-->

رواية جديدة براديسيا (التميمة الملعونة) لبسمة بدران - الفصل 9 - 1 - الثلاثاء 25/6/2024

  

    قراءة رواية براديسيا (التميمة الملعونة)  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية براديسيا (التميمة الملعونة)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل التاسع

1


تم النشر يوم الثلاثاء

25/6/2024



أحيانا يكون المكان مصدر جرح لبعض الأشخاص 

ربما لأنه كان شاهدا على قصة مؤلمة أو كان يجمعك بشخص عزيز على قلبك وأصبح عكس ذلك 

لا ندري فكل ما نعرفه أن المكان مصدرا أساسيا للسعادة أو الحزن 


قبل قليل شعر بالملل عندما تركه ذلك الخادم بمفرده وهو لم يعتد الجلوس في المنزل 

بالطبع فهو محارب مغوار 

مكانه دائما وأبدا إما في إسطبل الخيول أو في أحد المسابح أو في غيرها من العديد من الرياضات التي اعتاد ممارستها 


قرر أن يتجول على ضفاف البحيرة عله يستنشق بعض الهواء النقي 

ورغما عنه ساقته قدماه إلى حيث تجلس هي وكأن القدر يعانده 

فالمرة الأولى التقى بزوجته الراحلة 

والآن يلتقي بتلك المرأة التي بغضها منذ الوهلة الأولى التي وقعت عينيه عليها 

فهو رجل زاهد لا تغريه النساء  ولا الأموال  ولا أي شيء 

فبعد رحيل زوجته وما فعلته به بات كل شيء في حياته يشبه بعضه لا جديد مجرد روتين يومي 


وها هو ذاك يقف على بعد سانتي مترات من المكان الذي تجلس فيه 

المكان الذي كان خاصته منذ عدة سنوات هو ومن تركته ورحلت 

دنا منها وجلس بجوارها بهدوء 

وبعد أن تلاقت أعينهما بالنظرات المختلفة صاحت بغضب حارق: أنت ماذا تفعل هنا؟

هيا احمل جسـ دك وأغرب عن وجهي فأنا أريد الجلوس بمفردي 


استنشق هواء الليل العليل بقوة ولم يرد عليها مما زاد من اهتياجها 

فمدت يدها الصغيرة تهزه بقوة: أنت أنا أتحدث معك قلت لك أريد الجلوس بمفردي  لقد تركت جميع الخدم والحرس لكي أستجم هيا اذهب 


صكت على أسنانها بقوة وهي تستمع إلى جوابه المستفز: ولماذا لا تذهبي أنت؟

فأنا أيضا أريد استنشاق الهواء والمكوث بمفردي 


ماذا لو ضربته عده لكمات في وجهه الوسيم هذا

أو أمسكت بحجر ضخم وهشمت به رأسه العنيد ذاك 

هل سيحدث شيء؟

بالطبع لا سيصلني جواب شكر من عائلته لأنني استطعت تخليصهم من ذلك البغيض 


همت بالحديث لكنه أوقفها بإشارة من يده: حسنا حسنا سأذهب لأنني أشعر بعدم الراحة وأنا برفقتك

 

للمرة الثانية تتسع حدقتاها في دهشة من حديث ذلك الأبله وقبل أن توبخه اختفى من أمامها 


رباه ماذا تفعل مع ذلك الرجل الذي كلما رأته يتعكر مزاجها 

لا بالطبع هناك حلا 


لكن ماذا ستفعل 

هذا ما ستفكر به للتخلص من ذلك الرجل 

❈-❈-❈


شعور بالحزن يعتريها في الآونة الأخيرة 

فهي تلقت صدمات كثيرة خلال هذان اليومين المنصرمين 

بداية من رفض حبيبها لها ومن ثم وفاة الفتاة الطيبة المدعوة أشرقت 

وكذلك وفاة ابن أخيها الذي سعدت كثيرا بوجوده 


انتفضت من مكانها عندما استمعت إلى صوته الرخيم يهتف بمشاكسة: سمو الأميرة لماذا تجلسين بمفردك؟


تنهدت عندما تعرفت على هويته فلم يكن هذا سوى الأمير فخر الذي عرف مكانها من أحد الحرس 

فقد كانت تجلس في الحديقة أمام حوض الورد الخاص بها 

حدقت به بدهشة متسائلة: كيف أتيت إلى هنا؟

ومن أين عرفت المكان؟


أجابها وهو يجلس بجوارها: كيف أتيت فأنا أتيت من الباب 

ومن أين عرفت مكانك

فالإجابة من أحد الحرس 

هل لديك أسئلة أخرى؟


هزت رأسها نفيا والتزمت الصمت الذي قطعه هو: ألهذه الدرجة تحبين الورود؟


أومأت موافقة 

فسألها بفضول: لماذا يكسو الحزن ملامح وجهك الجميل؟


زفرت مطولا وإجابته باختصار: لا شيء  لا شيء مهم  أجبني هل أعجبتك براديسيا؟


أومأ عدة مرات بالموافقة 


فتابعت بابتسامة عندما أبصرته يدنو منهما: ما رأيك لو أعرفك على براديسيا بنفسي؟


أجابها بحماس: بالطبع أوافق 

فمن منا يرفض دعوة من فتاة جميلة مثلك؟


ابتسمت له بعذوبة ولكنها أجفلت على صوت الأمير حمزة الغاضب: أميرة رغد ألا ترين أن الوقت متأخر لماذا تقفين هنا بمفردك؟


أجابته بعدم اكتراث: شعرت بأنني أريد رؤية حوض الورد خاصتي هل الأمير حمزة لديه مانع؟


اغتاظ من برودها ذاك لكنه فضل الصمت 

فلو تحدث ربما سيؤذي مشاعرها بكلماته اللاذعة 

فوجه حديثه للذي يتابع ما يحدث بابتسامة خبيثة: هيا لنذهب يا سمو الأمير فكما قلت الوقت بات متأخرا وليس من اللائق أن تجلس مع أميرة براديسيا في ذلك الوقت المتأخر 


أومأ ثم رمقها بابتسامة واسعة واتجه للخارج 

بينما الأمير حمزة على الرغم من الشعور الذي راوده لكنه غمغم بخفوت: تصرفي بشكل جيد يا سمو الأميرة سأخبر أخيك بما تفعلين 


رمقته بسخرية لاذعة ومن ثم تركته وولجت لداخل القصر ودموعها تنساب فوق وجنتيها الناعمتين 

فإلى متى ستخفي مشاعرها؟

وذلك الأبله لا يشعر بها من الأساس 

❈-❈-❈



أما عند رونق 

فبعدما رأته يخلع القلادة ويضعها فوق أحد المقاعد شعرت بان فرصتها سنحت لها الآن 

لكنها لم تجازف وتفعل شيئا بمفردها 

عليها أن تستمع إلى كل ما تؤمر به 

فإن فشلت الخطة وانكشفوا حتما سيكون مصيرها الموت 

فذلك الأمير يضمر الشر بداخله وسيفعل ما يدور برأسه حتى لو قتل كل أهل براديسيا جيشا وشعبا 


اتخذت قرارها أخيرا واستدارت عازمة على الذهاب مرة أخرى إلى غرفتها لتأخذ قسطا من الراحة 

فالوقت بات متأخرا وعليها الاستيقاظ مبكرا للاهتمام بالملكة علياء 

❈-❈-❈


وفي ملحق قصر الملك تميم وبالتحديد الغرفة التي تمكث بها نور 

استقامت واقفة بعد أن جفاها النوم 

فهي مكثت كثيرا في الفـ راش تستدعي النوم لكنه أبى زيارتها في تلك الليلة 

فقررت أن تدلف إلى الحديقة الخلفية تستنشق بعض الهواء علها تشعر بالنعاس بعد ذلك 


بدلت ثيابها لشيء أكثر احتشاما كي لا تلفت أنظار الحرس إليها 

فهي تعلم مقدار جمالها جيدا 

وها هي تقف أمام باب الملحق تتلفت يمينا ويسارا فالجو مظلم بعض الشيء 

سارت بخطوات بطيئة نوعا ما 

اصطدمت بشيء صلب رفعت عينيها لتعتذر لكنها لمعت ببريق السعادة وهي تراه يقف أمامها بقامته المديدة 


ابتعدت عنه بضع خطوات وهي تغمغم بكلمات معتذرة: آسفة يا مولاي 


ماتت الحروف فوق شفـ تيها 

وازدردت ريقها بصعوبة وهي تبصره يقف أمامها بهيئته الخاطفة للأنفاس وهو يرتدي زي السباحة 

الذي يلتصق بقوة على جـ سده العضلي 


حاولت أن تشيح بعينيها بعيدا عنه ولكن عينيها أبت الانصياع لرغبتها 

بينما هو راح يتابع تخبطها ذاك بابتسامة واسعة 

فحقا تلك الفتاة مذهلة بما تحمل الكلمة من معنى 

طلاقت  زرقاويتيها ببنيتاه لوقت لا يعرفان مداه 

حتى قطعت هي تواصلهما البصري مردفه بتلعثم: آسفة يا جلالة الملك لكنني لم أستطع النوم فقررت أن أتجول قليلا في الحديقة الخلفية 


لم يستمع إلى حديثها بل كانت عينيه تتابعان إحدى خصلاتها التي شردت واستقرت فوق شفـ تيها الكرزيتين  

تمنى لو ان  شفـ تيه مكان تلك الخصلة 

لم يشعر بنفسه إلا وهو يرفع يديه يزيح تلك الخصلة متلمسا شفـ تيها بنعومة اذابتها كليا 

فارتجفت كل خلية في جـ سده وهو يشعر بنعومة شفـ تيها تحت أنامله 


راح يقترب من شفـ تيها رويدا رويدا عازما على تذوق تلك الكرزيتين خاصة وأنها مغمضة العينين وكأنها تعطيه الضوء الأخضر لما انتوى عليه 

اشتبكت أنفاسهما وبات على بعد إنشا واحدا من وجهها 


فشعرت بناقوس الخطر يقترب منها 

ففتحت عينيها بسرعة ورمقته باعتذار ومن ثم هرولت للداخل 

تاركة إياه يلعن ضعفه ويلعن الظروف التي وضعت تلك الفاتنة في طريقه 

فهو أولا وآخرا بشرا 

فأي رجل لم يستطع الصمود أمام فتاة رائعة الجمال كهذه 


زفر بقوة عله يهدئ النيران التي اشتـ علت بداخله جراء تلك الأحاسيس التي راودته منذ لحظات 

ثواني واتجه إلى جناحه لينعش جـ سده بالماء البارد وبعدها يرتمي بأحضـ ان زوجته 

فهي لا تستحق منه الخيانة أبدا 

❈-❈-❈



ألقت بجـ سدها فوق فراشها وهي تشعر بالراحة نوعا ما 

تخلصت من العقبة التي كانت تشكل عليها خطورة في القصر 

فالمدعوة صفية ليست مصدر ثقة بالنسبة لها 

فكان عليها التخلص منها في أسرع وقت كي تفكر في خطوتها التالية 


ابتسمت باتساع فهي تسير على الطريق الذي رسمته لنفسها بشكل صحيح جدا 

وما يدهشها السرعة التي تسير عليها الأحداث وكأن القدر يؤازرها 


أغمضت عينيها بهدوء وسرعان ما غطت في نوم عميق 

لكن الغريب هنا أن قاتلة تستطيع النوم بكل تلك السهولة 

ألا يوجد لديها ضمير؟

أو شفقة ورحمة!

يبدو أن السلطة والنفوذ لديها أقوى من أي شعور آخر يمكن أن يخالجها في تلك اللحظات 


الصفحة التالية