رواية نابغة بعصر الأغبياء - للكاتبة أسماء المصري - الفصل 30 - 2 الثلاثاء 18/6/2024
قراءة رواية نابغة بعصر الأغبياء كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نابغة بعصر الأغبياء
للكاتبة أسماء المصري
الفصل الثلاثون
2
تم النشر يوم الثلاثاء
18/6/2024
حاول تهدئة ثورتها وعويلها ولكنه لم يفلح بعد أن ظهرت الحقائق وتأكدت من شكوكها، فظلت تنتحب وتضرب على فخذيها بشكل متكرر وهي تقول بامتعاض:
- شوفت إن كان عندي حق، قولت لك إنه مش إمام، مش ابني وانت مصدقتنيش .
رد عبد المجيد مدافعا عن نفسه:
-صدقتك في الآخر، والزفت ده عرف يبلفك ويخليكي تصدقيه.
سألته بانهيار:
-وهنعمل ايه يا بو إمام ؟
أجابها وهو يفكر ويحك رأسه بتركيز:
-العمل عمل ربنا، لازم نروح لأهل العلم وهم يتصرفوا.
استنكرت قائلة:
-وهو الكلام اللي حكاه إمام ده يتصدق برده؟ ده ممكن يحسبونا مجانين!
حرك يداه بحيرة وقال:
-هنقول ايه بس، ادي الله وادي حكمته خلينا بس نروح للشيخ حسب النبي ونسأله ، يمكن يكون عنده صرفه ولا يعرف حد يقدر يحل لنا الموضوع.
وقفت بتعجل وتحركت للداخل وهي تبلغه بصيغه آمره:
-طيب قوم خلينا نروح له دلوقتي.
وافق ولم يجادلها وبدل ملابسه هو اﻵخر وتحركا صوب منزل جارهم الشيخ حسب النبي الذي استقبلهما بترحيب:
-يا اهلا يا اهلا، منورين ده احنا زارنا النبي.
دلفا بوجوم ففطن أن الأمر جدياً فسأل بترقب:
-في إيه يا عبد المجيد؟
أجابه بحزن خيم على ملامحه:
-الموضوع إياه بتاع إمام.
رمقه بلمعة من عينيه واستأنف سماعه وهو يضيف:
-إمام ملبوس يا شيخ حسب النبي، و الموضوع كبير اوي ويمكن يكون أكبر منك كمان.
هدأه ودعاهما للجلوس:
-طيب اهدى بس، وتعالوا اقعدوا كده وفهموني بالراحه.
التفت ناظرا لزوجته الواقفه ترحب بعزيزة وقال لها:
-اعملينا شاي يا أم محمد.
أومأت وتحركت للخارج، وعاد هو يستمع لهما ولكلامهما المتداخل فأشار بيديه بالهواده وقال:
-طيب واحده واحده بس عشان افهمكم.
نظر لعبد المجيد وسأله بحيرة:
-انتوا اتأكدتوا ازاي بس فهمني؟
قص عليه عبد المجيد زيارة إمام التي حدثت منذ لحظات وكل ما قاله عن زوجته وعن ذلك الفرعون الذي يمتلك جسده، فرفع الشيخ حاجبه لأعلى غير مصدقا حديثه ولولا تأكيد عزيزة للحديث لظن انه يهذي، ولكن ما احتماليه أن يهذي اثنان بنفس الوقت ونفس الكلام؟
حرك يده بحيرة وسأل:
-يعني دلوقتي إمام رجع وبقى متحكم في جسمه ولا لسه؟
رد عبد المجيد بحيرة وجهل بإجابة ذلك السؤال:
-علمي علمك، هو قالنا مش عايزهم يحسوا بحاجه عشان مياخدوش حذرهم ونرجع تاني لنقطة الصفر.
زفر الشيخ أنفاسه وحك لحيته بتفكير قليلاً وعقب:
-سحر الفراعنه ده مش سهل ابدا، وعايز ناس بتفهم فيه كويس وبيعرفوا يفكوه.
صاحت عزيزة بحدة:
-هو سحر و بس! بنقولك لابس جسمه عارف يعني ايه لابس جسمه؟
هدأها بحركة من يده:
-اهدي يا أم إمام وكل حاجه إن شاء الله ليها حل.
تحرك صوب مكتبته وأخرج منها كتاب سميك وظل يتصفح صفحاته، ثم نظر لهما وقال:
-فعلا الموضوع ده اكبر مني وعايز ناس تفهمه عني، فسبوني يومين كده أحاول ادور على حد ممكن يحل لنا الموضوع ده.
صاحت عزيزة باعتراض:
-يومين بحالهم! ابوس ايدك ابني بيضيع مني.
حاول أن يوضح لها صعوبة الموقف فقال بإطناب:
-يا ام إمام التلبس ده مش حاجه سهله، وخصوصا لما يكون من حد قوي، وواضح من كلامكم إن اللي لابس ابنكم حد قوي وبيعرف كويس في السحر، ده غير سمعة مرات ابنكم اصلا اللي كل الناس بتقول عنها انها بتعمل سحر تعابين، يعني هما اﻻتنين سحره واقويا ، فلازم نتعامل بحرص زي ما قالكم إمام عشان نعرف ناخدهم على سهوه وميعرفوش يتصرفوا ولا ياخدوا حذرهم، فهمتيني؟
بكت وأومأت باستسلام فربت عليها زوجها وقال بحزن:
-ادعيله ربنا يفك كربه واستودعيه عند الذي لا تضيع عنده الودائع يا ام إمام.
رفعت يديها عاليا وقالت بتضرع: يا رب، رجعه ليا سالم غانم وابعد عنه كل شر، أمين يا رب العالمين.
عقب عليها كل من زوجها والشيخ حسب النبي هاتفين بصوت واحد:
-آمييين.
❈-❈-❈
استيقظت وهي تصيح وتصرخ به هادرة:
-إلى هذا الحد لا تهتم لأمري! أكاد لا أصدق ما حدث.
نظر لها وهو عاقدا حاجبيه فأضافت بغضب:
-لن أعود مجدداً إن كان الثمن هو خسارتك لصالحها، هل تسمعني سيتي؟
لم يعقب ولم يجب فظنت أنه غاضب ويحاول الهدوء، فأمسكت رضيعها واقتربت منه وناولته إياه وقالت بحزن:
-تذكر من هم عائلتك اﻵن، أنا وابنك فقط والباقين أصبحوا من الماضي رجاءا مولاي.
بكت وانتحبت بحزن وهي تنتظر منه أي رد ولكنه همس بكلمة واحدة:
-إمام.
لم تسمعه جيداً فقالت مستفسرة:
-ماذا قلت؟
نظر لها وردد بذهول:
-إمام، كيف فعلها؟
لم تعي حديثه فوضح لها متحدثا برهبة:
-أشعر به، كان هنا والحاجز بيننا قد تم كسره.
فهمت أخيراً مقصده فسألته بذعر:
-ماذا تقول؟ هل يستطيع العودة؟
نفى بحركة من رأسه ولكنه أضاف: لقد ذهب طالبا العون من والديه.
شعرت فجأة بضيق تنفسها فسألته بخوف:
-هل علما والديه بشأنك؟
أومأ مؤكدا وأضاف:
-بل علموا كل شيئ بشأني وشأنكِ أيضاً.
لمعت عينيها بذعر حقيقي وقالت باكية:
-علما أنني أساعدك على تلبس جسد ابنهما؟ كيف يمكنني أن أتصرف الآن أو أتعامل معهما فيما بعد؟
رمقها بنظرة ساخرة وهتف متسائلا:
-هل هذا ما يهمك أيتها المعتوهة؟ عواقب هذا الأمر وخيمة وما تأبهين به هو كيفية التعامل مع والديه!
هاجت وبكت قائلة:
-وما العمل اﻵن؟ كيف سنخرج من تلك الورطة؟
أجابها موضحاً:
-دعيني أفكر، ولكن أولا يجب أن أعلم من أين بدأ القصور حتى عاد لجسده ويتلصص علينا اﻵن، كما أستطيع أنا أن أراه وأشعر بوجوده.
الكثير من الأمور الغير مفهومة بالنسبة لها فسألته بحيرة:
-وهل يفهم الهيروغليفية حتى يفهم حديثنا؟
نفى فعقبت:
-إذا لم يفهم حديثنا معا اﻵن!
أومأ لها وأكد:
-وهذا ما سيساعدنا حتى نستطيع تخطي الأمر، ولكن ليس قبل أن أعلم سبب كسر الحاجز بيننا.
قالت بتلقائية:
-هل يمكن أن يكون السبب هو تلاعبك بالتعويذة التي ترسلنا لموطننا؟ هل من الممكن أن تتسبب بذلك؟
انتبه لحديثها وأكده موضحا:
-بالطبع، لقد استخدمت معظم قواي حتى استطيع جعل التعويذة أكثر فاعلية مما جعل حضوري ضعيف وفتح له الباب حتى يعود أدراجه.
تنهدت بحيرة وخوف وقالت بجزع:
-مولاي، رجاءً استمع لي تلك المرة ولا تفعل كالمرة السابقة عندما كنا بموطننا.
رمقها بحيرة فقالت موضحة بإطناب:
-تعلم ما أتحدث عنه، ثقتك بقوتك وأنك تستطيع فعلها تذكرني بثقتك وقت حملتك العسكرية وإيمانك أن لا أحد يجرؤ على إيذائي، وكانت النتيجة أنني انتحرت هربا من التعذيب وخوفا عليك ولكن تلك المرة لن أستطيع فعل شيئا كهذا، لذا أرجوك أن تستمع لي ودعنا نهرب من هنا.
سألها بحيرة:
-نذهب إلى أين؟ فأنا لا يوجد بحوزتي مال كافٍ لنؤسس حياة جديدة بمكان آخر.
قالت برجاء:
-سأفعل كما فعلت إيزيس مولاي وأعيش معك بأي مكان حتى وإن كان كوخا من القش، فقط دعنا نهرب أرجوك.
صمت قليلاً ليفكر فاقتربت منه وهمست متوسلة:
-لا تخذلني تلك المرة.
سألها بحيرة:
-أين يمكننا أن نذهب؟ لا يمكن قيثارة الحب لا يمكن صدقيني.
بكت وترجته موضحة:
-أرجوك، أنا لن أتحمل خسارتك مجدداً، تصرف ولا تتركني وتتخلى عني كما فعلت قبلاً.
صاح بها معترضاً:
-أبداً لم أفعلها بنترشيت؛ فأنا لم ولن أتخلى عنك ما حييت، فتوقفي عن الحديث الذي يحرك غضبي تجاهك وفكري بشكل أفضل.
جلست وفكرت قالت أخيراً:
-إن كنا نحتاج للمال فدعني أذهب لعالم الآثار المصري هذا وأاعرض عليه ترجمة تلك المخطوطة مقابل مبلغ من المال يساعدنا بالهرب.
رفض صارخاً:
-هل تنوين كشف أسرارنا لهم مقابل المال؟
أكدت نافية:
-بالطبع لا، سأقوم بترجمة المخطوطة وأتخطى الأجزاء التي بها التعاويذ.
انحنت على ركبتيها وترجته هاتفة:
-رجاءً استمع لي، فتلك هي فرصتنا الوحيدة وبعدها قد نذهب للعيش بأبيدوس، موطنك ومركز قوتك ووقتها لن يستطيع أحد أن يفرقنا ثانية.
فكر قليلاً واحتار بأخذ قراره فشعرت انه يحتاج لدفعه قد تجعله يفعلها دون تفكير، فقالت له وهي تضع راحتها على بطنها:
-مولاي، أنا أحمل جنين آخر بأحشائي.
تفاجئ ورفع وجهه ينظر لها وهي تضيف:
-لا تجعلني أعيش نفس المأساة وأعاصر نفس المخاوف وربما ألقى نفس المصير، رجاءً استمع لي.
زفر أنفاسه باختناق وأومأ لها موافقا ولكنه وقبيل أن تصرخ فرحا قاطعها برفع سبابته عاليا وقال لها آمرا ومحذرا:
-أولاً إياكي وإفشاء أي سر من أسرار حضارتنا لهؤلاء، وثانيا تلك ستكون المرة الأولى والأخيرة وعندما نأخذ المال من عالم الآثار بالإضافه لما جمعته أنا سنذهب لأبيدوس ونختفي عن العالم لنربي ابنائنا.
وافقت فورا ودون تعقيب فسحبها هامسا لها بأذنها بنبرة لهوفة وشغوفة وهو يحرك راحته على بطنها:
-أحبك بنترشيت، أحبك قيثارة الحب.
رفعت وجهها ناحيته وعقبت:
-وأنا أعشقك حد اﻷلم مولاي وحبيبي سيتي مر إن بتاح، ملكي ومليكي ووالد ابنائي.
قبلها قبلة شغوفة ومؤججة للمشاعر، وبدأ بإزاحة ملابسها عنها ولكنها أوقفته قائلة:
-ألم تقل أنه يستطيع رؤيتنا؟
رفع حاجبه وأجاب:
-نعم، ولكن لا أهتم لذرة من مشاعره التي قد تتأذي إن رأني أضاجعك؛ فأنتِ ملك لي أنا.
حاولت الاعتراض قائلة:
-لم أكن أهتم أنا الأخرى بذلك، فقط أشعر بالخجل من أن يرانا سويا.
لم يهتم لحديثها وانحنى يقبلها بشغف وسحبها أسفله وبدأ ممارسته بشغف وحب وهو يتأوه من فرط اللذة ويهمس بأذنها بكلماته العاشقة.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية نابغة بعصر الأغبياء ، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية