رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 19 - 6 - الإثنين 24/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل التاسع عشر
6
تم النشر يوم الإثنين
24/6/2024
نظرت له بجدية وهي تقول بصوت حائر
= مش عارفه يمكن بس بحسك كده، كفايه مسامحتك لبنتك رغم كل اللي عملته ولسه جنبها وبتراعيها من بعيد.. يعنى لو رجعت هتغفرلها اى حاجة وترضى تعيش معاها عادي
رمقها بنظرات محبطه من وضعه مع ابنته وهو يرد بصلابة
=تخيلى آه.... أهبل انا صح اصلها ما عدتش صغيره برده تعرف تفرق بين الصح والغلط
بس مع كل ده بلاقي ليها اعذار
ابتلعت ريقها وأجابت عليه بصوتها المنكسر
= ده انا اخواتي بحس لحد دلوقتي مش راضيين يسامحوني على حاجة عملتها وهم كانوا السبب فيها كمان، بحس بيعاقبوني بانهم بيختفوا من حياتي وبقيت حمل عليهم.. و شوف انت لسه بتتكلم عن بنتك كويس رغم أنها بتستغل لك بس عشان الفلوس وتقرب منك
أوضح مقصده قائلاً بتنهيدة متعبة وهو يفرك جبينه
= ديمة دي بنتي الوحيدة مهما كانت وعملت، أنا بدأت أحب نفسى لما خلفتها أصلا فما بالك بعد كده سابتني ومشيت هحب نفسي ازاي من بعدها
حركت رأسها للجانب متحاشية النظر إليه، ثم ردت قائلة بحسرة
= عارف الفرق بينك وبين اخواتي إيه ؟ إنك بدور على حب مش على الكراهـية
عقد ما بين حاجبيه مدهوشًا من جملتها، ثم أكملت هي كلماتها قائله
= يعني كل العلاقات اللى بين الناس لو دوروا على أسباب انهم يكرهوا بيها بعض هيلاقوا مهما كانت ما بينهم حاجات حلوة ولو بردوا دوروا على أسباب انهم يحبوا بعض هيلاقوا مهما كانت بينهم حاجات وحشة... فاهم حاجه
واظب على مطالعتها بنظرات غريبة نظرات حملت بين طياتها خوفًا من أن تتلاقى تلك المهزله ثانياً مصيرًا مشابه لما تعرضت له سابقآ هي مصادفة بالأساس علقت مع شخص يعلم جيدًا بنواياها ولكنها غير مدركة بعد لحقيقة الوضع.. بعد دقيقتين أومــأ برأسه إيجابًا بأنه يفهمها وهي لا تريد أكثر من ذلك! ليزداد مع حركته تلك خفقات بقلبها.
ثم رفع يده يضعها علي كتفها بشكل حنونه تفاجأت من قربه الشديد، وشعرت بخفقان شديد في قلبها حيث لم تتخيل للحظة أن تؤثر بها هكذا، أو تحرك فيها شيئًا وبقوة.
طالعته بنظرات متعجبة من تحديقه بها و سرعان ما ابتسمت ابتسامه بسيطه لتفهمه عندما رفع يديه لها يدعوها لعناقه فاندفعت نحوه وهي تحيط ذراعيها حوله كالعائد من غربته يقوده الحنين! لم تدرك بأنها كانت تبكي حين إرتجف جسدها بين يديه، فرفع عيناه ليواجه عينيها الباكيتان التي بهتت.. أبعدها بهدوء ولطف ثم ربت على كتفها مرددا
= كفايه كده ويلا نروح قبل ما يصحوا و يدوروا علينا.
ضغطت ديمة على شفتيها قائلة بحرج وهي تتحاشى النظر إليه
= ماشي .
سار خطوتين وهي كانت صامتة ثم توقفت فجاه و اجبرته هو أيضاً ان يتوقف ظناً منه انها قد شعرت بالتعب نظر اليها و هي لا تبدي اي ردة فعل حتي تسائل عن سبب توقفها سقطت دمعة منها علي وجنتيها و تحدثت بامتنان
= شكراً علي كل اللي عملته معايا، واللي أخواتي ذات نفسهم وأهلي ما عملوش .
أبتسم بهدوء و هو يقف أمامها و يمسح دمعتها
بابهامه متحدثاً لها بحنو
= انا هفضل جنبك وقت ما تكوني محتاجاني يا ديمة
ابتسمت لموقفه شعرت به يقترب بل اكثر من المعتاد حتي همس أمام وجهها و هو يمسك
بخصلة من خصلاتها يستشعر نعومة ملمسها وهو يضعها خلف اذنها قائلاً
= وعمري ما هبص عليكي بنظرة متعجبكيش انا هكون جنبك مش عليكي يا ديمة و اوعدك اني هحافظ عليكي.
اتسعت ابتسامتها بتلقائية لـتضع يدها علي فمها و هي تقفز داخلها بسعادة لا متناهية تغمر روحها المتهالكة تود لو كان بالامكان اعادة الزمن مرة اخري و ان تمحي كل ما مرت به و تبدأ حياتها بلقاءه و تنتهي بجواره.
نظرت الي الأسفل مبتسمة ليشير لها الي الجهة الأخري و هو يقول بجدية
= يلا نرجع عند اعمامك عشان جعان جداً ومش هعرف أكل غير في بيتنا، فالاحسن نروح بدري
هزت راسها بهدوء و هي تسير جواره في طريق عودتهم الي المنزل و داخلها يتراقص كلمتان منه فقط جعلت من قلبها يدق! لكن فجأة شعرت باضطراب ساخراً داخلها هذه المرة تخطئ هو لن ينظر إليها كما تنظر اليه و لن يشعر اتجاهها بما تشعر به نظرت اليه و هو يسير بطوله الفارع و هيئته المميزة، ابتسمت بحزن علي نفسها و علي ما يحدث لها ثم حاولت ان تتغاضي عن شعورها حتي تقتله في مهده
فهو بالنهايه رجل وسينظر لها نظره غير راضيه بأنها فتاه سيئة فرطت في نفسها لأجل رجل آخر، صحيح هو زوجها الآن لكن زواج بالاتفاق لمده بسيطه وسوف ينتهي وهو يعاملها الآن كابنته لذلك لا يضع في عقله أن ينظر لها بتلك النظره لكن اذا شعر بما تشعر به حينها سينظر لها بتلك النظره التي تخشاها.
تود لو كانت مثله نقية، طاهرة، لم تدنسها الذنوب، أو تغرقها الآثام حتى النخاع فا تبوح بما يكن في قلبها لمولاها وهي على يقين بالفرج القريب.
أغمضت عينيها الباكيتان وخشيت أن يكون حدث ما لم ترغب فيه، وإلا لما تأثرت هكذا وانفعلت أحاسيسها، رغم إنكارها هي بالتأكيد لم تكن له شيء ما، وسيظهر ذلك مع مرور الأيام.
❈-❈-❈
وبعد مجئ الصباح، وصلت بسمة إلى الجامعة وهي تلهث بتوتر شديد لتلحق محاضرتها، او ربما ذهابها اليوم بالأخص لأسباب أخرى لم تستطيع مواجهتها بنفسها، فاثناء الفتره السابقه كانت تبحث عن ذلك الشخص الذي يدعى محمود فكانت تبحث عنه لغرض خاص لكن لم تجده الأيام السابقه وعلى امل ان تراه اليوم.
جابت بأنظارها المكان من الداخل باحثًا عن شخص بعينه. لتجده تحت أحد الأعمدة بالجامعة، فأسرعت في خطواتها قاصده إياه. وعندما وصلت له هتفت بصوت حذر للغاية
= ازيك يا محمود عامله ايه.
رفع نظراته إليها بتفاجئ وسرعان ما قال بإبتسامة عريضة
= بسمه ازيك بقيلي فتره مش بشوفك اقعدي واقفه ليه
ابتلعت ريقها مجيبة إياه بتوتر شديد
= كنت مشغوله أوي الفتره اللي فاتت معلش، ممكن كشكلك عشان أنقل المحاضرات اللي فاتت.. ولا ما كنتش بتيجي ذيي ومشغول في شغلك .
أشار بيده لها متحدثاً وهو يقول بابتسامه اكثر اتساعاً
= لا اتفضلي الكشكول تحت أمرك وانقلي اللي انتٍ عاوزاه.
هزت رأسها بالإيجاب بامتنان وجلست أمامه
ومد محمود يده لها بالكشكول فأخفضت نظراتها نحوه وأخذته بهدوء، ليتساءل باهتمام
= مش ناويه تقوليلي بقى ايه السبب اللي بيخليكي مش بتحضري المحاضرات زيي باستمرار؟ طب انا ومشغول في شغلي انتٍ ايه بقى الأسباب .
تنهدت بارتباك طفيف، ثم تطلعت ناظرة له بأعين متوهجة انبهار وهي تتساءل بصوت مهتم
= هاه، ما تسيبك مني وتقول لي أخبار شغلك إيه ولسه بتعرف توفق بين الاثنين وتتحمل المسؤوليه.. و الشغل والدراسه مع بعض.
كان الآخر مستغرب سؤالها فكلما تراه تتساءل عن وجهه نظره بالدراسه وكيف يستطيع أن يوفق بين العمل والدراسة بينها، لكنه بالنهايه استسلام وأجاب على اسئلتها طالما يتشاركون الحديث سواء عن أي شيء يجمعهم هنا حتى لو كانت دقائق قليله.. فمن الواضح الأمر بدأ أن يعجب..... به.
لكن فجاه قطعت حديثه قائله بتساءل بنبرة مهتمة
= هو ازاي ممكن تغير فكره حد عن الشغل والمسؤوليه والدراسه! ويفكر بنفس الطريقه اللي انت بتفكر فيها وتكون هي دي وجهه نظره ومقتنع بيها .
تفاجأ الآخر بحديثها، فهتف متسائلا باندهاش
= نعم لا مش فاهم قصدك يعني ايه .
ردت عليه قائلة بتوضيح جاد
= اقصد لو في واحد شايف الشغل والدراسه حاجه مش مهمه من وجهه نظره وما لهاش لازمه كمان، أنت بقى من وجهه نظرك الحاجات دي شايف ازاي ممكن يتغير ويبدا يفكر بنفس الطريقه اللي انت بتفكر بيها
حل الوجوم على قسماته باقتضاب، وردد متسائلاً بحيرة
= هو مين ده اصلا اللي بتتكلمي عليه
رفعت بسمة كف يدها للأعلى قائلة بعبوس وهي تشير به
=مش هتفرق معاك! انا عاوزه جواب على قد السؤال ازاي تخلي واحد يتغير ويشوف المسؤوليه والشغل حاجه مهمه وقد إيه لازم يتعلمها.
ضاقت أعين الآخر للغاية، ثم رد عليها بنفاذ صبر
= متهيالي ما فيش حد بيتغير يا آنسه بسمه
وطريقه تفكيري دي سواء انا ولا غيري! بتكون بالفطره وحسب البيئه اللي اتربى فيها عشان كده مش سهل انه يتغير و مش بكلمتين هقولهملك هتروحي تنفذيهم هتلاقي في ثانيه اتغير.. هو مين بقى اللي بتتكلمي عليه و مهتمه أوي كده انه يغير فكره ويبقى زيي.
زفرت بإنهاك بحسرة شديدة، ثم لوت ثغرها للجانب بفتور وهي تجيب بغموض
=ولا حاجه ما تشغلش بالك الاجابه وصلت وعندك حق ما فيش حد بيتغير .. عند أذنك عشان اتاخرت ولازم امشي .
نهضت لترحل لافظًة زفيرًا مشحونًا مجدداً من صدرها بيأس وإحباط فهي كانت تبحث عنه المرات السابقه لذلك السبب كان لديها أمل أن تعرف السر وتطبقه على معاذ لعله يتغير، لكن هو أيضاً أخبرها بها صراحه لا احد يتغير.
راقب محمود رحيلها بضيق شديد وحيرة وقد برزت حمرة عيناه بوضوح وحدث نفسه قائلًا بغلظة
= هو ايه اصله ده هي البنت دي بحالات؟ شويه هي اللي تتهرب مني.. وشويه هي اللي تجيلي برجليها، بت غربية بصحيح .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية