-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 26 - 2 الأحد 21/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل السادس والعشرون

2

تم النشر يوم الأحد

21/7/2024

أطلق منذر نفسا مرتجفا قبل أن يلقي عليهن

نظرة اشمئزاز ثم يتركهم مبتعدا نحو الخارج مع زوجته فمعها فقط يسمح لنفسه بالانهيار في أحضانها والألم يعتصر ملامح وجهه الكالحة.


صفق الباب خلفه بقوة لتهتز اركان البيت من عنفه، ثم نظر الجميع الى بعضهم عده ثواني يحاولون استوعب الأمر !!. 


بينما شاهين مازال مكانه مذهولا من تصريح منذر له، بل وبمواجهته له بأنه نادم آنه تحمل سابقآ تعنفه له، هل ظن أن خضوعه يستمر من أجله كان مخطئا، فهو قالها لاشئ أسوا أن تشعر بأنك يتيم ولك أب.. لك مجرد قطعه بالحياة دون فائده، مجرد ليالى يحاول فيها أن يظهر مظهر الأب العادل وهو ظالم و متجبر وجاحد، ليفكر هل كان فعلا كذلك معه، زفر نفسه بحرارة تلهب قلبه.


ما الذي تغير به بعد مولد معاذ فهو قال ذلك بنفسه وأنه أسواء أيام حياته بدأت بعد معرفته بمرض معاذ ومن بعدها بدأت معاناته،ما سبب ذاك الوهج الذي كان ينير وجه منذر،والإجابه بسيطه. 


الرضا والرحمة بقلبه ظهر على وجه لكن أين مكانه من هذا الرضا؟ لامكان له كما اختار شاهين قبل سنوات أن ينسي ابنه الأكبر و يركز مع الإبن الأصغر فقط بحجه مرضه .


❈-❈-❈


في منزل آدم، هزت رانيا رأسها بشراسة مخيفة وهي لا تصدق ما سمعته وكيف خدعها، ثم صاحت فيهما بنبرة عالية


= هو إحنا اللي بنسمعوا ده صح ولا عقلنا حصل له حاجه؟ بقي حته عيله مفعوصه زيك تقف قدامنا وتقول لنا هقعد مع جوزي ومش هروح معاكم وجوزنا بقى حقيقي! ما ترد يا أستاذ آدم يا اللي ائتمانتك على اختي وسبتها  هنا امانه وانت وعدتني انك مش هتلمسها وهطلقها بعد فتره 


لم يرد أن يتدخل في شؤونهم وخلافاتهم، لذا لم يجب لأنهم يتهمونه دون أن يسمعوا أو يصدقوه، وهو متأكد من ذلك بغض النظر عن ما يقول أو يبرر، ملت زينب من انتظار أي تبرير منه، وأرخت ساعديها هاتفة بغضب


=هيرد يقول لك ايه ما كل حاجه باينه؟ انا كان قلبي حاسس وما كنتش واثقه فيك من الأول بس اختي قعدت تقولي انا مطمنه لي واستاذ آدم زي اخونا الكبير وعمره ما هيخون الوعد وديمه زي ما سيبناها له هنيجي ناخدها، ادي اختك بكل بجاحه وقفت قدامنا بتقول لنا انه لمسها وبيرضاها 


هزت ديمة رأسها بإيماءة صريحة وهي ترد بغل


=وانا اللي طلبت كمان ايه رايك بقى؟ اول حاجه يا ريت تتكلموا في البيت اللي انتم فيه ضيوف بادب وصوتكم يوطى واتكلموا مع جوزي بطريقه كويسه، احنا ما عملناش حاجه غلط ولا حرام نتكسف منها.. انا مش فاهمه عمالين تعاقبوني على ايه هو انا عيله صغيره قدامكم؟ ولا ادم كمان عيل صغير وعارف كويس احنا عملنا ايه


رمقتها أختها زينب بنظرات دونية مسيئة للغاية، وتمتمت من بين أسنانها بعصبية منفعله 


=لا البنت دي مش طبيعيه هو لحس عقلك للدرجه دي ولا عملك غسيل مخ! نسيتي كلامك يوم كتب الكتاب كنتي مرعوبه وخايفه منه وقلتلي إزاي واثقين أوي في الراجل اللي انتم رميتوني لي وبعتوني! وانا طمنتك بنفسي وقلنا لك هنفضل جنبك ومش هيقدر يعمل لك حاجه .


ابتسمت ديمة بسخرية مريرة غير مصدقة قسوتهم عندما حاولت ان تكون مثلهم وترد الصفعه عاتبوها وقد نسوا ماذا فعلوا معها بالسابق فهم دائما يستغنوا عنها، لترد بحدة قاسية


= ولله؟! هو انتٍ مش واخده بالك ان انا اللي مفروض اعاتبكم وان انتم اللي خلفت الوعد مش هو! واخده بالك انا بقيلي قد ايه متجوزه وانتم نسيتوا الميعاد! غير الزيارات اللي كل واحده منكم لما بكلمها ترمي غلطها على الثاني وتقول انا فكرت اختك جت زريتك وسالت، وحتي المكالمات بطلتوها هي كمان... اوعوا تفكروا دلوقتي ان انا بعاتبكم لا خلاص انا رميت طبيبتكم زي ما انتم استغنيته عني من زمان! فبقيت دلوقتي انا اللي وحشه لما بعملكم نفس المعامله .


استدارت رانيا ناحية آدم ولوحت بذراعها في الهواء وهي تقول بنبرة محتقنة رامقة إياه  بنظرات احتقارية


=قويت البنت علينا خلاص واستغليت انشغلنا عنها شويه! انا كنت مخدوعه فيك الظاهر و طلعت مش سهل.. دي قد بنتك يا نهار ابيض هو انتم مستوعبين الفرق بينكم قد ايه ازاي قدرته تعملوا كده، اسمعي يا بنت انتٍ غصبا عنك هتيجي معانا انتٍ لسه عيله صغيره ومش فاهمه حاجه.. لو سيبناكي دلوقتي هتجيلنا بعد كده تبوسي ايدينا وتندمي


هدرت ديمة بتحذير وهي تضرب بقبضتها بعنف على الحائط جانبها 


= قلت لك اتكلمي مع جوزي بطريقه كويسه! وانا هنا برضايه ومش همشي ومش هسيب بيت جوزي، وما فيش حاجه اسمها غصب عنك انتٍ لو مش واخدي بالك انا خلاص عديت السن القانوني و اصلا أنا في حكم جوزي وما فيش قوه على الارض هتمنعني اسيبه، انا مش قاعده معاه عشان انتوا رميتوني هو صحيح ملي مكانكم وزياده و عمل اللي عمركم ما كنتم هتعملوه بس برده انا هنا عشان بحبه واخذت قراري من زمان هكمل حياتي معاه عشان بحبه .


جذبت زينب رانيا من يديها بحده وردت عليها بصراخ وهي تهدد بسبابتها


=ما تيلا يا رانيا انتٍ مستنيه ايه ما هي طردتنا هتقعدي اكتر من كده سيبيها عشان بعد كده لما يرميها رميه الكلاب تعرف قيمتنا! و ان احنا كنا صح واللي جنبها ده عمره ما هينفعها بس خليكي فاكره كويس يا ديمه ان انتٍ بعتي اخواتك عشانه! 


لوت ثغرها للجانب وهي تردد بانكسار حزين 


=وانتٍ كمان خليكي فاكره كويس ان انتٍ و اختك بعتوني من زمان وخلفتوا وصيه ابوكو وامكم، انا ياما عتبت وحذرت عشان تاخدوا بالكم مني لكن خلاص حتى لو هكون لوحدي مش هسامح و اعدي تاني! شرفتونا.


طالت ديمة أخواتها بنظرات متحدية بين كليهما حتى قطع ذلك انصرافهم من أمامهم تجمدت في مكانها لكن تحركت رأسها عفويًا معهم لتراهم وهم يخرجوا من المنزل ووجههم تعكسه حاله الغاضب، أخفضت رأسها ببطء بحزن وحنق فطول الوقت يفرون ويتخلون عنها بسهولة دون أي مقاومة.


وجه آدم حديثه إلى زوجته بعد خروجهم متسائلاً بتوجس 


=انا ما رضيتش اتدخل عشان هم اصلا شاكين ان انا اللي بحرضك، رغم كلامهم الجارح انا مسامحهم وعذرهم، بس نصيحه مني يا ديمه بلاش تقطعي صلتك بيهم عشان اي سبب حتى لو انا، خليهم يهدوا ونروح بعد كده نتكلم بهدوء ونفهمها الموضوع 


نظرت له بحدة ثم هزت رأسها باعتراض وهي تقول بحسرة 


=ولا هنروح ولا هنيجي! انت مش شايفهم عمالين ازاي اول ما قلت لهم ان انا هقعد مع جوزي مايرضوش يسمعوني حتي عملوا نفس الموقف بتاع زمان! لما قلت لهم ان معجبه بواحد ما حدش سامعني للاخر برده وهي دي مشكلتهم دايما.. هم صح وانا لازم اكون غلط طول الوقت، كفايه بقى تحكم وانا إللي همشي حياتي زي ما انا عاوزه وما عدتش عيله صغيره لما سابوني لوحدي سنين طويله اتعلمت بسبب كل مشكله كنت بقع فيها لوحدي وبحلها. 


لم ينتبه لملامح وجهها التي شحبت بإختناق وعجزت هي عن التنفس بصورة طبيعية فإلتفتت برأسها حولها وهي تردد بصعوبة 


= يمكن لما جوزوني ليك كانت هي دي المشكله الوحيده اللي ساعدوني على حلها ويا ريتهم كملوها للاخر .


تنهد بضيق شديد وهو يقول بإصرار جاد


= انتوا ما لكوش إلا بعض و مش عاجبني خلافاتكم دي طول الوقت مع بعض.. وانا عارف كويس يعني ايه اهل، ومش عاوز اكون أنا السبب في ده! 


أجابته بصوت مختنق ومتقطع وهي تسعل وكأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة 


= آآ انت بتقولي انا ما تقول لهم هم! هم دايما لما بيصدقوا يرموني في اي حته ويستغنوا عني الـ.. آآآه 


خــارت قواها ولم تستطع ساقيها حملها ولكن كان أدم الأسرع في الوصول إليها وأسندها بذراعيه ثم إنحنى ليحملها ووضعها برفق على الأريكة وسألها بهلع وهو يمسح على وجهها بكفه 


= في ايه مالك؟ ديمة دري عليا.. ايه اللي بيوجعك.


غابت عن الوعي فصرخ بذعر أكبر وهو يحاول إفاقتها وبسرعه حاول مستغيثاً بمن ينجده و بالفعل تم الاتصال على الطبيب القريب منه وقام بإفاقتها للإطمئنان على حالتها الصحية وكان آدم بجانبها طوال الوقت ولم يتركها، وعندما أبتعد إندفع نحوه وســأله بتلهف  


= مراتي عاملة إيه ؟

الصفحة التالية