رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 29 - 6 - الأحد 28/7/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل التاسع والعشرون
6
تم النشر يوم الأحد
28/7/2024
لوت شفتاها بضيق وهي ترد بحذر
= ما تخربيش على نفسك واسمعي كلامي، انا واثقه ان جوزك كمان فتره وقريب كمان هتيجي منه، الراجل برده مهما كبر هيكون نفسه في ولد
أغمضت عينها بيأس وإحباط وهي تهمس ببؤس
= هو مش بيفكر بالطريقه دي قلت لك انا كل اللي قلقني، ليكون اللي في ده بسبب أنه ما كملش العلاج للآخر .
لاحظت كوثر قدومه لتنهض بصمت تاخذ منها الطفله وتذهب حتى يحلوا ذلك الجدال بينهما،
نهضت ضحي هي الأخري لتقف أمامه بتوتر ملحوظ بفستانها البسيط، شعرت به يجذبها من خصرها ويشدد فوقه وينحني بجزعه حتي اقترب من وجهها و شعرت بشفتيه تلامس اذنها يهمس بحب وبابتسامة مغرية
= ايه يا حبيبتي تعالي اقفي جنبي عشان اعرفك على الناس والمجتمع الجديد اللي دخلنا وبقينا فيه، هي دي حياتنا كلنا بداية أحسن وأفضل للي جــاي ! مش كده ما بترديش ليه هو انتٍ لسه زعلانه مني .
تجردت من اضطراب مشاعرها وخوفها من رد فعله قائله
= انا مش زعلانه على قرارك انا زعلانه ان انت مخدتش رأيي! وبصراحه انا نفسي في اطفال تاني طفل واحد بس حتى.. هو انت مش واخد بالك ان انا مراتك على فكره و موضوع زي ده تفتحني فيه قبل ما تديني الأمر
شعرت بلمساته حين اخذ يتمسح بأنفه فوق بشره وجهها الحريريه وبأنفاسه الدافئه حين قال بلين وصبر حتى تستجيب له
= ضحي بالراحه كده وبشويش احنا الاتنين حصلت لينا مشاكل وكنا خلاص فقدنا أن احنا نكون عندنا طفل صح؟ لحد ما ربنا اراد و جاتلنا بنت زي القمر وكنا نفسنا قبلها حتى بعيل واحد بس.. يبقي نحمد ربنا عليه مش لما يجي بقى نتشرط ونتامر.. قفليه على الموضوع ده لو بتحبيني عشان انا مش هغير رايي فيه، و بعدين طفل واحد هنكون قادرين نوفرله كل حاجه .
هزت رأسها برفض وهي تقول بنبرة حادة
= منذر احنا حياتنا بقت كويسه ونقدر نصرف علي بدل العيل عشره كمان، انت بتقول كده عشان احساسك اللي جواكم وماثر عليك ومش عارف تتخلص منه لحد دلوقتي
جز علي أسنانه مغتاظًا منها ثم أضاف بصوت غاضب غير قابله للنقاش
= ضحي انا ما فيش حاجه ماثره معايا انا خايف ابقى ظالم زيهم، وأيوه مكتفي بيكي و ببنتي.. لأنكم حياتي كلها ودنيتي الجديدة اللي ماتمناش غير إني أعيش فيها معاكي ومعاها ممكن بقى ما نفتحش الموضوع ده تاني لو سمحت
إستندت بكفيها عليه وهي تخرج تنهيدات حارة من صدرها بقله حيله ثم قالت باستسلام
= حاضر يا منذر
إحتضنها بشغف أكبر وهمس بصوت حنون وهو يقبل كفها بأسف
= ما تزعليش مني يا حبيبتي هاه! انا بحاول اعمل لك كل حاجه سواء قادر عليها أو ما اقدرش كمان، بس بلاش تضغطي عليا في الموضوع ده.. أنا روحي فيكي وانتٍ عارفه ده كويس.
استغرب حين وجدته يمسك هاتفه ويحاول الاتصال باحد دون استجابه للطرف الاخر، هزت بكتفيها قائلة باهتمام
= هو انت عمال تكلم مين ومش بيرد عليك.
أجاب بهدوء وهو مزال يحاول الاتصال بها
= دي رغد مش عارف اتاخرت ليه
عقدت حاجيبها للاعلي بتعجب ثم وضعت يدها على كتف زوجها لتربت عليه قائلة بفضول كبير
= رغد مين ؟!.
ظهرت أعلي ثغره ابتسامة رقيقة و رد بهدوء واثق
= رغد بنت صاحب الشركه اللي انا شغال معاه وصديقتي!. هتحبيها أوي لما اعرفك عليها بس لما تيجي.. مش عارف اتاخرت ليه.
ابتعدت عنه باستنكار كبير فاستشاطت غضبًا و غيره من كلمه صديقته فمن متى وهو له اصدقاء فتيات، ولما متحمس هكذا لمقابلتها! لتردد بصوت مكتوم
= لا مش فاهمه يعني ايه صاحبتك ولا صديقتك دي ومن امتى وانت كان ليك اصدقاء بنات!
استاء من حديثها عن تصرفاته السابقة فعاتبها بلطف
= في ايه يا حبيبتي هو انا قلت لك ماشي معاها، مجرد صداقه عاديه يعني وبعدين انسى زمان ده احنا في دلوقتي، و كل مرحله وليها تغيرها .
نظرت له مذهولة وتسمرت في مكانها من طريقته الجديدة، ثم تابعت رحيله بأعين غير مفهومة ولا مستوعبة كلماته أو تغيره.!!
❈-❈-❈
في منزل شاهين، كان يجلسونا لتناول الطعام رغم غياب معاذ المفاجئ لم يعلق احد على الأمر كثيراً، فكانت مايسة متردده في قولها لكنها حسمت امرها بالنهايه وربتت على كتف زوجها مرددة بحذر
=شاهين كنت عاوزه اقول لك حاجه .
لم يرد زوجها في البداية على كلام زوجته، لكن عندما عادت تهتف باسمه مما جعل الآخر يرد مزمجرا بصرامة
=مش هجيبلك خدامه تساعدك في البيت يا مايسة قلت لك اكثر من مره الفلوس مش مكفيه وبتكفي البيت بالعافيه، تعالي على نفسك واخديمينا.. مش عارف عامله الموضوع مشكله ليه ما انتٍ من اول يوم جواز وبتعملي بدأتي بس تدلعي لما بسمة جت و أهي طفشت هي كمان
أخرجت من صدرها تنهيدة عميقة، قائلة بابتسامة باهتة
= انا ما كنتش هقول لك على كده انا كنت هقول لك ما فيش اخبار عن منذر، الواد من ساعه ما مشي معقول ما اتصلش بحد فينا يطمن علينا ولا يطمننا عليه! انت عارف انا حسبت قد ايه بقيله ماشي طلع يجي اكتر من ثلاث سنين.. شايف ان دي مهله قليله ما نقلقش عليه ليكون جرا له حاجه
هز رأسه معارضاً و قال بصوتٍ ميت خالٍ من الحياة
= لا طبعاً مش عادي، بس هو لا هيتصل ولا هيعرفنا طريقه، ده تلاقيه لما صدق خلص مننا.. وما اعرفش طريقه ولا حد اساله عنه
عبست بوجهها معترضًا، وهي تعاتبه بجفاء
=يعني ايه ما تعرفش حد، آمال الناس اللي حوالي فين ما كان بيقعد معاك في الوكاله اكتر ما بيقعد معانا في البيت معقول ما تعرفش اصحاب لي تسألهم
كسا الحزن تعابيره وبدا بائسًا إلى حد كبير
ثم نظر لها بفتور مرددًا بيأس
= لا يا مايسة ما اعرفش حاجه عنه، و ما اعرفش ابنك اذا كان لي اصحاب ولا لا زي ما انتٍ برده أمه وما تعرفيش حاجه عنه.
نظرت له بإشفاق متمتمة بحرقة
=والله ما أقصد يا شاهين بس قلبي واجعني على الواد وعاوزه اطمن عليه.. كل يوم بقول هيجي ده ما لوش غيرنا هو يقدر يستغنى عننا بس طلع معاك حق! هو لما صدق خلص مننا، ما هو صحيح هيرجعلنا ليه؟ عشان نحمله فوق طاقته تاني.. عشان مهما يعمل معانا كويس والصالح نقول ايه يعني؟ هو عمل اللي ما اتعملش، بس لما مشي عرفت قيمته وان كان بيعمل معانا كتير واحنا اللي ما نستاهلش
تنهد مطولاً ولم يضف المزيد، لكنه نهض من علي السفرة وألقى بثقل جسده على أقرب أريكة محدقًا أمامه بنظرات شاردة، راقبته مايسة باهتمام، ففي الماضي مهما أخطأ معه كان يجد من منذر الصمت والهدوء والمجاراة لكن الآن اختلف الوضع معه وذهب بلا رجعه.. فنطق بعذاب
= لسه عارفه دلوقتي بس قمته وحسيتي بفراقه، انا حاسس من اول يوم وبحاول اكذب نفسي واعمل مش واخد بالي! فراق منذر اطم ضهري يا مايسه وكسرني أوي.. انا نفسي ما كنتش واخد بالي انه طلع مهم عندي أوي كده وفراقه هياثر بيا بالشكل ده .
نظرت إليه بأعين حزينة للغاية ثم تذكرت السيدة كوثر، فبالتاكيد ما زالت تتواصل مع ابنتها وعن طريقها ستعرف طريق منذر أبنها
لتتحدث مع نفسها هاتفه بحسم
= ما فيش غير الحل ده هروحلها بكره البيت
وهفضل اتحايل عليها عشان تقولي عنوان منذر فين.. لازم اعرف طريقك وارجعك يا أبني.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية