلبي ..ياله وهو هيجي لنا هناك ياله 


وصل بعد قليل للمشفى بعد تجمع العائلة بالمشفى..قامت الممرضة بتجهزيها للولادة رفعت رأسها بإنهاك 

-ماما جاسر مجاش.!!.ملست غزل على رأسها تقبلها 

-جاي في الطريق حبيبتي ، الطيارة على وصول، باباه كلمه ودقايق وهتلاقيه 

أطبقت على جفنيها تضع كفيها على بطنها متألمة 

-ماما هو أنا هموت..!!ارتعبت نهى لحديثها :

-حبيبتي ايه اللي بتقوليه دا، أغمضت عيناها تهمس اسمه ثم غابت بسبب إنهاكها..بكت نهى 

-البنت تعبانة قوي ياغزل، الولد فيه حاجة ولا إيه..حاولت امتصاص رعب نهى قائلة:

-ايه اللي بتقوليه دا، كل الحكاية الولد مقلوب ، أن شاءالله خير هروح اصلي وادعي لها ..تحركت غزل سريعًا من أمامها اتجهت ترمق جواد الذي تفهم نظراتها فتحرك خلفها 

-ايه ياغزل الوضع مش مطمني البنت بقالها ساعتين جوا، ودكتور داخل ودكتور خارج، اتجه بنظره لصهيب

-ابوها هيموت من القلق محدش بيطمنا ليه 

-الولد الحبل السري لافف عليه وهيتعملها عملية خير إن شاءالله المهم جاسر فين مش مبطلة سؤال عنه 

نظر بساعة يديه: 

-الطيارة المفروض تكون وصلت القاهرة إن  شاءالله خير  ويلحقها 


وصل إلى المشفى بخطواته المهرولة، وكأن المسافة تقاطعها الآلاف الكيلومترات..

-جنى عاملة اايه .!!..رفع صهيب نظره إليه بنظرات معاتبة، قاطعت ربى نظراتهما

-ادخلها بابا وماما معاها جوا وطنط نهى ..دلف سريعا بقلبًا ينتفض اشتياقًا على محبوبته ، وجد الممرضة تجرها لداخل غرفة العمليات ..

-استنى..صاح بها وتحرك سريعًا إليها 

انحنى يقبل جبينها 

-حبيبتي انا هنا، جنى سمعاني 

همست باسمه ..ابتسم يحتضن كفيها روح وقلب جاسر

رفع رأسه للممرضة هدخل معاها، مش هسيبها لوحدها ..نظرت للدكتورة أومأت لها ...اشارت لممرضة أخرى 

-خليها تجهزك، هي رفضت دخول العمليات قبل وصولك ..ابتسم وانحنى يهمس بجوار أذنها 

-بحبك مهلكة قلبي ، هستناكي إنت كنان، متتأخريش على حبيبك..ابتسامة ظهرت على ملامحها لتغلق عيناها وتذهب بنومها بسبب مخدرها 


بعد فترة قليلة استمع لبكاء طفلهما ابتسم يلمس على خصلاتها 

-جنى افتحي عيونك ياقلبي كنان جه 

حملته الممرضه وتحركت إلى الطبيب الذي يجاور غرفة الولادة ..سأل الطبيبة 

-هي اخدته فين!؟ 

-الدكتور يطمن عليه متخافش عليه، هو كويس لكن زيادة تأكيد 


بعد فترة فتحت عيناها تردد 

-جاسر ابني ..قبل كفيها الذي يحتويه بين راحتيه

-أنا هنا حبيبي.. دقائق واستفاقت بالكامل ...فتحت عيناها وجدته يضع رأسه بالقرب من رأسها

-وحشتيني ياروح جاسر

-فين ابني!!..أشار لنفسه 


-يعني أول حاجة تسألي عليها ابنك وجوزك لا

رفعت عيناها ونظرت إليه بعتاب:

-لسة فاكرة إن ليك حبيبة، مش هقول زوجة، شبعت عقاب ياترى ولا لسة ، اتمنيت أموت وأنا بولد علشان ترتاح مني وارتاح من عقابك المؤلم دا، عرفت تاخد حقك قوي ياحضرة الظابط 

-"جنى " حقك عليا، أنا آسف ..بكت تضع كفيها على جرحها، لا تعلم ابكي من آلامها ام تبكي من اشياقها وعقابه لها..أسند رأسها يجذبها لأحضانن

-كدا يا جنى عايزة تموتيني، ارتفعت شهقاتها 

-أنا كنت بموت كل يوم وحضرتك بتعاقبني، عملت ايه لدا كله قولي ياحضرة الظابط، ليه دايما بتوجع فيا من أقل غلط ليا، علشان بحبك اكتر من روحي، بتذلني بحبك ياجاسر

احتضن وجهها

-اشش اهدي حبيبي بلاش تتكلمي وأنتِ كدا، صدقيني بتغلطي، انا بس مضغوط في الشغل..مقدرش ابعد ياروحي ..ازال دموعها يبحر بعيناه على ملامح وجهها التي انطفأت بالكامل :

-كدا ينفع، عملتي في نفسك ايه، ليه وشك مخطوف كدا، دي الأمانة اللي حافظتي عليها 

مازالت عبراتها تنزل على وجهها بصمت تنظر له بإشتياق، رفعت أناملها على وجهه:

-عايزة ازعلك وقلبي مش مطوعني 

انحنى يضع جبينه فوق جبينها 

-علشان قلبك معايا مالكيش سيطرة عليه..تعمق بعيناها

-زي ماانتِ مسيطرة على قلبي، قالها وهو يلتقط كرزيتها عله يعود روحها التي ماتت بسبب غيابه


بعد فترة مازال جالسًا بجوارها ينظر لنومها بسبب ادويتها، دلفت نهى بابنه

-لسة نايمة اومأ لها قائلا

-فاقت شوية، وتعبت الدكتورة عطت لها مسكن، هي ليه عاملة كدا، حضرتك قولتي هتراعيها 

ربتت على كتفه وجلست بجواره وهي تحمل ابنه 

-هي الحامل بتكون كدا ، يومين وتفوق، غير طبعا غيابك أثر على نفسيتها ..مسد على خصلاتها:

-غصب عني والله، حاولت بس معرفتش 

-ولا يهمك حبيبي، عارف جنى مبتقدرش تزعلك، المهم كنان انا جبته بلاش يكون في غرفة الاطفال خليه هنا، باباك اللي قالي اجيبه 


تناوله منها ثم طبع قبلة على جبينه، يشكر الله على نعمته

-بابا شافه..أومأت له بابتسامة 

-أيوة ياسيدي واذن له كمان، ربنا يبارك لكم فيه، خلي بالك منها ..قالتها ونهضت للخارج ..مازال ينظر لطفله ..ابتسم عندما رفع الطفل كفيه الصغير يبكي..دلفت غزل تأخذه 

-هاته حبيبي، طنط نهى تعبانة انا خليتها تمشي 

-مشيت ازاي، مالها!!

طالعته بحزن وتحدثت:

-بقالها فترة تعبانة، وبتاخد كيماوي ومحدش يعرف غيري أنا وباباك

هب من مكانه مذهولا 

-كانسر!!..اومأت له بحزن وعيناها على جنى الغافية 

-مراتك ياجاسر اهدى، غلطانة انا علشان فكرتك عاقل وقولت لك 

انسابت دموعه متسائل:

-عمو صهيب يعرف؟!

هزت رأسها بالنفي:

-أنا وبابا بس اللي نعرف، وانت كمان حتى عز ميعرفش، اهتم بمراتك يابني 


قالتها تحمل الطفل واتجهت به إلى الفراش الآخر تضعه عليه ثم تمددت بجواره..نظر إلى زوجته بقلبًا دامي 

-دي ممكن تموت لو عرفت 


بعد شهر ..بعدما أجل جواد سبوع طفلهما بسبب تعبها بعد الولادة ، أجله لكي تستعيد صحتها ، بغرفتها مساء حفلة سبوع طفلها 


توقفت تنهي زينتها، استمعت لطرقات على باب غرفتها، فسمحت بالدخول 

دلفت غزل بابتسامتها البراقة 

-أم كنان خلصت ولا لسة..وضعت بعض أدوات تجميلها على طاولة الزينة وتوقفت متجهة إليها، بردائها الأخضر الزاهي، وحجابها الأبيض..احتنضتها غزل تستعوذ من عيناها 

"قل اعوذ برب الفلق" ايه الجمال دا ياروحي، لا انا كدا اعترض  إن حد يشوف قمري ويصيبها بالعين 

انفرجت ابتسامتها بإتساع تشير لنفسها

-دا ليا ياطنط، اومال أقول لحضرتك ايه، دا ماشاء الله عليكي اللي يشوفك يقول اختي ..صمتت ضاحكة وهمست:

-بس من امتى طنط غزل تحولت وبقت من السات المصرية 

قرصتها بوجنتيها :

-لفي ياغلباوية، يالي مغلبة ابني ومجننها

افلتت ضحكة أنثوية خافتة وأردفت بمحبة

-مين اللي مجنن مين ، بلاش تظلميني حضرتك..انسابت تلك القلادة التي تجمع صورهما مع ابنهما يوم ولادتها 

-دي هديتي حبيبتي..اتمنى متخلعهاش، وعلى فكرة هتكون وراثية بما انك مرات الكبير، مرات أوس معها شبهها، لكن دي الأصلية وراثة من جد الجدود، وان شاءالله بكرة تلبسيها لمرات كنان 


لمستها تنظر إليها من خلال المرآة

-حلوة قوي ياطنط، دي صورنا احنا التلاتة 

احتضنت وجهها ثم طبعت قبلة على جبينها مردفة:

-مرات ياسين بردو معها واحدة يمكن شوفتيها، بس زي ما قولتلك عمك أصر انكم انتوا التلاتة تكونوا زي بعض، وطلب من الجواهرجي زيها، لكن دي بتاعة العيلة 

اومأت مبتسمة 

-فهمت ياطنط..بتر حديثهم دخول جاسر وهو يحمل طفله بجواره صهيب.

-جنجون خلصتي ..بتر حديثه وهو يطالعها بعينه العاشقة، تناولت غزل الولد وهي تطبع قبلة على جبينه، فاقترب منها وتعانقت نظراتهما بالنبض حاوطها يجذبها لأحضانه يضمها بقوة هامسًا إليها

"احبك بكل لغات العالم مهلكتي"


أخرجها من أحضانه ليعانقها برماديته ليصل إليها شعوره بها، دنى يهمس لها 

"اطرديهم بدل مااطردهم أنا"

رجفة قوية أصابتها وخاصة عندما رفع نظره لوالدته

-عايز ابارك لمراتي ياماما لو سمحتي، الحج جواد كان بيدور عليكي، ثم اتجه لصهيب الذي يسبه وهتف

-سامعك على فكرة بس بعد اذنك كنت سامع حد بيدور عليك تحت 

دفنت وجهها بذراعه تلكزه بعدما ارتفعت ضحكات غزل واقتراب صهيب منه 

-إنت مش هتحترم نفسك يالا خالص، انت ايه ياشيخ جبروت 

حاوطها بذراعه مبتعدا 

-خلاص متزعلش، اقعد باركلها معايا، انا عارف الليلة دي عيونك فيها اصلا

ارتفعت ضحكات غزل وهي تجذب صهيب بعدما وضع الطفل بمهده

-تعالى ياصهيب ..سيبك منه 

جلس صهيب على المقعد ووضع ساقًا فوق الأخرى 

-طب بالعند في ابنك الفلاتي والله ماانا خارج..اتجه بنظره لجنى التي توردت وجنتيها 

-معرفش عجبك فيه ايه، دا آخره ، استغفر الله العظيم يارب 

حمل ابنه ووضعه بأحضان صهيب 

-طيب خدو وانزل بيه الحفلة واعتبره ابنك متنازل عليه ..ولا أقولك خليك حارصه هنا لما اقول لمراتي كلمة عيب تسمعها..قالها وهو يجذب كفيها وتحرك للخارج 

-يابن ال ...قالها صهيب ضاغطًا على ضروسه، رفع عيناه لغزل التي أدمعت عيناها من الضحكات 

-فرحانة بابنك المنحرف


بعد شهرًا اخر من ولادتها 


توقفت جنى  بمعرضها أمام بعض الموجودين تشير لتلك اللوحة تتحدث عن ما تشير إليه 

كان يتابعها بعيونًا هائمة لاحت نظرة إليه وهي تتحدث عن نوع الالوان، فوجدت نظراته تخترقها، حمحم مبتسمًا:

-آسف شردت شوية

هزت رأسها دون حديث، فتحدثت تلك الفتاة التي ترافقه:

-ميرسي بجد، عايزة اقولك من جمال اللوحة، مامي شبهتها بالموناليزا..وبتقولي كمان ألوانك زي العالم الأيطالي دافشني..


ابتسمت فأنار وجهها وأصبحت أيقونة للجاذبية..

-مش لدرجة دي يعني، دافشني مرة واحدة

توقف يخترقها بنظراته، هامسًا لنفسه:

-ماهذا الجمال الرباني، سبح بخضروايته على وجهها حتى توقفت عيناه على شفتيها التي بلونها الاحمر الطبيعي من يراها يقسم أنها متجملة بلونها الأحمر، حركته غريزته لتذوقها، مما جعله يغمض عيناه ومازال يحادث نفسه 

-هل بمذاق الفراولة التي تشبهها ام الكريز..آفاق من شروده على صوت صديقته التي لكزته:

-أنا دلوقتي عذرتك يايزن، اوبس الجاليري واو بريفكت حبيبي 


اتجهت بنظرها إلى جنى مبتسمة:

-أنا سعيدة بمعرفتي بيكي مدام جنى وأتمنى أن تقبلي دعوتي على للحفل  


تراجعت جنى بخطواتها متجهة لمكتبها بخطواتها الأنثوية قائلة:

-سوري ..بعتذر منك جدا، انا مبحضرش حفلات، تحركت إليها 

-بجد هكون سعيدة جدا لو حضرتي الحفلة، وكمان صديقاتي مش مصدقني اني اتعرفت عليكي، ارجوكي توافقي 

ذهبت ببصرها لعاليا التي وصلت لتقف بجوارها 

-اهلا استاذ يزن ..

اومأ برأسه :

-اهلا مدام عاليا

ضيقت جنى عيناها، فأشارت عليه 

-استاذ يزن وأستاذة هالة كاستمر دائم للمعرض، الفترة اللي مكنتيش موجودة كانوا دايما هنا ويعتبر اشتروا نص اللوحات 


ابتسمت الفتاه التي تدعى هالة 

-شوفتي، وأنتِ مش عايزة تحضري حفل خطوبتي، صدقيني هكون سعيدة بوجودك 

-تمام هفكر وارد عليكي 

اقتربت هالة تتشبث بكفيها 

-قولي موافقة، ثم رفعت عيناها لعاليا

-قولي لها عاليا، خليها تحضر، وكمان هكون سعيدة لو حضرتي معاها 

اتجهت لمقعدها وجلست تضع ساقًا فوق الأخرى تطالعها بصمت ثم هزت رأسها 

-إن شاءالله 

ابتسمت الفتاة وتجلت السعادة بعيناها قائلة:

-أنا النهاردة اسعد واحدة، وميرسي جدا انك وافقت، اتجهت بانظارها لذاك الذي توقف صامتًا

-شوفت علشان اعاند في اصدقائي، واعرفهم أني مش كذابة 

اومأت جنى قائلة :

-اوكيه بس مش وعد اكيد 

حيتها مبتسمة وتحركت تشير للوحات 

-هاخد دول لحد ماتحضري غيرهم بس عايزة المرة الجاية لوحة للفتاة الشابة الجميلة اللي عرفت تقلد دافشني في فترة بسيطة 

ومتنسيش تكون بخشب المازونيت زي اللي اخدناهم  ..اوكيه 

هزت رأسها دون حديث، ثم أشارت إلى عاليا 

-عاليا خليكي معهم لحد مايخرجو لهم لوحاتهم 


بعد فترة جلست بجوارها عاليا

-جنى مالك ..رفعت عيناها إليها

-مش مرتاحة للناس دي 

-ولا انا!!

سيبك منهم لازم ارجع دلوقتي ، زمان جاسر على وصول، يادوب الحق اجهز نفسي 


غمزت عاليا بعيناها

-ياسيدي ياسيدي..جمعت أشيائها فاستمعت لرنين هاتفها، نظرت إليه، وعلت دقات قلبها كالطبول، فرفعت الهاتف وهي تتحرك للخارج تشير لعاليا:

-"جاسر"..نطقتها بسعادة هائلة لذاك العاشق 

-إنتِ فين حبيبي ؟!

استقلت سيارتها وأجابته بنبرة سعيدة:

-مروحة، لسة خارجة من الجاليري، انت رجعت ولا لسة 

توقف ينظر من نافذة مكتبه ورد عليها قائلا:

ساعتين حبيبي وأكون عندك إن شاءالله، عايزك تجهزي علشان هنبات برة 

-نبات برة..رددتها بذهول ثم تابعت

-إزاي وكنان 

اتسعت ابتسامته متذكر حديث والده منذ قليل فأجابها

-له بدل الجد اتنين والجدة اتنين، بس أنا ماليش غير حبيبة واحدة، وجنجونة قلبي مالهاش غير حبيب واحد مش كدا ولا إيه

ارتجف قلبها بالسعادة فهمست له:

-هستناك متتأخرش علشان وحشتني قوي 

-قبل ماتجهزي هتلاقيني قدامك 

"بحبك"..قالها وأغلق الهاتف اغمض عيناه مستمتعا ، وذهب بخيالاته إليها 


❈-❈-❈


وصلت إلى حي الألفي بعد فترة قليلة ..دلفت للداخل قابلها جواد 

-"جنى" اتجهت إليه بعدما قامت بخلع حذائها ذو الكعب العالي .

اسفة ياعمو، الشوز تعب رجلي ..سوري 

جلس وأشار لها بالجلوس، نظرت بساعة يديها، تريد الصعود حتى تستعد لزوجها 

دقق النظر بها ثم أردف:

-تعرفي واحد اسمه يزن العابدين 

عقدت حاجبيها متسائلة:

-معرفوش قوي، دا زائر  وزبون للجاليري، بس معرفوش شخصيا 

طيب حبيبتي الزائر دا بصفته ايه يبعتلك ورد، وكمان دعوة على بيتك، هو ميعرفش إنك متجوزة، توقفت واتجهت تجلس بجواره:

-صدقني ياعمو أنا اتفاجأت بالحاجة زي حضرتك بالظبط، والغريب أنه كان في الجاليري من ساعتين تقريبا معرفش ليه بعت ورد البيت 

احتضن جواد كفيها يربت عليهما

-إنت تعرفي لو جاسر كان هنا وشاف الورد دا ولا الكارت دا كان عمل ايه

اتجهت ببصرها لتلك الورود، ثم نظرت لعمها 

-جاسر واثق فيا ياعمو، وعارف حبي له 

اقترب يحتضن وجهها

-حبيبتي انا مبقولش هيشك فيكي، بس الغيرة نار يابنتي، والراجل اللي ميغرش على أهل بيته يكون ديوث، انا مش قصدي غيرة جنونية مريضة، أنا أقصد إن مفيش راجل محترم مش هيغير على مراته لما يشوف كلام زي دا 

وانا عارف ابني ومتأكد هيقلبها عليكي ، فالناس اللي زي دي بلاش تديلهم وش حبيبتي 

هزت رأسها وأجابته

-حاضر ياعمو، انا أصلا مابتكلمش غير في حدود شغلي، صدقني اتفاجأت بالحاجات دي 

طبع قبلة على جبينها يمسح على وجنتيها :

-عارفك عاقلة ياجنى، حاولي تتلاشي غضب جوزك يابنتي

رفعت كفيه تلثمهما بمحبة

-حضرتك احسن عمو في الدنيا ربنا يبارك لنا في حضرتك ياعمو 


زاغت ابصارها بالغرفة ثم تحدثت

-جاسر هيرجع النهاردة، كلمني وقالي قدامه ساعتين ويكون في القاهرة 

ابتسم على خجلها فأردف مشاكسًا 

-ودا جاي ليه، مش لسة ماشي من شهر ..توسعت عيناها تنظر إليه بذهول:

-شهر ياعمو شوية

قهقه عليها بصوت مرتفع، يشير بيديه

-قومي ياختي، قال شهر شوية 

تحركت سريعا من أمامه، فاوقفها قائلا

-"جنى" بلاش تعرفي جاسر بحاجة النهاردة، بكرة احكي له ..ابتسمت ثم تحركت ..وصلت لغرفة ابنها 

-كنان عامل ايه 

أجابتها بعملية:

-كويس يامدام، مصحيش كتير النهاردة ، والدكتورة اخدته ساعتين عند الباشمهندس 

انحنت تطبع قبلة على جبينه

-حبيب مامي وحشتني ، طبعت قبلة على وجنتيه وهي تحتضنه 

-ياختي كميل شبه بابي ياناس

وضعته بمهده ثم اتجهت لمرحاضها وقامت بتجهيز نفسها 


مر الوقت إلى أن جاء موعد وصوله ..تحركت تقف أمام المرآة تنهي زينتها، استمعت إلى صوت سيارته بالأسفل 

لمعت عيناها بالسعادة مع دقاتها العنيفة، دقائق واخترقت رائحته رئتيها استدارت تنظر إليه بعدما استمعت لفتح الباب، بعيونًا عاشقة وبإشتياقها الكامن بصدرها، طالعته ثم  هرولت إليه تعانق رقبته مما جعله يحملها يدور بها يضع رأسه بعنقها

-وحشتيني ياجنتي 

دفنت وجهها بحناياه واغمضت عيناها 

-شهر ياجاسر، ينفع كدا ، دا لو بتعاقبني مش هتعمل كدا

رفع ذقنها محتضن خاصتها لفترة من الوقت، فصل قبلته معتذرًا 

-آسف..ضغط شغل

امسك كفيها يديرها وأطلق صفيرًا ثم جذبها بقوة لتصطدم بصدره ثم رفعها من خصرها 

-خمس دقايق بس تغيري هدومك وتلبسي حاجة للخروج، أشار لتلك العلبة 

-ألبسي دا وانا هاخد شاور، خمس دقايق بس ياجنجون بسرعة 

-ليه رايحين فين ؟!

نظر بساعة يديه

-جنجون خمس دقايق حبيبتي 

تحركت تجذب ذاك الرداء واتجهت للداخل 

بعد قليل انتظرها بالأسفل 

-ماما كنان امانة عندك ساعتين وراجعين 

-متقلقش حبيبي قولتلي مليون مرة..

هبطت بردائها الأبيض الناعم وحجابها الأزرق ..طالعتها غزل بحب..تحركت إلى أن وصلت إليها

-طنط غزل كنان نايم لو صحي وديه لماما 

ربت على كتفها 

-اتبسطي مع جوزك ومالكيش دعوة بكنان 


ابتسم بجاذبية لجمالها الذي سحر عيناه ، واسترسل وهو يعانقها برماديته يحتضن كفيها :

-مش عارف هنرجع امتى ياغزالة، قالها وهو يسحب كف زوجته متحركًا للخارج ، ظلت تراقب تحركهما إلى أن اختفى من أمامها 


بعد فترة وصل إلى مكانًا على شاطئ البحر، هبط من الطائرة يشكر بيجاد 

-يسلمو ابو نسب، لما احب ارجع هكلمك 

لوح بيجاد وصعد بطائرته للأعلى، بتحركه بعيدًا عن إقلاع الطائرة


❈-❈-❈


وصل إلى جزيرة بجوار البحر ..ظلت تنظر حولها متسائلة

-جاسر احنا فين ؟!

حاوطها بذراعيه، متجهًا لذاك المنزل الذي يشبه الكوخ هامسًا بجوار أذنها 

-في قلبي ياروحي، عينك على حبيبك بس، مالكيش دعوة بكل دا 

-يعني ايه، المكان دا مش في مصر أكيد، احنا برة مصر ياجاسر، أيوة 

يالهوي عليك الولد ..

بتر حديثها يضع إبهامه على ثغرها

ودنى يهمس لها حتى لمست شفتيه وجنتيها:

-جنى ممكن تنسي كل حاجة دلوقتي، انا واخد تلات ايام بس بالعافية، ممكن ماتفكريش غير في جوزك ..لف خصرها بذراعه مطبق الجغنين وصدره يعلو ويهبط يدمغ وجهه بخصلاتها يستنشقها

-وحشتيني..قالها ثم رفع رأسها يعانق عيناها التي ارتجفت كحال جسدها لتهمس اسمه 

مما جعله يعقد بخاصته علاقة منفردة تخصها وحدها ، ينثر عشقه المترنم على ثغرها ..لم يكتفي للعاشق ذاك فقط، ليسحب فؤاده فؤادها يخطف أنفاسها وروحها ليسكن اشتياقه وتهدأ دقاته بسعادة اللقاء، كأن لقائهما الاول ..ولكن لا يذكر لعاشق سوى تعانق النبض بالنبض والروح بالروح 


بعد فترة ليست بالقليلة كانت تسكن بأحضانه أمام المدفأة يحاصرهما ذاك الوشاح الثقيل على اكتافهما 

-عملتي ايه في الشهر دا 

تسائل بها جاسر 

رفعت عيناها إليه واجابته

-هكون عاملة ايه وانت بعيد، هتفضل كدا ، ليه عملت كدا 

مرر أنامله على وجنتيها ينظر لثغرها الذي أصبح كالسراب لروحه مهما اقتنص منه لم يرتوي ثم تنهد قائلاً:

-احنا اتكلمنا كتير في الموضوع دا، ووعدتيني هتوقفي جنبي 

رجعت كما هي تضع رأسها على كتفه قائلة:

-بس مبقتش قادرة اتحمل البعد دا، جاسر انت بتوحشني قوي، معقول شهر، كل مرة بقيت تزيد في المدة، وابنك بيكبر ولازم تكون جنبه 

اعتدلت وجلست بمقابلته تحتضن وجهه 

-حبيبي متزعلش مني بس بجد انت بتوحشني وانا مبقتش قادرة اتحمل  

أغمض عيناه منتشيا بقرب أنفاسها وحديثها الذي نزل على صدره ثلجًا ليلطف لهيب صدره من الاشتياق، نظرت لحالته وعلمت أنها ضغطت عليه، فاقتربت تقبله ليجذبها إليه يستمتع برائحتها المسكرة، وكأن الله جل وعلا جمع عشقها بالكامل له ليتزاحم داخل قلبه 

نهض من مكانه يحملها بين ذراعيه 

-هقولك دلوقتي ازاي متحسيش ببعدي 


بعد فترة كانت  

تغفو بأحضانه يمسد على خصلاتها مرة ويمرر أنامله على وجنتيها مرة أخرى..جذب سجائره وابتسم على كلماتها قبل نومها، فقام بإشعالها ومازالت نظراته عليها، قطع نظراته إليها صوت هاتفها برسالة 

-شكرًا ياجنى على قبول الدعوة، اتمنى يكون الورد والهدية عجبوكي ..

هستناكي سعادتي مش هتكمل غير بوجودك، سعيد جدا اني اتعرفت وقربت من بنت رقيقة وجميلة زيك، محظوظ قوي بالشهر دا، اول مرة أقرب من بنت ناعمة كدا، من وقت مالمست ايدك وانا مش على بعضي، يابخت جوزك بيكي.. انا بعد الساعات بسرعة علشان اشوفك تاني، وشكرا على القهوة، لسة حاسس بطعمها


توقف الدم بعروقه، حتى شعر بإنسحاب انفاسه، ابتعد عنها بعدما ألقى سيجارته بالمطفأة، ووضع رأسها على الوسادة، ثم توقف عندما أحس بإرتفاع حرارة جسده، وألم يغزو جسده بالكامل ..نيران محترقة تشعل بصدره حتى شعر بأنه يريد أن يصرخ من أعماق قلبه كالذي داخل قبرًا محطما المكان بأكمله 


ركل المقعد بغضب  ليهوى بقوة على الأرض، مما جعلها تتململ بنومها 

فتحت عيناه مبتسمة

-إنت لسة صاحي ؟!

اقترب منها ونظرات جحيمية يريد إحراقها بها، ثم وضع الهاتف أمام عيناها 

-ايه دا ومين ..؟!

نظرت للرسالة بصدمة تبتلع ريقها بصعوبة

جاسر..صفعة قوية على وجهها 


لحظات واستمع إلى صوت بالخارج 


بالجامعة 


خرجت من الجامعة تنظر بساعة يديها ثم رفعت هاتفها:

-إنت فين ياعلي، اتأخرت قوي 

-آسف ياهنا ..ربع ساعة وأكون عندك..زفرت بضيق ثم هتفت

-خلاص هاخد تاكسي، مش ضروري تيجي..قالتها وأغلقت الهاتف تتمتم 

-لما انتوا مش قد الوعود بتوعودا ليه اوف..ارتدت نظارتها وتحركت للخارج..توقف أمامها 

-أنا مسألتش الصبح عربيتك اتصلحت قولتي اه، بتضحكي عليا 

زمت شفتيها مبتعدة بأنظارها عنه، جذبها من رسغها

-مبحبش الدلع يابت، اركبي  بدل ماابوسك قدام الكل 

توسعت عيناها تطالعه بصدمة

-إنت بتقول إيه..رفع نظراته فوق خصلاته مقتربا منها 

-تحبي نجرب، اعملي حركة كدا وشوفي هعمل ايه 

بتر حديثه رنين هاتفه:

-جواد ..انا محاصر 

جذبها يدفعها بقوة بالسيارة ورفع هاتفه :

-الحق ياعمو جاسر !!


يتبع ...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة