-->

رواية نابغة بعصر الأغبياء - للكاتبة أسماء المصري - الفصل 27 - 2 السبت 15/6/2024

  

قراءة رواية نابغة بعصر الأغبياء  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية نابغة بعصر الأغبياء

للكاتبة أسماء المصري


الفصل السابع والعشرون

2

تم النشر يوم السبت

15/6/2024


نظر لها بتركيز وأضاف: 

-اكتشفنا مقبره من فتره قريبه عند اهرامات الجيزه ومش قادرين نحدد صاحبها بس الواضح واﻻكيد انه مش حد قليل، وأكيد يقرب للعائله المالكه لكن للاسف واضح إن المقبره اتسرقت وعشان كده مش عارفين نحدد شخصيته.


سألته بحيرة: 

-عارف هو مين؟


أومأ لها وقال: 

-حد مهم، وزير ممكن لأن المقبره بتاعته فخمه يمكن مش نفس فخامة مقابر الملوك بس واضح انه كان شخصيه مهمه بالدوله.


حركت كتفيها بحيرة وسألته: 

-أنا اقدر أساعدك بإيه؟


رد فورا وهو يخرج بردي  متهالكة من داخل علبه كرتونية كان يحملها معه وقال برجاء: 

-بصي في البردية دي وقوليلي لو قادره تفهمي اللي مكتوب.


أمسكت البردية وبدأت قرائتها بعينيها أولاً، فلمعت عينيها فورا وابتلعت ريقها وهي تقرأ فسألها سليم حسن: 

-ها، عرفتي حاجه؟


أومأت بصمت وظلت تقرأ وتقرأ حتى وجدت سيتي أمامها واقفا يحمل رضيعهما، فنظر له سليم و تفاجئ به وحاول مداركة الأمر فمد ساعده وقال: 

-اتعرفنا تحت بس مش بشكل مظبوط، أنا سليم حسن وحضرتك؟


أجاب دون أن يبادله المصافحة: 

-وأنا جوزها، خير؟


اقتربت منه وهمست له: 

-استنى شويه حبيبي، دي حاجه مهمه.


ناولها رضيعها فكادت البردية أن تقع من يدها وعندما التقطها سيتي وقعت عينيه على بعض الكلمات والحروف وفهم على الفور ما بداخلها، فنظر لها وحذرها بعينيه من كشف سر تلك البردية ففهمت وصمتت مطرقة رأسها لأسفل.


ناوله البردية وهتف بجديه: 

-حضرتك سألتني عنها تحت وانا قولتلك عايز منها ايه؟


ضحك سليم وقال معقبا: 

-بس عملت نفسك متعرفهاش.


قال سيتي بغضب: 

-أظن انت مصري وعارف العادات والتقاليد هنا، وانا مش عايز مراتي تكون لها يد في أي حاجه ممكن تعمل شوشره.


نفى سليم على الفور وقال مؤكداً: 

-أبداً مفيش حاجه من دي، احنا بس عايزينها تساعدنا لو امكن والواضح انها فعلا عندها خبره كويسه زي ما سمعت عنها و....


قاطعه سيتي بغضب: 

-وأنا قولت مش عايز مراتي يكون ليها دخل بحاجه، فلو سمحت اتفضل من غير مطرود.


حاولت تهدئته ولكنه صاح بها بالإنجليزية: 

-اتركينا وادخلي غرفتك اﻵن.


اعتذرت لسليم بصوت خافت: 

-أنا اسف.


دلفت على الفور غرفتها فقال سليم بمهادنة: 

-اهدى بس يا استاذ إمام الموضوع مش محتاج منك كل العصبيه دي.

سأله بحيرة: 

-وعرفت اسمي كمان!


أومأ له موضحا: 

-طبعا، أنا متابع أخباركم من وقت ما كنتم في لندن وحقيقي محتاج أعرف تفسير لكل اللي كان وما زال بيحصل معاها لأن شغلي باﻻثار خلاني اشوف حاجات كتير أوي معظم الناس ممكن تقول عليها خرافات وأساطير، بس هي حقيقه.


امتعض وجهه وفرغ صبره فقال بصوت خشن: 

-اسمع يا استاذ سليم، أنا مش عايز مراتي ترجع تاني لوجع الدماغ اللي كنا عايشينه في لندن وكويس اننا من ساعة ما جينا هنا وهي بقت كويسه.


سأله بحيرة: 

-وموضوع التعابين؟


زفر أنفاسه بحدة وقال بغضب: 

-الناس بتحب تبالغ والموضوع مكانش بالصوره اللي اتحكت، فلو سمحت لآخر مره بقول إن مراتي بره المواضيع دي.


لم يجد سليم بدا سوى باﻻنصياع له ولكنه وقف قبالته قبيل مغادرته وقال: 

-هي قدرت تفهم اللي مكتوب، فلو سمحت ده رجاء مني إنك تخليها بس تقولي فهمت ايه.


احتنقت عيناه بالغضب وصاح بشراسة: 

-هو أنا لازم اعلي صوتي واتخانق معاك عشان تفهم اني مش موافق على وجودك في بيتي من اﻻساس! اتفضل يا استاذ من غير مطرود.


طوى سليم البردية ووضعها بالعلبة الكرتونية الحافظة وخرج يجر أذيال الخيبة وراؤه، ولكنه حقا لم يكتف مما حدث بعد أن خرج ووجد الجيران يستمعون لشجاره مع سيتي؛ فسألته إحدى الجارات بفضول: 

-أنت مين يا جدع انت؟


سألها هو بحيرة: 

-انتي كنتي حاضره لما الست بلبل كلمت التعبان؟


أومأت مؤكدة: 

-هو انا بس اللي كنت موجوده، ده البيت كله كان واقف بيتفرج.


سألها مجدداً: 

-وفعلا كلمته وفهمتها وقدرت تمشيه؟


أومأت له موضحة: 

-فضلت تقول كلام غريب والتعبان يهز راسه كأنه فاهمها وفي الآخر طلع من البيت، ده حتى الرجاله حاولت تلاقيه بعد كده عشان ميأذيش حد بس كأنه فص ملح وداب.


أومأ لها وعاد يسألها: 

-وحكايه العلاج بالأعشاب؟


أجابته مؤكدة: 

-كلنا لما حد فينا بيتعب ولا يجيله دور برد هي اللي بتعالجه، ده غير الواد ابن الست أميره اللي ساكنه جنبها طوالي، الواد كان على طول راقد وتعبان.


ثم أشارت للخارج بالشارع للأطفال الذين يلعبون الكرة وقالت موضحة: 

-بقى زي الحصان ما شاء الله، وأهو هناك بيلعب مع العيال، ده أمه مكانتش عارفه توديه المدرسه مش يلعب في الشارع! بس الحمد لله الشفا بعد فضل ربنا جه على ايد أم سيتي.


انعقد حاجبيه بشدة وسألها مدهوشا: 

-أم سيتي!


أومأت وقالت: 

-ابنها اسمه كده، والله ما عارفه ايه اﻻسم الغريب ده!


تذكر سليم انها تزعم كونها كاهنة من عصر الفرعون سيتي الأول، فابتسم و حرك رأسه وتمتم بداخله: 

-يا ترى الحقيقه فين؟


❈-❈-❈


صراخه الهادر بها جعلها تتعجب فهي لأول مرة تراه بهذا الشكل وتلك العصبة، حاولت تهدئة ثورته ولكنه لم يستمع لها وظل يصرخ بها هادرا: 


-هل جننت يا هذي؟ تقرأين بردية قد تكشف أسرارنا جميعاً وتخبريه أنك فهمتي ما بها؟


حاولت الرد لكنه عاد لحدته التي لا مثيل لها: 

-إلى متى ستظلين طفلة بلهاء؟


ردت بضيق: 

-لم اكن انتوي إخباره بشيئ ولكن...


قاطعها هادراً: 

-ولكنكِ أخبرته أنكِ فهمتي ما المكتوب بالبردية، وربما أيضاً أخبرته ما هو أكبر وأخطر من ذلك.


صمتت بعد أن تذكرت إخباره بسر مقبرة الملك توت عنخ آمون، فقضمت فمها ففهم من ملامحها أنها فعلت أمرا خطراً، فاقترب منها ببطئ وسألها بحذر: 

اماذا قلتِ له غير ذلك؟ انطقي.


ابتلعت ريقها وأجابته بتوتر ملحوظ: 

-قد أكون أخبرته بسر مقبرة الملك توت عنخ آمون.


لمعت عينيه وأمسكها من ذراعها بقسوة آلمتها وصاح بها: 

-تصرين على إصابتي بأزمة قلبية أيتها المعتوهة، أخبرته بأكبر وأعظم أسرارنا أيتها الطفلة البلهاء؟ 


قوس فمه وانعقد حاجبيه بشدة واحتقنت حدقيته بحمرة الغضب وصاح هادراً: 

-فقدت عقلك عندما انتحرت ولا تزالين بالعشرين من عمرك، فتاة بلهاء وغبية.


ظلت تهدهد طفلها الباكي وهي تشاطره البكاء بصمت فتركها سيتي وابتعد للخلف وأمرها بغلظة: 

-إياكِ والتواصل معه من جديد وإن حاول مجدداً فقط أخبريني حتى ألقي عليه لعنة تودي بحياته مدنس القبور هذا.

❈-❈-❈


انكب سليم حسن على تلك البردية محاولا فك طلاسم رموزها التي كانت صعبة للغاية، وبالرغم من فك معظم رموز اللغة الفرعونية وإتقانه لها إﻻ أنه لا زال هناك العديد من الرموز صعبة الفك وكأنها شفرة لا يعلم عنها أحد شيئ.


لم يستطع أن يمحي من رأسه حديثه معها عن مقبرة الملك توت عنخ آمون وعن أسرارها التي أثارت فضوله، فهل يمكن أن تكون حقيقة وبالفعل تحوي تلك المقبرة على كل أسرار الفراعنة من نحت وتحنيط وطب وسحر وهندسه وعماره!


حاول كثيراً اﻻستعانه بخبراء وعلماء اﻵثار لحل رموز تلك المخطوطة ولكن لم يحالفه الحظ، فقرر أن يزورها زيارة أخرى ولكن تلك المرة بتصميم أكبر على كشف مدى صحة ادعائها من عدمه.


ذهب لمنزلها بعد أن تأكد من خروج زوجها للعمل وطرق الباب ففتحت كعادتها بتلقائية شديدة ولكنها تجهمت فور أن وقعت عينيها عليه وسألته بضيق: 

-ليه تاني أنت هنا؟ أرجوك امشي.


ترجاها متوسلاً: 

-أرجوكي اديني دقيقه واحده اتكلم معاكي فيها.


رفضت بحدة وغضب معللة: 

-لأ، أرجوك امشي مش عايز مشاكل مع إمام.


سألها بلهفة: 

-انتي فعلا تعرفي تقري البردية اللي جبتهالك دي؟


أدارت وجهها للجانب اﻵخر ونفت بحركة رأسها: 

-لأ معرفش.


لم يبتاع حديثها ونظر لها بعدم تصديق قائلاً: 

-أنا شوفت عنيكي لما مسكتيها وكان واضح جدا انك فهمتي اللي فيها.


صاحت بغضب: 

-امشي من هنا.


فتحت جارتها الباب عندما استمعت لصوت صراخها العالي فوقفت تسأله بحدة: 

-عايز ايه منها يا جدع انت؟


لم يستطع أن يقنعها ولم يجب على جارتها فالتفت لها وأخبرها: 

-يوم ما تغيري رأيك وتحسي إن الآثار دي لازم الناس تعرف كل حاجه عنها واد ايه الفراعنه كانوا محترفين بكل حاجه، هتلاقيني موجود بنقب في أهرامات الجيزة وهكون مبسوط جدا لو وافقتي تشتغلي معايا تبع المتحف المصري.


تركها وذهب فابتلعت ريقها بتباطئ ونظرت لجارتها و ترجتها برقة: 

-أميرة، بلاش تقول لإمام على راجل ده.


وافقت الأخرى ولكن قادها فضولها لتسألها: 

-هو عايز ايه منك؟


ردت موضحة: 

-موضوع تعبان ده.


صدقتها أميرة على الفور وتركتها بنترشيت ودلفت للداخل وأمسكت الورقة والقلم تحاول استرجاع ما تتذكر ما قرأته بتلك البردية التي والتي تحتوي على سر خطير.


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية نابغة بعصر الأغبياء ، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة