رواية نابغة بعصر الأغبياء - للكاتبة أسماء المصري - الفصل 26 - 2 الجمعة 7/6/2024
قراءة رواية نابغة بعصر الأغبياء كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نابغة بعصر الأغبياء
للكاتبة أسماء المصري
الفصل السادس والعشرون
2
تم النشر يوم الجمعة
7/6/2024
جلست تيا بصعوبة لترتاح قليلاً وهي في قمة سعادتها وتحدثت مع زوجها بفرحة قائلة:
-لا أصدق أن ما حدث حقيقة، ولولا تأكيدك لي لظننت أنني جننت أو ربما قد أثر الحمل على عقلي.
ضحك توت عليها تلك التي عشقها منذ نعومة أظافرها ومسح على ظهرها براحته وقال:
-يا ليتني استطعت أن أراها مثلك حتى أرى السعادة التي تتحدثين عنها.
ابتسمت ووضحت بتسائل:
ألم تر السعادة على وجه أبي بالرغم من حدته التي لم ولن تنتهي أبداً؟
حرك توت رأسه قليلاً هاتفا بتأكيد:
-لا أظنه يستطيع العيش كإنسان عادي، هو فرعون عاش أو مات فسيظل الفرعون سيتي الأكبر.
أيدته قائلة:
-معك حق، كنت أتمني رؤيتهما سويا وكيف استطاع أبي أن يجعلها تعشقه إلى هذا الحد الذي كانت تقصه لي؟ أردت دائماً معرفة شخصية من أحبته بنترشيت فقط من لمعة عينيها عندما كانت تخبرني عنه وفور أن علمت أنه أبي الملك لم أصدق نفسي.
سألها بحيرة:
-ما المانع؟ لم افهم، أم تقصدين للفارق العمري بينهما؟
نفت موضحة:
-بالطبع لا، فها نحن بيننا فارقاً كبيراً ولكن معاملة والدي الصارمة جعلتني لم أتخيله رومانسياً يعشق وقد يتغزل بمحبوته، ولكن كل هذا راح أدراج الرياح فور أن رأيت تغزله بها وحتى تقبيله لها أمامنا.
سحبها داخل حضنه وقال بمشاكسة:
-أنا لم أر تلك القبلة ومع هذا أشعر بأن جسدي قد أوقد به النار من مجرد وصفك للأمر، فما رأيك أن تطفئيه أنتِ بمعرفتك.
ابتسمت بخجل فزفر بتنهيدة هاتفا:
-زوجتي الخجولة التي لا زالت تخجل مني بعد كل هذا الوقت وكل هؤلاء الابناء الذين أنجبتهم لي.
مسحت بيدها على وجهه وسحبته من يده صوب حجرتهما وهي تقول:
-رفقاً بي فأنا على مشارف وضع جنيني وقد ألد بأية لحظة.
❈-❈-❈
ارتمي سيتي على الفراش يلهث بإجهاد وقال بصوت مبحوح مداعباً عشيقته:
-لولا تأكدي بأنه لا يراك أحد لقلت أن استمعت طيبة بأكملها لصراخك أيتها الشقية.
ظل ينهج بأنفاسه وهي تندثر أسفل الفراش تشعر بالخجل الشديد مما حدث منذ لحظات وصوتها الذي كان مدوياً، ولكنها شردت لحظه بحديثه، نعم لا يوجد من يحبها بهذا العالم حتى يراها ويستمع لصوتها ولولا وجود الأميرة تيا لكانت خفية عن الجميع لا يراها أحد سواه.
شردت وتجهم وجهها فلاحظ ذلك الساكن بجوارها ولا زالت القشعريرة تنفض جسده ولكنه اعتدل على الفور وسألها باهتمام:
-ما بها حبيبتي؟
قالت بحزن:
-لا أحد يحبني.
رفع حاجبه لأعلى بتعجب ورد مؤكداً:
-بلى هناك، هناك أنا وابنتي الأميرة تيا وزوجها توت وحتى ولي عهدي والفرعون الملك رعمسيس.
حركت رأسها نافية وأكدت:
-فقط أنت وتيا، أما البقية ربما يهتمون لأمري فقط لأجلك أنت والدليل أنهما لم يروني.
داعب أنفها بسبابته وقال بمشاكسة:
-أﻻ يكفيكِ حب الملك الفرعون سيتي مر إن بتاح ذاته؟
أغلقت عينيها بحزن، فقبل جفنيها المغلقين وابتعد قائلاً بغزل:
-كم أود المكوث هنا أبد الدهر، فأنا أعشقك أنتِ بنترشيت بملامحك تلك وليس تلك الفتاة الشقراء الإنجليزية التي أراها يوميا.
زاد تجهمها ففطن أنه ربما زاد الطين بللاً وهي تعقب:
-إذاً أنت لست سعيداً معي، وبعد كل هذا الوقت تتصنع السعادة وأنت لا تحبني.
بكت فاقترب منها واحتضنها مربتا على ظهرها ومؤكداً:
-بلي أحبك، بل وأعشقك قيثارتي مهما كان شكلك ولكنني أحب هذه النسخة أكثر قليلاً عن باقي النسخ.
ابتعدت عنه تنظر له بدهشهة وسألته بحيرة:
-ماذا تقصد بباقي النسخ؟ هل لي أكثر من نسخة؟
أكد مبتسماً:
-بالطبع حبيبتي وإﻻ كيف سنظل معا أمد الدهر؟ ننتقل من جسد لآخر حتى....
قاطعته صارخة برفض:
-ماذا؟ بالطبع لن يحدث ذلك فأنا لن أعيش كالطفيلي الذي يتغذى على أرواح البشر هكذا وأظل أعاني نفس المأساة التي عشتها من جديد.
حاول إثنائها عن صراخها بهدؤه وهو يوضح:
-الجسد البشري أضعف من أن يظل فترات طويلة على حالته، ولقد اكتشفت سر الحياة الأبدية وأنتِ تريدين مني التخلي عنها؟
أومأت مؤكدة:
-نعم، فقط عدني بأنك لن تفعلها.
لم ولن يفهم ما برأسها ولكنه يفهم أمراً واحداً ومؤكداً أنه لن يستطيع الحياة دونها، وأما عنها فهو أيضاً متأكد من أمراً واحداً أﻻ وهو أنها مترددة ولا تأخذ قرارها بسهولة، وما ﻻ ترغبه اليوم قد تتوق لأجله غداً وإن أصر عليها بأي أمر فهي تنصاع بالنهاية لرغبته.
لم يرض أن يدخل معها بجدال بذلك الوقت فهو وقت العودة لعالمهما الحالي، فأومأ لها موافقا بإدعاء كاذب:
-حسنا حبيبتي، لن أفعلها.
رفعت سبابتها أمامه وقالت بحدة:
-عدني بهذا سيتي.
غمز لها و قال:
-فقط سيتي مجرداً من الألقاب! وتتجرأين أن تقوليها هنا بقصري ومملكتي! فأنا إن تركتك تقوليها هناك بالعالم الذي نعيش فيه لأنني لست بمركزي فما سبب ثقتك تلك بنفسك لتقوليها هنا بموطني ومسقط رأسي أيتها اللعوب؟
استطاع كعادته أن ينسيها ما كانت تقوله أو تصر عليه فضحكت وردت بطفولة:
-دائما أقول لك مولاي، ولكنني أشتاق أحياناً لخروج أحرف اسمك من فمي يا مولاي.
ابتسم لها واقترب منها حتى التصق فمه بخاصتها وقال وهو على هذه الحالة:
-حسنا حبيبتي، اخرجي حروف اسمي من فمك إلى جوفي مجرداً من الألقاب كما تريدين.
حاولت قضم شفتيها من الإثارة التي شعرت بها، ولكنه لم يمهلها الوقت ففعلها هو وقضم شفتها السفلى بقوة وتركها وظل ملتصقا بشفتيها منتظراً أن تردد اسمه فقالت بصوت رقيق ومخدر من نشوته:
-مولاي.
نفي برأسه رافضا وقال:
-فقط سيتي قيثارة الحب، فقط سيتي.
رددت اسمه بهمس مثير:
-سيتي، أنا أحبك.
قبلها بعشق ونهم شديدين وابتعد قائلاً:
-وأنا أعشقك حد الألم قيثارتي.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية نابغة بعصر الأغبياء ، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية