رواية نابغة بعصر الأغبياء - للكاتبة أسماء المصري - الفصل 29 - 2 الأحد 16/6/2024
قراءة رواية نابغة بعصر الأغبياء كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نابغة بعصر الأغبياء
للكاتبة أسماء المصري
الفصل التاسع والعشرون
2
تم النشر يوم الأحد
16/6/2024
صمتت ونظرت له فقال:
-والآن إيزيس تبكى ويقطع أنينها صمت الليل، الآن قام ست بقتل زوجها الحبيب أوزوريس وتشريدها في الأرض وقام أخيرا بسلب طفلها الوحيد.
سحبها داخل حضنه وسرد قصته بشكل مسرحي:
-فصرخت بلوعة "أعده لى ثانية أيها الإله رع …أنت يا من تملك مفاتيح الحياة والموت، استمع لصلاتى ولا تدع ولدى الوحيد يؤخذ منى على هذا النحو."
وأخيرا أجابها توت إله المعرفة وأخبرها أن الصغير حورس لن يلحق به أذى، وأخذ توت يتلو كلمات السحر التى تكمن فيها القوة وعندئذ بدأت الحياة تدب ثانية في الطفل.
قفزت بنترشيت من الفرحة تدب الارض بقدميها بسعادة فأضاف سيتي:
-وفعلت تمام كما فعلتي، قفزت إيزيس بفرحة إلى مهد الطفل وضمته إليها، ثم تذكرت أنها لم تؤد فروض الشكر إلى ذلك الذى استجاب لصلاتها؛ فاستدارت إليه لتشكره ولكن توت قد انصرف دون انتظار الشكر كعادته.
صمت فسألته بفضول:
-وبعد ذلك...
رد مجيبا:
-آن الأوان لتبدأ إيزيس رحلة البحث من جديد لجمع جسد أوزوريس، ولكن هنا تكمن صعوبة أخرى؛ فعلى إيزيس أن تجد مكانا لأبنها وابن حبيبها أولا قبل أن تذهب للبحث، وبالفعل تركته عند الكاهنة التى تعيش في الجزيرة المسحورة واستأنفت هى رحلة البحث، وبعد طول عناء أخيرا وجدت رأس حبيبها وتبع ذلك تجميع باقى أجزاء الجسد إلى بعضها البعض وقامت إيزيس بتلاوة التعاويذ واستطاعت للمرة الثانية إنجاز هذا العمل في جو من الرهبة الحزينة وعاد أوزوريس مرة أخرى إلى الحياة.
والأسطورة لا تقف عند هذا الحد بل إنها لا تكتمل إلا بانتصار حورس وانتقامه لأبيه وأمه واستعادته للملك بل وقتل ست.
لم ولن يكتف أبدا من طفولتها وهي تنظر له بولع لا يقل كثيرا عن ولع صغيره الذي يجلس بحضنه عندما يقدم له قطعه حلوى، و لكنها كانت عاشقه للتاريخ والحكايات .
أنهى قصه لأسطورة إيزيس وأوزوريس ورمقها بنظرة عاشقه وسألها بحيرة:
-ألم تكتفِ بعد؟
أومأت فضحك وعقب:
-وهل أتينا إلى هنا لنجلس سويا نقص قصص معبوداتنا؟ أظن قد أتينا لرؤية أحبائنا!
أخبرته بتأكيد:
-نعم، وأيضاً حتى أملي عيني منك وأنت بتلك الهيئة مولاي.
مسح على رأسها وملس شعرها بحب قائلاً بتلقائية:
-أنا أيضاً قد مللت جسد هذا الشاب وأفكر جديا بتركه والتنقل لجسد آخر.
فاجأتها رغبته، كما ضربتها الحقيقة بلمحة سريعة منها وقالت بحيرة متسائلة:
-مولاي، إن كنت أنت هنا اﻵن وأجسادنا بالحاضر تبدو نائمة، فأين إمام اﻵن؟
أجابها غير مهتما:
-بمحبسه حبيبتي كما هو بالعالم الموازي.
تخوفت قليلاً وأخبرته:
-عندما كنت تزورني وهو نائم أو عندما تسحبني لموطني، أظن أن ذلك يضعف من قوة التلبس ويمكن له أن يعود لجسده و....
قاطعها مطمأنا:
-وحتى إن عاد فلن يستطيع فعل شيئ ولا حتى يمكنه اﻻستمرار متملكا جسده.
تنهدت بحيرة:
-بدأت أتخوف من زيارتنا تلك، لما لا نعود أدراجنا ونزورهما بوقت آخر، فقط لنتأكد مما تقوله أولا مولاي.
ضحك على سذاجتها وطمأنها:
-لا تقلقي حبيتي، فقط تعالي نخرج فالقصر بعيد من هنا ولا يوجد لدينا دابة أو فرس لنركبه.
تفاجئت وسألته:
-وهل سنمشي من هنا وحتى القصر؟
أومأ لها وسحبها حاملاً طفله وتحرك ثلاثتهم صوب القصر.
❈-❈-❈
في تلك الأثناء استيقظ إمام ليجد نفسه بذلك المنزل ودورثي نائمة بجواره والرضيع بحضنها، فحاول إيقاظها ولكن دون جدوى فشعر بالسعادة لعودته للحياة من ذلك المحبس بالعالم لموازي.
تحرك صوب الباب قاصدا الذهاب لابويه ونزل البناية، فوجد نفسه بنفس المنطقة السكنيه التي يسكن بها والديه فشكر ربه على قربهما وعدم هروبهما بعيدا، فإن هربا لما كان استطاع فعل شيئ مما يدور برأسه.
صعد الدرجات بسرعة أو بالأحرى هرول سريعا وضرب بيده على الباب بحدة وقوة فصاحت عزيزة:
-ايوه يا اللي بتخبط، براحه شويه الباب هيتكسر.
فتحت الباب فوجدته ابنها فسألته بجزع وخوف:
-في ايه يا إمام؟ مالك يا ابني؟ بلبل ولا سيتي جرالهم حاجه؟
أجابها بغضب وحدة:
-محصلش لهم حاجه يا امه، انا اللي حصل لي وفضلت استنجد بيكي وانتي مفهمتيش.
تعجبت وسألته بحيرة:
-أنت قصدك ايه بس؟
حاول أن يجيبها فخرج والده من غرفته وسأله بصوت قوي:
-في ايه يا ابني؟ جاي في الوقت ده ليه؟ طمنا!
قال بحدة:
-يابا أنا بضيع وانتو مش عارفين تلحقوني، اللي عايش مع مراتي وابني ومعاكم ده مش أنا.
تجهم وجه عبد المجيد ونظر له بتفحص وسأله:
-أنت شارب حاجه يا بني؟
أجابه بغضب:
-آه يابا شارب المر وانتو ولا على بالكم، بقولكم إن الراجل اللي عايش مع مراتي ده مش أنا.
سألته عزيزة بحيرة:
-اقعد وفهمنا براحه أنت بتقول ايه؟
أجابها موضحا:
-ده ملك من أيام الفراعنه اسمه سيتي وعرف يلبس جسمي يا امه.
اقترب اكثر وفتح عينيه بوسعها وأشار لحدقته وقال:
-ده لون عيني اهو، هل ده نفس لون عين الراجل اللي عايش وسطكم؟
رأته عزيزة فتعجبت وصرخت:
-الحقني يا عبد المجيد، ده باينه الكلام صح!
نظر الآخر لعيني ابنه وتأكد من حديثه فسألته عزيزة:
-يعني الكلام اللي كنت بتقوله في الحلم ده مظبوط؟
أجابها مؤكدا:
-ايوه يا امه، مكنتش بعرف ازورك غير كده وبعدها مبقتش أعرف اعمل حاجه خالص لما عرف اني بزورك.
سأله عبد المجيد:
-طيب وانت دلوقتي هنا ازاي؟
رد بحيرة:
-معرفش، أنا صحيت من النوم لقيت نفسي هنا، ودورثي هناك نايمه هي وابني اللي سمته على اسم الندل الجبان عشيقها.
ضربت عزيزة على صدرها وسألته:
-هي عارفه باللي حاصل ولا زينا يا بني؟
زغر بعينه وزم شفتيه قائلا:
-عارفه يا امه ومسعداه كمان على كده، بس انا اللي غلطان لان كان المفروض من اول ما عرفت باللي حصل ده من وانا في لندن كنت بعدت وسبتها خالص.
سأله عبد المجيد:
-طيب احنا نعمل ايه دلوقتي؟
أجابه بجهل:
-مش عارف يابا، ومش متأكد هفضل هنا لامتى؟ وعايز ارجع البيت قبل ما دورثي تصحى لان مش عايزهم يحسوا بحاجه لحد ما انتو تلاقوا حل، بس بسرعه ابوس ايديكم انا بموت في المكان اللي حابسني فيه.
ربت عبد المجيد على كتفه وقال بتأكيد:
-متخافش يا ابني، روح انت دلوقتي وانا هتصرف ومتقلقش، بكره تكون نايم في حضن امك وابنك معاك.
عاد للمنزل ودلف بخطوات بطيئة وارتاح بجوارها على الفراش ولكن ليس قبل أن يُقبل صغيره أو من ظن أنه صغيره.
قبله ليزيل نار اشتياقه وحضنه بقوة ومدد جسده بجوارها منتظرا استيقاظها؛ فإما تستيقظ ويظل هو موجودا ووقتها سيقتص منها ويذيقها العذاب على فعلتها الدنيئة معه، وإما يعود ذلك الندل العاشق ووقتها ستكون حياته بيد والديه وتصرفهما.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية نابغة بعصر الأغبياء ، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية