-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 26 - 6 الأحد 21/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل السادس والعشرون

6

تم النشر يوم الأحد

21/7/2024

ابتسمت ضحي وهي تتنهد بارتياح ثم تحركت قائلة 


= انا هروح اجهز الأكل اللي انت جبته وهتاكل معايا ما فيش اعتراض.


ما ان دخلت المطبخ بعد أن بحثت عن مكانه ظل هو جالس بمكانه يتفحص حالته، شاعرا بالدموع العالقة به، لكن رغم كل ذلك كان دائماً فخوراً أن تزوج بضحي وانها معه طول الوقت 

ولم تتركه لحظة واحدة.


وتساءل هل إذا حدثت الأمور كما حدثت وكان وحده كالمعتاد، هل سيكون قائمًا على قدميه ولدي بعض الإرادة التي هو مشتاق لها الآن بسببها.. وبسبب حبه لها.


بينما بذلك الأثناء تعالي صوت ضحي بالداخل وهي مشغوله بتحضير الطعام مرددة بإعجاب 


= تعرف البيت ذوق جميل أوي! انا صحيح ما شفتش مرات آدم صاحبك دي هي جت فرحنا انت قلتلي بس مش فاكره ملامحها أوي، بس بما انها ساكنه في نفس العماره وخدنا شقتها يبقي لازم اشوفها واشكرها بنفسي.


= ضحي أنا بحبك.


التفتت خلفها بمفاجاه وهي تحمل العصير بيديها و سرعان ما شهقت عندما وجدت وجه منذر أمامها ممتلئ بالعصير و سريعاً تحركت إتجاه الخزانه تجلب أحد المناشف تمسح بها وجه منذر الذي كان ساكناً، وهي تردد بتوجس 


= أنا آسف يا منذر... هدومك كلها اتبهدلت معلش ما انا ما خدتش بالي انك ورايا بحسبك بره وبكلمك على اساس ده بصوتي عالي .


ظلت تقول ذلك ولكن منذر أمسك بكف يدها وهو ينظر الى عيناها مقترب منها و يكرر اعترافه


=ضحي انا أحبك ، انتٍ سمعتيني.


تجمدت و رمشت عده مرات محاولاً أن تسيطر على مشاعرها التي تفجرت الآن داخل قلبها اعتراف منذر لها كان غير متوقع منه و الان وبذلك الوقت وسط كل تلك الاجواء العصيبه، حاولت ضحي أن تتحدث ولكن أنفاسها فقط كانت تخرج بصعوبه، تلاشت أعصابها و نبض قلبها و شعرت أنها تطفه فوق السحاب من بعض مجرد كلمات فقط


حدقت عينيها الملتمعة كالنجوم في الفضاء في عيناه القهوائية، شعور راؤدُها حينها بأنها يجب عليها قول تلك الكلمة التي خرجت مِن زنزانة قلبها وشفتيها بكل حرية فأطلقت سراحها


= انا كمان بحبك يا منذر.. بحبك أوي أنت  احلى حاجه حصلت في حياتي، ومهما يحصل هفضل احبك وهفضل معاك .


لا يعلم كم مِن الوقت تاهت عيناه في شواطئ

عينيها أو كم مِن الوقت توقف قلبه عَن النبض

ثُم عاد ينبض كَنبض رجلا في سباق ركض ،

كل مايدركه هو تلك الحروف التي خرجت من

شفتيها لتكون تلك الكلمة التي سقطت عَلَى قلبه كدواء لَهُ مِن كل جروحه السابقة... 


كانت المرة الأولى التي يسمعها منها ، ويا الله

كم أحب سماعها وكأنها أغنية حب متفردة و

فريدة مِن نوعها مستعداً للاستماع أليها حتى

أخر يوم لَهُ في الحياة، لم يَكُن يعتقد بِإِن هذه الكلمة الصغيرة ستحمل كل هذه اللذة، آه لو

تعلم ضحي كم أحبها وسط سيل عيناه ليهمس لها قائلاً 


=وانا كمان بحبك أوي ويوم ما اسيبك هكون ميت.


أدمعت باكياً وضحكت بخفه من فيضان المشاعر التي تشعر بها بذلك الوقت واحتضن جسد معشوقته وسط حزنه والامه لتكون له الشفاء وهم ينظروا لبعض بشفقَة.. وكانت بالفعل افضل واحسن لحظه للاعتراف في ذلك الوقت حتى تتولد مشاعر جديده بذلك المكان، وفي اول طرقهم للبدء من جديد والسعي.


صحيح ثانية واحدة قادرة عَلى تغيير أشياء طويلة الأمد والأن أدرك بأن هذه الثانية

أتت وغيرت كل شيء لأنها كانت فوق مَخاوِفَهُ

أخرجته هذه الثانية مِن العُتمة التي عاش حياته بأكملها فيها وجعلته يتخطى مخاوفه في قول أحبكِ.. ولكن الحب غالباً يأتي متأخرة عَن آوانُه.. لكن بالنهايه المهم انه يأتي.


أخذت تنظر له بعين متهمة و تنهج من كم

ثورانها لم يمهلها تخيل ما فعلته كلماتها به، و اختطف شفتيها وسار بها الى اقرب فراش بالمنزل و أخيرا سينعم بدفئ اللقاء بينهم.. و أخيرا سيدخل جنته التى حرم منها..حاولت أن تدفعه بعيداً عنها، وهي تهرب من عيونه التي ترى فيها رغبه الاشتياق.. وكانت مستغربه اصراره على خوض العلاقه هنا ولكن هيهات من ذراعين قويتين مثل الحصن المنيع تحاصرها ولم تقدر على الهروب منه.. تأكدت من ظنونها عندما أطبق ذراعه أكثر على خصرها.


أبتعد عنها لاهث ثم اقترب يستند برأسه علي جبهتها يشتم انفاسها بدهاء.. يريدها ان تفقد ما تبقى لها من صبر ومشاعر.. هو يريدها زوجته فعليا تشبع رغبته.. امرأته التى يذوب فيها عشقا.. زوجته منبع الحنان.. يريدها كما عاهدها حنونه عطوفه عليه تسانده وتعاونه على الصبر.. يستكين فى أحضانها لتحتويه بحب وصبر وكأنها والدته. 


كان هو أيضاً لا يعرف لما هذه المشاعر اشتعلت به بذلك الوقت لكن لم يتوقف ابتلعت ريقها بضعف، قلبها وجسدها خاضعين له.. عقلها رافض ضعفها بذلك الوقت.. قررت أن تتغلب علي مشاعرها وأحاسيسها وامسكت ذراعيه لكي تبعدهم بعيداً عنها.. إلا أنه شدد في احتضانها.


وبتمهل مرهق لأعصابها دنى منها مجدداً يرتشفها قطره قطره بشفتيه، وأنامله تركت ذراعها لتمر علي ظهرها تعزف لحن سيمفونية شغف لها.. ظل يتنقل من قطر لأخرى بشفتان مثل الجمر يستكشف جسدها فهي مرته الأولى معها.. حتى أفقدها تحملها ولم تعد قدميها قادره على حملها.. ترنحت في وقفتها ليلف ذراعيه حول خصرها بتملك.. وحسم أمره لن يتركها الليله الا وهى ملكه بكل جوارحها سيطالب بحبيبته وزوجته ليكون لها أسدها المغوار الذي سيحطم الأسوار التى بنيت داخله لسنوات.


وهذه المره لم يجد ما يوقفه أو يمنعه من الإقتراب الى الحد المرغوب! لتختم ضحي معه ذكرى سيئه بيومه الى نهاية جميله ورائعه.


❈-❈-❈


في نفس التوقيت، وقفت زوجة مروان أسفل البناية القاطنة بها غاده وعائلتها رافعة رأسها للأعلى في شرفة منزلها بأعين لا تنتوي خيرًا مطلقًا، فالايام السابقه لم تتوقف غاده عن 

تهديد زوجها واتصالاتها المستمره حتى يعترف زوجها بالطفله إلا ستفضحه في منطقته! 


وبالنسبه إلى شخصيه مثل سعاد زوجته سيده ليس سهله بالمره ولا تهتم بالفضايح لذلك جاءت الى هنا لتفعل ما كانت تريد فعله غاده في زوجها، ويحل الخراب بها بدلاً منه.


وخلال الفتره السابقه طلبت من زوجها ان يثبتها بالحديث ويخبرها بأنه سيفعل ما تريد 

بينما هي كانت تتولى البحث عن معلومات كافيه عنها ومن زوجها علمت معلومات أكثر عنها، جعلتها تنوي لها فضيحه كبرى لن تستطيع اخمدها .


صفقت بكلتا يديها بقوة لتجذب الانتباه وتشد الأنظار نحوها، قبل أن تخرج صوتها المنفعل صارخة بكل ما أوتيت من قوة لتجذب الأنظار إليها


= يا اهل المنطقه.. تعالوا يا ناس اسمعوا كلكم و اعرفوا الأشكال الوسخـ.. إللي عايشة وسطكم! تعالي شوفوا الهانم اللي عامله نفسها العفيفه الشريفة طلعت ايه؟!. 


نجحت في سعيها وبدأ الناس في التجمع حولها لمعرفة التفاصيل القائمة وعن من تتحدث، مررت سريعًا أنظارها عليهم بحماس، ثم تابعت بصوتها الهادر الحقود


= اتفرجوا يا ناس على البجحة عديمة الرباية! طلعت خاينه وكدابه! وملبسه عيل لجوزها مش إبنه وهي عارفه كده كويس.. و إسمها غاده متولي الـ.. !. 


اخبرتهم باسمها بالكامل مما صدمه الجميع و ذهل، وسرعان ما صدرت همهمات جانبية فضولية لمعرفة أكثر وقد انكشف سترها بينهما، لكن تدخل رجل كبير وهو يقول بعتاب حاد 


=يا مدام عيب اللي انتٍ بتقولي ده دي اعراض ناس واللي انتٍ بتتكلمي عنها دي احنا نعرفها كويس ونعرف ابوها راجل غلبان وطيب مش حمل الكلام ده . 


أشارت بذراعها مرددة بصياح هائج و صرحت علنًا دون ان تهتم بالفضائح التي حدثت 


= ومين قال لك يا اخويا اللي انا بقول كلام و خلاص! ولو هي جدعه تطلع وتكذبني، وانا مسؤوله عن كل كلمه بقولها؟ غاده بنت متولي اللي عايشه معاكوا ست خاينه ومش كويسه وفاجـ... وملبس عيل لجوزها الاولاني أو اللي

طليقها دلوقتي .


أخذت نفسًا عميقًا ثم عاودت رفع رأسها وهي تكمل صراخها الجريئة واللاعن


= ودلوقتي بتلف على جوزي! اللي كانت بتخون جوزها معاه زمان، وكانت مقرطاسه الغلبان جوزها اللي اول ما عرف أصلها الواطي طلقها.. وقال يستر عليها ويعتبرها كلبه من كلاب الشوارع! مش تسكت بقى وتلم الليله لا أول ما شافت جوزي ثاني بالصدفة والقرش جري في أيده لفت عليه تاني وكانت عاوزه توعده في الحرام!. 


اتسعت أعين الجميع حولها وبدا الجميع مصدوم من تلك الحقائق التي يسمعها، و بدات الهمسات يتساءلون بعضهم البعض هل بالفعل غاده خائنه وانجيب طفل من رجل غير زوجها، وهل لذلك السبب لم يهتم منذر بالطفل لانه ليس إبنه حقا.


ابتسمت سعاد بسعادة بانجازها التي وصلت إليه لكن بعد كل ذلك لم تتوقف واستمرت في بعد الإدعاءات الباطله عنها، وترى من وجهه نظرها أنها تستحق ذلك واكثر! أضافت بصوت مرتفع باحتجاج ناقم 


= اطلعي يا بنت متولي كلميني، اطلعي قصاد الناس دي كلها وانكري إن بقول كلمه غلط! وما كنتيش بتشغلي جوزي في الرايحة والجاية لحد ما جاب أخره منك! وعرفني بغلطته زمان، وفضايح بفضايح بقى؟ انا بقولها قدام الناس دي كلها ان جوزي فعلا كان يعرفك يا واطيه معرفه قديمه وعمل معاكي علاقه وحملتي وانتٍ متجوزه، بس لما اتجوزني صارحني بكل حاجه وتاب بتشغلي من تاني ليه يا الـ...


استمر الوقت ولم يخرج احد وهي كانت تعلم جيد ذلك الذي سيحدث، وان الجميع سيترك فضيحه الرجل ويهتم بفضيحة المرأة، زادت من حدة نبرتها ورمقته الشرفه بنظرات نارية مضيفة


= شايفين بنفسكم يا ناس مش قادره تطلع هي ولا حد من اهلها يكدبني لو مش مصدقين المستشفيات موجوده تعمل تحليل لابنها، خلاص ريحتك فاحت والحتة كلها لازمًا تعرف وساخـ.ـتك!


وعلي بعد مسافة بدأت الهمسات بين النساء عن غاده و صدمه الجميع فيها وفي أخلاقها، نظرت أحد السيدات إلي تلك المرأة بنظرات تحمل الاحتقار ثم قالت بهمس الي التي بجانبها


= يادي الفضايح عشان كده منذر ما كانش بيسال على الواد ولا عليها، اتاري مش ابنه! 


أكدت الأخري علي كلماتها مشيرة بيدها 


= طول عمرنا صحيح عارفين منذر انه كويس وابن حلال وما تطلعش منه العيبه، ده مهما بيعمل ابوه فيه بيقوله حاضر ويوطي يبوس ايديه ومتربي، يبقى مش هيسال على ابنه يبقى الحكايه كده الواد مش ابنه شفتي القادره 


هزت رأسها مستنكرة تصرفاتها الوقاحه لتقول مجدداً بنظرات نافره


=منها لله البعيده، لا وكمان عاوزه تشاغل جوز الوليه تاني! ده إيه بجحتها دي و كانت عايشه وسطينا ازاي؟ انا ما كنتش بستريحلها من الأول بصراحه .


هزت رأسها بالايجاب عده مرات وهي تردد باشمئزاز


= على رايك بنت لسانها طويل ووشها اعوذ بالله اتاري من غضب ربنا عليها، ربنا يستر على وليانا .


في الاعلي بالطبع انتبه متولي و غاده إلى تلك الصرخات المسيئة عمدًا إليهم، وتوقف بالقرب من الشرفة وهو يستمع الى كل شيء بأعين مغلولة غير مصدق حديث تلك المرأة، لكن عندما نظر بطرف عينه الى ابنته وجدها تقف مثل الفأر ترتعش بخوف شديد وقد ذهلت من فعل تلك السيدة الغير متوقع.

  

احتقنت مقلتي متولي على الأخير مع كل كلمه تهتف بها تلك السيدة ضد ابنته، ثم التفت نحوها بازدراء واقترب بسرعه منها و هدر بصراخ متعصب


= يا بنت الكلب الكلام ده حقيقي! الست اللي تحت دي بتتبلى عليكي ولا كلامها صح! انطقي لا الا والله العظيم هسمع كلامها واعمل تحليل للواد فعلا.. و منذر كان يعرف عشان كده ما كانش بيعبرك ولا بيسال عليكم 


أحست بنظرات والدها تخترقها، ابتلعت ريقها بخوف شديد عندما أخبرها بأنه سيفعل ذلك التحليل حتى يتأكد من صدق حديثها، لم تجد مخرج إليها فقد فضحتها الأخرى بكل شيء وزادت في ادعاءات باطله عنها أيضاً مثل ما  كانت تنوي فعل ذلك مع بسمه وتفضحها أمام الجميع! وقد سعت الى ذلك الخراب بالفعل لكن انعكس عليها بصوره سيئه للغايه، همست بصوت متقطع بتلعثم


= آآ اسمعني الاول.. في حاجات بتتبلى عليا فيها! مش كل حـ.. حاجه صح آآ اكيد! انا هفهمك الموضوع و... آآه


أمسكها بقوة شديدة بعد أن صفعها عده مرات بكل قسوة ثم جذبها عنوة لتقف أمامه وهي تبكي بحرقة وتتألم، نظر أبيها لها شزرًا ثم هدر بغضب مستنكر


= تفهميني ايه؟؟ يا وسـ.ـخه يا واطيه انا تعملي فيا كده بعد العمر ده كله؟ تفضحيني الفضيحه دي! حرام عليكي عملت لك ايه.. ليه كده؟ حرام عليكي خليتي سمعتنا بقت على كل لسان .


وضع يده على رأسه ضاغطة عليه بقوة وهو يكمل بانكسار 


= عامله فيها الطاهرة الشريفة العفيفة، وانتٍ مية من تحت تبن! وعمال في الراحه وفي الجاية اشتم منذر وادعي عليه في كل صلاتي مفكره ظلمك زي ما مفهماني وفي الآخر ساتر عليك وساكت! منك لله يا شيخه يا ريتني مت قبل اليوم ده .


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة